عندما نتأمل ماحولنا من الأحداث اليوميه وتسارعها وكثرة مشاغل الحياه وملهياتها
عند ذلك لايكاد احدنا يجد وقتا لتنظيم اموره فضيعنا الأولويات ولم نعد نميز بين المهم والأهم ! ونتج عن ذلك الخلط الاهتمام في أمور على حساب أمور أهم ومن تلك الأمور المهمة التكاليف الشرعيه_ مثل الصلاه _ التي أمرنا الله سبحانه وتعالى بها وربما يصل ذلك_ التهاون _ بالبعض الى ترك الاركان فضلا عن الواجبات والسنن والعياذ بالله وقس على ذلك بقية التكاليف وبما ان المسلم مأمور بتنظيم حياته وملء وقته بالمفيد من الأمور الدينيه والدنيويه فمن هذا المنطلق يجب علينا ان نقف مع انفسنا وقفة محاسبه جادة وننظر ماذا قدمنا لأخرتنا_ (في خضم هذه الأحداث والمشاغل التي لو فكرنا فيها تفكيرا منطقيا فسوف نجد انها لن تنتهي مهما عملنا)_ وهل قدمنا شيئا ولو قليلا يشفع لنا بأن تنطبق علينا صفات المؤمنين المتقين او جزء منها ؟ لو ان احدنا جلس مع نفسه بتفكر وسأل : لماذا خلقني الله ؟ وهل لدي علم بموعد موتي وانقطاعي من الدنيا؟ وهل وهل وهل …_( اسأله كثيره يجب ان لانغفل عنها)_ عند ذلك ستنقلع الغشاوه او جزء منها عن عين المؤمن الحق والذي لم يمت الايمان في قلبه وسيبدأ بمراجعة نفسه ومحاسبتها , كلنا يعلم بأننا خطاؤون ولسنا بمعصومون من الأخطاء والذنوب ولكن خير الخطاؤون التوابون كما جاء في الحديث وليس معنى ماسبق بأن نتخذ خيارين لاثالث لهما_ (( ان نشدد على أنفسنا ونحملها فوق طاقتها ونغلو في الدين والله تعالى يقول( لايكلف الله نفسا الا وسعها ) سورة البقره , فنمنعها حتى من المباحات ومن المشاركه في جميع المجالات التي تخدم المجتمع والانسانيه أو نقنط من رحمة الله وننغمس في المعاصي والشهوات !! فلماذا القنوط والله قد وعدنا بالمغفره بقوله( قل ياعبادي الذين اسرفوا على انفسهم لاتقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعا انه هو الغفور الرحيم)سورة الزمر ))_ وبذلك نبتعد عن الطريق الوسط الذي امرنا الله به في كتابه الكريم فقد فقال سبحانه وتعالى: (وكذلك جعلنكم أمة وسطا )سورة البقره , بل يجب علينا ان نجتهد في طاعة الله ونجاهد انفسنا بترك المعاصي حتى ولو وقعنا فيها فالمؤمن وايمانه شبهه الرسول بالفرس
فقال صلى الله عليه وسلم : مسند أحمد (3/55). مثل المؤمن ومثل الإيمان كالفرس المربوط في آخيته يجول ما يجول ، ثم يعود إلى آخيته كذلك المؤمن يجول في غفلته ومايلبث حتى يعود الى ايمانه
, وقد حث الله عزوجل بمجاهدة النفس ومصابرتها لعلمه سبحانه ان كل بني ادم خطاء فقال سبحانه وتعالى (والذين جهدوا فينا لنهدينهم سبلنا)سورة العنكبوت , وعلى ذلك فالمؤمن الفطن هو الذي يمشي على مسار مستقيم وواضح بين الرجاء والخوف _( رجاء فيما عند الله من الثواب والنعيم الموعود وخوفا من عقابه)_ فبذلك يعيش سعيدا وعلى خطى


ثابته( ومرد تلك الفطنه والمعرفه هو العلم الشرعي النافع الذي يقربه من الله وبذلك يكون ضمن العارفين بالله الذي يعرفون حدوده وشرعه سبحانه وتعالى )فبذلك يعرف ماله وماعليه فلاتؤثر عليه عواصف الشهوات والشبهات لأنه تحصن بالعلم ومعرفة خالقه فعمل للهدف الذي خلق له وهو عبادة الله لقوله تعالى: ( وماخلقت الجن والانس الا ليعبدون) .


وعودا على بداية الحديث عن تنظيم الوقت واستغلال ماتبقى من اعمارنا قبل ان يغافلنا الموت اقول ينبغي ويتوجب ان يكون لكل مسلم نصيبا من الطاعات والعبادات في حياته اليوميه حتى ولو قلت( فقليل دائم خير من كثير منقطع) فلو داومنا على البرنامج التالي كمثال بسيط ومقترح في كل يوم وبشكل منظم لأصبحت حياتنا مليئه بالسعاده وانشراح البال ولأصبحنا أكثر قربا من خالقنا عزوجل :




* اخلاص الأعمال والأقوال لوجه الله سبحانه وتعالى .




* الحرص بأن يكون بينك وبين الله عمل وسريره لايعلمها احد من الخلق الا الله سبحانه وتعالى فبها يكمن الأخلاص ويكون صافيا من شوائب الرياء والسمعه ولايكون لأحد من الخلق حظ في معرفته فيكون بذلك اقرب للقبول بأذن الله ولاتدري لعل الله ان يعتقك بها من النار انه على ذلك قادر سبحانه وتعالى .




* المحافظه على الصلوات الخمس في وقتها( بأركانها وواجباتها وشروطها وادابها وسننها) .




* المحافظه على السنن الرواتب .




* المداومه على صلاة الضحى ويكفي ركعتين لأدائها.




* المداومه على صلاة الليل ولو بثلاث ركعات على الأقل( الشفع والوتر).




* الدعاء حتى ولو خمس دقائق كل يوم على الأقل بقلب خاشع ومتذلل لله تعالى وبشكل يومي ولو كان في اوقات تحري الأجابه لكان افضل بأذن الله .




* الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ولو بتوجيه نصيحه واحده خالصه لوجه الله كل يوم حتى ولو على شبكة الأنترنت فأجرها عند الله عظيم.




* المداومه على ذكر الله بما جاء في السنه ( ادبار الصلوات , واذكار قبل النوم , واذكار الصباح والمساء ) والاستغفار 100 مره في اليوم والتسبيح 100 مره وكذلك التهليل 100 مره والذكر المطلق بشكل عام وفي اي وقت .


* الصدقه ولو بريال واحد فقط كل يوم فان لم تجد فعليك بالكلمه الطيبه فهي صدقه كما قال صلى الله عليه وسلم (( والكلمة الطيبة صدقة ))



*ارضاء الوالدين كل يوم قدر المستطاع وبأي وسيله كانت( وما أجمل ان يناموا وهم راضين عنك ويدعون لك).




* التفكر في خلق الله والأختلاء بالنفس بعزله يوميه مؤقته عن الناس ففيها تجديد للايمان وربط القلب بخالقه .




*المداومه على قراءة القران ولو بأربع صفحات عند وقت كل صلاه فتكون المحصله جزء واحد يوميا فالمهم العزيمه والأصرار والتنظيم وسؤال الله التوفيق قبل كل ذلك وكذلك كثرة الأستماع له فانها تجعل القلب لينا لايقبل بعده بأي منكر يعكر عليه صفوه.




*الابتسامه حتى ولو في اصعب الظروف ومهما كانت حالتك النفسيه فمنها ادخال السرور على قلب اخيك المسلم ولك بها اجر وهي صدقه لك وكذلك فلها وقعها على النفس فتريح الاعصاب وتشرح الصدر وبها يحبك الناس ويفرحوا بلقياك.




*السلام على من عرفت ومن لم تعرف فأجرها عند الله عظيم وبذلك تكون محبوبا عند الناس فيتقبلوك بكل سهوله.




وفي الختام اسأل الله العظيم ان يجعلنا هداة مهتدين غير ضالين ولا مضلين وأن يجعل اعمالنا خالصه لوجهه الكريم وان كان من صواب فمن الله عزوجل وان كان من خطأ وكلنا خطاؤون فمن نفسي والشيطان وصلى الله على نبينا وحبيبنا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين .





بقلم أخوكم /
سامي صعب يتكرر