المنتديات الموقع العربي الموقع الانجليزي الهلال تيوب بلوتوث صوتيات الهلال اهداف الهلال صور الهلال
العودة   نادي الهلال السعودي - شبكة الزعيم - الموقع الرسمي > المنتديات العامة > منتدى المجلس العام > المواضيع المتميزة
   

Like Tree1Likes

إضافة رد
   
 
LinkBack أدوات الموضوع طريقة عرض الموضوع
  #31  
قديم 05/02/2009, 08:10 AM
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 28/12/2005
المكان: قلبُ أمي :(
مشاركات: 2,045
Cool صباح الجمال الغير عادي

.







قلمك يستحق أن نسترق من أوقاتنا لـ قراءة ما يكتبه
ميادة
أحبُ قلمك / فكرك كثيراً و متابعه لكِ دوماً
اضافة رد مع اقتباس
  #32  
قديم 05/02/2009, 09:26 AM
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 19/01/2007
المكان: غربـة
مشاركات: 2,040
يالله .. فصلٌ آخر ممتع كـ سابقيه ..

وما ذيلتِ به النص من المشاعر كان أشبه بخاطرة تلتفُ حول أحداثٍ صغيرة.. كم يروق لي هذا ,

هل تعرفين ... ضج في ذهني الكثير من الأسئلة حول المهندس فهد

اتساءل ما السر خلف هدوءه على غير العادة ؟!

الى أي حد يُمكن أن تصل العلاقة بين الأثنين ؟!



..

وننتظر مُرغمين
اضافة رد مع اقتباس
  #33  
قديم 05/02/2009, 12:28 PM
الصورة الرمزية الخاصة بـ هلالي من ارض اليمن
مشرف منتدى المجلس العام
تاريخ التسجيل: 02/08/2005
المكان: بين الحلم والأسوار !
مشاركات: 13,589
اغبطك يا ميادة على هذا التميز في الصياغة الأدبية الجميلة وقدرتك على توظيف الشخصيات ووصفها والبحث عن تلك المشاعر الدفينه في ثناياهم .. ما شاء الله

أسمحيلي يا ميادة فقد فاجئتيني وارجو منك المعذرة

من جانب اخر احترمت تجسيدك للبيئة الإجتماعية بحقيقتها دون النظر اليها من علي او التطرف في التعامل معها ..

حديثك عن " عم صالح " .. جسد حقيقة بساطة التعامل غالبا في بيئتنا الاجتماعية بين رب العمل ومن يقومون بخدمته .. لم يكن حديثك يتناول مفردة " السائق " على سبيل المثال لأثبات حقيقة وجود هوة اجتماعية او باعتبارها شخصية هامشية ولكن اتى بسيطا وحقيقيا وجزء من محور القصة .. استطعت من خلال مفردة " عم " ان تختزلي كثير من المعان البيئة في مجتمعاتنا وليست تلك القادمة من البلاط الانجليزي كما يهوى البعض تجسيدها في واقعنا الاجتماعي

هنالك جانب آخر يستحق الاشادة .. قدرتك بتميز في تناول " الحجاب " .. لم يكن الحجاب جوهريا في القصة ولكنك تمكنت من الحديث عنه كواقع وجزء من حياتنا إي انه من بديهيات سلوكياتنا الشخصية .. وحقيقة يا ميادة بالرغم من قراءات متواضعه لا اتذكر ان هنالك من الاقلام العربيه من يتناول في سياق قصته الحجاب كواقع ثقافي او اجتماعي للبيئة العربيه اذا ما استثنينا الاستاذ : نجيب الكيلاني في رواياته ،،،


اعذريني اذا اطلت الحديث

هنالك من ينتقد هذا الاسلوب وربما لديه وجهة نظر حقيقية ان هذه المداخلات قد تشوه جمال الموضوع .. ولكني لا احب المرور دون ان اعلم هل تمكنت من القراءة جيدا ؟!!

شكرا لك


استطعت ان تفرضي علي المتابعه
اضافة رد مع اقتباس
  #34  
قديم 05/02/2009, 04:18 PM
الصورة الرمزية الخاصة بـ الـمـشـاغـب
مايسترو المجلس العام
تاريخ التسجيل: 18/02/2005
المكان: كاشت مع ويلهامسون بين المروج :$
مشاركات: 7,060
ما شاء الله عليك يا ميدو .. وطلعتي روائية ما شاء الله

أعجبني أسلوبك .. واستغربت ان هالابداع طالع منك

بداية موفقة .. ما بعد قريت الفصل الثالث .. ان شاء الله بعد ما نفضى اقراه ..

روايتك ذكرتني بأبوريمان

المهم .. أنا مع المحبرة سأرتقب

إلى ذلك الحين .. سأودعك بكل حفاوة وتكريم ملوحاً بيدي الكريمة
اضافة رد مع اقتباس
  #35  
قديم 05/02/2009, 06:35 PM
الصورة الرمزية الخاصة بـ الهلالي دائماً
مشرف منتدى الجمهور الهلالي
تاريخ التسجيل: 20/01/2002
المكان: وسط المعمعه
مشاركات: 12,893
ميادة

لغة جميلة وحرف مميز وموضوع متوقع من قلمك السيال
متابع منذو مبطي وان تاخر الرد

شكرا لك
اضافة رد مع اقتباس
  #36  
قديم 06/02/2009, 02:59 AM
زعيــم متألــق
تاريخ التسجيل: 20/10/2007
المكان: شبكتنا..!!
مشاركات: 1,479

متابعه

ميادة ماننحرم
اضافة رد مع اقتباس
  #37  
قديم 06/02/2009, 11:24 AM
زعيــم فعــال
تاريخ التسجيل: 31/01/2008
مشاركات: 401
.

الفصل الرابع




مضت أيامٌ قليلة أُنجزَ بها المشروع على أكملِ وجه , أقام خلالها المدير حفلاً تكريمياً بهذهِ المُناسبة التي زادت منسوبَ أرباحِ الشركة
تخللتها أحادبثٌ متقطعة مع المهندس فهد عبرَ الماسنجر .. من هنا بدت المسافة التي أرى من خلالها فهد الإنسان أكثرُ وضوحاً .

كنتُ ألحظ ارتباكَ حديثه عندما تُحكم الصدفة قبضتها علينا في لقاءٍ بإحدى الممرات .. لم تُحيل تلك الثواني البسيطة دونَ ضبطي للمعةٍ خفيّة في عينيه كلما تواجهنا .
على قدرِ حرصي أن أُشيحَ انتباهي عن تلكَ التفاصيل الصغيرة إلا أنها تُلحُّ عليّ بسخاء .


كنتُ أتجنّب دخولي المُتكرر للماسنجر تحسّباً لرؤيته ..
الحياة العمليّة دائماً تبدو آلية بكلِ تداخلاتها .. تحولنا دونَ القراءة بشكلٍ جيّد لأفكارِ الآخرين و فهمِ تركيباتهم , ربّما لأنّه لا يليقُ بهذا المكان إلاّ أن نتداول أوقاته بشكلٍ آليّ .. فكل ما هوَ مطلوبٌ هنا أن تتحوّل لشخص مُنتج يرصدُ سيرتهُ العمليّة بلغةِ الإنجازات و حسب . فلا تأتي الأهميّة إلا على مقاسِ التحصيلِ بالضبط .


الأيّام التي تمر كانتَ أشبهُ بفترةِ تكوينٍ خفيّ لحقيقةٍ غير مُتوقّعة بالنسبةِ لي على الأقل
فقد امتدّ هذا القبولُ المُسالم لفهد إلى فرحةٍ خجولة تومضُ في عينيّ كلما لحظتُ تسجيلَ دخوله .
لم ينطلي على حدسي الأُنثويّ افتعال فهد للحديثِ المُطوّل معي .. بقدرِ سُخفِ أحاديثنا الطويلة إلا أنّها كانت تدسُّ بينَ لحظاتها شوقاً خفياً يفرُّ من بينِ كلماته .
بعدَ مدةٍ أصبحت أحاديثنا تقتطعُ وقتاً أكبر .. و أصبحت مهامُ عملنا مُشتركة .. نتقاسمُ الأفكار فيما بيننا .. يساعدني هو في إتمامِ أوراقِ العمل بينما أمدّهُ أنا بابتكاراتٍ فنّية لمشاريعهِ القادمة .


أتوجّس كثيراً من قبولي المُفاجئ لفهد .. هذا الاهتمام المحدود بهِ يُثيرُ قلقي و أنا التي تُرعبها فكرة أن تكونَ الحياةَ قابلةً للقسمةِ على شخصين فلم أرها إلا رقماً صعباً يستحيلُ أن تُشاركني بهِ روحاً أخرى .


