من العلوم أن لكل مهارة قواعد ولكل قواعد أساليب ولكل أسلوب إبداع ولكل إبداع موهبة ، مقدمة متسلسلة حقيقية فالعلم أولاً وآخراً هو تجسيد لموهبة فطرية خلقها الله تعالى في عقل الإنسان .

فقد روي عن النبيِ محمد صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( أوّل ما خلق الله تعالى العقلْ . فقال له : أقبلْ ، فأقبلْ ، ثم قال له : أدبر ، فأدبرْ . فقال تعالى : وعزتي وجلالي ، ما خلقتُ خلقاً أعزُّ عليَّ منك ، بكَ آخذ ، وبك أعطي ، وبك أحاسبْ ، وبك أعاقبْ ).

فعقل الإنسان هو واحة الإبداع ، ولكن الإبداع لا يمكن أن يعكس صورته إلا من خلال برواز ذهبي رائع ألا وهو العلم والتعلم ، فالعلم هو خلاصة خبرات الغير المبدع أيضاً ، فالإنسان يولد بموهبة والموهبة تسقل بخبرات الغير من المبدعين المتعلمين.

ومن هذا المنطلق الجذاب ، نستطيع أن نصور فن التصميم بأنه الموهبة الفنية في إطار العلم الحديث والتكنولوجيا .

في الماضي كان القلم هو ريشة الإبداع الفني والتصميم ، ومع مرور الوقع ضهرت الالوان بمختلف أنواعها المائية والزيتية والكيميائية حتى أبدع المبدعيم في رسم الصور بالرمال والحجارة ، شاهد الشكل التالي :


وبالتالي ، فالتصميم الفني يعكس الصورة الحقيقية للإبداع الإنساني ، فالله سبحانه قد أبدع خلق آدم ، وأبدع خلق كل شئ ، فمن أسماءه سبحانه أنه بديع السماوات والأرض.

وأنتم كمحبين لفن التصميم بالفطره ، فأنتم تمتلكون الموهبة الفنية إما بالرسم أو النحت (النحت أو النقش له شروط في الدين الإسلامي) أو الذوق العام في الملبس واختيار الأثاث المتناسق المتميز.

وهنا من منطلق التصميم الفني للمواقع الإلكترونية ، نستخدم جميع ما اتيح لنا من التكنولوجيا والخبرات العالمية لكي نعكس مستوى إبداعنا في هذا المجال ، فلا بد من تعلم استخدام أقوى البرامج العالمية وأفضل الأساليب الفنية والتحليلية لعكس تصورنا الفني لتصميم ما.

ومن خلال الفصول القادمة سنركز على عالم الإنترنت وبالتحديد تصميم الواقع الإلكترونية بطريقة احترافية وفق بيئة عمل إفتراضية تحتوي على مجاميع عمل مشتركه ، وأفضل اساليب العمل الفني في محيط إداري متحرك.

إن التعلم الصحيح هو البداية الحقيقية لدخول أي تخصص أو مجال ، ومن هنا كان لا بد من تأليف هذا الكتاب الذي سيصور لكم جميع السيناريوهات وكل التفاصيل العلمية لتصميم موقع إلكتورني ناجح بحول الله وقوته.

الرجاء الإستماع إلى الملف الصوتي التالي (1-1) :
*********************************

في هذا الفصل سوف نقدم لكم مجموعة من المعلومات العالمية المتميزة ومجموعه من النصائح العامة المتخصصة في مجال تصميم المواقع على وجه التحديد ، وسوف نتطرق كذلك إلى مجموعه من الخبرات المتنوعه في هذا المجال.


عمى الألوان Color Blindness 1-7 :
***************************

يعاني بعض الناس مما يمسى بعمى الالوان وهي حالة مرضية وراثية مجملاً ، يعاني منها الرجال على وجه التحديد ، فهؤلاء المصابين بهذا المرض يعانون عدم القدرة على التمييز بين بعض الألوان أو كلها التي يمكن أن يميزها الآخرون.

وبما أنه مرض وراثي في غالب الأحيان ، ولكن ممكن أن يحصل بسبب خلل في العين أو العصب البصري أو الدماغ أو بسبب التعرض لبعض المواد الكيمياوية.

