02/12/2008, 05:05 AM
|
 | زعيــم مميــز | | تاريخ التسجيل: 03/08/2005 المكان: في المنصة
مشاركات: 15,836
| |
|
عقوبـآت في زمن الالتمـآس ..بقلم عادل التويجري ,,
   عادل التويجــري في زمن الغرائب، كل شيء جائز، كل شيء ممكن، طالما (الاستثناء) يتحول لأصل، والأصل لاستثناء. لست ممن يرمي بخسارتنا الأخيرة (برمتها) أمام كوريا على الاتحاد الآسيوي، بل أرفض مبدأ المؤامرة، إن لم تكن هناك أدلة واضحة، يفصح عنها بكل شفافية، دون إلقاء التهم جزافاً! ظلمنا، هذا أمر لا شك فيه، لكن بالله عليكم ماذا فعلنا منذ اختفينا عن كأس آسيا في 1996!! أين أنديتنا عن البطولات الآسيوية!! أين منتخباتنا السنية منذ عشر سنوات!! أتكون المