كتــب هوّ : .. وكتبــت هـيّ ..: ؟؟!
انهت الأقدار آخر رمقٍ من تلك الحكاية , ولكن .. بدأت حكايةٌ أخرى بالنضوج .. ولم تُسقى سوى من يراع الدموع , فإكتملت شُطآناً نحو الأفق ...
كتبَ هوّ ::
قبل أن نصل الى نهاية الطريق .. وقبل أن أغادر
نظرت وكأني اتلاشى مع تيه العيون و تمزيقةُ قلب وجسدٍ أنهكه التعب ..
و قلتُ لها.. وداعاً , الكلمة هذه لم تكد تولد على شفتي لحظة وهيّ تعرفُ ذلك
وقالت بألم .. وداعاً , ربما لمحتُ إبتسامة باهتة بالكاد تبين ..
هيّ ضوءٌ أستنرتُ به في حياتي , هي منديلٌ مسحتُ به دموعي , هي طوقٌ من حنان احتضنني واحتضنته ..
كانت ميلاداً للفرح .. وكانت عيدي الوحيد ايضاً .
والآن .. مُرغمٌ أنا على الرحيل .. هذا الرحيل الذي أحسبه مشنقةٌ تنتظرني لأكون أحد ضحاياها الأبرياء ..
الرحيل عقابٌ لا أستحقهُ وأنا الذي أحببتُ الكون والحياة ..!
الرحيل الى راحة الغربة يقتلني قبل حتى أن أرحل ولا أعود الى عينيها من جديد.
لأنني كنتُ مُثقل بهمي العتيد , شرعتُ اتأمل تفاصيل حزنها الدفين وهي تحاول الهرب من عينيّ .. لكن روحي في الداخل باتت تعرفها أكثر من نفسها.
سماءي مُثخنة بالألم.. أحاول التقاط هدنة مع داخلي .. ولكن.. لا هدوء بعد اليوم بل سيغدو كل شيء صخبٌ في صخبٌ.. دموع.. قهر .. صرخات أعماق .. جنون !!
فـ بعد المغادرة من قلبها ستتحول الحياة الى "لاشيء" , وسأرى معالم الكون بلونٍ باهت .. وربما حتى هي سأراها باللون نفسه !
لم يعد هناك مُتسعٌ من الوقت للحزن أكثر .. ولا حتى للوداع الحميم .. كانت تحاول الهرب أكثر مني , لكنني كنت أستسلم أمام كل شيء ما عدا حزنها!!
قبل أن تنتحب..
القيتُ اليها نظرتي الأخيرة .. نظرتي التي لن تتكرر من جديد .. نظرتي التي وأدت في كل إحساسٍ بعدها..
وقلتُ بـ بلسانٍ كاذب : أذهبي اليه فإنه ينتظرك ..
كنت أكذب .. نعم كنت أكذب .. هو لم يكن ينتظر وأنا لم أكن أريدها أن تذهب اليه!!
ربما دُهشتْ .. أو أنني رأيتُ في عينيها صرخةً عميقة.. لكنني أكملت وعيناي حبلى بالدموع.. الآن اذهبي..
توقفتْ عن ممارسةِ الصمت وخرَجت من ذلك السجن ببكاءٍ منهمر .. سقطتْ على أرض الحب فجأة
هتفتُ بكلمتي الأخيرة مودعاً .. يا حبيبتي .. إنه ينتظرك
ورحلت..
رحلتُ الى المستقبل . وهي تغيب مع صوتها المضمور , تغيبُ من كوني لكنها ابداً لم تغِب عن ذاكرتي والمي. كانت هي الجزء الأخير من قصة حياتي.
ولم انسها.!
وكتبت هيّ ::
ودعني .. ورحل
عند آخـر لحظة من لحظات حُبي .. ودعني وعيناهُ تفيضُ دمعاً .. لم يترك قلبه فقط بل ترك روحه وشيء من عطره و اشعارهُ و ذكرياته.. تركها هنا لديّ..
حتى نظل أحبة الى آخر لحظات العمر ...
وبكيتُ أنا.. اياماً وشهوراً وسنين..
الماً و اسىً وحباً ..
الليل .. والفجر و الصباحات , كلهم عرفوني .. مثلما كان هو يعرفني.
سهرتُ اوقات عمري اتذكره.. نعم اتذكره. لم أكن انتظر ولا أشتاق !
بل كنتُ أتذكر مشاهد ظللتُ أسيرةٌ لها .. تلك التي الحقتني بعداد الموتى, فلم ابقى حيةً البتة ..
إنني تمثالٌ لا يتحرك عند نافذة الماضي.
وكتب هو::
القلبُ مثخن
بالوجع ..
يختلق الأعذار ليتوقف نبضه ..!
يسيرُ الى الظلمات هرباً !
يبكي ودموعهُ مسك لا يرضى بغير الإحساس منديلاً !
ينتحب .. أمام نفسه فـ ربما كبرياءُه يخجل !
وكتبت هيّ ::
أنطوي و قلبي حول "ذاكرته" , وليس ذاكرتي ! لأنها مُمتلئة به حد الشبع ..
أُعيد التذكر .. حتى تمل الذاكرة من زفيـر التأمل !
فـ أحمل متاعي وأرحل بحثاً عن مشاهد أخرى !
فـ ربما أجد شيئاً من النسيان على رصيفٍ آخر لأتكئ عليه .. أو ربما التقي به فجأة بعد أن تنتهي الخطوات نحوهـ وأعود به نحو ذاكرتي !
كتب هوّ ::
صحتّني الدمعة المختنقة , في منتصف الليل ..
فتحتُ عينيّ .. ولم ارى شيئاً حولي , لقد كانت الدموع تحتضر أثناء بكاءي المُـر .., التقيتها في حُلمي ! وكانت مُستلقية كـ عادتها فوق القارب .. يتساقطُ الندى منها فأستنشقهُ من بعيد!
أتقدمُ اليها..لاهثاً وأستبقُ الضوء نحوها حتى إذا ما اقتربت .. سرقتها الأمواج لتغرق مع شوقي "بصمت"! ولكنها .. كانت تبتسم وعينيها تلمعُ حُباً !
أنظر حولي .. لا شيء ! لا شيء سوى ما تبقى من قطرات الندى على أرضية القارب.. لكنه بدأ بالذوبان حالما شعر بلهيب القهر !
كتبت هيّ :
تسجنني السنوات رُغماً !
وأتمردُ لأجله حباً ... أسرقُ من نفسي صوره , أعلقها على قلبي واخبأها..!
يسجنني الليل ارقاً !!
أحاول أن أنفذ منه دون جدوى .. , أغطي روحي بالأرق .. وأشتاق!
تسجنني الذكرى حباًً !
أغمض عيني لأتذكره , وتظل مُغلقة !
تسجنني الأحلام املاً !
أحتجبُ بستار الليل عن أعين الغرباء , وحدي على الشارع أسير نحو نهاية الطريق أقصد, .. أرسمُ هناك حلمي في الواجهة , أقسم بعظمة الله بتحقيقه , وأعود مُثقلة الى نافذة الماضي !
وأسجنكَ لنفسي داخلها , صدقني لن تتحرر يوماً ولو للحظة , فأنا على كل حال مجرمة !
كتب هوّ:
تعلمتُ كل شيء..
الا لقياك , حاولت أن أتعلمه ولم أفلح !
اتناثر حول معلمي لهفاً , وابكي من قهر !
يُلملمني الشوق من جديد , وامتلأ به ...
اتوهـ نحوك ولا أعرف الطريق , يُشفق علي "عمود إنارة الإنتظار" فـ ينطفئ لأرتاح قليلاًً .. ولا ارتاح !
كتبت هيّ :
تستقبلني العثرات .. وأنا عنها أحيد ...
عنك كنت أسلك كل الطرق .. كثيرةٌ هي الدروب, وعند آخرها .. لمحت أنني كبرت ! ولا شيء تغير سوى لون شعر رأسي الثلجي !
عُدت أدراجي .. الماً ! وكان الإنتحاب "رفيقي"...
كتب هوّ :
اختلق الأعذار .. لنفسي , لأرسمك من جديد ..
أوهم نفسي بأنك سـ تُطلين عبر لوحتي , ولا أنهي الرسمة! لأنها انثى مختلفة عنك!
أردتكِ أنتِ كما أنتِ .. وردةً خجولة في بستاني .. , توحي الي بالحياة .., فأحيا تحت ظلها طفلاً لا يعرف سوى دفئها!
كتبت هيّ : أسترقُ السمع .. الى نبضات قلبي ..
تضجُ بإسمك دون هوادة ..
أنفضُ قلبي من روحي .. أحاول التخلي عن قلبي فقد سأمت !
يتعارك معي قلبي , ويرفض البراء !
تحتفلُ الشطآنُ .. والشفقُ يُداعب السقف المحفوظ , بلحن الإنتظار .. ولا تنتهي المراسم فهي تتوالى بدايةً بالحنين .. وألم الصمت , وحتى البكاءات المُستغيثة بالله ... وفي عُمقِ كلٍ منهما اسئلة : .. متى ينبلجُ مع الفجر حينٌ القاكَ فيه ؟
...............................................متى تتلاشى المتاهات أو تُصبح كـ الملامح ؟
............................................................................................ متى أرمي بالماضي والتقيك حاضراً؟ متى ؟
متى ؟..............متى ؟ !
هل تسمع/ ني/ يني ؟!