المنتديات الموقع العربي الموقع الانجليزي الهلال تيوب بلوتوث صوتيات الهلال اهداف الهلال صور الهلال
العودة   نادي الهلال السعودي - شبكة الزعيم - الموقع الرسمي > أرشيف شبكة الزعيم > أرشيف المنتديات الخاصه بالمناسبات > أرشيف مونديال كأس العالم 2002
   

أرشيف مونديال كأس العالم 2002 أرشيف لجميع أحداث كأس العالم 2002

 
   
 
LinkBack أدوات الموضوع طريقة عرض الموضوع
  #1  
قديم 29/05/2002, 10:25 PM
الصورة الرمزية الخاصة بـ الصوت الهلالي
المشرف العام على منتدى مدمي الشباك
الموقع الرسمي للكابتن سامي الجابر
تاريخ التسجيل: 08/01/2002
المكان: sami9.net
مشاركات: 4,692
كرة القدم وعلاقتها بالسياسة الدولية بين دول العالم

كيف بدأت الحرب بين السلفادور والهندوراس بسبب مباراة دولية
دبلوماسية كرة القدم لعبت دورها في تنظيم مونديال 2002م
كرة القدم لم تعد ممارسة رياضية وإنما تحولت إلى أحد مصادر القوة العالمية




xx تثير العلاقة الحالية التي ربطت بين كرة القدم والسياسة الدولية العديد من الأسئلة حول إطار هذه العلاقة ومداها ، وكان واضحاً في العقد الأخير من القرن الماضي قوة هذه العلاقة وإتخاذ كرة القدم ذريعة لتحقيق أهداف سياسية مختلفة على الصعيد الدولي.

xx ( كرة القدم … أهواء سياسية ) هو كتاب صدر في صيف عام 1998م عن دار النشر الفرنسية الشهيرة ( لوموند) التي اشتهرت بكتبها التاريخية والثقافية والاقتصادية والسياسية ، وكان إصدار هذا الكتاب يمثل عهداً جديداً في تاريخ هذه المؤسسة الإعلامية الرصينة ، وهو يأتي ضمن الكتب الدورية التي اعتادت هذه الدار على إصدارها كل شهرين ، وإن كان سبب إصدار هذا الكتاب يعود إلى تنظيم فرنسا لنهائيات كأس العالم في نفس السنة ، إلا أنه كان دليلاً جديداً على حجم المساحة التي احتلتها رياضة كرة القدم على الصعيد العالمي.

xx (الاستراتيجيات والعلاقات الدولية من زاوية كرة القدم) هو موضوع كتاب آخر صدر عام 1999م عن معهد الدراسات الدولية والاستراتيجية الذي يقع مقره في باريس، والذي يقول مديره ( باسكال بونيفاس) أنه قد يكون غريباً أن يهتم هذا المعهد المتخصص بالدراسات الدولية والاستراتيجية بكرة القدم ، وأنه إذا كان من الطبيعي أن يقوم هذا المعهد بدراسة مواضيع سياسية بحته مثل توسيع حلف شمال الأطلسي أو إنتشار الأسلحة النووية أو تحديات ما بعد الحرب البارده، فإنه أمر مثير للدهشة أن يصدر هذا المعهد كتاباً عن كرة القدم.

xx كان إصدار هذين الكتابين ثم ترجمتهما إلى لغات عدة منها الإنجليزية دليل على ما وصلته كرة القدم من فضاءات مختلفة وتحولها من مجرد لعبة رياضية بحته إلى مركب يقوده كل من يريد أن يحقق غايات سياسية، ونظراً لأن كرة القدم تربعت وتتربع منذ عشرات السنين على عرشها باعتبارها سيدة الرياضيات على الإطلاق فقد أدى ذلك إلى إمتلاك عقول ومشاعر بلايين الناس في جميع أنحاء العالم دون فارق بين كبير أو صغير وبين فقير أو غني أو بين جنسية وأخرى، حيث لم تعد كرة القدم مجرد ممارسة رياضية تهم دوائر خاصة أو ضيقة كما كان الأمر سابقاً، وإنما تحولت هذه الرياضة حالياً إلى رهان سياسي وثقافي واقتصادي ودبلوماسي وإعلامي شامل وعام وبالتالي فإن تأثيراتها على جوانب النشاط الإنساني المختلفة أمر ظاهر ومعلوم وهو ما يناقشه هذان الكتابان.