قام العالم الكيميائي الإنجليزي جون دالتون (John Dalton) بنشر موضوع عن عمى الالوان بعدما اكتشف بأنه يعاني منه، وبسبب أعمال دالتون في هذا المجال فتسمى هذه الحالة بالدالتٌزم (Daltonism) ومع أن هذا الاسم يطلق الآن على حالة واحدة فقط وهي :

::: Deuteranopia:::

وهي تعني عدم الحساسية للون الاخضر ، وللأسف هذا المرض ليس له علاج ناجح . وفيها ينعدم تمييز اللونين الأحمر والأخضر. أما في الشكل الوخيم لهذا الاضطراب فترى جميع الألوان سوداء وبيضاء.

وعليه يجب أن يراعي عدم استخدام هذه الألوان (الأحمر والأخضر) على الأقل في الأمور ذات الأهمية مثل إشارات المرور ، فهي غير واضحه لهؤلاء المصابين ، أما من ناحية تصميم المواقع الإلكترونية ، فيجب عدم الإكثار من هذين اللونين على وجه التحديد وخاصة إذا كان الموقع يحتوي على نماذج تعبئة خيارات تعتمد على أحد اللونين السابقين.

وفيما يلي ، جدول يبين اللون الذي يراه المصاب للألوان التالية :
******************************************



مثلاً ، عند تصميم زر متغير الشكل عند المرور بالفأرة عليه ، يجب أن لا تحتوي الطبقة الخاصة باللون المتغير لأحد الالوان السابقة ، وفي حاله وجود هذين اللونين ، فيجب تغيير شكل الخط المتغير وطبيعة الخلفية أو إضافة خط أسفل النص للتمييز.

أنواع التنسيقات لملفات الصورImages File Format 2-7 :
*****************************************

من العروف أنه يوجد الكثير من صيغ ملفات الصور ذات خصائص واستخدامات مختلفه حسب الحاجة الفنية المحدده ، ولعل من أشهر هذه الصيغ والإمتدادات التي تهمنا في مجال تصميم المواقع هي :

(PNG – JPEG – GIF - BMP).


من خلال خبرتي كمصصم محترف فإنه غالباً ما تواجهنا مشكلة واحدة فقط في عالم الرسومات على الحاسب الآلي ، وهي حجم الملف مقارنة مع جودة الصورة ، فيجب الحرص على أن تظهر الصورة بأبها وأحلى هيئة وفي نفس الوقت لا نريد لها أن تكون كبيرة الحجم لأن ذلك يبطئ من عملية التصفح وبالتالي يصاب المتصفح بالضجر والإمتعاض من البطئ الحاصل لظهور الصور.

وهذا الأمر ينطبق تماماً على كل الرسومات، سواءً كانت أعمالاً فنية أو رسومات خاصة بالمواقع كالأزرار والصور التوضيحية وخلافها.

لذلك تم ابتكار تنسيقات لحفظ الملفات الرسومية لضغط الصور بأكبر قد ممكن وفي نفس الوقت المحافظة على جودة مقبولة للصورة ومن خلال الفصل الحالي سوف نتطرق إلى أهم ثلاثة تنسيقات تستخدم في الإنترنت وفي تصميم المواقع بشكل واسع.

GIF: وهي اختصار لمصطلح Graphics Interchange Format وهي من ابتكار شركة CompuServe Incوتقوم باستخدام هذا التنسيق على شبكتها ، وهو التنسيق الأكثر استخداما على الإنترنت منذ فترة طويله ، وأثبت هذا التنسيق كفاءته في ضغط الصور بشكل كبير مما يؤدي إلى تصغير حجم الملف.

وهذا التنسيق يستخدم طريقة LZW وهي اختصاراً لمصطلح Lempel and Ziv Welch وهي طريقة آمنة لضغط الرسوم ، حيث أنها تقوم بضغط الملف بدون فقدان أي تفاصيل موجودة في الرسمة ، وطريقتها أنها تقوم بضغط مجموعة من البكسلات (Pixels) المتجاورة المتشابه في اللون في بكسل واحد مضروباً بعدد البكسلات.

ويفيد هذا التنسيق للصور والرسومات ذات المساحات الواسعة من لون واحد ، كالعلامات التجارية ، النصوص ، الصور الكرتونية ، لأنه لا يستطيع الاحتفاظ إلا بـ 256 لون أو أقل ، وله مستوى واحد فقط للشفافية ، حيث تستطيع أن تحدد لوناً واحداً فقط ليكون اللون الشفاف الذي لن يظهر للمتصفح.

