أتى معي لم يفارقني لحظة , يده اليسرى لم تنفك لحظة عن يي اليمنى
المرة الأولى التي يسافر فيها لوحده دون صحبة والدته, مشاور طويل لحظات عصيبة
ترقب ..
خوف..
فرح..
كلها أمتزجت في ذات اليوم وفي ذات الشخص ياخالد ..

كان يسألني بسحر الشباب , بقوة الأمل القادم , أتراهم يقصدون حبي لهذا الكيان حينما كانوا يقولون :

تراني ماعرفت القى لحبك حل او معنى ..!

أممم ربما ياخالد , فهم يتحدثون بألسنتنا جميعا ويترجمون ما بأفئدتنا جميعاً , هم يحملون في حقائبهم
حاجيات لا تخصهم وحدهم بل تخصنا جميعاً , لو أنفتحت إحداهن يوماً لرأيت قلمك الخاص ودفتر يومياتك
وربما بعض قمصانك في شناطهم هم هكذا ياخالد يعبرون عن مابذواتنا , دون أن يعلمون ..

يسألني خالد ليقتل الصمت الذي يملأ الطريق الطويل إلى أستاذ الملك فهد , ياخال أريد بيت شعر
أردده هذا المساء أريد أن أغنيه ألحنه , أسمعه لياسر والدعيع أسمعه للفريدي وولي أسمعه للغنام
المصاب وللكلثم المعار وللشلهوب العائد ولنواف المعتزل للمرشدي المتطور لسامي الذي يحبنا أريد
بيت شعر يكون شعار لي ياخال في هذا المساء..

نفكر سوياً ياخالد نفكر سوياً في بيت شعر نردده بين أنفسنا ويسمعه كل هؤلاء دون أن نرفع أصواتنا
فحديث الروح للأروح يسري وتدركه القلوب بلا عناء , لحظات تأمل ولوحة جانبية تشير أن المسافة المتبقية
للرياض هي 230 كم والترقب يزداد ..

خالد ما رأيك لو قلنا لهم :

فإما حياة تسر الصديق وإما ممات يغيض العدا !
فكرة حلوه ياخال خلاص نكررها من الآن , ويتمتم خالد , فإما حياة تسر الصديق , وأكمل أنا وإما ممات يغيض العدا

سنفوز ياخالد لا تترقب كثيراً , هذا الفريق لم يخذلنا أبداً ..

ونصل للدرة تمام الرابعة عصراً , خالد لصغير قد وعدته بتذكره في المنصه , ذهبنا هناك بقي على المباراة 4 ساعات وربما أكثر , نفذت تذاكر المنصة , حاولت أن أبحث هنا وهناك , حتى لو في مقاعد النصر المهم أن نحضر أنا وخالد هناك
أيام طويلة وأنا أعده بتلك التذكرة , أيام طويلة وهو يمني النفس بها ..

إلتفاته سريعة ودمعة حائرة في عين خالد , يعني ياخال ماراح ندخل !
لا راح ندخل ماعليك لو مالقينا بالمنصة ندور بأي مكان ثاني , حاولت أن أبحث عن تذكرة لهذا الصغير لم أجد
توجهت لمكان قصي وجدت تذاكر الدرجة الأولى متوفرة , خالد المكان ليس جيداً , لكن لعينيك سنحضر
لأجل ياسر الذي وضعت صورته خلفية في جهزك , لأجل عبدالرحمن بن مساعد الذي أسمعك تردد أبياته
الغريب ياخالد أنك لا تردد له إلا ( أبيك تكوني فوق الناس وأبي ماينحني راسي)

خالد لن ينحني راسك لا ولا راس أبن مساعد مادمنا للهلال أنصار ..

4 ساعات ومكان بعيد عن المرمى بعيد عن الأعين , بعيد عن الدخان والكلمات البذيئة ولكن مادمنا قريبين من الهلال
فهذا يكفي ..

المباراة بدأت ياخالد والدقيقة السابعة دمعة أخرى وحضن قوي ياخالد , صدقني فرحت كثيراً لهذه الدمعة التي أتت
من حبك لهذا الكيان , أعلم أن إنكساراتك كثيرة وهزائمك الداخلية كثيرة وقسوة والدك تقصم ظهرك إلا أن هذه الدمعة
تعني أنك تفرح رغم كل الألم مازلت تفرح ياخالد , والله لو كنت أعلم عن حبك الذي يجعلك تبكي لهدف ويلي
لما ترددت لحظة أن أصطبحك معي , لو أضطررت أن أخرق كل قوانين والدك العمياء , دمعة جميلة ياخالد وأنت تردد والله تسر الصديق ياخال والله تسر الصديق ياخال..

أستعد ياخالد يوم الجمعة القادم سنذهب سوياً هناك , من الآن إبحث عن بيت شعر نردده في أعماقنا
ليسمعه الدعيع والزوري وهوساوي والخثران ونامي وعزيز ورودوي والفريدي والتايب وويلي وياسر وسيول والعنبر والشلهوب وكوووزمين ..

من الآن ياخالد دعنا نبحث عن بيت يجلب الدموع ..