الخميس 11 ربيع الأول 1423هـ - 23 مايو 2002م تحديث 7:35 م بتوقيت مكة

مفكرة الإسلام : تتحدث صحيفة التلغراف البريطانية عن بعض المفارقات الحرجة التي تعرضت لها الحكومة البريطانية بسبب إرسال قوات إلى أفغانستان ، فتقول أن حكومة بلير أرادت أن تهيأ البريطانيين لتقبل الخسائر البشرية المحتملة في صفوف الجنود ، فمضت تتحدث عن دور بطولي لهذه القوات في أفغانستان ، و قدرة عالية على تنفيذ المهام ، بحث أصبح الشعب مهيأ لسماع إنجازات واضحة ضد القاعدة و طالبان ، و لكن تبين لهم عكس ذلك تماما ، و وقعت حكومة العمال في شر أعمالها ، فليس هناك بطولات أو إنجازات ، إنما هي مهام حراسة و تأمين عادية ، تحاول الصحيفة بالتركيز عليها أن تدافع عن المارينز البريطانيين ، الذين بدو كما قالت أشبه بمجموعة من البهاليل ، و تقول الصحيفة البريطانية كما نقلت عنها الوطن القطرية :

أصبحت قوات المارينز البريطانية في وضع جعلها تبدو كمجموعة من البهاليل . فتلك القوات الخاصة التي تقوم بمهمة في أفغانستان تعرضت الى مهانة ظالمة ومخزية والمسؤول عن ذلك هو الحكومة البريطانية. ففي البداية اظهرت قوات المارينز أنها غير فعالة لأنها فشلت في الاشتباك مع مقاتلي القاعدة او طالبان خلال عملية استمرت 16 يوميا في المنطقة الجبلية الواقعة في جنوب شرق أفغانستان. كما اثيرت شكوك حول ما قالته بأنها دمرت كميات من أسلحة القاعدة وطالبان خلال العملية ، وذلك من خلال الأخذ بتقارير قالت ان تلك الأسلحة تعود لأحد أمراء الحرب والموالين لقوات التحالف الدولية ، وبعد ذلك جاء حشد قوات المارينز البريطانية وتحركها على عجل لمساعدة قوات تابعة للقوات الخاصة الاسترالية ، والتي تبين انها ليست ذات شأن يستحق كل ذلك التهويل الذي أثير في البداية ..

وفوق كل هذه الأمور تعرضت قوات المارينز البريطانية للإصابة بمرض غير معروف الفيروس ، وتبين لاحقا أنه مجرد نوع بسيط شائع من الالتهابات ، وباختصار تعرضت صورة قوات المارينز البريطانية الى سلسلة من اللكمات ، وهذا سوف يؤثر على روحها المعنوية سلبا ..

ولكن قوات المارينز البريطانية تقوم في الحقيقة بدور له قيمة كبرى في أفغانستان . فالجبال المحاذية للحدود الباكستانية بحاجة الى الحراسة وذلك لمنع عناصر تنظيم القاعدة وحركة طالبان من اعادة تنظيم صفوفهم . وأما الاخفاق في الاشتباك معهم حتى الآن فيجب اعتباره نوعا من النجاح وليس فشلا فعناصر طالبان والقاعدة قرروا على ما يبدو جليا أن من الأفضل لهم الذوبان في المجتمع الأفغاني ، او اللجوء الى المناطق القبلية الباكستانية التي تتمتع باستقلالية تقليدية عن الحكومة المركزية الباكستانية ، وذلك بدلا من المجازفة في خوض معارك مواجهة مع قوات التحالف الغربي الأفضل تسليحا وتدريبا ، فوجود قوات المارينز البريطانية أعطى للحكومة الافغانية المؤقتة بقيادة حميد قرضاي مجالا للتنفس في كابول والتحضير لعقد المجلس القبلي الكبير «لويا جيرغا» لتقرير مستقبل البلاد وقد عبر قرضاي عن تقديره وامتنانه لقوات حفظ السلام في العاصمة ولقوات التحالف الغربي الذي تقوده الولايات المتحدة باعتبارها العنصر الأهم حاليا في توفير الاستقرار النسبي في البلاد ..

ولكن مشكلة قوات المارينز البريطانية منبعها رغبة الحكومة البريطانية في إعطاء أبعاد بطولية منافية للواقع حول وجودها في أفغانستان، فمع بداية العملية أبلغ توني بلير أعضاء حكومته بأن قوات المارينز البريطانية قد تمنى بخسائر بشرية جسيمة من جراء قتالها مع عناصر تنظيم القاعدة وهو بذلك كرر ما قاله وزير دفاعه جيف هون عندما تم إرسالها الى أفغانستان قبل شهرين. فمن خلال تهيئة الرأي العام لاحتمال وقوع خسائر بشرية في صفوف قوات المارينز البريطانية أصبحت الحكومة البريطانية اسيرة لأسلوب روتيني متناقض تماما مع عملية عسكرية خالية من أية أحداث تستحق التمجيد. وهذا بدوره وضع المزيد من الضغوط على القادة الميدانيين لقوات المارينز البريطانية في أفغانستان وعلى الأخص قائدها الميداني الأول ، العميد روجر لين لكي يلبي التوقعات غير المعقولة التي أثارها قادته السياسيون في لندن ..

وكان رئيس الوزراء البريطاني توني بلير قد أسهب في كيل المديح للقوات المسلحة ولكنه يمكن أن يكون عونا أفضل لها لو أنه لا يبالغ في طبيعة المهمة التي تقوم بها قوات المارينز البريطانية في أفغانستان. وعليه أن يعلم بأن أفغانستان حافلة بالمطبات المخادعة وليس من السهل على منمقي التصريحات السياسية الذين يعتمد عليهم بلير ان تستجيب احداث افغانستان لرغباتهم وامنياتهم فهؤلاء لا يستطيعون ادارة العمل العسكري في أفغانستان بنفس الطريقة التي يديرون بها سياسة بلير في لندن ..

http://www.islammemo.com

مشكور

جزاك الله كل خير إن شاء الله

جزاك الله خير

جزاك الله خير

وتقبل تحياتي وشكرا.