أخواني أعضاء المنتدى كثيرون أولئك الذين يجيدون النقد ، وأكثر منهم الذين يجيدون الحديث عن أخطاء الغير وهم يحتسون فنجان من الشاي على كرسي مريح أمام هذا الحاسوب ....... وللأسف على العكس من ذلك فإن قلة هم الذين يفكرون بجدية لتجنب الزلات وسد الثغرات ..... وأقل منهم من ينقل هذه التصورات إلى الواقع المشهود . وإننا عندما ننتقد أولئك الذين يتحدثون عن الأخطاء لا ننتقدهم لأنهم تجاوزوا الحدود أو لأنهم تعدوا على الغير ...... أو لمجرد أنهم مارسوا حق النقد . إنما ننتقد ذلك النوع الذي لا يتجاوز حدود التشفي والتسخط أو التسلية وقضاء الأوقات ، فضلاً عما قد يبثه من الفرقة والخصومات أو ما قد يورثه من الكره والقذف والشتم وزرع الفتن واللعن وتشبيه الغير بالمنافقين والمرتدين والعصاة لا حول ولا قوة إلا بالله .
إخواني إننا بأمس الحاجة إلى كل نقد هادف وفكرة رشيدة أو مساهمة فاعلة مهما كانت صغيرة ، إننا بحاجة إلى توظيف كل الطاقات وبحاجة إلى أشد العناية وتقويم الذات . حتى لا تصبح الأمور مضطربة والواقع فوضى ، فإن هناك إطراءاً عامة تصلح أن تكون منطلقاً لترشيد هذا النقد وتوجيهه نحو الهدف الأسمى ليصبح نقدنا بعد ذلك عامل بناء لا معول هدم وبلاء .
إخواني وأخواتي أعضاء المنتدى لينهض منتدانا عليكم بالتالي :
أولاً : الإخلاص .
ثانياً : الإنصاف من النفس والابتعاد عن الميول الشخصية والتجارب المحدودة .
ثالثاً : وضوح الفكرة وشمولية النظرة .
رابعاً : التأني قبل إصدار الحكم ( مهمة جداً ولي شرح عنها لاحقاً ) .
خامساً : حصر النقد في أضيق مجال والحرص على ألا يؤدي إلى الفرقة.
سادساً : طرح حلول عملية وبدائل .
سابعاً : الاستشارة وتبادل الآراء .
ثامناً : عدم التعرض للأشخاص في ذواتهم وهيئاتهم .
تاسعاً : الحرص على استمرار الجوانب الإيجابية .
عاشراً : الاستعداد للاعتراف بالخطأ والقصور ، وقبول الرأي المخالف . وأعود إلى رابعاً وهي التأني قبل إصدار الحكم :

وذلك لإعطاء النفس الفرصة للتفكير السليم القائم على اختمار الفكرة وتحليلها ومن ثم إصدار الحكم فيها بعيداً عن الانفعالات وضغوط الاستعجال .
وكلمة أخيره فإن الملاحظ أن كثيراً ممن ينتقد غيره إنما هو يخادع نفسه ويتملص من أية مسؤولية أو مشاركة بناءة ، عليه أقول له أن تشعل شمعة واحدة خير من أن تلعن الظلام ألف مرة .



هذا ما لدي وأستغفر الله العظيم من كل ذنب عظيم فإن أصبت فهو من الله وإن أخطأت فهو من نفسي ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .


تحياااتي دايماً وابداً


الحكــــ ـــم