لم تأتِ أحاديثنا على سياقها الطبيعيّ أبداً .. فدائماً ما كان يحاولُ أن يجسّ شعوري تجاهه إلا أنّني كنتُ مراوغة ذكيّة .. و حتّى الآن أنا لا أعلم إن كُنت أمارس المراوغة معه أم مع نفسي
ما أؤمنُ بهِ أنّني أُحبُ الحديثَ معه و لا شيءَ أكثر من ذلك !


سألني يوماً سؤالاً بدا و كأنّهُ مُحاولةُ تشخيصٍ مكشوفة
- أ تعلمينَ كيفَ تتجمّدُ المفردات الصعبة في الحلق ؟ تماماً و كأنّها غصّة متكوّرة لا تقبلُ البلعَ أو اللفظ ؟
لكنّني كنتُ أبادلهُ الانفعالات صمتاً .. فلم يكن أحدنا يجرؤ على الكلام .. و هل يبدو الكلام مشروعاً عندما يأتي في توقيتهِ الخطأ ؟!
مثلَ كل الأشياء الجميلة .. مثلَ كل ما نُحب , تأتي مُتأخرةً بقدرِ عُمر .. و لا يُسعفها الوقت لتكتمل , فترحل بنقصها أو تموتَ أمامنا بعجز .


**


- وصلني لهالعنوان
تنفستُ بملءِ رئتيّ و أنا أضعُ أقدامَ العودةِ على أرضِ الوطن .. عشرُ سنواتٍ مرّت مُنذ رحيلي .. تخللتها زيارات قصيرة متقطعة .. في كلِّ مرةٍ أعود كانت بمثابةِ استراحةٍ قصيرة بينَ غربتين , أعودُ محمّلاً بحقائبِ الحنين و بعدَ أيامٍ قصيرة أرحل محمّلاً برائحةِ الوطن و كفيّ أمي
أيُّ هزّةٍ ستعتري شعورها عندما ترى ابنها ماثلاً أمامها بكامل حنينه
و أيُّ وطنٍ هذا الذي يُنافسُ حضنَ أم ؟


أسندُ رأسي على نافذةِ السيّارة و أحاولُ أن أهدئ هذا الشوقُ الذي يرفرفُ في قلبي كجناجيّ عصفور
أغمضُ عيني و تستفيقُ في خاطري ألفُ ذكرى .. و ألفُ ألفُ صورةٍ لوجهِ أمّي
لا شيءَ يُضجرُ حنيني إلا عندما أذكر ابنةَ عمّي , الفتاة المُناضلة في سبيلِ انتظاري .. كم يبدو أمراً باعثاً للبكاءِ سخريةً أن تنذرَ فتاة سنينها بانتظارِ من لا تعرف .. و بدون سابقِ حبٍ أو حتى وعدٌ واهن بالعودةِ إليها .


أفنيتُ عمري في دراساتٍ مُتفرّقة .. و عدتُ برأسٍ مُشبعٍ بثقافةٍ تُرضيني و لو بشكلٍ بسيط , و أنا الذي لا يهتمُ يوماً بأمرِ أنثى و لا تُشكّل في حياتهِ أكثر من أمٍ أو صديقة
كيفَ سأرضى بانحدارٍ إلى هذا الحد , و كيفَ ستستجيبُ مشاعري لأنثى بهذا القدرِ من السذاجة .
لم أكن أعرفً عنها أكثر مما ترويهِ لي أمّي أثناءَ اتصالاتها بي .. و كأنها تُحاولُ بفطرةِ الأم أن تُخرسَ شوقي المُستفيض تجاهَ ابنة العم .
" كااملة و الكامل وجه الله .. الله يبلغني برجعتك و يفرحني فيكم ان شاء الله " أشعرُ حينها بحرارةِ دعائها الصادق تنتقلُ إليّ عبرَ أسلاكِ الهاتف , أمي تحبّها كثيراً ..و لم يكن أحداً يحترق شوقاً لمجيئي سوى أمٌ حنون .. و ابنةُ عمٍ ساذجة