xx سأعرض هنا ملخصاً لما جاء في الكتابين دون فصل بينهما وذلك لأنهما يناقشان نفس الموضوع وهو علاقة السياسة بكرة القدم على الصعيد الاستراتيجي واستخدام هذه اللعبة أحياناً وسيلة لتحقيق أغراض سياسية مختلفة ، ولن أتعرض خلال ذلك إلى تفاصيل قد لا تهم القارئ وإنما سأتعرض إلى أبرز ما قاله الكتابان عن هذا الموضوع الهام.


* * * * * * * * * * * * *


xx لم تعد كرة القدم لعبة جماعية يركض فيها إثنان وعشرون لاعباً وراء كرة مستديرة صنعت من الجلد، ولكنها اصبحت إحدى الوسائل الهامة في العلاقات الدولية وفي تأكيد الهوية الوطنية وفي التعبير عن قضايا سياسية ، وإذا كان القول المعروف هو أن ( السياسة هي متابعة للحرب بوسائل أخرى) فإن كرة القدم أصبحت حالياً عبارة عن ( متابعة للسياسة بوسائل أخرى) ، ولعل عضوية الإتحاد الدولي لكرة القدم تعطي لمحة سريعة عن استراتيجيات العلاقات الدولية من زاوية كرة القدم، فهذا ( الفيفا) يضم (200) دولة أي أكبر من العدد الذي تضمه منظمة الأمم المتحدة، وكأس العالم التي نظمتها فرنسا عام 1998م شاهدها سبعة وثلاثون مليار شخص وذلك كأكبر حدث تمت مشاهدته على الهواء مباشرة في تاريخ الكرة الأرضية ، ولعل القول يكون ملامساً للصحة إذا قيل أن كرة القدم أصبحت هي الظاهرة الأكثر كونية والأكثر إثارة لإهتمام وسائل الإعلام في العالم، وإذا كانت الولايات المتحدة الأمريكية تشكل حالياً القوة العظمى الوحيدة في العالم بعد إنهيار الإتحاد السوفيتي ومعه معسكره الشيوعي ، فإن البرازيل قد شكلت طيلة النصف الثاني من القرن العشرين القوة العظمى الوحيدة في العالم على صعيد كرة القدم.

xx إنطلقت كرة القدم من إنجلترا إلى المرافي الأوروبية المجاورة مثل الهافر بفرنسا وبرشلونة في أسبانيا وهامبورغ في ألمانيا وجنوا في إيطاليا ، ثم توسع إنتشار اللعبة لاحقاً مع انتشار السكك الحديدية في بداية عام (1850م) بحيث تغلغلت هذه اللعبة إلى أماكن كثيرة في أوروبا وأمريكا اللاتينية ، إلا أن الإنطلاقة الحقيقية لكرة القدم بدأت مع اختراع التلفزيون ، فالتلفزيون هو الذي فتح لكرة القدم صعيداً عالمياً وصل إلى ما وصل إليه حالياً ، وإذا كانت أول كأس للعالم في كرة القدم أقيمت في الأرغواي عام (1930) وشارك بها ( 13 ) فريق فقط أمضوا فترة طويلة من الإبحار على ظهر السفن و لم يعلم أحد عن نتائجها إلا بعد أسابيع طويلة ، فإن مباريات كأس العالم في فرنسا عام (1998م) كانت تنقل مباشرة على الهواء أمام مشاهدي التلفزيون الذي يحسون بنفس الإنفعالات التي يحس بها الحضور في الملعب.

