نادي الهلال السعودي - شبكة الزعيم - الموقع الرسمي

نادي الهلال السعودي - شبكة الزعيم - الموقع الرسمي (http://vb.alhilal.com/)
-   منتدى المجلس العام (http://vb.alhilal.com/f1/)
-   -   الشغالة فاطمة الصومالية ... الهاربة الصابرة ( القصة الكاملة ) (http://vb.alhilal.com/t738908.html)

فوق الجراح 19/03/2009 06:37 PM

الشغالة فاطمة الصومالية ... الهاربة الصابرة ....السوبر ستار الحقيقية ( القصة الكاملة )
 
عزيزي القاري: يسعدنا سماع ارائكم حول القصة

فلا تحرمونا من تعليقاتكم القيمة ولكم تحياتي



فاطمة الصابرة

علمينا كيف نكون رجالا في المحن والضروب الجلل



لله درك يا فاطمة يا صابرة ...... والله انك سوبر ستار نادر لقهر الصعاب

قصتها مع الزمن مريرية وقاتمة ....حتى ان قارئها يتمنى ان تكون أحداثها ضربا من الخيال لا حقيقة الواقع


فاطمة الصومالية امرأة في نهاية العقد الرابع من عمرها و متزوجة مرتين ومطلقة مرتين

لها من الاولاد خمسة الا ان نصفهم الاول في الصومال لا يعرف نصفهم الثاني في السعودية

فاطمه لم تدرس في الجامعات الا انها مدرسة كبرى في جبروت الصبر والتحمل

صامتة وهادئة ومطيعة دائما ...... الا ان عينيها تكشفان عن بركان يثور في داخلها

قصتها لا تشابه قصصنا..... وهمومها واوجاعها نار لا تنطفى في ليلها ونهارها

كبريائها وتماسكها.......يمنعانها من الانفجار باكية ... فالشكوى لغير الله مذلة

احلامها صعبة المنال والتحقيق رغم بساطتها ونبل غايتها......الا انها على الله بغير بعيدة

فاطمة تكسب لقمة عيشها من خدمة المنازل واروقتها بين روائح مطابخها وحماماتها

وفوضى ادراجها و مجالسها و مزاجية ساكنيها وزائريها

عدآ عن رعبها من هاجس وقوعها فريسة سهلة لنزوتهم الشخصية ؟؟؟


( الجزء الاول )

ظلم ذوي القربي

بدأت قصة فاطمة في بلدها الصومال الذي يعيش واقع معيشي منهزم بسبب الحرب الاهلية

حينما اجبرها والديها على الارتباط الزوجي بمن لا تحب فبلعت فاطمة غصة النكبة على

مضض وسلمت امرها لله و توالت ايامها مع زوجها بين ملل وغضب وسعادة

حتى رزقت بمولودتها الاولى ثم الثانية و كشفت لها الايام معدن

زوجها بليد الحس الذي لا تعرف المسؤولية الى عقله وقلبه طريق

وانفاقه على منزله بالكاد يسد رمق الطفلتين وزوجته

عدآ عن غيابه الطويل عن البيت وكأنه ضيف ينتظر ان يكرم في داره ؟؟؟؟

ولم تفلح صيحات فاطمة في وجهه و وجه اهله واهلها وباء دفاعها عن بيتها بالفشل بل

امتدت الازمة لصدامات عنيفة طالت كرامتها وجسدها لتتوج بالطلاق الثلاثي .

هذه المرة لم تستسلم فاطمة لوجعها و لتميحات اهلها بعدم مسؤوليتهم عنها وعن بناتها رغم

انهم الجناة الحقيقين عليها، وكان قدرها ان تسدد فاتورة جهل هذا المجتمع والذي يجبر الضحية ان

تتحمل تبعات نزوات جلادها ، فعزمت على ان تستقل بقرارها وبحريتها لتستطيع تربية

بناتها دون ضغوط ، الا ان جهودها بأت بالفشل لعدم قدرتها على الانفاق و لضيق فرص

العمل في مدينتها التي تحكم بقانون الغابات والمنكوبة بفوضى السلاح وعصابات النهب و

القتل و توقف النشاط الاقتصادي ،علاوة عن انها لا تتقن من المهن سوى ان تكون أم

لبناتها اللاتي لا يتوقفن عن الشكوى أثر قسوة اهلهن ، و دارت بها الافكار ودارت بها

الايام لتجد نفسها فريسة امام سمسار للبشر من مدينتها ليقدم لها فيزا عمرة الى السعودية

للعمل كخادمة في المنازل وبين شد وجذب وبين حلم الاستقلال و حلم الامان لغد افضل،

وافقت فاطمة على قرار السفر رغم مرارته ورغم جهلها بما ينتظرها من احداث مصيرية، فتعلقت

بحبال الهواء الذائبة، وأستدانت ما تبقى لاسرتها من فتات المال ومن تحويشة العمر و بما جاد به

المتعاطفين معها وحزمت حقائبها تاركة خلفها ابنتين في السادسة والسابعة من العمر، و دعتهما

بحرقة وقلبها ينخلع آلما وكانها تفقد ضلعين من اضلاعهما مازال مكانهما فارغا

حتى يومنا هذا؟؟؟؟


( الجزء الثاني )

رحلة المشي على الجمر

رحلة المجهول التي بدأت بالخروج من الصومال الى حدود احدى الدول المجاروة

عبر الاستعانة بالمهربين لعبور سلسلة الصحارى والجبال للتوراي عن اعين وكمائن العصابات المسلحة

الذين لايفرقون بين شيخ وامراة في شحذ رقابهم بسكين

واستغرقت الرحلة يومان بين توقف وترقب و رعب حتى تمكنوا من الوصول آمنين للحدود

و كأنهم قد كتبت لهم الحياة من جديد

وفاطمة تحترق حزنا وتأكلها نيران البعد عن فلذات اكبادها

و بين لحظة واخرى كانت مترددة بطلب العودة لاهلها ولكن

لا مهرب من الديون التي تتطوق رقبتها .

امضت فاطمة يوم اخر للوصول الى المطار الدولي و صعدت الطائرة

التي تقلها الى المملكة العربية السعودية

وعند نقطة الجوازات حمدت الله كثيرا بان فيزة العمرة التي ختمت

على جوازها في بلدها كانت صحيحة وغير مزورة .

توجهت فاطمة من مطار مدينة جدة الى مكة المكرمة وادت فريضة العمرة

ودعت ربها ان يهون عليها رحلة عمرها العملية وان يعيدها

الى اهلها سالمة لتضم بناتها لحضنها.

ثم بدأت مرحلة جديدة وهي تقمص دور فاطمة الهاربة والمخالفة لانظمة الاقامة

حيث كان بحوزتها ارقام لسمسارة الخادمات من الجنسية الافريقية في مدينة مكة المكرمة

و التي يحكمها حي يعرف ( حوش بكر ) الشهير بالتدليل على الخادمات

الهاربات من كافة الجنسيات وباتت فاطمة

رقم من ضمن هذه الارقام المخالفة وخاضعه لقوانين السمسارة الذين يتاجرون بالبشر

وكانها جارية في سوق النخاسة، وعلى الرغم من انها لم توفق

لايجاد عمل خلال الاسابيع الاولى فقد رضيت فاطمة الصابرة

بالعودة الى مدينة جدة للعيش في منزل ارحامها في منطقة شعبية

وتوالت الايام حتى استطاعت ان تعمل في احدى المنازل لدى احدى العائلات

و واجهت عائق اللغة المشتركة واختلاف نمط المعيشة من التعامل مع الاجهزة الكهربائية وخلط المنظفات

و تعرضها لنظرات الشك تارة ونظرات العطف تارة اخرى .

حمدت ربها على هذا الفضل الكبير واستطاعتها على ان تؤمن قليل من المال

وبعد مرور الاشهر الثلاث الاولى ...أستطاعت ان ترسل لبناتها واهلها مبلغ من المال

الا ان هذا النعيم لم يدم طويلا حيث علمت فاطمة من مصادر قريبة بان طليقها قد قام باخذ بناتها للعيش معه

وهنا أدركت بان قرار زوجها بضم بناته نبع من طمعه بالمصروف الذي ترسله لهن

وباتت تواجه مصير جديد بان تنفق على طليقها رغما عن انفها؟؟؟؟

فقالت : حسبنا الله و نعم الوكيل .

وفي ذات السياق مازالت فاطمة تحتال في لعبتها التخفي اليومية ( العسكر والحرامية )

في هروبها من رجال الشرطة ، حيث انها تضطر يوميا للعودة الى منزلها بعد الانتهاء من عملها

وتلجأ الى المشى مسافات طويلة داخل الحارات وتتجنب الشوارع الرئيسية

حتى تصل لموقف الباصات، او تلجأ الى الركوب مع احد اقاربها الذين يمتلكون اقامات نظامية


( الجزء الثالث )