وتستطيع أن تقوم بعمل صور متحركة بهذا التنسيق ، لذلك يستخدم هذا التنسيق في الإعلانات على مواقع الإنترنت على وجه التحديد.

JPEG : وهو اختصار لمصطلح Joint Photographic Experts Group وهو نفس اسم الشركة المبتكرة لهذا النمط ، وله اختصارات أخرى مثل (JPG - JPE) وهو التنسيق الذي تم ابتكاره لحفظ الصور الفوتوغرافية تحديداً، والتي تحتوي على ظلال معقدة وتدرجات لونية كبيرة ، ولا يصلح استخدام تنسيق GIF لها.

وتعتمد طريقة ضغط تنسيق JPG للصور عن طريق تقسم الصورة إلى مساحات ، تحتوي كل مساحة على لون واحد ، وهو تنسيق يفقد الصورة بعض التفصيلات الدقيقة ، لذلك تظهر التدرجات اللونية في الصور الفوتوغرافية خشنة وبارزة نوعاً ما.

من مميزات هذا التنسيق أنه يستطيع التعامل مع ألوان أكثر من تنسيق GIF الذي يتعامل فقط مع 256 لون ، وتنسيق JPG يستطيع التعامل مع 16.7 مليون لون (24 Bit).

ويستخدم هذا التنسيق كما أسلفنا للصور الفوتوغرافية ، أو للصور ذات التدرجات اللونية المعقدة والمتشابكة.

PNG: وهو اختصار لمصطلح Portable Network Graphic وهو من ابتكار شركة Codelab Inc وتستخدم تنسيق ثالث يحل ما بين التنسيقين السابقين ، حيث تستطيع في تنسيق PNG أن تحفظ الصورة مع 256 لون مفهرس للصور البسيطة (العلامات التجارية، أو الصور الكرتونية).

وتستطيع كذلك أن تحفظ الصورة مع 16,7 لون للصور الفوتوغرافية، وتستطيع أن تحفظ الصورة بتدرجات رمادية فقط (65536 تدرج رمادي) علاوة على ذلك يمكن أن يكون هناك 256 مستوى من الشفافية خلافاً لتنسيق GIF الذي يحتوي مستوى واحد فقط من الشفافية.

إحدى الميزات الهامة لملفات PNG هي أنها تتضمن معلومات غاما (Gamma) وتشير غاما إلى سطوع الصور أما تصحيح غاما المبيت في ملفات PNG فيعني أن الصورة ستصحح نفسها بطريقة ما وفقاً لجهاز العرض التي ستعرض عليه كما وستظهر بنفسها مستوى السطوع الذي صممت عليه في البداية.

فمثلاً، أجهزة عرض الماكنتوش (Macintosh) أكثر سطوعاً من أجهزة عرض الحاسب الآلي الشخصية ، لذلك فإن الصور المنشأة في حواسيب الماكنتوش تميل لأن تظهر غامقة في الحواسيب الشخصية ، والصور المنشأة في الحواسيب الشخصية تظهر فاتحة في أجهزة الماكنتوش وتنسيق PNG يحل المشكلة بشكل تلقائي بينهما.

وهذا التنسيق يصلح لجميع أنواع الرسوم دون استثناء ، وهو مدعوم من جميع المتصفحات الحديثة لذلك من الافضل أن يستخدم على نطاق أوسع بسبب مرونته وفاعليته الأكبر من بقية التنسيقات السابقة . وطريقة ضغطه للصور أكبر من تنسيق GIF وكذلك لا تقوم بخسارة التفاصيل كتنسيق JPG مثلاً.

ملاحظة : ينصح بشدة باستخدام تنسيق PNG في تصميم المواقع الحديثة وكذلك الصور المتحركة بدلاً من GIF .

في هذا الفصل سوف نقدم لكم مجموعة من الإحصائيات العالمية المتميزة ومجموعه من النصائح العامة المتخصصة في مجال تصميم المواقع على وجه التحديد ، وسوف نتطرق كذلك إلى مجموعه من الخبرات المتنوعه في هذا المجال.