xx كرة القدم هي الظاهرة الأكثر كونية حالياً، أي أنها أشمل من ظواهر كونية كثيرة مثل الديمقراطية وإقتصاد السوق، بل أن هذه الظواهر موجودة تماماً في عالم كرة القدم حيث لا يوجد حق إعتراض (فيتو) في الإتحاد الدولي لكرة القدم مثلما هو الحال عليه في الأمم المتحدة، وكذلك فإن الشركات العالمية المختلفة أصبحت تدرك أهمية كرة القدم كآلة تسويقية لإسمها التجاري ومنتجاتها عبر حقوق الرعاية التجارية، وليس هنا ببعيد تجربة شركة ( فيات) الإيطالية مع نادي جوفنتوس أو دور شركة ( فيلبس) الهولندية مع نادي إيندهوفن أو تجربة شركة ( شارب) مع نادي مانشتر يونايتد الإنجليزي وغيرها من الشركات الأخرى التي ترعى تجارياً العديد من الفرق العالمية ، بل أنه يمكن القول أن الدوري الياباني لا يقام بين الأندية وإنما بين الشركات اليابانيه نفسها التي تمول الأندية.

xx لعل المدى الذي وصلته كرة القدم مالياً وتجارياً وتسويقياً يتضح في عقد الرعاية التجارية الذي أبرم عام 1996م بين شركة ( نايك ) والاتحاد البرازيلي لكرة القدم لمدة عشر سنوات بمبلغ (400) مليون دولار، ويتضمن هذا العقد بندين أساسيين ينص الأول منها وقيمته (130) مليون دولار على أن تقدم الشركة جميع التجهيزات التي يحتاجها المنتخب البرازيلي ، أما البند الثاني وقيمته (270) مليون دولار فيكشف بوضوح عن نية شركة ( نايك ) في عقد صلات وروابط دائمة مع البرازيل حيث ينص على أن تمول هذه الشركة بناء مقر جديد للإتحاد البرازيلي لكرة القدم وكذلك بناء متحف لكرة القدم وأيضاً توسيع مراكز التدريب في المناطق الفقيرة من البرازيل.


* * * * * * * * * * * * * *


xx يمكن القول أن أهمية كرة القدم وصلت إلى مستوى متقدم على الصعيد العالمي حيث أنه رغم إنقسام المنتخب الوطني السوفيتي إلى (15) منتخب وطني لكرة القدم في الجمهوريات التي كانت تشكل سابقاً الإتحاد السوفيتي ، وتوزع الفرق اليوغسلافي إلى خمسة منتخبات ، والفريق التشيك سلوفاكي إلى منتخبين ، فإنه من المثير للإنتباه أن جميع هذه الدول الجديدة قد سارعت إلى الإعلان عن رغبتها في الإنضمام للإتحاد الدولي لكرة القدم، كما لو أن هذا الإتحاد توازي أهميته أهمية منظمة الأمم المتحدة، أو كأن التعريف القانوني للدولة المتمثل في وجود أرض وسكان وحكومة لم يعد يقتصر على هذه العناصر الثلاثة وإنما لا بد من وجود عنصر رابع وهو منتخب وطني لكرة القدم ، بل أن كرة القدم تسبق أحياناً الإعتراف الدبلوماسي بالدولة كما حدث لفريق جبهة التحرير الجزائرية المؤلف من مجموعة من اللاعبين الجزائريين الذين كانوا قد كسبوا تعاطفاً عالمياً عندما قاموا عام 1958م بجولة عالمية واسعة قبل أربع سنوات من نيل الجزائر إستقلالها في عام 1962م ، وعندما لعب المنتخب الفلسطيني لكرة القدم مباراة مع فريق فرنسي كان يضم ميشيل بلاتيني عام 1995م بدا الأمر للفلسطينيين وللدول العربية وكأنه خطوة في الطريق الذي سيقودهم إلى الإستقلال وإعلان دولتهم ، بل أنه في هذا الخصوص قال الشبان البريطانيين في إستفتاء نشرت نتائجه في عدد مجلة ( الإيكونومست) الصادر في 28/3/1998م أنهم يعتبرون الفوز بكأس العالم عام 1966م مصدر اعتزاز ببريطانيتهم أكثر من ذكريات الإمبراطورية البريطانية التي كانت لا تغيب عنها الشمس.

xx كرة القدم مثلما هي مصدر سلام هي أيضاً مصدر حرب وإن كانت هذه الحالة لم تحدث إلا مرة واحدة عام 1969م عندما نشبت حرب كرة القدم بين السلفادور والهندوراس، قصة هذه الحرب مضحكة ولكنها تدل على التأثير الذي تعبر عنه كرة القدم كممارسة اجتماعية سلوكية، وكانت هاتان الدولتان تستعدان للتأهل إلى نهايات كأس العالم التي أقيمت في المكسيك عام 1970، وفي تاريخ 8/6/1969م فازت الهندوراس على السلفادور بهدف تم تسجيله في الدقيقة الأخيرة من مباراة الذهاب التي أقيمت في الهندوراس ، وبدأ لاعبي السلفادور منهكين خلال المباراة رغم مستواهم الجيد المعروف وكان ذلك يعود لأن مشجعي الهندوراس كانوا قد نظموا في الليلة التي سبقت المباراة حفلة صاخبة حضرها عشرات الآلاف حول الفندق الذي كان يقيم فيه لاعبوا السلفادور واستمرت حتى أوائل الصباح وذلك من أجل منعهم من النوم والراحة ، وجرت مباراة العودة في السلفادور في أجواء مرعبة حيث كان مشجعي السلفادور قد توعدوا المنتخب الهندوراسي رداً على ما قام به مشجعيه في المباراة الأولى، وتم اللجوء إلى نقل المنتخب الهندوراسي بالسيارات المصفحة من الفندق إلى الملعب ، وأثناء مرور هذه السيارات في الشوارع كان السلفادوريين يمزقون أعلام الهندوراس ويلقون بها على السيارات المصفحة التي كانت تسير ببطء ، وبعد أن خسرت الهندوراس المباراة بثلاثة أهداف للاشيء لقي إثنان من مشجعيها حتفهم في أجواء صخب جماهيرية ، ولجأت الدولتان في اليوم التالي إلى إغلاق الحدود بينهما ، ثم قامت ميليشيات سلفادورية مسلحة بطرد الفلاحين الهندوراسيين المقيمين في السلفادور وإستولت على ممتلكاتهم ، ثم إندلعت الحرب فعلياً ورسمياً بين البلدين واستمرت المعارك أربعة أيام تدخلت على أثرها منظمة الدول الأمريكية لفرض وقف إطلاق النار وإنسحاب القوات السلفادورية التي كانت قد توغلت في أراضي الهندوراس.

xx لكرة القدم معاني دولية سياسية كثيرة فرضت نفسها مع تحول دور اللعبة من ممارسة رياضية إلى مركب سياسي في بعض الحالات ، ومن الأمثلة الواضحة هنا إستبعاد الفريق اليوغسلافي عام 1992م من مباريات كأس أوروبا لكرة القدم بإعتبار يوغسلافيا مسئولة عن الحرب في البوسنة ، وفي عام 1998م جرت مطالبات دولية بمنع يوغسلافيا من المشاركة في مونديال فرنسا إذا لم يبدأ الرئيس السابق ( ميلوسفيتش ) بمفاوضات مع ألبان كوسوفو ، علماً أنه لم يبادر أحد حتى الآن بالحديث عن منع روسيا من أي مباريات دولية رغم أن جيشها قتل حتى الآن أكثر من مائة ألف مسلم من أبناء جمهورية الشيشان المستقلة، وكذلك الأمر نفسه مع دولة العصابات الصهيونية التي تمارس منذ ما يزيد على ( 50) عاماً عمليات إرهاب متواصلة ضد الشعب الفلسطيني الاعزل .


* * * * * * * * * * * * * * *


xx إسناد تنظيم كأس العالم 2002 إلى اليابان وكوريا الجنوبية يكشف عن المدى الذي وصلت إليه ديبلوماسية كرة القدم، ومثلما يقول البعض فإن الاتحاد الدولي لكرة القدم ( الفيفا ) ، وهو منظمة غير حكومية تتمتع بسلطة كبيرة على شئون كرة القدم العالمية مثلما هي سلطة المافيا في أنشطة كرة القدم في كولمبيا أو روسيا أو إيطاليا ، أصر على إقامة النهائيات في اليابان وكوريا رغم عدم ترسخ كرة القدم في هذه المنطقة من العالم خاصة اليابان التي تتطور فيها اللعبة سريعاً ، ولكنها قبل ذلك بلد غني وسوق واعد وموطن شركات عالمية عملاقة ، أما كوريا فإنها أعلى شأناً من اليابان في تاريخ كرة القدم حيث شاركت خمس مرات في نهائيات كأس العالم ( سويسرا 1954م ، المكسيك 1986م ، إيطاليا 1990م ، الولايات المتحدة 1994م ، وفرنسا 1998م) ، إضافة إلى مشاركة كوريا الشمالية في نهائيات كأس العالم عام 1966م في بريطانيا.