المستجير من الرمضاء بالنار

وبعد ان شعرت فاطمة بان لعبة الهروب قد ارهقتها لمدة تتجاوز العامين ونصف

عرضت عليها احدى سيدات الحي الزواج برجل صومالي يبلغ من العمر قرابة 50 عاما

ويمتلك اقامة ومن الممكن ان يضمها عليه ويستخرج لها اقامة نظامية

على الرغم من انه متزوج باخرى ولديه من الابناء اربعة شبان

و زينوا لها الزواج على انه الحل الوحيد للعودة الى الصومال لتكحل عليناها برؤية بناتها

اللاتي يكبرن بعيد عنها وهن في عمر الزهور

وفي ذات الوقت تستطيع العودة الى جدة و التكسب من خدمة المنازل من جديد

و سحقت فاطمة قلبها من جديد كعادتها السلبية في قبول ما يمليه عليها الاخرين

والسماسرة المتكسبين وكيف لا؟؟؟؟ وهي امام خياران احلاهما مر وعلقم

وتنازلت عن حلمها الذي يشبه حلم باقي البشر ان تجد زوجا شابا تحبه ويحبها ويقاسمها هموم الدهر

و هل قدر لها ان تنقش الحناء لرجل عجوز لا غاية له منها الا المتعة اربعة ايام في الاسبوع .

تزينت فاطمة ليلة دخلتها بدون معازيم او ايقاع للطبول

ولم يعني لها هذا الا اليوم الا اقتراب حلم رؤية بناتها في الصومال

كان زوجها طيب القلب لحد ما الا ان قدرة سعته المادية محدودة

وانفاقه على منزلين يكاد يكون مقيد بظروف عمله المتقلبه

و لقد حاول مرارا ان يستخرج لها الاقامة الا ان اجراءات عديدة كانت تحول دون اتمام غرضه

ومع توالي الايام تراخي الزوج في ايجاد طريقة لاستخراج الاقامة

مما اضطر فاطمة للعودة للخدمة في المنازل ،حيث ان زوجها غير متكفل بالانفاق على بناتها وطليقها في الصومال

و عادت الصابرة لتدخل ذات لعبة الهروب والتخفي التي اتقنتها لسنوات

علاوة عن انها استطاعت ان تتأقلم مع طبيعة حياة زوجها الثاني ، ورفضها بالوقوع في تجربة الطلاق لمرة ثانية

ومرت الايام و شاءت معها الاقدار بان تنجب أبنها الاول وتعاقبت السنوات لتد الثاني ثم الاخت الثالثة

وهي الى يومنا هذا لم تستطيع استخراج الاقامة او رؤية بناتها

وقد اكملت أكثر من 8 سنوات في غربتها

و لم تعد تعرف شيء عن بناتها سوى الصوت عبر الهاتف

والصور التي ترسل عبر اقاربها المسافرين

و ما زاد من ازمتها خبر وفاة طيلقها الاول في الصومال اثر نوبة قلبية مفاجأة

وبذلك الحدث باتت بناتها أيتام الاب والام .

ولم تجد فاطمة امل الا في الله تعالى في ان تجد من اقاربها من يقبل

بأحتضان الفتاتين في عمر المراهقة وخاصة في ظروف الحرب وغياب الامن

الا ان الله وفقها لاختيار أختها في الصومال التي حملت على عاتقها مهمة الام البديلة.

فكرت فاطمة كثيرا في إيجاد حل لمشكلتها التي تزداد تعقيدا يوم بعد يوم ؟؟؟؟

فهل تختار نصف أبناءها في الصومال ام تختار نصف ابناءها في السعودية

ام تقسم نفسها الى نصفين ؟؟؟؟



دخلت فاطمة في بكاء تبعه بكاء تبعه بكاء وحزن وقهر وآلم و صرخات

غير مسموعة الا من الله عز وجل ....سبحانه مجيب دعوة المضطرين

الا ان فاطمة الصابرة لم تنتحر كما يفعل المشاهير الاغناء حين يصدموا بالواقع المرير

بل كانت صور بناتها تزرع كل يوم في نفسها امل جديد يعيد لها الحياة....

رغم انها لم تستطيع ان تقدم لهن شيء سوى ثمن مادي للتربية وبقايا ذكريات قضتها معهن في طفولتهن .


الا ان مسلسل النكبات لم يتوقف فقد نشأ بينها وبين زوجها الثاني حالة من الطلاق النفسي

و لاحظت ميوله تجاه بيته الاول و تقليص مصروفها وتذرعه بعدم القدرة على فتح بيتين في وقت واحد

مما اضطرها الى السكن مع احد اقاربها من جديد وتقاسم المصروف معهم


و تحت ضغوط من ابناء وزوجه زوجها الثاني ......قرر زوجها مكافأة فاطمة بالطلاق الثلاثي

لتحوز بذلك على لقب مطلقة للمرة الثانية

و ما زالت فاطمة الصابرة ،أو الشغالة كما يحلو للبعض مناداتها

تعيش في دوامة لا مخرج لها منها الا الله عز وجل

و ليس لديها امل تعيشه من أجله الا بسمة ابناءها والذين تأمل من الله ان يكونوا عكازها في كبرها .

أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يجد لك مخرجا وفرجا من همومك يا فاطمة الصابرة



عزيزي القاري: يسعدنا سماع ارائكم حول القصة

فلا تحرمونا من تعليقاتكم القيمة ولكم تحياتي




،،،، ودمتم سالمين ،،،

الكاتب / عبدالله ( فوق الجراح )

عريب عبدالله 19/03/2009 07:11 PM

قصة مميزة أخوي عبدالله

ما يؤلمنا أنها واقعية وشبه يومية

لا أملك تعليقا فلا زال الألم مسيطراً على تفكيري

أسأل الله لها فرجا عاجلا

بالحب والإشراق

hilali-arsenali 19/03/2009 11:52 PM

ان مع العسر يسرا
والحمدلله على كل حال
قال تعالى : ( انما يوفى الصابرون اجرهم بغير حساب )
قصه مؤثره
ليت كل الناس تقراها و تقول ياربي لك الحمد حنا في نعمه عظيمه
جزاك الله خير

الاماكن مشتاقه لك 20/03/2009 12:31 AM

مشكور الله يعطيك العافيه قصه مميزه

فوق الجراح 20/03/2009 10:51 AM


اللهم فارج الهم وكاشف الغم مجيب دعوة المضطرين رحمن


الدنيا والاخرة ورحيمهما انت ترحمنا برحمة تغني بها عن رحمة


من سواك ....... امين امين امين امين

داااني 21/03/2009 09:58 AM

بصراحة تقطع لقلبي وأنا أقرأ هذه القصة

الحمد لله على النعمة اللي حنا فيها

فوق الجراح 21/03/2009 08:18 PM




اخواني واخواتي رايكم في القصة وفي اسلوب الكاتب يهمنا كثيرا

فلا تحرمونا تعلقياتكم الرائعة ....... ولكم تحياتي

$عزوز الهلالي$ 21/03/2009 09:24 PM

تألمت كثيراً وأنا أقراء القصه

لكن نقول : صبراً جميل فإن الفرج قريب

فوق الجراح 22/03/2009 05:14 PM

اخواني واخواتي الاعزاء :

لم اقصد من هذه القصة اثارة العواطف او الاحزان . انما كانت قصة واقعية حقيقية ممزوجة شيء بسيط جدا من الخيال

كنت اود معرفة ارائكم حول اسلوب الكتابة ..... ونظرتكم تجاه هذا النوع من القضايا الاجتماعية

ودمتم سالمين

فوق الجراح 23/03/2009 07:17 PM

رايكم يهمنا
 

لا تنسونا من دعائنا ...... و ارائكم الجميلة

فوق الجراح 26/03/2009 04:46 PM

إقتباس:

الرسالة الأصلية كتبت بواسطة رائدة الزعيم (مشاركة 11480633)
قصة مميزة أخوي عبدالله

ما يؤلمنا أنها واقعية وشبه يومية

لا أملك تعليقا فلا زال الألم مسيطراً على تفكيري

أسأل الله لها فرجا عاجلا

بالحب والإشراق


اشكر مشاعركم و لكني لم اقصد بانها الانسانة الاكثر تعاسة على وجه الارض ولكن قصدت ان اعكس صورة للعديد من الحالات الانسانية التي تعيش بيننا وقد لا نلمسها لاننا نضع في زحام الحياة اليومية


تحياتي لجميع الاعضاء ..... وشكرا لكم

فوق الجراح 01/04/2009 07:31 PM

اللهم يا فارج الهم وكاشف الغم .... فرج همومنا برحمتك وبفضلك

SMSM good 02/04/2009 01:28 AM

قصه حزينه
الله يفرج همه
اخوك
ابومالك

فوق الجراح 07/07/2010 05:24 PM

لا حول ولا قوة الابالله العلي العظيم .....أسأل الله أن يفرج همنا وهم الملسملمين أجمعين

وينك يالزعيم 07/07/2010 10:29 PM

قصه مأساويه
حزينــــــه

الله يفرج الهم ان شاء الله


ودي


الوقت المعتمد في المنتدى بتوقيت جرينتش +3.
الوقت الان » 10:55 AM.

Powered by: vBulletin Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd