نادي الهلال السعودي - شبكة الزعيم - الموقع الرسمي

نادي الهلال السعودي - شبكة الزعيم - الموقع الرسمي (http://vb.alhilal.com/)
-   منتدى الثقافة الإسلامية (http://vb.alhilal.com/f55/)
-   -   تفسير سورة غافر (10) (http://vb.alhilal.com/t715067.html)

سامي صعب يتكرر 08/02/2009 09:33 AM

تفسير سورة غافر (10)
 
{‏إِذِ الْأَغْلَالُ فِي أَعْنَاقِهِم‏}
‏ التي لا يستطيعون معها حركة‏.‏

‏{‏وَالسَّلَاسِلُ‏}‏
التي يقرنون بها، هم وشياطينهم

‏{‏يُسْحَبُونَ في الحميم‏}‏

أي‏:‏ الماء الذي اشتد غليانه وحره‏.‏

‏{‏ثُمَّ فِي النَّارِ يُسْجَرُونَ‏}
‏ يوقد عليهم اللهب العظيم، فيصلون بها، ثم يوبخون على شركهم وكذبهم‏.‏
ويقال

‏{‏لَهُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ تُشْرِكُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ‏}‏
هل نفعوكم، أو دفعوا عنكم بعض العذاب‏؟‏‏.‏

‏{‏قَالُوا ضَلُّوا عَنَّا‏}
‏ أي‏:‏ غابوا ولم يحضروا، ولو حضروا، لم ينفعوا، ثم إنهم أنكروا فقالوا‏:‏

‏{‏بَلْ لَمْ نَكُنْ نَدْعُو مِنْ قَبْلُ شَيْئًا‏}
‏ يحتمل أن مرادهم بذلك، الإنكار، وظنوا أنه ينفعهم ويفيدهم، ويحتمل ـ وهو الأظهرـ أن مرادهم بذلك، الإقرار على بطلان إلهية ما كانوا يعبدون، وأنه ليس للّه شريك في الحقيقة، وإنما هم ضالون مخطئون، بعبادة معدوم الإلهية، ويدل على هذا قوله تعالى‏:‏

‏{‏كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ الْكَافِرِينَ‏}
‏ أي‏:‏ كذلك الضلال الذي كانوا عليه في الدنيا، الضلال الواضح لكل أحد، حتى إنهم بأنفسهم، يقرون ببطلانه يوم القيامة، ويتبين لهم معنى قوله تعالى‏:‏ ‏{‏وَمَا يَتَّبِعُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ شُرَكَاءَ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ‏}‏ ويدل عليه قوله تعالى‏:‏ ‏{‏وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُم‏}‏ ‏{‏وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لَا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ‏}‏ الآيات‏.‏
ويقال لأهل النار ‏

{‏ذَلِكُم‏}‏
العذاب، الذي نوع عليكم

‏{‏بِمَا كُنْتُمْ تَفْرَحُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنْتُمْ تَمْرَحُونَ‏}‏
أي‏:‏ تفرحون بالباطل الذي أنتم عليه، وبالعلوم التي خالفتم بها علوم الرسل وتمرحون على عباد الله، بغيًا وعدوانًا، وظلمًا، وعصيانًا، كما قال تعالى في آخر هذه السورة‏:‏

‏{‏فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَرِحُوا بِمَا عِنْدَهُمْ مِنَ الْعِلْمِ‏}‏
وكما قال قوم قارون له‏:‏ ‏{‏لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ‏}‏
وهذا هو الفرح المذموم الموجب للعقاب، بخلاف الفرح الممدوح الذي قال الله فيه‏:‏ ‏{‏قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا‏}‏ وهو الفرح بالعلم النافع، والعمل الصالح‏.‏

‏{‏ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ‏}‏
كل بطبقة من طبقاتها، على قدر عمله‏.‏

‏{‏خَالِدِينَ فِيهَا‏}
‏ لا يخرجون منها أبدًا ‏

{‏فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ‏}
‏ مثوى يخزون فيه، ويهانون، ويحبسون، ويعذبون، ويترددون بين حرها وزمهريرها‏.‏

‏[‏77‏]‏ ‏{‏فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ‏}‏
أي
‏{‏فَاصْبِر‏}
‏ يا أيها الرسول، على دعوة قومك، وما ينالك منهم، من أذى، واستعن على صبرك بإيمانك

‏{‏إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ‏}‏
سينصر دينه، ويُعْلِي كلمته، وينصر رسله في الدنيا والآخرة، واستعن على ذلك أيضًا، بتوقع العقوبة بأعدائك في الدنيا والآخرة، ولهذا قال‏:‏

‏{‏فَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُم‏}‏
في الدنيا فذاك

‏{‏أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ‏}
‏ قبل عقوبتهم

‏{‏فَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ‏}
‏ فنجازيهم بأعمالهم،
‏{‏وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ‏}‏ ثم سلَّاه وصبَّره، بذكر إخوانه المرسلين فقال‏:‏