xx كان إختيار اليابان بمثابة إعتراف بدور هذه الدولة المتنامي إقليمياً وقارباً وعالمياً ، أما بالنسبة لإشراك كوريا الجنوبية في التنظيم فهو كان لمحاولة إعطائها فرصة لإستئناف الحوار مع كوريا الشمالية ، وهنا قد يطرح سؤال على المستوى السياسي وهو : هل يمكن لعملية تنظيم كأس العالم أن تلعب لكوريا نفس الدور الذي لعبته سياسة الرئيسي السوفيتي السابق ( غورباتشوف) وهي البروسترويكا بالنسبة لإعادة توحيد المانيا ؟؟ ، ويلاحظ المراقب أن الإتصالات الكورية الشمالية الجنوبية وأجواء الإنفتاح الحالية بينهما كانت قد بدئت بإجتماع لمناقشة فكرة الدخول بفريق كوري موحد في مونديال 2002م ، وقد كان للفرنسي ميشيل بلاتيني رأيه في إسناد التنظيم إلى كوريا واليابان حيث قال بأن ( هذا القرار هو قرار سياسي وبالتالي فهو غير جيد لكرة القدم) ، وهو في الواقع قرار سياسي يرمي أيضاً إلى التقريب بين كوريا واليابان وهما عدوتان تاريخيتان لم ينجح مسارهما الديمقراطي والإزدهار الاقتصادي الذي يعيشانه في تبرئة الجرح الذي أحدثه التاريخ ، إذ كانت اليابان قد إحتلت كوريا عام 1910م واستخدمت عنوة وبالقوة أكثر من مائتي ألف شابة كورية كعاهرات للترفيه عن جنود الجيش الياباني خلال الحرب العالمية الثانية.

xx الإتحاد الدولي لكرة القدم هو الذي يشرف على شئون كرة القدم في العالم مثلما هو دور الأمم المتحدة على الصعيد السياسي ، وبلغت قوة ( الفيفا ) شأناً خلال فترة الرئيس السابق ( جواو هافيلانج) الذي إستمر في منصبه لمدة تقارب (25) عاماً ، وهو أمر لا يمكن أن يحدث لمنصب الأمين العام للأمم المتحدة ، ويشرف الإتحاد الدولي على تنظيم نهائيات كأس العالم للمنتخبات، وكأس العالم لأبطال القارات، وكأس العالم للشباب، وكأس العالم للناشئين ، وبطولة العالم النسائية لكرة القدم، وبطولة الصالات المغلقة ، وسلطة ( الفيفا ) تأتي من إحتكاره للبطولات التي ينظمها وذلك بداية من إختيار الدولة التي تنظم البطولة مما لا يعطي ( الفيفا ) سلطة سياسية فحسب بل سلطة اقتصادية ، ويمارس الإتحاد الدولي سلطته على لجان تنظيم البطولات ويتقاضى حقوق النقل التلفزيونية والجزء الأكبر من عائدات حقوق التنظيم وكذلك حقوق الرعاية التجارية.

xx إستفاد الإتحاد الدولية لكرة القدم مالياً من مونديال ( فرنسا 1998م ) بمبلغ اجمالي يقارب (800) مليون فرنك سويسري ، أي ما يقارب ( 450 ) مليون دولار، ويقدر الفيفا عائداته من كأس العالم ( 2002 ) بحوالي (2 ) مليار فرنك سويسري ، حوالي ( 1.2 ) مليار دولار ، وتأتي مداخيل الإتحاد الدولي من حقوق الرعاية التجارية عبر إعلانات الشركات الـ (12) المتعاقدة معه وهي ( أديداس ، كانون ، بدويسر ، كوكاكولا ، فوجي فيلم ، جيليت ، جي في سي، ماستركارد، ماكدونالدز، أوبل ، فيلبس ، سنيكرز) ، وقد دفعت كل شركة منها مبلغ ( 150 ) مليون فرنك سويسري لعقد مدته أربع سنوات يجب خلالها وضع دعايات هذه الشركات فقط في الملاعب التي تقام عليها البطولات التي يشرف عليها الفيفا ، وتقسم عائدت الإتحاد الدولي من بطولة كأس العالم للمنتخبات بالشكل التالي (20%) للإتحاد الدولي، (30 %) للجنة المحلية المنظمة، ( 50 %) للمنتخبات الـ ( 32 ) المشاركة حسب عدد المباريات التي شاركت بها.

xx الإتحاد الدولي لكرة القدم أغنى من العديد من الدول ومستوى الرفاهية التي يوفرها لأعضاء لجنته التنفيذية هو مستوى عال جداً ، حيث تتم الإنتقالات الجوية بالطائرات الخاصة والإنتقالات الأرضية بسيارات الليموزين الفاخرة ، ويسكن الأعضاء خلال تنقلاتهم في أجنحة أفخم الفنادق على حساب الإتحاد الدولي ، ولعل التصويت على تنظيم كأس العام (2006م) يلقى الضوء على دور ( الفيفا) ولجنته التنفيذية في تحديد أمور كثيرة سياسية واقتصادية قبل أن تكون رياضية , بل لعل الضجه القائمه حاليآ حول فساد رئيس الفيفا الحالي جوزيف بلاتر تعطي القارئ فكرة عن هذا الموضوع.


* * * * * * * * * * * * *


xx ربما يكون من المصادفات الغريبة أن هناك دول تتمتع بعضوية الإتحاد الدولي لكرة القدم دون أن تكون عضواً في منظمة الأمم المتحدة مثل جزر الانتيل وانجليا وأوروبا وجزر الكايمان وجزر فيرج وفيروي وكوك وتاهيتي وبورتوريكو ومقدونيا وسويسرا وتايبيه وغوام ، وبالمقابل فإن هناك سبع دول أعضاء في الأمم المتحدة دون أن تنظم لعضوية الإتحاد الدولي لكرة القدم وهي جزر القمر وارتيريا وجزر مارشال ومقرونيزيا وموناكو ومنغوليا وساموا ، وهذا الأمر قد يدل على جاذبية الإتحاد الدولي لكرة القدم مقارنة بمنظمة الأمم المتحدة ، وفي هذا الخصوص يقول ( باسكال بونيفاس) مدير معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية في باريس أنه يجب عدم الذهاب بعيداً في تضخيم دور كرة القدم أو في التقليل من هذا الدور، لأن لكرة القدم دورها الهام الذي لا ينبغي الاستهانة به ، ولكن لا ينبغي الذهاب إلى حد القول بأن كرة القدم تؤثر مباشرة على قيادة العالم أو أن الإتحاد الدولي لكرة القدم قد يحل محل منظمة الأمم المتحدة.
هذا القول يعني أن معايير القوة الدولية بمعناها العام هي في صدد تحولات عميقة في ظل النظام العالمي الجديد ومستلزمات العولمة ، وإذا كانت المعايير التقليدية للقوة كما حددها الاستراتيجيون تتمثل في الإمكانيات العسكرية والحجم الديمقراطي ودرجة السيطرة على إنتاج واستعمال التقنيات الحديثة لا تزال ذات أهمية كبيرة في تحديد معايير القوة الدولية ، فإن معايير جديدة قد برزت مثل القدرة على التأثير وإمتلاك الصورة المقبولة على الصعيد الدولي ، أي بمعنى آخر تدخلت معايير لها علاقة برأس المال الرمزي ، لذلك كان لكرة القدم دورها الواضح في رسم هذه المعايير الجديدة وهي تساهم حالياً وبشكل كبير في صياغة صورة مشرفة للبلد الذي تنتمي إليه وبالتالي يمكنها أن تكون أحد مصادر قوته على الصعيد الدولي ، بل أنه يمكن القول دون مبالغة بأن كرة القدم تساهم في تقديم صورة بلد ما وفي إزدياد شعبيته على قدم المساواة مع العوامل الثقافية الأخرى، ويمكن التدليل على ذلك بالبرازيل التي شهدت أياماً حالكة في ظل أنظمة دكتاتورية قمعية ومع ذلك احتفظت بصورة تلقى الكثير من التعاطف معها على الصعيد العالمي بفضل كرة القدم.