**



أتت منى إلينا اليوم , تبدو الصالة كورشةِ مصنعٍ من الضجر الشديد الذي يحدثهُ أبناؤها و مشاجرتها الخفيفة مع أمّي كي تستحثّها لمرافقتها إلى حفلِ زواج إحدى صديقاتها
و أبي يتابع بتركيز الشريط الإخباريّ لأحدى القنوات .. لم يبتر هذا الضجيج اللا مُنتهي إلا رنين هاتفِ أبي .. صمتنا جميعاً في انتظارِ أن يتمَّ مكالمته
- صدق !! حمد لله على سلامته يا خوي
- بكرة عزيمتكم عندنا إن شاء الله
- شلون بس ! هذا الغالي


كان حديث والدي أشبه بصدمة خارقة لعقلي , أحاول أن أتفرّس ملامح أمي و منى أبحثُ عن شيء يكذّب ظنوني إلا أنّ الابتسامة الكبيرة على وجوههم تعزز ما كنتُ أخشاه
حاولتُ أن أستند على الكرسي لأصعد لغرفتي قبل أن يتم أبي المكالمة .. و في طريقي كنت أسمع والدي بفرحةِ الأب يقول لمنى
- كلمي فيصل بكرة يروح يجيب جدته
ثم يخبر أمّي أن تعدّ كافة ما تحتاجه وليمة تليقُ بمقامِ الدكتور .

اضافة رد مع اقتباس
  #38  
قديم 06/02/2009, 11:26 AM
زعيــم فعــال
تاريخ التسجيل: 31/01/2008
مشاركات: 401
..

لي عودة قريبة مع الردود , طابَ نهاركم
اضافة رد مع اقتباس
  #39  
قديم 06/02/2009, 01:07 PM
زعيــم نشيــط
تاريخ التسجيل: 04/07/2003
المكان: the tears valley
مشاركات: 990
أتمنى ألا يكون الدكتور هو القدر المحتوم ! !

بانتظار طلة الدكتور . . . .
اضافة رد مع اقتباس
  #40  
قديم 06/02/2009, 01:58 PM
زعيــم فعــال
تاريخ التسجيل: 31/01/2008
مشاركات: 401
سوليدرة
مثلُ هذا الحضور باعثٌ لبذلِ الأفضل , بالنسبة للتساؤلات أظن أن الفصلين القادمة تملك إجابات مُقنعة لحدٍ بعيد
**
DHOOOM
تسعدني و أكثر هذهِ المُتابعة المستمرة .. شكراً لحضوركَ الدائم
**
M!ss 7up
شكراً لطيبِ إطرائك .. تابعينا
**
fff
أهلاً بك .
**
الهنوف
مُمتنّة للوقت المُستقطع لقراءةِ القصّة .. اسحبي كرسي و تابعي , هلابك بأي وقت
**
كيفوه
دفعة معنويّة هائلة .. شكراً لكِ
**
الســs ــراب
أمرُّ على ثنائك بتواضع , شكراً لك .. أسعدتني
**
BLUE BIRD 10
أهلاً بك .. ممتنة لدوام المُتابعة
**
أحلا هلالية
بل أنا من أحاول أن أرتقي لسقفِ ذائقتكم . هلا بك
**
ريفيلينو
أهلاً بك , بالنسبة للفصول هي حاضرة بذهني فقط
و مجرد إكمال صياغة فصل أرفقهُ مباشرة .. سأحاول تقليصَ المدة بقدرِ ما تجود كتابتي
**
بنت الزعيم
و أنا أسعد لمرورٍ كريم كهذا .. ياسمينة تليقُ بروحك
**
هلالي من أرض اليمن
شكراً لحضورٍ ثريّ كهذا .. يهمّني بالتأكيد أن ألتمس قراءتكم للأفكار الصغيرة و الجانب السرديّ
بالنسبة لحديثك حول شخصية العم صالح بالضبط هذا ما أردتُ إيصاله .. ليسَ كل ما يُصوّر هو السائد
يوجد الكثير ممّن تجاوزوا مرحلة الطبقيّة إلى التعامل الودّي مع هذهِ الفئة بتجسيدها كفردٍ يقاسمهم حياة يوميّة معتادة
أما مسألة الحجاب , كانَ تجسيدهُ كثقافة دينية يتم التعامل بها وفق حكمتها
و كما ذكرت تذهب بعض الأعمال إلى تصوير الحجاب كآداة " جذب " حسب تأثيرها بالسياق , بينما وظفتها هنا بحقيقتها كآداةِ " ستر "
ممتنة لكل الحبورِ الذي يصاحبُ حضوركَ المميز دائماً
**
المشاغب
كبيرة شوي روائية
واستغربت ان هالابداع طالع منك
احباط !

