المنتديات الموقع العربي الموقع الانجليزي الهلال تيوب بلوتوث صوتيات الهلال اهداف الهلال صور الهلال
العودة   نادي الهلال السعودي - شبكة الزعيم - الموقع الرسمي > المنتديات العامة > منتدى الثقافة الإسلامية
   

منتدى الثقافة الإسلامية لتناول المواضيع والقضايا الإسلامية الهامة والجوانب الدينية

 
   
 
LinkBack أدوات الموضوع طريقة عرض الموضوع
المشاركة السابقة   المشاركة التالية
  #1  
قديم 02/03/2009, 11:17 PM
زعيــم نشيــط
تاريخ التسجيل: 28/03/2008
مشاركات: 809
Lightbulb تفسير سورة ص (1)

تفسير سورة ص

وهي مكية
‏[‏1 - 11‏]‏ ‏بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ {‏ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ * بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي عِزَّةٍ وَشِقَاقٍ * كَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ فَنَادَوْا وَلَاتَ حِينَ مَنَاصٍ * وَعَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ وَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ * أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ * وَانْطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَى آلِهَتِكُمْ إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ يُرَادُ * مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي الْمِلَّةِ الْآخِرَةِ إِنْ هَذَا إِلَّا اخْتِلَاقٌ * أَؤُنْزِلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ مِنْ بَيْنِنَا بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِنْ ذِكْرِي بَلْ لَمَّا يَذُوقُوا عَذَابِ * أَمْ عِنْدَهُمْ خَزَائِنُ رَحْمَةِ رَبِّكَ الْعَزِيزِ الْوَهَّابِ * أَمْ لَهُمْ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَلْيَرْتَقُوا فِي الْأَسْبَابِ * جُنْدٌ مَا هُنَالِكَ مَهْزُومٌ مِنَ الْأَحْزَابِ‏}‏
هذا بيان من اللّه تعالى لحال القرآن، وحال المكذبين به معه ومع من جاء به، فقال‏:‏ ‏{‏ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ‏}‏ أي‏:‏ ذي القدر العظيم والشرف، المُذَكِّرِ للعباد كل ما يحتاجون إليه من العلم، بأسماء اللّه وصفاته وأفعاله، ومن العلم بأحكام اللّه الشرعية، ومن العلم بأحكام المعاد والجزاء، فهو مذكر لهم في أصول دينهم وفروعه‏.‏
وهنا لا يحتاج إلى ذكر المقسم عليه، فإن حقيقة الأمر، أن المقسم به وعليه شيء واحد، وهو هذا القرآن، الموصوف بهذا الوصف الجليل، فإذا كان القرآن بهذا الوصف، علم ضرورة العباد إليه، فوق كل ضرورة، وكان الواجب عليهم تَلقِّيه بالإيمان والتصديق، والإقبال على استخراج ما يتذكر به منه‏.‏
فهدى اللّه من هدى لهذا، وأبى الكافرون به وبمن أنزله، وصار معهم ‏{‏عِزَّةٍ وَشِقَاقٍ‏}‏ عزة وامتناع عن الإيمان به، واستكبار وشقاق له، أي‏:‏ مشاقة ومخاصمة في رده وإبطاله، وفي القدح بمن جاء به‏.‏
فتوعدهم بإهلاك القرون الماضية المكذبة بالرسل، وأنهم حين جاءهم الهلاك، نادوا واستغاثوا في صرف العذاب عنهم ولكن ‏{‏وَلَاتَ حِينَ مَنَاصٍ‏}‏ أى‏:‏ وليس الوقت، وقت خلاص مما وقعوا فيه، ولا فرج لما أصابهم، فَلْيَحْذَرْ هؤلاء أن يدوموا على عزتهم وشقاقهم، فيصيبهم ما أصابهم‏.‏
‏{‏وَعَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُم‏}‏ أي‏:‏ عجب هؤلاء المكذبون في أمر ليس محل عجب، أن جاءهم منذر منهم، ليتمكنوا من التلقي عنه، وليعرفوه حق المعرفة، ولأنه من قومهم، فلا تأخذهم النخوة القومية عن اتباعه، فهذا مما يوجب الشكر عليهم، وتمام الانقياد له‏.‏
ولكنهم عكسوا القضية، فتعجبوا تعجب إنكار وَقَالُوا من كفرهم وظلمهم‏:‏ ‏{‏هَذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ‏}‏
وذنبه - عندهم ـ أنه ‏{‏أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا‏}‏ أى‏:‏ كيف ينهى عن اتخاذ الشركاء والأنداد، ويأمر بإخلاص العبادة للّه وحده‏.‏ ‏{‏إِنَّ هَذَا‏}‏ الذي جاء به ‏{‏لَشَيْءٌ عُجَابٌ‏}‏ أي‏:‏ يقضي منه العجب لبطلانه وفساده‏.‏
