قوى خفية!!

__ من حق الكوريين أن يعتبروا يوم الثامن عشر من يونيو عيداً قومياً بمناسبة صعودهم لأول مرة في التاريخ لدور الثمانية الكبار في كأس العالم وهو الحلم الذي راود الكوريين منذ عام 1954 عندما سجلوا أول ظهور في نهائيات المونديال·
__ لقد قدم الكوريون أفضل أداء آسيوي في تاريخ المسابقة، ويكفي أنهم خلال أربع مباريات استطاعوا أن يهزموا ثلاثة منتخبات أوروبية عريقة هي إيطاليا·· وقبلها البرتغال وبولندا وكأنهم يرسمون خريطة جديدة لموازين القوى الكروية في العالم، تهتف الجماهير لأسماء جديدة فرضت نفسها بقوة على الساحة الدولية بينما اختفت أسماء كبيرة وشهيرة من جراء المفاجآت المونديالية، على رأسهم زين الدين زيدان ولويس فيجو وتوتي وديلي بييرو وفييري، بعد أن تساقطوا مع منتخبات بلادهم، الواحد تلو الآخر·
__ إنه مونديال كي هيبون وأهين جونج هوان·· والحاج ضيوف وفاديجا·· وغيرهم من العقد الفريد الذي قلـب موازين أول مونديال في الألفية الجديدة·
___
__ والحديث عن المباراة التاريخية التي فازت فيها كوريا الجنوبية على إيطاليا، لا بد وأن يفتح ملف التحكيم في تلك المباراة، حيث أشاد الخبير التحكيمي ناجي الجويني بالحكم الإكوادوري بيرون مورينو لدرجة أنه قال إن الحكم جاءنا من كوكب آخر، لثقته الكاملة في قدراته، وتعامله الممتاز مع كل الوقائع التحكيمية دون أدنى استجابة لأي ضغوط من لاعبي الفريقين، في الوقت نفسه شن الإيطاليون هجوماً ساخناً على الحكم ووجهوا له انتقادات لاذعة ورددوا الموت للحكم في تأكيد على ما ذهب اليه أحد المسؤولين بالوفد الإيطالي الذي صرح بأن هناك قوى خفية وراء فوز كوريا وخسارة إيطاليا في إشارة الى أن القرارات التحكيمية، وليس منتخب كوريا، هي التي هزمت إيطاليا في دور الـ16 بينما برر ترابا توني مدرب إيطاليا خسارة منتخب بلاده وخروجه من المونديال بأخطاء الحكم موضحاً أن الطليان كانوا يستحقون الفوز لكنهم غادروا المونديال·· بفعل فاعل!
___
__ اختيار أربعة حكام عرب هم علي بوجسيم وجمال الغندور وسعد كميل للاستمرار ضمن قائمة النخبة في مونديال ،2002 يعزز نجاحات التحكيم العربي التي بدأت تظهر بوضوح في مونديال 1998 وتواصلت في مونديال 2002 أي أنه نجاح عبر قرنين من الزمان، ومن يدري فربما كرر الحكام العرب سيناريو نجاح المغفور له بإذن الله تعالى سعيد بلقولة·· بإدارة نهائي مونديال 2002 نهائي المونديال·· فالنجاح يقود الى مزيد من النجاح·
___
__ انهمرت الأمطار في ملعب المونديال فأفسدت قصة شعر ديفيد بيكهام كابتن منتخب انجلترا·
__ وكان يمكن أن ينتهي الأمر عند هذا الحد، فالأمطار أفسدت شعور كل اللاعبين، وليس بيكهام وحده، ولكن لأن النجم الذهبي لمنتخب انجلترا بمثابة حالة خاصة وان موضة قصة شعره سرعان ما تصبح موضة لدى الشباب الإنجليزي وغير الإنجليزي، فإن زوجته فيكتوريا النجمة السابقة بفريق سبايس جيرلز سرعان ما اتصلت بمصفف شعر شهير، ليغادر لندن على الفور، في رحلة طويلة جداً لليابان، ليلحق بديفيد بيكهام قبل المباراة المرتقبة بين البرازيل وانجلترا التي تقام صباح يوم بعد غد (الجمعة)·
__ ولأنه نجم من الطراز الأول، فلابد أن يحلق شعره ويشذبه حلاق من الطراز الأول، لذا تم تكليف الشخص الذي حصل على لقب أفضل مصفف شعر في انجلترا هذا العام ليقوم بهذه المهمة العاجلة·
__ وبدورنا فإننا لا نملك أن نعترض على انشغال بيكهام الى هذا الحد بقضية فرعية، فكل واحد حر في شعره، وإن كان ذلك لن يبدل قناعاتنا·· بأن البقاء للأصلع!


البوشتيناج هزم إيطاليا!

لي وون جاك وكيم تاي يونج·· وسون هونج وتشوي جين تشويل وهونج ميونج وسونج تشونج وكيم نام ايل وتشووسو وسونج تشول وأيضاً لا تعرف أهن جونج هوان·
إذا كنت لا تعرف كل هؤلاء من قبل فلن يلومك أحد·· ولكنك الآن مطالب بأن تحفظ هذه الأسماء وتختزن جيداً ملامح أصحابها في ذاكرتك لأنهم لاعبو المنتخب الكوري نجوم هذا العصر، رؤوسهم تتساوى برأس رونالدو وبيرهوف وبيكهام بعد أن فازوا على إيطاليا أمس وأصبحوا من أقوى ثماني دول في عالم الكرة·· أقوى من فرنسا والبرتغال والأرجنتين!
تخيل هؤلاء اللاعبين الذين لا نعرف حتى الآن كيف ننطق أسماءهم بشكل صحيح ولن نتمكن من ذلك ولو بعد مائة سنة، هم نجوم المونديال·· ولاعبون كبار مثل زين الدين زيدان وتيري هنري وباتيستوتا وكريسبو ولويس فيجو وكونيسا وكريستيان فييري وتوني وديل بييرو يجلسون أمام شاشة التلفزيون يتابعون أحداث المونديال·
هل ما حدث لإيطاليا أمس ومن قبلها الأرجنتين وفرنسا والبرتغال ملامح ثورة جديدة في عالم الكرة·· ثورة تعيد رسم خريطة جديدة للعبة أم أنها مجرد صحوة مؤقتة بعدها سيعود هؤلاء الصغار من حيث جاؤوا؟
أعتقد أن ما نراه كل يوم في كوريا واليابان ليس إلا صحوة مؤقتة اعتدنا أن نرى مثلها على فترات متباعدة طوال تاريخ كأس العالم··
وإذا عدنا بالذاكرة الى الوراء فسنجد أن كل الفرق التي فجرت مفاجآت من العيار الثقيل عادت تختفي ولم نسمع عنها شيئاً بعد·· مثل الولايات المتحدة التي هزمت انجلترا في مونديال 1950 وكوريا الشمالية التي هزمت إيطاليا في انجلترا عام 1996 والجزائر التي هزمت ألمانيا 2/1 في إسبانيا عام 1982 ومصر التي تعادلت مع هولندا في إيطاليا عام 1990 وتونس التي تعادلت مع ألمانيا عام 1978 والكاميرون التي هزمت الأرجنتين 1/صفر في افتتاح كأس العالم ·1990
ولم تكن كل هذه المفاجآت بداية ثورة جديدة ولم تغير في خريطة اللعبة·· وبقي الكبار كما هم كباراً ويجلسون في القمة ويحصدون الألقاب والبطولات لسبب بسيط وهو أن المنتخبات الكبيرة لديها تاريخ وتقاليد وثقافة ونجوم وقاعدة وكل مكونات صناعة اللعبة وعندما تتعثر فإنها تعود أكثر قوة مما كانت عليه بعكس منتخبات الدول الصغيرة فإنها تقفز بشكل مؤقت على الساحة نتيجة جرعات زائدة من الحماس والشحن المعنوي وأيضاً اللياقة والمهارة وأقصى طموحاتها الفوز على فريق كبير بحجم إيطاليا أو فرنسا أو الأرجنتين إلا أنها سرعان ما تختفي بعد ذلك لأنها حققت الهدف ولا يوجد بداخل لاعبيها طموح الفوز ببطولة مثل كأس العالم لأنها لم تنشأ وسط أجواء مناسبة للمنافسة منذ بدايتها وشاهدنا الولايات المتحدة تهزم البرتغال 3/2 ثم تتعادل مع كوريا وتخسر من بولندا 3/·,1 والمكسيك التي حبست أنفاس الإيطاليين في آخر مباريات الدور الأول وكادت أن تحرمهم من التأهل لدور الـ16 خسرت بكل سهولة في مباراتها أمام الولايات المتحدة في الدور الثاني 2/صفر·
وقد ساعد إرهاق الكبار نتيجة قوة المنافسة في بطولاتهم المحلية هؤلاء الصغار ليحققوا مثل هذه المفاجأة في كوريا واليابان!
ورغم كل ذلك لا أرى سبباً مقنعاً لخسارة إيطاليا أمام كوريا؟
هل أندية انيانج ال جي·· وأولسان هيونداي·· وشونام دارجونز وتيجون سيتزين··· أقوى من يوفنتوس وإنترميلان وروما وإيه سي ميلان·
أم أن كيم بونج كونج ولنج مونج شونج فونج يونج وسين تشون وون هوون مون··· وباقي أفراد لاعبي المنتخب الكوري الذين لا أعرف كيف أكتب أو أنطق أسماءهم أفضل من كريستيان فييري مهاجم الإنتر الذي يتقاضى سنوياً تسعة ملايين يورو أو اليساندرو وديل بيرو مايسترو اليوفنتوس بطل الدوري الايطالي الذي يتقاضى سنوياً 7,77 مليون يورو أو سيزار مالديني كابتن ايه سي ميلان الذي يصل دخله السنوي الى 6,60 مليون يورو··· أو توني كابتن روما بطل دوري الموسم الماضي·
في الحقيقة خسارة إيطاليا أمس جعلتني أبتعد عن المنطق وألغي العقل وألجأ الى طرق أخرى في محاولة لتفسير ما حدث·· وبدأت أقتنع أن البوشتيناج هو السبب الأول وتأثيره أقوى من البيتزا والاسباجيتي لأن الكوريين يعتقدون أن البوشتيناج يضاعف من قوة الرجال الجسدية ولذلك فإنهم يدفعون مبالغ كبيرة من أجل الحصول عليه·
وبالمناسبة البوشتيناج باللغة الكورية تعني لحم الكلاب!