.
في مساء يوم وبعد أن صليت بالناس في مسجدي صلاة المغرب ، إذ برجل يقترب مني على خجل ، فدنا مني وقال : يا شيخ ! إنني أُريدك في أمر مهم ، فقلت له : نذهب إلى البيت ، فذهبنا إلى منزلي وأثناء شرب الشاي أخبرني : بأنه يرغب أن أحث المصلين على التبرع لأخيه المسجون بدية على رقبته !!!! ، فطلبت أن يحدثني عن قصته والأمر الذي دعاه إلى ذلك ، فقال بصوت حزين : كان أخي مهووس بحب فريق (…) منذ الصغر ، وقد أضاع مستقبله بسبب ذلك ، فكان لا يلتفت إلى بيته ولا إلى أبناءه الصغار ، ولا حتى لرعاية الوالد رحمه الله تعالى ، فهمه الأول والأخير فريقه المفضل ، فهو يقاتل ويشتم ويسب من أجله ، حتى أنه لو شتم والديه لم تتحرك به شعرة واحد !! ، لكن فريقه لو ناله شيء من هذا فالويل ثم الويل لذلك الشاتم !!! 0
.
حتى أنه لا يترك فريقه أبداً ، فهو معه أينما حل وارتحل ، شرق أو غرب ، حتى أنه كان يتبرع للنادي كل شهر من مرتبه بــ (2500) ريال ، رغم أن راتب (3800) ، ظل على هذه الحال (18) سنة ، أي أنه أنفق على النادي خلال هذه المدة (540000) !!!!!!!!!!!!!!!! ، وهو معروف في ناديه من الرئيس إلى اللاعبون (بأبو نايف) 0
.
لقد أضاع أخي بيته وزوجته وأبنائه ، بل ونفسه ، فصحته متدهوره من ضغط وسكر وغيره ، ومع ذلك ظل يلاحق فريقه طوال هذه المدة ، وقبل شهر ونصف تقريباً ، حصل له حادث مروع ، فقد كان مسرعاً جداً للحاق بالمباراة ، وفي الطريق قطع الإشارة وإذا بسيارة مقبلة ، يوجد بها أربعة أشخاص توفوا جميعاً ، أما أخي فسبحان الله ، لم يصبه سوى بعض الخدوش البسيطة ، وهو الآن في السجن ومطالب بدية أربعة أنفس ، سددت له ديتين وبقية اثنتين ، وقد حاولت أن أكلم رئيس النادي أو الاعضاء أو اللاعبون ، لكن لا حياة لمن تنادي ، فالجميع تهرب وبدا يشكي الحال ، حتى أن بعض الأعضاء قالها صريحة : هذا نادي وليس جمعية خيرية !! ، فأخبرتهم بأن أخي معروف لديكم منذ سنين بتبرعه للنادي ، فأنكروا ذلك وكادوا يطردونني بعد أن أغلظت في الكلام ، فخرجت بكرامتي وذهبت أبحث عن معارف أخي ، لكن للأسف الجميع لا يعرفه ، لأنه قد قطع صلة الرحم وحسن الجوار مع رجال الحارة ، فخطر ببالي أن أكلم أئمة المساجد عن حاله ، وقد بدأت بك …
.
انتهى الكلام بنصه بدون تحريف ولا تبديل ، وأعتقد أنها لا تحتاج إلى كثير بيان ، والله المستعان ……
.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لا عزة لنا إلاّ بالإسلام ..