فيجب إعطاء هذه المعلومات الأهمية الكبيرة فهي تصور حقيقة بيئة العمل التي سنستخدمها وأهمية الأستخدام الأمثل والمتميز لهذه التقنية العظيمة الإنترنت (Internet).

الإنترنت Internet 1-7-1 :
*********************

هي مجموعة متصلة من شبكات الحاسب الآلي والتي تضم مجموعة كبيرة جداً من الحواسيب المتصلة المرتبطة حول العالم الكبير ، و التي تقوم بتبادل المعلومات فيما بينها بواسطة تبديل الحزم باتباع بروتوكول الإنترنت الموحد IP .

تقدم الإنترنت العديد من الخدمات مثل الشبكة العنكبوتية العالمية (Web) و تقنيات التخاطب ، و البريد الإلكتروني.

إن برتوكولات نقل الملفات FTP تمثل الإنترنت اليوم ظاهرة لها تأثيرها الإجتماعي و الثقافي في جميع بقاع العالم ، و قد أدت إلى تغيير المفاهيم التقليدية لعدة مجالات مثل العمل و التعليم و التجارة و بروز شكل آخر لمجتمع المعلومات.

ومن هذا المنطلق المهم والمتميز لحقيقة الإنترنت ، يتضح لنا أهمية وضرورية الإلمام بهذه التقنية الحديثة والتي تعتبر تقنية المستقبل القريب والتي ستوفر الوقت والجهد والورق والتعب وتعطي مجال هائل لنشر الثقافة والأخبار والخدمات المتميزة بمختلف أنواعها لأفراد المجتمع ككل.

إننا نعيش في عصر أمية الإنترنت ، فالأمي الآن هو الذي لا يستطيع استخدام الحاسب الآلي والإنترنت ، فما بالك بالقراءة والكتابة !

فنحن الآن قد تخطينا مرحلة الاستمتاع بهذه التقنية إلى مرحلة الحروب الإلكترونية والضرورة القصوى لاستخدام هذه التقنية ، فهنالك مليارات من الأموال بمختلف أنواع العملات تجوب العالم من خلال أوامر تعبر خطوط هذه الشبكة العنكبوتية الهائلة.

مستقبل الشبكة العنكبوتية Internet 2-7-1 :
********************************

إن الحديث عن مستقبل الشبكة العنكبوتية ذو شجون وخطير في نفس الوقت ، فمستقبل الإعلام والإعلان والدعاية وكل الخدمات الحكومية والتجارية بطبيعة الحال هو عالم الإنترنت الذي دخل كل بيت وتحول من وسيلة للمتعة والترفيه إلى ضرورة ملحه لجميع فئات المجتمع بدون استثناء.

فقد أضحى تصميم المواقع بمختلف ميولها وأهدافها من السمه الترفيهية إلى حشد أكبر الميزانيات لبناء شبكات ضخمة لمؤسسات تجارية وإعلامية كبيرة ، وهنالك إحصائية دولية حديثة ذكرت أن هنالك أكثر من ألف موقع جديد في اليوم الواحد.

وبناء على ما سبق يتضح التحدي الكبير الذي سيواجه مصممي المواقع المحترفين لإظهار مستوى قدراتهم في هذا البحر الكبير من المواقع الإلكترونية ذات الأشكال والتصاميم المميزة.

ومن المؤسف أن نعلم أن مجموع المواقع الناطقة باللغة العربية لا تمثل أكثر من واحد في المائة فقط من إجمالي المواقع العالمية ، وهنا يتضح الفقر الكبير لبناء مواقع إلكترونية ذات أهداف وخدمات وأسلوب وتصميم مميز وبجميع اللغات أيضاً إن أمكن ذلك لكل النسبة الحقيقة من تعداد الزوار الحقيقي الغير الناطق باللغة العربية.


فالعالم يهيئ نفسه للإنتقال لتقنية الإنترنت الكاملة إن لم يكن بالفعل قد إنتقل إليها!

الله يجزاك خير ويوفقك يارب


معكم ان شاء الله


بانتظار الدرس القادم

aeaeemaeem:لله يخليك على الموضوع الجميل انشلهشوف الدرس القادم وغيره وغيره

يعطيك العافيه عالموضوع

مشكور الله يعطيك العافيه على الموضوع.......