قلبي ليس أسودًا يا أمي ,

ليس كذلك أبدًا و لن يكون مهما حدث سأحافظ عليه نقيءٍ أبيضاً كما أول يومًا خُلقت به
كما أول يومًا رأيتُ فيه النور بعد فضل الله ثم فضلك سأحاول أن أجعله كـ قلبك الذي يُسامح
و ينسى سأحاول أن أجعله كريمًا يُحب كل أحد و لا يحقد أبدًا سأبذل جهدي في ان أجعله كـ قلبكِ الطاهر ..

........ لا زلتُ أذكر ذلك اليوم حين جئتُ من المدرسه غاضبه كنتُ في سن الثالثه على ما أظن
صرختُ بـ حنق و صوتٍ عالٍ أنا أكره منى سرقت ( الساندوتش ) مني اليوم و أتمتم في نفسي
و أتوعد برد إعتباري منها في الغد كنتِ تقولين لي ( * وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ )
كـ رساله صغيره كـ همسه جميله هدفها إصلاحي و قد نجحتِ حينها يا أمي بـ جداراه !
قد أغضبُ يومًا و يزلني شيطاني فـ أشتم و ألعن و لا أستطيع الصمت كأي إنسان ليس معصومًا عن الخطأ
قد يظلمني أحدهم بأي أنواع الظلم و لا أستطيع العفو و لا أن أسامحه و لا حتى أستطيع النسيان ,
لكني أعود و أتذكر كل الأحداث و أشعر بالذنب و وخز الضمير و أعتذر لنعود كما كُنا كما من قبل
نضحك و نتجاذب أطراف الحديث و كأن شيءٍ لم يكن و كأنه لم يحدث أي شيء كاد أن يُفسد العلاقه
أحياناً أحُس بأني لستُ مخطيئه لستُ مُذنبه و ليس من الواجب أن أعتذر لكني لا أرتاح لا أرتاح في ليلي لا أنام
في الصباح لا أكون على ما يرام أعزمُ على إنهاء حاله الجفاء هذه لكني أُقابل بالصد !
قلبي لم يكن أسودًا يا عمي فأنا إبنة أخيك الأكبر الـ كُنت تقول بأنه كـ أبيك تمامًا له الفضل بعد ألله في أشياء
كثيره في حياتك كان يجوع لـ تشبع يتعب لـ ترتاح هو ذاك الرجل الذي تربية أنا في بيته و تحت كنفه سبعة عشر عامً
علمني كيف أحبُ الناس كيف أسامح كيف احاول الخلاص من الأحقاد و الضغائن لا تظن بأن الزمن سـ ُيغيرني أبدًا
و لا أنكر بأني في يوم مضى قد كرهتك و صورتك الجميله سقطت من عيني و كتبت لك رسائل لكنها لم تصلك !
شعرت بـ لحظه أنه لا يمكن أن نعود كما كنا لا يمكن أن يجتمع قلبينا بـ صفاء و حب لذلك أبتعدتُ كثيراً
و تعبت أكثر و أكثر و في كل يوم و ساعه و ثانيه أزداد وجعًا و ألمًا و أنتَ لا تعلم ..

قلبي ليس أسودًا يا منى يا شقيقة روحي و صديقه طفولتي وحدكِ تعرفينني جيدًا تعرفين كم أنا أتغاضى كثيرًا
أتغاضى عن أمورٍ لربما كانت سببًا في حاله بكاء , صمت قاتل , وجع مستتر , تظاهر كاذب و .. لا أهتم
وحدكِ تدركين كل المشاعر المكبوته داخلي و التي تنتظر وقت إنفجارها و قد تسبب خسائر هائله لا حصر لها
و مع ذلك لم تبادريين مره في إصلاح ما بيننا و أنا التي كلما تذكرت { * لا يحل للمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث }
اختنق و اشعر بأن الكون يضيق بي رغم رحابه السماء و أن ألله غاضبٍ عليّ و كل أعمالي الصالحه كعدمها ,

يا ألله كل من أُخطيءُ في حقهم لا يعفون عني كل الذين أعتذر منهم لا يسامحونني و أنا من أتألم بصمت
و كأنهم إتفقوا على نفي من بينهم لن أقول أنني لم أتأثر بكلماتهم الجارحه و لم أُصدم بقسوة قلوبهم الـ خُدعتُ بها
يا ألله لم أعد قادره على محو كل النكت السوداء في قلبي كما الأمس باتت عصيه عن الإزاله بكل محاولاتي الفاشله
يا ألله أعدني إلي أعدني إلي أعدني إلي و خلصني من كل الأحقاد المميته !
يا ألله اُشهدك أمام كل من يقرأ بأني لا أحمل مقدار ذرةٍ من حقد في قلبي على أحد كما ظنوا سُوءًا في قلبي

إنتهى .