نادي الهلال السعودي - شبكة الزعيم - الموقع الرسمي

سأنسحب

ترددت كثيرا قبل أن اكتب هذا الموضوع خشيت أن يفهم البعض أني اريد إثارة بلبلة او اشعال فتنة او ايجاد فكرة الجميع يرفض ولادتها
او التحاور فيها لأن الكل يعتقد أني بهذا الطرح تجاوزت حدود وفككت قيود الكل يلتزم فيها

واتمنى أن لا تفهموا من عنواني أني اريد الانسحاب من المنتدى فذلك امر بسيط وليس غريب ولن يفقدني حبيب ولا صديق
فهذا المنتدى كأنه يمثل الحياة وبشكل بسيط فالحياة فيها من يموت وفيها من يلد وكذلك المنتدى فيها من يغادر وفيها من يأتي
وارجع واقول أني بطبعي ادعي الحكمة والمعرفة واشعر بأن لي عقل راجح يدلني بعون الله إلى الصواب
ومن كثر الحكمة التي تشربتها من صغري إلى اليوم التي اقنع نفسي أني تشربتها وعقلتها مع أن من حولي يجردني من الرزانة في القول والحكمة في العمل
ولكني اتجاوزهم ليس بثقة امتلكها وأنما بأعتقادي أن الله اسبغ علي نعمة هم يحسدوني عليها
ولكن لا يعني أن كوني حكيم أن لا أخطئ وكذلك زملائي الحكماء ايضا يخطئون فهم بشر كما هو حالي
ولكن حينما اشطح(بمعنى اخرج عن مسار الواقع) فثق تماما أني اتقن فن الشطح واجيد أن ادافع عن شطحاتي ولكن ليس مع هذه الشطحة
فأنا دائم التفكير وهذا من افعال الفلاسفة الذين يعرفون احيانا بشطحاتهم التاريخية ولكن لا احد ينكر ما قدموه للبشرية من افكار اثرت في مجتمعاتهم وجعلته يرتقي

فأنا من سنين مضت اتساءل وأسأل نفسي ومن حولي واقول ما نهاية كل أنسان الجواب معروف هو الموت
ونحن كعقيدة نؤمن أن بعد الموت بعث وحساب فأما نعيم مقيم او عذاب وجحيم
ولكن ليس هذا ما اريد أن اقوله تابع معي كلماتي فهي الخريطة التي توصلك لافكاري

الكل منا يمر او يشعر او يوسوس بلحظة من اللحظات أن الموت قرب منه وأن هذه الساعات هي آخر ما تبقى من حياته فتبدأ ذاكرته تعمل ويبدأ يحاسب نفسه فيتذكر صلاة الفجر لم اصليها إلا متأخرا وكذلك المال الذي اقترضته لم اسدده
وتبدأ تهطل عليك المعاصي كهطول المطر ترتعب تخاف تشعر أن حياتك انتهت وانت تحمل ذنوب كثيرة
تستغفر تحاول أن تستدرك ما فات من وقتك فيما لا فائدة فيه وتحاول ايضا أن تكفر عن اوقاتك التي قضيتها بالمعاصي
وانت تنتظر حضور ملك الموت تسأل الله أن يعطيك فرصة وأن يمد في ايامك ساعات معدودة لتصبح عابدا زاهدا خاشعا طائعا لعلك تفوز برضى الرحمن
ولكن أنت تعرف أن الاجل لا يتأخر ولا يتقدم فلن ينفعك ترجيك لملك الموت إذا جاء يقبض روحك
أذا المصير المحتوم هو الموت ومن بعد الموت يأتي ما أخبر به نبينا محمد صلى الله عليه وسلم

ولكن هنا راودني سؤال ولازمتني حيرة وافترضت
أن الله جعل للأنسان قبل نهايته خياران أما الموت وما بعد الموت او الانسحاب من هذا الاختبار اقصد الحساب
واقصد بالانسحاب أن تصبح عدم كما كان حالك قبل وجودك
فهل يا ترى كنت ستختار الموت او ستختار الانسحاب
فأن مال قلبك للأنسحاب فأعد النظرة في نفسك وحاسبها قبل أن يأتيها الحساب
فالحقيقة تلغي هذا الافتراض واعني بذلك افتراض الانسحاب
فلا يوجد سوى مصير واحد قد اخبرنا الله به في محكم التنزيل ووضحه لنا رسولنا الكريم
واعرف أن بالموت يذل الله به الجبابرة وينهي به ملك الملوك ويبعد به الاحبة ويفصل به العبد عن ماله واهله
هذا هو الموت مرعب ومخيف وله سكرات اسأل الله أن يخففها علينا
ومنهج المسلم في الحياة أن يغلب جانب الخوف من الله على الرجاء من الله في حياته
ولكن عند سكراته فعليه يغلب جانب الرجاء على جانب الخوف

وفي النهاية استغفر الله أن قلت جهلا او طرحت خطأ او فعلت ذنبا فأسأل الله لي ولكم نزل الشهداء وعيش السعداء
والصلاة والسلام على اشرف الخلق محمد صلى الله عليه وسلم