جمهور الزعيم
لبستم ثياب السعادة دائما
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ملحوظة : أرجو قراءة موضوعي بعد أسبوع من الآن .
في يوم السبت الماضي خرجت من مسجد حارتنا فوجد شباب حارتنا الموقرة مرتزين , ومن البدهي أن فريقهم
المفضل ( الزعيم ) انتصر بالأمس إذاً هم في قمة سعادتهم فأقبلت إليهم مهنئا باشا ـ أي فاتحا خشتي ـ
لكن
فرملت ـ وضغطت على البريك ـ لماذا كل هذا السواد والكآبة على محياهم ( وجوههم ) ؟ ! حقيقة خفت
وسألتهم وقلبي طاح بجوار معدتي المريضة : وش بكم ؟ عسى ما شر ؟
أجاب أحدهم إجابة اجترها ـ شنكر لها ـ من أعماق بركان الألم والحزن : أقيل كوزمين ؟!
وخذ الله لا يوريك عبارات الحسرة والألم والحرقة والتنفيس و . . . . . . و . . . . . . و . . . . . .
قلت لهم : هل ممكن أحدكم يسحد المشكلة من طق طق ـ وش جابه الحزة ـ إلى السلام عليكم ـ فكة
فالكل هنا تكلم وكل واحد يمسك خط في فصل من فصول المسرحية و تبادل الأدوار ـ ما أدري حركات مخرج
أو تكتيك مدرب ـ . فشحنت بطاريتي ـ كبدي ـ طاقة سلبية مصصتها منهم .
ذهبت لأنظر للحدث من زاوية أخرى حتى لا أكون محدود الرؤية ـ ضربني وبكا وسبقني واشتكى ـ
فخرجت هنا بعدت وقفات .
أكرر ملحوظتي : أرجو قراءة مقالي بعد أسبوع من الآن .
الوقفة الأولى :
وفي يا جمهور الزعيم .
وهذا الوفاء شيمة في أبناء هذا الوطن فكيف في جمهور الزعيم , وقفتهم العاطفية لمن يرونه أحسن إليهم
دليل على نبل أخلاقهم وسمو شهامتهم . وليس غريبا على أحفاد الصحابة رضوان الله عليهم ومن اقتدى
بأعظم البشر وفاء وهو الرسول صلى الله عليه وسلم .
وهذه الوقفة لابد أن تجد صداها في نفس المدرب وربما يكونون قدوة لغيرهم من الجماهير الأخرى التي تنسى
فضل مدربيها بسبب خطأ بسيط .
الوقفة الثانية
ردة الفعل العاطفية أسأت للزعيم ورجاله
مما أعرفه أن فريق الهلال زعيم في رجاله وزعيم بلاعبيه , وأن الزعيم هو مطمع كثير من المدربين وبيئة خصبة
ليكسب المدرب الشهرة من خلال الزعيم فعوامل التميز متوفرة وجاهزة لأبسط مدرب فكيف بمدرب متمكن
فكيف ينسب الفضل لواحد ويعتقد أن الهلال انتهى بسبب رحيل من كسب من الهلال أكثر مما كسب الهلال منه
وهذا لا يعني أننا نسى إمكانيات المدرب وفكره المتميز . وكذلك لا ننسى قادة الزعيم إداريا و رئاسة ولاعبين
فهل يعقل للهلال أن يقف على على رجل استفاد من الهلال كما هو أفاد ؟!!
الوقفة الثالثة :
كوزمين يتحمل نسبة كبيرة من الخطأ
تحمل المسؤلية هو ثمن العظمة
(وينستون تشرشل )
هذه مقولة عظماء الحياة , فالناجح في الحياة له خصائص :
أذكر منها اثنتين :
الأولى : أنهم يتحملون نتائج تصرفاتهم .
ولا يمكن أن يمثلوا دور الضحية بإلقاء اللوم على الآخرين وهذا سأتي توضيحه إن شاء الله .
الثانية : أنهم يستجيبون للمواقف وفقا للمبادئ لا وفقا للطبائع . فهم يقودون أنفسهم لا إنفعالاتهم تسيطر عليهم .
ربما تسألون : ممكن توضيح أكثر ؟ أقول أبشر جمهورنا الغالي :
هناك حكمة تقول : ليس العيب أن تقع بالخطأ ولكن العيب أن تقع في نفس الخطأ مرة أخرى .
لماذا ؟ لأنك لم تستفد من تجاربك السابقة .
ربما تقول : ما علاقة هذا بموضوعنا ؟ سؤال رائع
كوزمين رجل كبير في عقليته التدريبية ومدرب متمكن , أما من ناحية تمكنه من نفسه ففيه ضعف كبير
كم مرة أحرجت كوزمين تصرفاته وأحرجت معه الزعيم , لماذا لم يستفد من تلك التجارب .
ثانيا أليس كوزمين قدوة للاعبين في الاحتراف واللعب الذي أجد أثره الانفعالي أصاب أكثر من لاعب أمثال
أحمد الفريدي و ياسر القحطاني وغيرهم داخل الملعب والذي أعتبر أن لطبيعة المدرب دور كبير فيها .
ثالثا : لو أني لاعب محترف عند كوزمين ولكني عصبي كثير البطاقات , وكنت كثيرا ما أحرج المدرب والفريق
ولما كلمني المدرب , قلت له : هذه طبيعتي هل سيقبلها مني ؟! بالتأكيد : لا .
لذا هو لم يستفد من المواقف السابقة وليس له الحق أن يعتذر بأن هذه طبيعته وأن ظروف المباراة 120 عشرين
دقيقة , لأن هذه الأعذار لا يمكن أن تقبل من رجل له رفقة طويلة مع المنصات . ودور الضحية فقط للناس الضعفاء .
حكمة : المكافآت التي نتلقاها في نطاق حياتنا تأتي نتيجة لأدائنا , وليس لإمكاناتنا
فكلنا نقدر إمكانات كوزمين ولكن لا نرى إلا نتائج أفعاله .
وهنا زاوية أخرى :
دائما للتميز أعطاء وحساد , وكوزمين أعطى الفرصة لحساده في غرز سكاكينهم في جسد تميزه .
لو كنت مكانه لكان أكبر رد لهؤلاء وأكثر إغاظة لهم هو رفعي للكأس في المنصة الرئيسية .
فأجل البكاء والعواء للحساد ويكون لي الفعل والحصاد .
وهنا كذلك زاوية أخرى :
مثل كوزمين كيف يتنزل لما هو أقل من مستواه أو لما ليس له . كان يريد مكافأة لاعبيه وهذا وفاء منه وجانب
إنساني رائع يحسب له والحكمة تقول : ليس كل مريد للخير محسن
فإرادته لتكريم لاعبيه لا يكفي إذا استخدم الأسلوب الخاطئ أين رئيس الفريق ؟
أين إداري الفريق ؟
وبإمكانه أن يصعد ويسلم على صاحب السمو ويطلب منه السماح لأبنائه بالصعود . بدلا من مكافأة حساده
للحديث بقية .
الوضع العادي