عموماً تسلم على التلويحة الكريمة و تابعنا ..
**
ماجد مقبل
تُثريني متابعة كهذه .. شكراً لحضورك
**
فجر الرياض
هلا بك .
**
DHOOOM
لا أملك إجابة الآن : )
اضافة رد مع اقتباس
  #41  
قديم 06/02/2009, 02:03 PM
الصورة الرمزية الخاصة بـ al7oot-99
مشرف سابق في شبكة الزعيم
تاريخ التسجيل: 06/01/2006
المكان: الريـاض
مشاركات: 3,746
متابع
...........................
اضافة رد مع اقتباس
  #42  
قديم 06/02/2009, 03:06 PM
الصورة الرمزية الخاصة بـ ~SaKaB
مشرف سابق في منتدى الإتصالات
تاريخ التسجيل: 28/10/2005
المكان: Khober / Jazan
مشاركات: 4,051
متابع وبشغف عظيم ..

لفتت نظري هذه كثيراً :
و عبرَ عمودهِ اليوميّ في الجريدة . و هذهِ إحدى الفضائل التي ورثتها عن أبي ..

حقاً !! وأين ؟؟

موضوع ماتع

اضافة رد مع اقتباس
  #43  
قديم 07/02/2009, 01:47 AM
زعيــم فعــال
تاريخ التسجيل: 31/01/2008
مشاركات: 401
al7oot-99
أهلاً بك .
**


سكب الهلال
كل التفاصيل على لسانِ الشخصيّة و بعيدة عن إسقاطها على الواقع : )
ممتنّة للمُتابعة

اضافة رد مع اقتباس
  #44  
قديم 07/02/2009, 01:52 AM
زعيــم فعــال
تاريخ التسجيل: 31/01/2008
مشاركات: 401
.

الفصل الخامس








صعدتُ إلى غرفتي محمّلة بالخيبة و كأن الساعات القليلة التي قضيتها مع أهلي قد تجاوزت مئات السنوات الضوئية .. خرجتُ من هنا و أنا أرقبُ أجنحةَ الحلم تتكوّن في قلبي الصغير .. و عدتُ و أنا أستندُ على حزني مثلَ كهلٍ قد انحنى ظهره من لكماتِ القدر
هذا الخبر أثقلَ كاهلي .. لم يترك لي وميضَ أملٍ يجعلني أتماسك

لمَ عدتَ الآن ؟ لمَ تكتبُ مصيري بكل هذهِ الأنانية المُفرطة ؟ لم أكن مستعدةً أبداً لأي اقتحامٍ لحياتي الآن


أمضيتُ سنيناً و أنا أحمل لابن العم امتناناً عظيماً لهذهِ الهدنة الطويلة التي منحني إياها سفره كي أعيشَ و أرتب حياتي كما أريد .. و أسدّ ثغرات قلبي و وحدتي في وجهِ كل من يتقدّم لخطبتي
اتّخذت سفره ذريعةً أحقق من خلالها رغباتي , فأنا أنثى لا تستمدُّ قوتها من رجل
السنين الطويلة التي غادرنا فيها كنتُ قد كوّنتُ في ذهني صورةً مغايرةً له .. كنتُ أظن كل هذا الاغتراب كفيلٌ بأن يؤمّن له بيتاً و زوجة .. و أبناءً صغار أيضاً
ادّعيتُ تصالحي مع العاداتِ البالية بأن مصائرُ الفتيات مرهونةٌ أولاً بأبناءِ عمومتهن . و تظاهرتُ بولائي الشديد لابن عمّي الغائب .. لأمنح نفسي فرصة الاستقرار الذاتيّ و أن أختارَ حياتي بنفسي ثم أواجهُ بها أهلي .. أتى فهد و قلبَ كل موازين حياتي .. حضورهُ لم يكن إلا بشائرٌ تأتي بأنباءِ حبٍ ينمو بشكلهِ الطبيعيّ دونَ أن يظهر مشوّها بفعلِ عادةٍ بالية


