دعا أئمة المساجد في خطبة الجمعة جموع المسلمين إلى التبرع للفلسطينيين الذين يواجهون حرباً من أجل الكرامة العربية والمقدسات الإسلامية تشنها إسرائيل بدعم من الولايات المتحدة الأمريكية؛ وحثوا كل مسلم على أن يجود بما تملك يداه من أجل مساعدة الانتفاضة الفلسطينية.

وخصص أئمة المساجد الخطبة اليوم 5-4-2002 كلها للحديث عما يجري في الأرض المحتلة داعين المسلمين إلى الجهاد بالنفس والمال لنصرة الشعب الفلسطيني المسلم؛ ودعوا إلى الجهاد تطبيقاً لقوله تعالى "انفروا خفافاً وثقالاً".

تأتي الحملة بالتنسيق بين وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية وجمعية الهلال الأحمر الإماراتية التي تأخذ على عاتقها توصيل المساعدات للشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة؛ حيث خصص الهلال الأحمر صناديق للتبرع أمام كافة مساجد الإمارات بالإضافة إلى صناديق أخرى تعود لمؤسسات وجمعيات خيرية أخرى.

تكرار مأساة 48

وندد أئمة المساجد بالجرائم التي يرتكبها جيش الاحتلال الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني الأعزل، وقال إمام مسجد الشيخ "سلطان بن زايد الثاني" في أبوظبي: إن قتل الشيوخ والأطفال والنساء؛ وحرق الحجر والشجر يعيد إلى الأذهان جريمة عام 1948 التي شردت الشعب الفلسطيني؛ داعياً الأمتين العربية والإسلامية ألا تسمح بتكرار مأساة 48، والوقوف في وجه الإسرائيليين ومن عاونهم؛ مضيفاً "هذه حرب إبادة ضد شعبنا في فلسطين، وعلى أبناء الأمة الإسلامية أن يهبوا لنصرتهم ونصرة الكرامة العربية والإسلامية لردع الاحتلال ورد العدوان.

وندد الخطيب بموقف الولايات المتحدة الأمريكية وتصريحات الرئيس الأمريكي جورج بوش التي وصف فيها المقاومة بالإرهاب، مشيراً إلى أن أمريكا التي تدعي الحرية والدفاع عن حقوق الإنسان تقف مؤيدة لإبادة شعب بأكمله وتدعم احتلال واغتصاب الأرض وقتل الأطفال والشيوخ؛ داعياً الحكام العرب إلى الوقوف في وجه الغطرسة الصهيونية الأمريكية ومواجهة سفاح صابرا وشاتيلاً بالأفعال لا بالأقوال؛ حتى يعي "شارون" ومن يساندونه أن في هذه الأمة رجالاً صدقوا ما عاهدوا الله عليه، وقادرون على حماية دماء المسلمين وصيانة مقدسات الإسلام.

وأوضح موجهاً كلامه إلى الشعب الفلسطيني "ليعلم إخواننا في فلسطين أن وعد الله قريب وأن بشرى الرسول - صلي الله عليه وسلم - حق، وسوف يحين الوقت الذي ينطق فيه الشجر والحجر يقول خلفي يهودي فاقتله؛ وليعلموا أن الإمارات شعباً وقيادة معهم وإلى جوارهم، ولن يتخلوا عن دعم نضالهم بالغالي والنفيس".

اللهم عليك باليهود

واختتم الإمام بالدعاء: "اللهم عليك باليهود، اللهم عليك بأحفاد القردة والخنازير، اللهم زلزل الأرض تحت أقدامهم، نل منهم كما نلت من عاد وثمود؛ اللهم انصر إخواننا في فلسطين؛ اللهم ثبت أقدامهم، وانصرهم على عدوهم أعداءك أعداء الدين"، ودعا جميع المسلمين إلى الدعاء لنصرة الشعب الفلسطيني، ومد يد العون لمقاومة المحتل المغتصب؛ وزلزلة عروش المتجبرين المتغطرسين؛ وعروش الخانعين في أمتنا.

المعروف أن خطبة الجمعة موحدة في كل مساجد الإمارات؛ حيث تتولى وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية إعداد نصها وتوزعها على خطباء المساجد كل أسبوع، كما تلزم جميع أئمة المساجد بنصها المكتوب؛ ولذلك فقد خصصت كل المساجد موضوع الخطبة للتنديد بالاحتلال الصهيوني ودعوة جموع المسلمين إلى دعم انتفاضة الأقصى بكل ما يملكون من أجل تحرير مسرى الرسول صلى الله عليه وسلم، والجهاد في سبيل الله بالمال والنفس.

ومن جهة أخرى تنطلق في مدارس الإمارات السبت 6-4-2002 حملة واسعة للتبرع لفلسطين ودعم صمود الشعب الفلسطيني الأعزل ضد المحتل الصهيوني تستمر خمسة أيام.

يوم للتضامن

كما خصصت قناة أبوظبي الفضائية يوم الجمعة 5-4-2002 يوماً للتضامن مع الشعب الفلسطيني المحاصر، وذلك على غرار اليوم الذي خصصته عند انطلاق انتفاضة الأقصى في سبتمبر 2000 والذي تم خلاله جمع عدة ملايين من الدولارات لدعم الانتفاضة

وتروج بشكل واسع حملات التبرع بين الأوساط الشعبية والرسمية في الإمارات على حد سواء، وقد أوقفت جميع الجمعيات والمؤسسات الخيرية كافة أنشطتها على حملات جمع التبرع لدعم الانتفاضة ومساندة الشعب الفلسطيني المحاصر، وبادر عدد كبير من رجال الأعمال بالتبرع بمبالغ كبيرة من أجل الفلسطينيين، في حين بادرت الهيئات والجمعيات ذات النفع العام إلى جمع التبرعات لصالح الانتفاضة