‏{‏وَانْطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُم‏}‏ المقبول قولهم، محرضين قومهم على التمسك بما هم عليه من الشرك‏.‏ ‏{‏أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَى آلِهَتِكُم‏}‏ أى‏:‏ استمروا عليها، وجاهدوا نفوسكم في الصبر عليها وعلى عبادتها، ولا يردكم عنها راد، ولا يصدنكم عن عبادتها، صاد‏.‏ ‏{‏إِنَّ هَذَا‏}‏ الذي جاء به محمد، من النهي عن عبادتها ‏{‏لَشَيْءٌ يُرَادُ‏}‏ أي‏:‏ يقصد، أي‏:‏ له قصد ونية غير صالحة في ذلك، وهذه شبهة لا تروج إلا على السفهاء، فإن من دعا إلى قول حق أو غير حق، لا يرد قوله بالقدح في نيته، فنيته وعمله له، وإنما يرد بمقابلته بما يبطله ويفسده، من الحجج والبراهين، وهم قصدهم، أن محمدا، ما دعاكم إلى ما دعاكم، إلا ليرأس فيكم، ويكون معظما عندكم، متبوعًا‏.‏
‏{‏مَا سَمِعْنَا بِهَذَا‏}‏ القول الذي قاله، والدين الذي دعا إليه ‏{‏فِي الْمِلَّةِ الْآخِرَةِ‏}‏ أي‏:‏ في الوقت الأخير، فلا أدركنا عليه آباءنا، ولا آباؤنا أدركوا آباءهم عليه، فامضوا على الذي مضى عليه آباؤكم، فإنه الحق، وما هذا الذي دعا إليه محمد إلا اختلاق اختلقه، وكذب افتراه، وهذه أيضا شبهة من جنس شبهتهم الأولى، حيث ردوا الحق بما ليس بحجة لرد أدنى قول، وهو أنه قول مخالف لما عليه آباؤهم الضالون، فأين في هذا ما يدل على بطلانه‏؟‏‏.‏
‏{‏أَءُنزِلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ مِنْ بَيْنِنَا‏}‏ أي‏:‏ ما الذي فضله علينا، حتى ينزل الذكر عليه من دوننا، ويخصه اللّه به‏؟‏ وهذه أيضا شبهة، أين البرهان فيها على رد ما قاله‏؟‏ وهل جميع الرسل إلا بهذا الوصف، يَمُنُّ اللّه عليهم برسالته، ويأمرهم بدعوة الخلق إلى اللّه، ولهذا، لما كانت هذه الأقوال الصادرة منهم لا يصلح شيء منها لرد ما جاء به الرسول، أخبر تعالى من أين صدرت، وأنهم ‏{‏فِي شَكٍّ مِنْ ذِكْرِي‏}‏ ليس عندهم علم ولا بينة‏.‏
فلما وقعوا في الشك وارتضوا به، وجاءهم الحق الواضح، وكانوا جازمين بإقامتهم على شكهم، قالوا ما قالوا من تلك الأقوال لدفع الحق، لا عن بينة من أمرهم، وإنما ذلك من باب الائتفاك منهم‏.‏
ومن المعلوم، أن من هو بهذه الصفة يتكلم عن شك وعناد، إن قوله غير مقبول، ولا قادح أدنى قدح في الحق، وأنه يتوجه عليه الذم واللوم بمجرد كلامه، ولهذا توعدهم بالعذاب فقال‏:‏ ‏{‏بَلْ لَمَّا يَذُوقُوا عَذَابِ‏}‏ أي‏:‏ قالوا هذه الأقوال، وتجرأوا عليها، حيث كانوا ممتعين في الدنيا، لم يصبهم من عذاب اللّه شيء، فلو ذاقوا عذابه، لم يتجرأوا‏.‏
‏{‏أَمْ عِنْدَهُمْ خَزَائِنُ رَحْمَةِ رَبِّكَ الْعَزِيزِ الْوَهَّابِ‏}‏ فيعطون منها من شاءوا، ويمنعون منها من شاءوا، حيث قالوا‏:‏ ‏{‏أَءُنزِلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ مِنْ بَيْنِنَا‏}‏ أي‏:‏ هذا فضله تعالى ورحمته، وليس ذلك بأيديهم حتى يتحجروا على اللّه‏.‏
‏{‏أَمْ لَهُمْ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا‏}‏ بحيث يكونون قادرين على ما يريدون‏.‏ ‏{‏فَلْيَرْتَقُوا فِي الْأَسْبَابِ‏}‏ الموصلة لهم إلى السماء، فيقطعوا الرحمة عن رسول اللّه، فكيف يتكلمون، وهم أعجز خلق اللّه وأضعفهم بما تكلموا به‏؟‏‏!‏ أم قصدهم التحزب والتجند، والتعاون على نصر الباطل وخذلان الحق‏؟‏ وهو الواقع فإن هذا المقصود لا يتم لهم، بل سعيهم خائب، وجندهم مهزوم، ولهذا قال‏:‏ ‏{‏جُنْدٌ مَا هُنَالِكَ مَهْزُومٌ مِنَ الْأَحْزَابِ‏}‏
‏[‏12 - 15‏]‏ ‏{‏كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعَادٌ وَفِرْعَوْنُ ذُو الْأَوْتَادِ * وَثَمُودُ وَقَوْمُ لُوطٍ وَأَصْحَابُ الْأَيْكَةِ أُولَئِكَ الْأَحْزَابُ * إِنْ كُلٌّ إِلَّا كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ عِقَابِ * وَمَا يَنْظُرُ هَؤُلَاءِ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً مَا لَهَا مِنْ فَوَاقٍ‏}‏
يحذرهم تعالى أن يفعل بهم ما فعل بالأمم من قبلهم، الذين كانوا أعظم قوة منهم وتحزبا على الباطل، ‏{‏قَوْم نُوحٍ وَعَاد‏}‏ قوم هود ‏{‏وَفِرْعَوْنُ ذُو الْأَوْتَادِ‏}‏ أى‏:‏ الجنود العظيمة، والقوة الهائلة‏.‏
‏{‏وَثَمُود‏}‏ قوم صالح، ‏{‏وَقَوْمُ لُوطٍ وَأَصْحَابُ الْأَيْكَةِ‏}‏ أي‏:‏ الأشجار والبساتين الملتفة، وهم قوم شعيب، ‏{‏أُولَئِكَ الْأَحْزَابُ‏}‏ الذين اجتمعوا بقوتهم وعَدَدِهمْ وعُدَدِهمْ على رد الحق، فلم تغن عنهم شيئا‏.‏