لمَ لم تنتظر أن يشتدُّ عود حلمي أولاً ثم تأتي .. لمَ تُجهضهُ بكل هذهِ السادية ؟
بعدَ أن كنتُ في الأيامِ القليلة الماضية أرتب لحياتي جيّداً أصبحتُ أرتّب لموتي الآن
لم يرحل جدّي قبل أن يختارَ موتي بالطريقة التي يحبها حتى قبل أن آتي إلى الدنيا .. " عيالكم لبعض " التي كانت تكررها أمي على لسانِ جدّي كانت كتميمة مُعلّقة على نحرِ التزاماتهم .. ماذا لو عاشَ جدّي زمناً قليلاً لحين زواج أبي .. هل كان سيرضى أن زوجة ابنه لم تنجب له حفيداً ؟
لو علمَ جدّي لشدّد وصيته لأبي قبل أن يمتدّ في تشكيلِ مصيرِ أحفاده .. و لأن حياتنا ليست ملكنا بالشكل المُطلق فإن الجزء الذي يمنحنا أحقيّة تشكيلها ليسَ كافياً بأن يحمينا من التدخّلات الشنيعة للآخرين
لمَ نبدو أكثر التزاماً لوعودنا تجاه الأموات .. حتى لو كانت على حسابِ الأحياء , أ ليست تلكَ جريمة يُعاقب عليها أيُّ ضميرٍ حيّ ؟


أمضيتُ ليلتي بحزنِ المغلوبينَ على أمرهم .. أتكوّر بصمتٍ على فجيعتي , كيفَ يقولُ ديكارت أنا أفكر إذن أنا موجود , تُرى كم استغرقَ في التفكير حتى تُعلن مقولته تلك عن وجودها و بشدّة ؟ ألم يعلم بأن لكلِ قاعدة شواذ , و لم أكن أنا سوى شذوذ بينَ الموجودات التي تشكل نفسها بالتفكير
فها أنا أحرقُ ساعات ليلي تفكيراً , و ما إن تنطفئ واحدة حتّى أشعل في رمادها احتراقَ أخرى
أفكّر حدّ التلاشي و لم يتكوّن وجودي الصغير
سحقاً لتاريخي الذي يكتبهُ الأموات
و سحقاً لكلِ الفلاسفةِ أشقياء الأرض , الذين يدّعونَ فهمَ الحياةِ أكثر و هم الذينَ لم يجرّبوها و لم يخوضوا في حزنها كما أغرقُ أنا الآن .

مسحتُ الحزنَ عن قلبي بإيمانِ من لا حيلةَ له و سلّمتُ نفسي لموتٍ قصير .


استيقظتُ ظهيرةَ اليومِ التالي على ضجيج الحركة المستمرة في البيت .. غسلتُ وجهيّ مراراً لأخفي تورّم عينيّ من البكاءِ الطويل في الليلةِ الماضية ثم خرجت لأعدّ قهوتي دونَ أن أتحدث إلى أحد وعدتُ للماسنجر لأرى إن كان فهد موجوداً أم لا ..
تحدّثنا لساعاتٍ طويلة كنتُ أرسمُ لنهايةٍ بأقلِ الخيبات بينما كانَ هو يبني من قشّ حديثي عشاً آمناً و لا أعلم إن كان عشاً أم نعشاً
لمسَ حزناً في حديثي و كنت أبررهُ بنومٍ غير مريح ليلةَ البارحة .. فيعود ليسدي عليّ نصائحاً تفضحُ قلقه عليّ و أقابلها أنا بابتسامةٍ تُخفي وراءها شجن


أغلقتُ الماسنجر و توجّهتُ للنافذة .. أراقبُ البهجة العارمة في بيتنا .. جدّتي تفترشُ الأرض المُعشبة بجوار قهوتها , و أبناء منى يطاردون الأرانب الصغيرة التي يعتني بها العم صالح .. كل ما هوَ في الأسفل يضجّ بالفرح , بينما أنا وحدي أتسامى بحزني نحوَ الأعلى .
أخرجتُ من خزانة ملابسي فستاناً أسود يليقُ بمأتمِ أحلامي الصغيرة , و وضعتُ القليلَ مما قد يخفي تورّم عينيّ ثم ذهبتُ لأساعد أمي و منى في إكمال الترتيبات


**

كنت أهم بإغلاق باب غرفتي ذاهباً إلى العزيمة التي يعدها عمّي بمناسبة عودتي , قابلني أبي في طريقهِ للذهاب أيضاً , تحدّث و هو ينزل السلم بلهجةٍ أبعد ما تكون عن التفاوض
- هاليومين إن شاء الله بكلم عمك عن زواجكم , جهّز نفسك .. بيتك من زمان جاهز و فيصل و وزوجته ما قصروا
كنت أعلم أن معارضة لهجة خطاب كهذهِ لن تنتهي بأقلِ من صدمة , فلم أجد سوى الصمت حيلةً في محاولة إدراك هذهِ الأحداث السريعة


