عند الكتابة عن الهلال الكيان إما أن تكون عاشقاً حدّ الهيِام به،أو على النقيض منه ُ كراهيةً مع كثير من الحقد عليه،لا مجال للحياد هنا.لأنّه الهلال أيضاً لا تصحّ هذه القاعدة إلا عليه و عليه فقط.
أمّا لماذا ذلك فالإجابة على هذا التساؤل يسيرة في حال الأول و عقدة الآخر،لا يحتاج إلى الإستعانة بجهابذة البلاغة..لأنّه الهلال!،هكذا دون تعقيد.
مبرر إعتزالي الكتابة عنه ليس لأنّي توقفت عن عِشقه؛حاشا و كلا فمن علقتّه حبائل الميول الزرقاء من المستحيل أن يرى سواه؛السببين بإيجاز..أحسب نفسي مشجعاً لا كاتباً و الثاني لقناعة اكررهـا مراراً أنّ الهلال يكتب نفسه أمجاداً و بطولات بأجيال من رؤساء و لاعبين و مدربين..إلخ.
لا تندهشوا أو تصفونني بالجنون عندما أجزم لكم في المستقبل القريب أنّ هلالنا سيكون فنّاً ثامناً!.
تبدّل الحال يُطلق عليه التغيير،هو واحد ُ ُ من ثوابت الحياة،و كما قِيل دوام الحـال من المحال.على مدى الزمن تغيّرت أنظمة و مسميات المنافسات و بقي الزعيم مهيمناً بثبات حُكم على خصومه بالتغيير شرط أن تتكافئ الفرص و تحضر العدالة؛مما حدى بأحدهم_يرحمه الله_أعطوا الهلال الكأس و دعونا نلعب على كأس لا ينافسنا فيها.
كان التحكيم عذراً،حضرت الصافرة الأجنبية و ما زالت الشهية و لله الحمد مفتوحة،لوبي الإعلام أزرق..صحيفة صحيفتان محسوبتان تسترزقان بالهلال ضد عشرٍ من الصحف مختلفة الميول و الألوان تتفق بغرابة ضد كل ما يتعلّق بالحوت الأزرق..أحدها و هي نشرة صفراء منتنة لمجموعة من المنبوذين و اللقطاء تُعلن علانية و بكل وقاحة بلسان رئيس تحريرها الإتحادي:لا مكان للهلال على صفحاتها في حين تبحث عن أدقّ السفاسف لتضعها العناوين الرئيسية و عندما أسهب في إجابته نطق و ليت الأحمق لم ينطق:تحقيقاً لمبدأ العدالة..عدالة لا تتحقق إلا بظلم الهلال!!!.
..أخيراً و ليس آخراً ،كان هذا العذر و ما زال (الإتحاد السعودي هلالي الميول)!!!.
لن أستشهد بالتاريخ فهم من يقتاتون كسراته،لن أتكلّـم عن "باكيتا" و لا عن قانون "نصف اللاعبين الدوليين" في تلك البطولة الآسيوية قبل عدة مواسم قريبة و لا عن تقديم أو تأجيل و حرمان للدوليين في جولات الحسم،دعوكم من هذا كله و لأعد بكم قبل شهر تقريباً بعد هزيمة المنتخب من نظيره الكوري الشمـالي و تلك الحملة المنظمّة على مستوى الإعلام المرئي و المقروء للتعاقد مع الروماني "أولاريو كـوزمين" حينها سرَت شائعة مفادها أنّ الإتحاد السعودي ممثلاً بمسئوليه الإجتماع تمهيداً للتعاقد معه لكنّه إشترط في أحد بنود العقد ما نصّه:ُيمنع التدخل في عمله و إن حدث ذلك يُفسخ العقد و يُعوّض بمبلغ مالي و قدره، لكن المسئولين إعتادوا التدخل في صغير الأمور قبل كبيرها فتمّ الرفض،و أُعلن التعاقد مباشرة مع البرتغالي "بوسيريو".
ذكرت أنّها إشـاعة،يبدو لي الآن أنّها تجسدت حقيقة!،الرفض جزاءه العقاب،لا بد من سيناريو محكم ثم تصعيد يليها مطرقة أسمها_خطط منهجية مدروسة_حُفِـر على رأسها: انت و أشكالك ترفضون تدريب الأخضر العالمـي


..المنتخب الذي سحقه الأوزبكيين بالثلاثه و حرمه العراقيين بلا وطن من كأس آسيا ثم أهانه أحد عشر كورياً شمالياً لا يتناولون إلا وجبة واحدة في اليوم!!.
من المضحك أن تكون عقليات من بيدهم القرار من هذا النوع الطفولي،و المبكي في الأمر التعصب المقيت الذي سيقود رياضتنا السعودية إلى الحظيظ.
لا أعفي "كوزمين" من الخطأ عندما وقع في فخ الإستفزاز لكن عتبي على اسطورة الكرة السعودية "السامي"الذي لم يكن متواجداً حينها،على الأقلّ لتهدئته قبل أن تستفحل الأمور إلى ما لا يُحمد عقباه.
للأسف و هذا رأيي أنّ الكرة السعودية و ليس الهلال فحسب خسرا مدرباً صاحب فكرة راق و فلسفة تدريبية لا مثيل لها نحن بحاجة إليها في ملاعبنا الجرداء.
مخطئ من يكرر اسطوانة المثالية المشروخة..الهلال يصنع المدربين،لكن كلمة حقّ لا بدّ أن تُقال فما قدّمه هذا المدرب من عمل و نهج في الفريق خلال عامين لا يمكن تجاهله أبداً.
يكفيه أنّه جعل بين الهلال و بقية الأندية السعودية مجتمعة ( هـوّة مستوى ) مرعبة،لكن حظّه السيء أن وضعه في مواجهة مباشرة مع إتحاد بعينين صفراوين تكرهان كل ما يتعلّق بزرقة الهلال.