امس بمنتصف الليل كنت اتجوال داخل احدى مدن المملكه الغاليه والعزيزه على قلوبنا
وانتقل من طريق قصير الى اخر طويل
وفي وقت ما اخذني ذاك الطريق الطويل الى نهايته وتوقفت عند الاشاره حالي حال صاحب اي مركبه يتوقف عندما يرى اللون الاحمر
وكان هناك بقربي سياره يبدوا عليها من ملاحها انها من العقد الماضي
اكل وشرب عليها الدهر حتى لم يبقي بها شي الا انها تتحرك وتسير وليحمد الله على هذه النعمه
فلله ما اعطى وله ماخذ وكل شي عنده بقدر
صاحب السياره لديه عقل يشبه عقل سيارته لا يوجد به شي الا ان الكهرباء لديه مازالت تعمل وتفي بالغرض
بالرغم انها احيانا تلتمس نوعا ما وتتخذ قررات خاطئه على اساس هذا الالتماس
وفي لحظه ما ومفاجأه التمس العقل لدى صاحبنا الذي لم اعرفه
ولم يكن بيننا لا عيش ولا ملح و تعارفنا بهذه اللحظه والفضل يرجع الى الاشاره الحمراء
المهم ان صاحبنا ضرب معه فيوز ما وقام مسرعا وبضغطه صارخه على مقود السياره الذي لا حول له ولا قوه الا ان يستجيب لتلك الضغوطات
وقام بقطع الاشاره والانطلاق على اساس قوانينه هو وليست قوانين ماحدده ولي الامر من المصلحه العامه
وكان من نتائج تهوره صوت مزعج كمالرعد ودخان كثيف باتحاهنا
طبعا انا وبحكم اني مواطن صالح واعمل واتمنى رقي هذا البلد الذي انا احد افراده ومنه وفيه وهو قسمتي و حصتي من تركة ابونا ادم انتابني شعور الغضب والقهر العارم الذي سار من انحاء جسمي الداخلي حتى وصل الى اطرافي الخارجيه
احترت لاادري ماهو العمل
وماذا افعل؟ هل اتي الى البيت واخبر اهلي ونقوم بالدعاء عليه جميعا وبصوت رجل واحد
ام اذهب الى اصدقائي واخبرهم عنه ويردون علي ان لا تغضب ففي هذا البلد هناك اناس متهورون
ونقيم الجلسه كلها بالحديث عن التهور وهو يعطني قصه وانا اعطيه قصه وهكذا حتى يطلع الفجر
دون نتيجه تذكر الا اننا اضعنا الليل دون ان نشعر
ام اذهب الى الصحف المحليه والقنوات الاخباريه واخبرهم بالحدث والقصه كما هي
ويقيمون البرامج التثقيفيه للمجتمع لان المجتمع بلا توعيه وليس لديه ثقافه وهو يقبع بالحضيض وبالدرك الاسفل بين الامم وناتي بدكتور اجتماعي حتى يحلل المشكله ويبين مدى خطورتها وكيف تاسست ومن هو اول صاحب هكذا فعله بالتاريخ ام اتي هنا الى المنتدى واخبركم بالقصه وتواسوني وتهدون من روعي ان لا تخف فهكذا قصص تحدث يوميا واصبحت مجرد عاده تمر بيومنا
او ادع القصه بداخل قلبي واتحسر عليه واحزن بسببها وانهم وانغم كلما تذكرتها
احترت ماذا افعل لكن بالاخر توصلت الى قرار
وقلت لماذا لاطرح المشكله على من اسس وبني واقيم وتكفل بمثل هكذا مشاكل اخذت جوالي وقمت بضغظ الرقم
9
9
9
واخبرتهم بالقصه
وقاموا خلال دقائق معدوده بالقبض على صاحبي العتيق ذو الكهرباء الغير متزنه
وقاموا بتاديبه على طريقتهم الخاصه و وفق ما يتطلبه الامر
وريحت بالي من حبه كانت ستتحول الى قبه والى قضية راي عام ويمكن تتدخل بعض الاوساط الدوليه بالامر
ويناقش مجلس الشورى القضيه ويرفعها الى الجهات المسواله وتقوم الجامعات بالبحوث واصدار النشرات ضد (قضية سائق قطع الاشاره باخر الليل) !!
وتقوم وزارة التربيه باصدار منهج اخر على غرار التربيه الوطنيه ومقرر الانتخابات ويطلق على المنهج
( قطع الاشارات باخر الليل من اصحاب السيارات العتيقه)
وتقوم الدوله بتخصيص ميزانيه قدره مليارات الدولارات لهذه الافئه الخطيره
ويقوم الكل بلعن الكل
وتتداول القصه بغير المعنى الذي سقيت له
وننشغل عن المهم ونضيع وقتنا بما ليس بمهم الحمدلله الذي هداني الى الطرق السليمه التي من خلالها استطيع
حل المشكله دون ان اثير ضجه لا فائده منها سوى التقليل من هيبة المجتمع وكثرة السخط والبلبه على امر لا يستحق
وصدق القائل ان تشعل شمعه خير من ان تلعن الظلام ملاحظه القصه خيال لسرد المعنى الذي اريده