تمت العزيمة بكلِ احتفاء , كل الانطباعات كانت كما هي فرحة عرسٍ منتظر و ليسَ احتفاءُ عودة , كيفَ لا و هم يعيشونَ فرحة إتمام الوصايا المُعلّقة
بعدَ أن غادر الجميع دعانا عمّي إلى جلسة مُعدّة في حديقةِ المنزل .. لم يكن هناك سوى جدّتي و أمي و منى زوجة فيصل و فتاة أخرى أظنّها الحظ المُرتقب .
كانَ تسامراً مفعماً بالأجواء الحميمية التي افتقدتها منذ سنواتٍ طويلة .. كنت أحاول أن أسترق النظر إليها لكنها بدت هادئة جداً و أبعد ما تكون عن أحاديثنا و صخبِ ضحكاتنا
شاهدتها وهي تذهب باتجاه العم صالح الذي يفرشُ فراشه تحت السدرة العتيقة .. تحدّثا قليلاً ثم عادت نحونا و أنا على أمل أن أرصد مؤشراً واحداً أعلق عليه أملاً بحياة مستقرة


**

في تلكَ الساعات القليلة استحالَ بيتنا إلى ثقبٍ صغير , بكلِ رحابتهِ لم يستطع أن يحتوي ضيقتي . حتّى هواء مدينتنا أصبحَ خانقاً و لا تكفي ذراته لإشباعٍ رئتي .. أصرت جدتي على الذهاب إلى قريتها الليلة , و لم تستطع محاولات أبي و عمّي إثنائها عن رغبتها في العودة أو المكوث حتى الصباح .. انتهزتُ فرصةَ ذهابها لأرافقها بعيداً عن الكآبة التي أثقلت كاهلَ صمتي .. أخبرتُ أمي و منى و صعدتُ إلى غرفتي لتجهيزٍ سريع للذهابِ معها .
أخرجتُ حقيبة يدوية كبيرة وضعتُ بها ما يلزمني بالإضافة إلى كتاب يختصرُ عليّ وحشة الطريق .
ذهبتُ نحوهم و أنا أرى فيصل يساعد جدتي في إيصالها إلى السيارة .. توجهتُ نحو سيارة فيصل و وضعت حقيبتي بجواري , من خلال النافذة لاحظت منى تركض باتجاه فيصل و تهمس في أذنه و يبتسم ..
ما إن رجعت منى حتى توجه فيصل إلى والدي .. حدّثه قليلاً ثم توجّه بالحديث لأخيه
- ودهم أنت .. ما عندك شي
شهقت من الصدمة العنيفة التي سددتها منى باتجاهي , لا أعلم كيفَ أنقذ نفسي من ورطة كهذهِ اجتهدتُ بالهروب منها لأجدها تطاردني
لحظتُ اضطرابه الشديد من حديث فيصل لكنه سلّم للأمر و أخذ المفتاح من يد أخيه بانزعاج واضح و أتى باتجاهِ السيارة

اضافة رد مع اقتباس
  #45  
قديم 07/02/2009, 02:27 AM
الإحترافيه بعين هلاليه
تاريخ التسجيل: 07/07/2006
المكان: الريـاض
مشاركات: 7,248
قليل حضوري في القسم العام ..


أهنيك عزيزتي على قلمك الرائع واسلوبكـ .. في كتابة هذه القصه ..

في انتظار الفصل 6
اضافة رد مع اقتباس
   


إضافة رد


قوانين المشاركة
غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
غير مصرّح لك بنشر ردود
غير مصرّح لك برفع مرفقات
غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك

وسوم vB : مسموح
[IMG] كود الـ مسموح
كود الـ HTML مسموح
Trackbacks are مسموح
Pingbacks are مسموح
Refbacks are مسموح



الوقت المعتمد في المنتدى بتوقيت جرينتش +3.
الوقت الان » 07:25 AM.

جميع الآراء و المشاركات المنشورة تمثل وجهة نظر كاتبها فقط , و لا تمثل بأي حال من الأحوال وجهة نظر النادي و مسؤوليه ولا إدارة الموقع و مسؤوليه.


Powered by: vBulletin Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd

Google Plus   Facebook  twitter  youtube