‏{‏إِنْ كُلُّ‏}‏ من هؤلاء ‏{‏إِلَّا كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ‏}‏ عليهم ‏{‏عِقَابِ‏}‏ اللّه، وهؤلاء، ما الذي يطهرهم ويزكيهم، أن لا يصيبهم ما أصاب أولئك‏.‏

فلينتظروا ‏{‏صَيْحَةً وَاحِدَةً مَا لَهَا مِنْ فَوَاقٍ‏}‏ أي‏:‏ من رجوع ورد، تهلكهم وتستأصلهم إن أقاموا على ما هم عليه‏.‏
تفسير السعدي



سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
اضافة رد مع اقتباس
   

 


قوانين المشاركة
غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
غير مصرّح لك بنشر ردود
غير مصرّح لك برفع مرفقات
غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك

وسوم vB : مسموح
[IMG] كود الـ مسموح
كود الـ HTML غير مسموح
Trackbacks are مسموح
Pingbacks are مسموح
Refbacks are مسموح



الوقت المعتمد في المنتدى بتوقيت جرينتش +3.
الوقت الان » 04:55 PM.

جميع الآراء و المشاركات المنشورة تمثل وجهة نظر كاتبها فقط , و لا تمثل بأي حال من الأحوال وجهة نظر النادي و مسؤوليه ولا إدارة الموقع و مسؤوليه.


Powered by: vBulletin Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd

Google Plus   Facebook  twitter  youtube