
17/03/2009, 09:32 PM
|
زعيــم نشيــط | | تاريخ التسجيل: 28/03/2008
مشاركات: 809
| |

تفسير سورة ص (6) ونحن يا ربنا العاجزون المقصرون، المقرون لك بكل نعمة، ذرية من شرفته وكرمته، فنستعين بعزتك العظيمة، وقدرتك، ورحمتك الواسعة لكل مخلوق، ورحمتك التي أوصلت إلينا بها، ما أوصلت من النعم الدينية والدنيوية، وصرفت بها عنا ما صرفت من النقم، أن تعيننا على محاربته وعداوته، والسلامة من شره وشركه، ونحسن الظن بك أن تجيب دعاءنا، ونؤمن بوعدك الذي قلت لنا: {وقال ربكم ادعوني أستجب لكم} فقد دعوناك كما أمرتنا، فاستجب لنا كما وعدتنا. {إنك لا تخلف الميعاد}
{قَالَ} اللّه تعالى {فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُ} أي: الحق وصفي، والحق قولي.
{لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكَ وَمِمَّنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ} فلما بين الرسول للناس الدليل ووضح لهم السبيل قال الله له:
{قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ} أي: على دعائي إياكم {مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَّلِفِينَ} أدعي أمرا ليس لي، وأقفو ما ليس لي به علم، لا أتبع إلا ما يوحى إليَّ.
{إِنْ هُوَ} أي: هذا الوحي والقرآن {إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ} يتذكرون به كل ما ينفعهم، من مصالح دينهم ودنياهم، فيكون شرفا ورفعة للعاملين به، وإقامة حجة على المعاندين.
فهذه السورة العظيمة، مشتملة على الذكر الحكيم، والنبأ العظيم، وإقامة الحجج والبراهين، على من كذب بالقرآن وعارضه، وكذب من جاء به، والإخبار عن عباد اللّه المخلصين، وجزاء المتقين والطاغين. فلهذا أقسم في أولها بأنه ذو الذكر، ووصفه في آخرها بأنه ذكر للعالمين.
وأكثر التذكير بها فيما بين ذلك، كقوله: {واذكر عبدنا} ـ {واذكر عبادنا} ـ {رحمة من عندنا وذكرى} {هذا ذكر}
اللّهم علمنا منه ما جهلنا، وذكرنا منه ما نسينا، نسيان غفلة ونسيان ترك.
{وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ} أي: خبره {بَعْدَ حِينٍ} وذلك حين يقع عليهم العذاب وتتقطع عنهم الأسباب.
تم تفسير سورة ص بمنه تعالى وعونه.
تفسير السعدي (تيسير الكريم المنان في تفسير كلام الرحمن) لاحول ولاقوة الا بالله |