xx كرة القدم إذآ تحولت من مجرد لعبة رياضية تحظى بالشعبية الأولى في العالم تشجيعاً وممارسة إلى وسيلة مثالية تركبها الأهواء السياسية ، والمدى الذي وصلته اللعبة فنياً ومهارياً تقف وراءه حالياً مئات الملايين من الدولارات التي أعادت صياغة هذه الكرة المستديرة إلى صناعة تجارية يتعاظم شانها وتقبل عليها الشركات ووسائل الإعلام ، وظاهرة كرة القدم في شكلها الجديد يعزز وجودها البث التلفزيوني عبر الأقمار الصناعية الذي يجعل المشاهد يعيشها في زمنها الحقيقي مباشرة ، بل إنه يمكن القول أن العالم تحول إلى ملعب رياضي وسط قرية كونية أرضية غدت مجرد جمهور يستطيع أن يرى بمجموعة العام ، وفي الوقت نفسه ، مباراة لكرة القدم ويتابع أحداثها في نفس اللحظة التي تجري فيها المباراة.

****************

لم تصل كرة القدم إلى مداها ربما لأنه لن يكون لها مدى نهائي تصله ، ولكنها حالياً تلعب دوراً دبلوماسياً مساعداً على الصعيد الدولي ، وكذلك تلعب دوراً مشهوداً في تأكيد الهوية الوطنية ، ومن الواضح أن التبدلات التي شهدتها معايير العولمة الحالية أدت إلى زيادة أهمية كرة القدم على صعيد العلاقات الدولية ..




أخوكم : الصوت الهلالي

اخر تعديل كان بواسطة » الصوت الهلالي في يوم » 29/05/2002 عند الساعة » 10:28 PM
  #2  
قديم 30/05/2002, 12:34 AM
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 16/02/2002
مشاركات: 2,663
يا ساتر يالصوت حتى الكورة سببت حروووووووووووب


يعطيك الف عافية على الموضووووع
  #3  
قديم 30/05/2002, 06:36 AM
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 13/11/2000
المكان: السعودية _ حــائــل
مشاركات: 1,663
مشكور يالغالي ... " الصوت الهلالي "

والله يكفينا شر هالكورة .. دام وراها حروووب




[ALIGN=CENTER][/ALIGN]
  #4  
قديم 30/05/2002, 07:50 AM
الصورة الرمزية الخاصة بـ الوليد
عضو إدارة الموقع الرسمي لنادي الهلال
تاريخ التسجيل: 13/08/2000
المكان: قلوب الأحبة فى شبكة الزعيم
مشاركات: 13,348
وأحيانا الكورة سبب فى أصلاح الخلافات أيضاً

شكرا حبيبي الصوت الغالي الصوت الهلالي والله يعطيك العافية إن شاء الله.

جهود يومية رائعة ومميزة من المبدعين فقط.





حسابي بتويتر



   

 


قوانين المشاركة
غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
غير مصرّح لك بنشر ردود
غير مصرّح لك برفع مرفقات
غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك

وسوم vB : مسموح
[IMG] كود الـ مسموح
كود الـ HTML مسموح
Trackbacks are مسموح
Pingbacks are مسموح
Refbacks are مسموح



الوقت المعتمد في المنتدى بتوقيت جرينتش +3.
الوقت الان » 05:39 AM.

جميع الآراء و المشاركات المنشورة تمثل وجهة نظر كاتبها فقط , و لا تمثل بأي حال من الأحوال وجهة نظر النادي و مسؤوليه ولا إدارة الموقع و مسؤوليه.


Powered by: vBulletin Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd

Google Plus   Facebook  twitter  youtube