نادي الهلال السعودي - شبكة الزعيم - الموقع الرسمي

نادي الهلال السعودي - شبكة الزعيم - الموقع الرسمي (http://vb.alhilal.com/)
-   منتدى الثقافة الإسلامية (http://vb.alhilal.com/f55/)
-   -   تفسير سورة الدخان (3) (http://vb.alhilal.com/t682995.html)

سامي صعب يتكرر 18/12/2008 11:52 PM

تفسير سورة الدخان (3)
 
[‏38ـ 42‏]‏ ‏{‏وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ * مَا خَلَقْنَاهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ *

إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ مِيقَاتُهُمْ أَجْمَعِينَ * يَوْمَ لَا يُغْنِي مَوْلًى عَنْ مَوْلًى شَيْئًا وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ * إِلَّا مَنْ رَحِمَ اللَّهُ إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ‏}‏

يخبر تعالى عن كمال قدرته وتمام حكمته وأنه ما خلق السماوات والأرض لعبا ولا لهوا أو سدى من غير فائدة وأنه ما خلقهما إلا بالحق أي‏:‏ نفس خلقهما بالحق وخلقهما مشتمل على الحق، وأنه أوجدهما ليعبدوه وحده لا شريك له وليأمر العباد وينهاهم ويثيبهم ويعاقبهم‏.‏

‏{‏وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ‏}
‏ فلذلك لم يتفكروا في خلق السماوات والأرض‏.‏


‏{‏إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ‏}‏
وهو يوم القيامة الذي يفصل الله به بين الأولين والآخرين وبين كل مختلفين ‏{

‏مِيقَاتُهُم‏}
‏ أي‏:‏ الخلائق

‏{‏أَجْمَعِينَ‏}‏
كلهم سيجمعهم الله فيه ويحضرهم ويحضر أعمالهم ويكون الجزاء عليها ولا ينفع مولى عن مولى شيئا لا قريب عن قريبه ولا صديق عن صديقه،

‏{‏وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ‏}
‏ أي‏:‏ يمنعون من عذاب الله عز وجل لأن أحدا من الخلق لا يملك من الأمر شيئا‏.‏


‏{‏إِلَّا مَنْ رَحِمَ اللَّهُ إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ‏}
‏ فإنه هو الذي ينتفع ويرتفع برحمة الله تعالى التي تسبب إليها وسعى لها سعيها في الدنيا‏.‏ ثم قال تعالى‏:‏

‏[‏43ـ 50‏]‏ ‏{‏إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ * طَعَامُ الْأَثِيمِ * كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ * كَغَلْيِ الْحَمِيمِ * خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ إِلَى سَوَاءِ الْجَحِيمِ * ثُمَّ صُبُّوا فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذَابِ الْحَمِيمِ * ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ * إِنَّ هَذَا مَا كُنْتُمْ بِهِ تَمْتَرُونَ‏}‏
لما ذكر يوم القيامة وأنه يفصل بين عباده فيه ذكر افتراقهم إلى فريقين‏:‏ فريق في الجنة، وفريق في السعير وهم‏:‏ الآثمون بعمل الكفر والمعاصي وأن طعامهم

‏{‏شَجَرَةَ الزَّقُّومِ‏}
‏ شر الأشجار وأفظعها وأن طعمها

‏{‏كَالْمُهْلِ‏}‏
أي‏:‏ كالصديد المنتن خبيث الريح والطعم شديد الحرارة يغلي في بطونهم ‏{‏كَغَلْيِ الْحَمِيمِ‏}‏ ويقال للمعذب‏:‏


‏{‏ذُق‏}
‏ هذا العذاب الأليم والعقاب الوخيم

‏{‏إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ‏}
‏ أي‏:‏ بزعمك أنك عزيز ستمتنع من عذاب الله وأنك كريم على الله لا يصيبك بعذاب، فاليوم تبين لك أنك أنت الذليل المهان الخسيس‏.‏

‏{‏إِنَّ هَذَا‏}‏
العذاب العظيم ‏

{‏مَا كُنْتُمْ بِهِ تَمْتَرُونَ‏}
‏ أي‏:‏ تشكون فالآن صار عندكم حق اليقين‏.‏

‏[‏51ـ 59‏]‏ ‏{‏إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ * فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * يَلْبَسُونَ مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُتَقَابِلِينَ * كَذَلِكَ وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ * يَدْعُونَ فِيهَا بِكُلِّ فَاكِهَةٍ آمِنِينَ * لَا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولَى وَوَقَاهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ * فَضْلًا مِنْ رَبِّكَ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ * فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ * فَارْتَقِبْ إِنَّهُمْ مُرْتَقِبُونَ‏}‏
هذا جزاء المتقين لله الذين اتقوا سخطه وعذابه بتركهم المعاصي وفعلهم الطاعات، فلما انتفى السخط عنهم والعذاب ثبت لهم الرضا من الله والثواب العظيم في ظل ظليل من كثرة الأشجار والفواكه وعيون سارحة تجري من تحتهم الأنهار يفجرونها تفجيرا في جنات النعيم‏.‏
فأضاف الجنات إلى النعيم لأن كل ما اشتملت عليه كله نعيم وسرور، كامل من كل وجه ما فيه منغص ولا مكدر بوجه من الوجوه‏.‏
ولباسهم من الحرير الأخضر من السندس والإستبرق أي‏:‏ غليظ الحرير ورقيقه مما تشتهيه أنفسهم‏.‏ ‏

{‏مُتَقَابِلِينَ‏}
‏ في قلوبهم ووجوههم في كمال الراحة والطمأنينة والمحبة والعشرة الحسنة والآداب المستحسنة‏.‏


‏{‏كَذَلِكَ‏}
‏ النعيم التام والسرور الكامل

‏{‏وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عين‏}‏
أي‏:‏ نساء جميلات من جمالهن وحسنهن أنه يحار الطرف في حسنهن وينبهر العقل بجمالهن وينخلب اللب لكمالهن

‏{‏عَيْنٍ‏}‏
أي‏:‏ ضخام الأعين حسانها‏.‏

‏{‏يَدْعُونَ فِيهَا‏}
‏ أي‏:‏ الجنة

‏{‏بِكُلِّ فَاكِهَةٍ‏}
‏ مما له اسم في الدنيا ومما لا يوجد له اسم ولا نظير في الدنيا، فمهما طلبوه من أنواع الفاكهة وأجناسها أحضر لهم في الحال من غير تعب ولا كلفة، ‏

{‏آمِنِينَ‏}
‏ من انقطاع ذلك وآمنين من مضرته وآمنين من كل مكدر، وآمنين من الخروج منها والموت ولهذا قال‏:


‏ ‏{‏لَا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولَى‏}
‏ أي‏:‏ ليس فيها موت بالكلية، ولو كان فيها موت يستثنى لم يستثن الموتة الأولى التي هي الموتة في الدنيا فتم لهم كل محبوب مطلوب،

‏{‏وَوَقَاهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ فَضْلًا مِنْ رَبِّكَ‏}‏
أي‏:‏ حصول النعيم واندفاع العذاب عنهم من فضل الله عليهم وكرمه فإنه تعالى هو الذي وفقهم للأعمال الصالحة التي بها نالوا خير الآخرة وأعطاهم أيضا ما لم تبلغه أعمالهم، ‏

{‏ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ‏}
‏ وأي فوز أعظم من نيل رضوان الله وجنته والسلامة من عذابه وسخطه‏؟‏


‏{‏فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ‏}‏
أي‏:‏ القرآن ‏

{‏بِلِسَانِكَ‏}
‏ أي‏:‏ سهلناه بلسانك الذي هو أفصح الألسنة على الإطلاق وأجلها فتيسر به لفظه وتيسر معناه‏.‏

‏{‏لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ‏}
‏ ما فيه نفعهم فيفعلونه وما فيه ضررهم فيتركونه‏.‏


‏{‏فَارْتَقِب‏}‏
أي‏:‏ انتظر ما وعدك ربك من الخير والنصر‏}‏ إِنَّهُمْ مُرْتَقِبُونَ ما يحل بهم من العذاب وفرق بين الارتقابين‏:‏ رسول الله وأتباعه يرتقبون الخير في الدينا والآخرة، وضدهم يرتقبون الشر في الدنيا والآخرة‏.‏


تم تفسير سورة الدخان، ولله الحمد والمنة‏.‏



تفسير السعدي (تيسير الكريم المنان في تفسير كلام الرحمن)


اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات

(((9الهلال15))) 19/12/2008 12:23 AM

جــزاك الله خيرا على تفسيرك لسورة الدخان..

ان شاء الله تختم القرآن الكريم بتفسيرك..

..:)

زعيم تشلساوي 23/12/2008 09:41 PM

جـــزااااااااااااااكـ الله خيـــر ونفـــع بــــكـ ورده ورده ورده


الوقت المعتمد في المنتدى بتوقيت جرينتش +3.
الوقت الان » 02:21 PM.

Powered by: vBulletin Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd