يا أيها الكوكب الدري المتنائي في السماء بين تلك النجوم المتناثرة , و يا من ملأت بسنا ضوئك تلك الظُلمة المعتمة في هذه الليلة الكالحة ,
و وقفت شامخا ً في كبد السماء رغم صروف الدهر و تباعد الأزمان .
أيها الشيخ الهرم هل مازلت تُحس بوجودي في هذا الكون الفسيح و تشعر بآلامي المتراكمة على صدري.
أم كنت على غير العهد بك فضاقت بك أسراري و مللت مشاركتي همومي ؟!
أتـُراك انشغلت عني و قعدت تراقب هؤلاء العشاق الذين يزاحمونني فيك . تراقب همساتهم وتسمع عذب كلامهم , و وسوسة قبلاتهم !!
فهذا يشكو فراق محبوبته و هجرها , و ذاك يسهر ليله الطويل, فقد أرّقه البَـيـْن و أشقاه
يتمنى أن يلقى نضرة أو بسمه تبرق من في محبوبته!
لكن مهلا ً , لا تصدقهم فهم ليسوا أصدق مني بمودتك , لا تغتـّر بما يقولون فهم يرون صور من يحبون فيك , و أنا أراك لذاتك .
أم أنّك أشفقت على ذاك المغترب عن وطنه يقاسي آلام البُعد عن الأرض و الأهل, و يعاني مشقة السفر و كآبة المنظر .
أجبرته الأيام و نوائب الزمان على فِراق أول أرضٍ وطأتها قدماه , فقمت تـُسليه بعدما ناجاك ؟!
صدقني هو يرى انعكاس ما فقد فيك و سينساك عندما يرجع إلى وطنه و أحبابه .
مالك أيها القمر النيّـر تبدو حزينا ً , فمثلك لا ينبغي أن يكون كذلك . بل مترنما ً في علياءه مأخوذاً بحسنه وجماله .
هل أحزنك منظر هذه الأم الثكلى التي فـُجعت بابنها و فلذة كبدها غدرا ً و طغيانا ً ؟ أم صورة هؤلاء الأطفال الجائعين اليـُتـَّم الذين غاب عنهم أبوهم ؟
أم راعك أمر هذه المرأة الطاهرة التي فقدت زوجها و قلبها و سَوْدة عينها فما من محب ٍ و لا من شفيق ؟
لا تكترث لأمرهم و لا تغتم , فما أنت بقادر ٍ على إزالة بؤسهم و شقائهم !
اللهُ وحده قادر على ذلك.
يا رفيق وحدتي , و مؤنس وحشتي , و يا بهجة الليل البهيم , و هداية الأرض , و منحة الله للسماء, ما لي كلّما رأيتك سافرت إلى الماضي شوقا ً و حنينا ً ,
فأغوص في بحر الذكريات و استخرج من أعماق لجّـته الدُرر , فأتنقل بين معاهد الطفولة و ملاعب الصبا و أتجول في تلكم الأطلال .
فيا رحمة الله على تلك الأيام الصافيات التي أفلت من ميدان الحياة , و استقرت في غياهب القلب و جالت في أطياف الخيال .
أيا قمري ...
لا أدري لما أنا متعلِّق بك , لكن ما أعرفه أني جئت إلى هذه الحياة في يوم تمامك و اكتمالك , و
أني رأيت فيك آمالي و آلامي !
فهلا ّ أعطيتني قبسا ً من نورك المنسّـل يبن أطراف الفضاء ليضيء ما حولي !
فلقد كللت من حمل تلك ( السُرج ) التي ما انفكت تحرق أطراف أصابعي كل حين .
أيا قمري ...
لماذا أضحى الكذب في هذا الزمان صدقا ً و الصدق أمسى كذبا ً ؟!
لقد أضناني المسير , و أنهكني التعب , و ضاقت بي السُبل. فهل أتمسك مبادئي و أخلاقي أم أتنازل عنها ؟ و كيف أستطيع ذلك و الرياح العاصفة تواجهني من بين يدي و عن يميني و شمالي !
وماذا بعد ,
أأُخبرك عن بقايا أحلام مبعثرة كزجاجةٍ طوّح بها طفلٌ صغير فاستحالت أشلاءً متناثرة على قارعة الطريق.
أم أنبئك عن ذلك الغطاء من الترقب و الإنتظار المميت الذي أتدثر به عن المستقبل المجهول ؟!
سأذهب الآن و لكني سأعود غدا ً يا رفيقي أبثُ إليك همومي و أناجيك بأسراري الكثيرة
فخيوط الفجر قد لاحت . سأتركك أميرا ً على عرشه و حولك خوَلك و خدمك لتضيء أركان الكون فتبارك من سوَّاك و جعلك في السماء قمرا ً منيرا ً .
كأنّي بكَ تناجي النّفسَ المتمثلَةِ في قمرٍ، وكأنّي بهذا القمرِ يرهف السّمعَ والضميرَ إليكَ: قلْ فأنا أذنٌ ..
نادِهِ باسمهِ المجرّد شرطَ أن تخليَ ثلاثًا من ثلاثٍ:
أخلِ جسدَك من الضروراتِ، وعقلَك من الشواغلِ، ونفسكَ من الشهواتِ
أخلِ نفسَك من نفسِك يا عبدَ اللهِ
كأنّي بكَ تناجي النّفسَ المتمثلَةِ في قمرٍ، وكأنّي بهذا القمرِ يرهف السّمعَ والضميرَ إليكَ: قلْ فأنا أذنٌ ..
نادِهِ باسمهِ المجرّد شرطَ أن تخليَ ثلاثًا من ثلاثٍ:
أخلِ جسدَك من الضروراتِ، وعقلَك من الشواغلِ، ونفسكَ من الشهواتِ
أخلِ نفسَك من نفسِك يا عبدَ اللهِ
بالرغم ان " القمر " حين اكتماله يحجب عني مساحة من ان أمد بصري الى البعيد وأجد نفسي معه كمن يطلب العراك بلا سبب
وبالرغم ان " القمر " اتتبع خطاه ثلاث مرات بالعام حين اعلان مقدم رمضان الكريم وحين رحيله عنا آسفين وحين الأيذان بموسم الحج العظيم .. الا انني في لحظات عندما اجد نفسي في خلوة مع مشاعري وامنحها مساحة قليلة من الوقت لكي تنبض قليلا مع ساعات تمضي وايام تسير ونحن من مهام الى أخرى .. في تلك اللحظات عندما يصادف اكتمال هذا البدر واتمعن البثور تكسو ملامحه حينها أسال نفسي : هل من تشاركني حياتي تشاركني الآن النظر اليك ؟
مشكلتي لا اجيد الكلام الرومانسي هل سمعتم احد يصف القمر في لحظة رومانسية بذو الوجه الملئ بالبثور وبعدين هذه اللي بتشاركني حياتي ايش عندها تتفرج على القمر .. تروح تنستر في بيت اهلها
A.K.N 505
لديك لغة راقية وعذبة اخي الحبيب واحترمت مخزون المفردات التي تتمكن منها واحسنت استغلالها جيدا في وصفك الإبداعي ،،،
شخصيا لم يحدث ان قرأت خاطرة مقالية محورها ( القمر ) ومعطياتها مشاعر انسانيه أصيله ذات رؤية ودراية ،،،
لماذا لا تفكر يا غالي ان تمنح " قمرك " مساحة تتبادلان فيه حديثا ضاحكا وحلما تتمنى ان تناله ،،،
بالرغم ان " القمر " حين اكتماله يحجب عني مساحة من ان أمد بصري الى البعيد وأجد نفسي معه كمن يطلب العراك بلا سبب
وبالرغم ان " القمر " اتتبع خطاه ثلاث مرات بالعام حين اعلان مقدم رمضان الكريم وحين رحيله عنا آسفين وحين الأيذان بموسم الحج العظيم .. الا انني في لحظات عندما اجد نفسي في خلوة مع مشاعري وامنحها مساحة قليلة من الوقت لكي تنبض قليلا مع ساعات تمضي وايام تسير ونحن من مهام الى أخرى .. في تلك اللحظات عندما يصادف اكتمال هذا البدر واتمعن البثور تكسو ملامحه حينها أسال نفسي : هل من تشاركني حياتي تشاركني الآن النظر اليك ؟
مشكلتي لا اجيد الكلام الرومانسي هل سمعتم احد يصف القمر في لحظة رومانسية بذو الوجه الملئ بالبثور وبعدين هذه اللي بتشاركني حياتي ايش عندها تتفرج على القمر .. تروح تنستر في بيت اهلها
A.K.N 505
لديك لغة راقية وعذبة اخي الحبيب واحترمت مخزون المفردات التي تتمكن منها واحسنت استغلالها جيدا في وصفك الإبداعي ،،،
شخصيا لم يحدث ان قرأت خاطرة مقالية محورها ( القمر ) ومعطياتها مشاعر انسانيه أصيله ذات رؤية ودراية ،،،
لماذا لا تفكر يا غالي ان تمنح " قمرك " مساحة تتبادلان فيه حديثا ضاحكا وحلما تتمنى ان تناله ،،،
شكرا جزيلا هذا المداد الجميل الذي منحتنا اياه
يحفظك ربي
والله يعطيك العافية
أهلا بك أخي طارق ,,
بصراحة كثير من ردودك بالمنتدى أتمنى أنها لن تنتهي ,
يا من ملأت بسنا ضوئك تلك الظُلمة المعتمة في هذه الليلة الكالحة
قلت: (الظلمة المعتمة)
و (العتمة) معناها في اللغة: الظلام
و كما ذُكر في (الصحصاح) و (لسان العرب): أن عتمة الليل.. هي ظلامه..
فكأنك وصفت الظلام بالظلام..
أتمنى أن لا أكون أثقلت عليك..
ربّما أكون مخطئا فيما ذكرت.. لكنّها ملاحظة بسيطة أرجو أن تقبلها من أخيك)..
إقتباس
أيا قمري ...
لماذا أضحى الكذب في هذا الزمان صدقا ً و الصدق أمسى كذبا ً ؟!
قال الرسول صلى الله عليه وسلم: ( سيأتي على الناس سنون خدّاعات ..يصدّق الكاذب ويكذّب الصادق ويخوّن الأمين ويؤمّن الخائن..
وينطق الرويبضة)
قلت: (الظلمة المعتمة)
و (العتمة) معناها في اللغة: الظلام
و كما ذُكر في (الصحصاح) و (لسان العرب): أن عتمة الليل.. هي ظلامه..
فكأنك وصفت الظلام بالظلام..
أتمنى أن لا أكون أثقلت عليك..
ربّما أكون مخطئا فيما ذكرت.. لكنّها ملاحظة بسيطة أرجو أن تقبلها من أخيك)..
قال الرسول صلى الله عليه وسلم: ( سيأتي على الناس سنون خدّاعات ..يصدّق الكاذب ويكذّب الصادق ويخوّن الأمين ويؤمّن الخائن..
وينطق الرويبضة)
شكرا لك..
(التميمي)
أهلاً بك أخي مدريدي ,,,
وصف الظلمة بالعتمة لتأكيد المعنى
مثل قول : ((و أقبل الربيع المزهر )) ... و قد أكون مخطئ