بعد ما شاهدته الليلة .. أيقنت وآمنت بما ترمي إليه هذا العبارة البسيطة التي ستمثل
لي أنا ( شخصياً ) قاعدة ( أخلاقية ) و ( أدبية ) وحتى ( برستيجية ) للناطقين بغير العربية :


" من كثر كلامه كثر لغطه "


ما أجملها من عبارة .. وما أصدقها من كلمات .. وما أعمقها من حكمة .. !!
لا أعلم من أين أبدأ .. وكيف أنطلق .. وهل أتسلح في رحلتي هذه بخنجر ( الهجوم )
أم يفضّل أن ألبس ( درع الدفاع ) .. أو أن أقف في المنتصف وأنتظر .. وأنتظر .. وأنتظر .. !!


فصُراخهم مُزعج .. وأسلوبهم همجي .. ومنطقهم أعوج .. وجدالهم أحمق .. !!
خزعبلات يُروجونها بتسويق ( البسطات ) .. وأكاذيب بإخراج احترافي ( فاشل ) ..
ضجيج في المنتديات وفي القنوات .. بالبيانات وبالمداخلات .. وصوت ( اللا صوت ) يصدح هنا وهناك
وحتى في ( المريخ ) سوف ( ينطنط ) و ( يدندن ) و ( ينعق ) إن استدعت الحاجة أن يُمَارسْ التجاوز الأخرق ..
وُتطبَّقْ الغطرسة بفوقية بغيضة .. لنشاهد في الأخير وببسالة ( رخوة ) سياسة ( نفخ الريش ) ..


وليتها تكون على شيء بل هي على لا شيء .. !!


حتى أبجديات ( النقاش الحضاري ) لا يعرفون منها إلا ( خذوهم بالصوت ) و ( أنا ولد فلان ) ..
يحاول ( العقل الحكيم ) بشتى الطرق أن يبين لهم الحقائق بالأرقام .. بالتاريخ .. بالوثائق .. بالكلمة الحسنة
ويأبى ( الجاهل ) إلا أن ينساق خلف ( عبطه ) و ( جهله ) و ( تخلفه ) .. !!


" تكلموا تُعرفوا ، فإن المرء مخبوء تحت لسانه "


حتى ( الاحترام ) يتوارى خلف عباءة ( الجاه ) ويندس بين زوايا تلك العبارة التي تسبق ( الأسماء ) ..
وتفرق بين ( الأشخاص ) .. ولا فرق بين عربي ولا أعجمي إلا بالتقوى .. !!


تلك العبارة التعريفية ( الرسمية ) التي جعلت من ( الصغير ) في نظر نفسه ( كبير ) ..
وحولت ( الفاشل ) في عين سقوطه إلى ( ناجح بدرجة امتياز ) .. !!


إنه ببساطة ( زمن الاستعباد ) .. الذي فيه شاهدنا بكل حسرة الكرامة تداس ..
والأفواه تكمم .. والحق يُسحق .. وفيكم خير يا عامة الشعب .. جادلوني أو سكتوني .. !!


فأنا ( فلان ولد فلان آل فلان ) ..
والأبواب كلها مفتوحة أمامي ولا يستطيع أن يردعني إلا ( تربيتي ) .. !!


نشكك في النيات .. ونقول ما نقول علناً وسراً .. ونخطئ على من نُريد .. يحق لنا أطال الله في أعمارنا .. !!


لا أعمم .. فكل قاعدة شواذ .. عفواً .. بكل لكل شواذ ( قاعدة ) .. !!
وبين هذه وتلك بحور وهضاب وسهول وأودية وعشرات السنين من ( التربية والتنشئة ) .. !!


.
.


الليلة وفي برنامج ( عامة الشعب ) و ( المساكين )
خرج علينا ( المطرود ) وكعادة من سبقوه .. كانوا عنواناً للإساءة للآخرين ..
فلا حكام سلموا من بذاءة لسانهم .. ولا لاعبين تجاوزتهم عباراتهم السليطة ..
ولا أمانة إلا ونصبوا لها المشانق وكالوا على أصحابها أبشع التهم ..!!
حتى وكلاء الأعمال قاطعوهم وقالوا فيهم ما لا يليق أن يقال بمسلم يصلي ويصوم ويذكر الله .. !!


تغاضينا في السابق لأن الإساءة بدرت من ( صغير أحمق ) ومن ( حثالة المجتمع ) ..
لكن هذه المرة كانت الإساءة من ( صاحب سمو ) بعد أن سبقه ذلك السقيم ( غراب البال توك ) .. !!

ليقول بكل وقاحة ( شيخكم ) ما هو ( شيخي ) .. فلا نامت أعين ( الجبنـاء الأشقياء ) .. !!

وكأن الشيخ عبدالرحمن بن سعيد ( كخه ) ولا يزال ( مراهق ) .. ولا يستحق أن يطلق عليه لقب ( شيخ ) .. وإن لم يكن لعطاءه .. كان اللقب على ( سنه ) .. !!

كرم الله لحيته البيضاء التي لا يساويها بياضاً إلا ( قلبه الطيب ) .. !!








فوق الروس شامخ مكانك في العلالي .. ولا عاش ( الصغير ) اللي من ( الأدب ) خالي .. !!



أبي وجدي وأستاذي وأخي وأخي وحبيبي وموجهي ومعلمي أنت يا ( شيخي ) ..
نحن الزعماء الأبناء الأوفياء .. وأنت لنا الأب الحنون والشيخ الجليل والعقل الحكيم والمؤسس الكريم ..


نحن عونك .. سندك .. ظهرك .. أكتافك .. عيونك .. لسانك ..
نحن أنت وأنت نحن ..

لا عليك يا شيخي الجليل من أصحاب ( القلوب السوداء ) ..


نتشرف بك .. نسمو بأخلاقك .. نفخر ببياض قلبك .. نتغنى بزرقة عواطفك ..
فأنت من علمتنا كيف ( نعشق ) .. وكيف ( نحترم ) .. وكيف نصادق المنصات .. !!


منك تعلمنا أن الهلال وطن آخر يحتوينا بكل عطف ..
أن الهلال سماء تتزين بنجومها التي هي ( نحن ) ..


منك عرفنا أن الهلال قوة ساكنة إلا في معارك ( العشب الأخضر ) ..
وعلى يديك تتلمذنا في صفوف ( التواضع ) وتخرجنا من جامعات ( كلنا عيال تسعة ) .. !!

فأميرنا ودكتورنا وأستاذنا ومدربنا ولاعبنا ومشجعنا ..
جميعهم يعرفون ماذا يعني أن تكون ( هلاليـاً محترما ) ..


ولا عزاء لمن تمرسوا على ( الإساءة ) فأصبحت وصمة عار على ( أخلاقهم ) .. !!




شيخي الفاضل :


بقيت لنا ولهلالنا عزاً وفخرا .. وطالت معنا أيامك وسنينك ..
ولا عدمناك .. ولا رأيت مكروهاً يا شيخي وأبي ومعلمي ..



دمتَ فوق رؤوس الصغار يا شيخ الجميع .. !!






.
.








سكون الجرح