‏[‏78‏]‏ ‏{‏وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ مِنْهُمْ مَنْ قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ فَإِذَا جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ قُضِيَ بِالْحَقِّ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْمُبْطِلُونَ‏}‏
أي‏:‏

‏{‏وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ رُسُلًا‏}
‏ كثيرين إلى قومهم، يدعونهم ويصبرون على أذاهم‏.‏ ‏

{‏مِنْهُمْ مَنْ قَصَصْنَا عَلَيْكَ‏}‏
خبرهم ‏

{‏وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ‏}‏
وكل الرسل مدبرون، ليس بيدهم شيء من الأمر‏.‏
وما كان لأحد منهم

‏{‏أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ‏}
‏ من الآيات السمعية والعقلية

‏{‏إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ‏}
‏ أي‏:‏ بمشيئته وأمره، فاقتراح المقترحين على الرسل الإتيان بالآيات، ظلم منهم، وتعنت، وتكذيب، بعد أن أيدهم اللّه بالآيات الدالة على صدقهم وصحة ما جاءوا به‏.‏

‏{‏فَإِذَا جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ‏}‏
بالفصل بين الرسل وأعدائهم، والفتح‏.‏

‏{‏قُضِىَ‏}
‏ بينهم

‏{‏بِالْحَقِّ‏}
‏ الذي يقع الموقع، ويوافق الصواب بإنجاء الرسل وأتباعهم، وإهلاك المكذبين، ولهذا قال‏:‏ ‏

{‏وَخَسِرَ هُنَالِكَ‏}‏
أي‏:‏ وقت القضاء المذكور

‏{‏الْمُبْطِلُونَ‏}
‏ الذين وصفهم الباطل، وما جاءوا به من العلم والعمل، باطل، وغايتهم المقصودة لهم، باطلة، فَلْيَحْذَر هؤلاء المخاطبون، أن يستمروا على باطلهم، فيخسروا، كما خسر أولئك، فإن هؤلاء لا خير منهم، ولا لهم براءة في الكتب بالنجاة‏.‏

‏[‏79 - 81‏]‏ ‏{‏اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَنْعَامَ لِتَرْكَبُوا مِنْهَا وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ * وَلَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ وَلِتَبْلُغُوا عَلَيْهَا حَاجَةً فِي صُدُورِكُمْ وَعَلَيْهَا وَعَلَى الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ * وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَأَيَّ آيَاتِ اللَّهِ تُنْكِرُونَ‏}‏
يمتن تعالى على عباده، بما جعل لهم من الأنعام، التي بها، جملة من الإنعام‏:‏
منها‏:‏ منافع الركوب عليها، والحمل‏.‏
ومنها‏:‏ منافع الأكل من لحومها، والشرب من ألبانها‏.‏
ومنها‏:‏ منافع الدفء، واتخاذ الآلات والأمتعة، من أصوافها، وأوبارها وأشعارها، إلى غير ذلك من المنافع‏.‏

‏{‏وَلِتَبْلُغُوا عَلَيْهَا حَاجَةً فِي صُدُورِكُم‏}
‏ من الوصول إلى الأوطان البعيدة، وحصول السرور بها، والفرح عند أهلها‏.‏

‏{‏وَعَلَيْهَا وَعَلَى الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ‏}‏
أي‏:‏ على الرواحل البرية، والفلك البحرية، يحملكم الله الذي سخرها، وهيأ لها ما هيأ، من الأسباب، التي لا تتم إلا بها‏.‏

‏{‏وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ‏}
‏ الدالة على وحدانيته، وأسمائه، وصفاته، وهذا من أكبر نعمه، حيث أشهد عباده، آياته النفسية، وآياته الأفقية، ونعمه الباهرة، وعدَّدَها عليهم، ليعرفوه، ويشكروه، ويذكروه‏.‏



‏{‏فَأَيَّ آيَاتِ اللَّهِ تُنْكِرُونَ‏}‏
أي‏:‏ أي آية من آياته لا تعترفون بها‏؟‏ فإنكم، قد تقرر عندكم، أن جميع الآيات والنعم، منه تعالى، فلم يبق للإنكار محل، ولا للإعراض عنها موضع، بل أوجبت لذوي الألباب، بذل الجهد، واستفراغ الوسع، للاجتهاد في طاعته، والتبتل في خدمته، والانقطاع إليه‏.‏

تفسير السعدي (تيسير الكريم المنان في تفسير كلام الرحمن)

♥قلـــبـ الهـــلالـ♥ 08/02/2009 09:36 AM

الله يجيرنا واياكم نار جهنم..ان شاء الله..

شكرا لك وجزاك الله الف خير.

(((9الهلال15))) 08/02/2009 09:43 AM

جــزاك الله خيرا ياسامي صعب يتكرر على تفسيرك للسوره..

وجعله في موازيين أعمالك..

..:)


الوقت المعتمد في المنتدى بتوقيت جرينتش +3.
الوقت الان » 07:05 PM.

Powered by: vBulletin Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd