نادي الهلال السعودي - شبكة الزعيم - الموقع الرسمي

نادي الهلال السعودي - شبكة الزعيم - الموقع الرسمي (http://vb.alhilal.com/)
-   منتدى الثقافة الإسلامية (http://vb.alhilal.com/f55/)
-   -   الطريق إلى تكميل الإيمان (http://vb.alhilal.com/t72515.html)

طالب العلم 01/07/2002 05:10 AM

الطريق إلى تكميل الإيمان
 
بسم الله الرحمن الرحيم

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .. أما بعد:

الأعمال الصالحة هي المعيار الفارق بين الإيمان الحقيقي التام، وبين الإيمان الزعمي، ولهذا فإن الله تعالى وصف المؤمنين بالأعمال، ورتب الثواب والحمد على فعلها، ولا سبيل لاتصافهم بحقيقة الإيمان إلا بعد القيام بها باطناً وظاهراً.

قال تعالى: " إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ * الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ * أُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقّاً لَّهُمْ دَرَجَاتٌ عِندَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ " [سورة الأنفال:2-4].

فوصف الله المؤمنين بهذه الصفات المتضمنة للقيام بأصول الإيمان وفروعه، وظاهره وباطنه، فاستكمال الإيمان: حقيقة جامعة لأصول الإيمان، وشرائع الإسلام، وحقائق الإحسان، والمؤمنون متفاوتون فيها.

وقد جاء في الحديث الذي رواه أبو داود والطبراني بسند حسن أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من أحب لله، وأبغض لله، وأعطى لله، ومنع لله، فقد أستكمل الإيمان ".

قال ابن القيم رحمه الله في (( إغاثة اللهفان )) [2/124] شارحاً لهذا الحديث: " فإن الإيمان علم وعمل، والعمل ثمرة العلم، وهو نوعان: عملُ القلب حُباً وبغضاً، ويترتب عليهما عمل الجوارح فعلاً وتركاً، وهما العطاء والمنع.

فإذا كانت هذه الأربعة لله تعالى، كان صاحبها مستكمل الإيمان، وما نقص منها فكان لغير لله، نقص من إيمانه بحسبه ".

فمدار تحقيق الإيمان واستكماله على شُعبِ الإيمان الظاهرة والباطنة، ومدى قيام العبد بها، وهي كما جاء في الحديث الصحيح: " بضع وسبعون شبعة أعلاها قول (( لا إله إلا الله ))، وادنها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان ".

والإيمان المرجو في هذا الباب هو ما اشتمل على الإعتقادات الصحيحة الموافقة للكتاب والسنة، والأخلاق الفاضلة التي يتصف بها المؤمنون في سرهم وعلنهم، والأعمال الباطنة والظاهرة المؤسسة على الإخلاص والمحبة.

فمحبتهم وبغضهم وعطاؤهم ومنعهم لله وفي الله ومع مراد الله، فكانوا -حقاً- هُم المؤمنون: الكمل في إيمانهم، الخُلص في اعتقاداتهم، قال الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله في (( الفتاوي السعديه )) ص90:

" أما حقيقة الإيمان الصحيح التام: فهو الإيمان بجميع ما أمر الله به ورسوله من أصوله الكلية والجزئية، والاعتراف بذلك، والإنقياد ظاهراً وباطناً لطاعة الله ورسوله، فمتى كان العبد متحققاً بأصول الإيمان، منقاداً بقلبه، وبدنه لطاعة الله ورسوله، فقد قام بجميع ذلك اعتقاداً وانقياداً وطاعةً فهو المؤمن حقاً الذي اجتمع فيها الخير كله، وتمت له السعادة والفلاح ".

والمقصود أن تكميل الإيمان هو غاية السالكين ومطلب السائرين والطريق لتحصيله والقيام به متوقف على أمور أربعة مهمه:

الأمر الأول : تحقيق الإخلاص للمعبود في كل عمل وقول وعقيدة طريقة.

الأمر الثاني : تصديق الإيمان بالعمل والإنقياد ظاهراً وباطناً.

الأمر الثالث : محبة الله ومحبة رسوله صلى الله عليه وسلم وإيثارهما على سواهما من المحاب.

الأمر الرابع : تحقيق متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم، واجتناب البدع الإعتقادية والعملية.

والعبد الموفق لا يزال يحفظ هذه الأمور في نفسهِ وفي غيره، فإن فقدت أو تناقصت استرجعها بالتوبة والإنابة، وإن كانت قائمة فيه تعاهدها بالمحاسبة والشكر.

وصلى الله على نبينا محمد وسلم تسليماً كثيرا.

بقلم الشيخ أبو عبدالله الموصلي

طالب العلم 04/07/2002 04:59 AM

للرفع


الوقت المعتمد في المنتدى بتوقيت جرينتش +3.
الوقت الان » 10:47 PM.

Powered by: vBulletin Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd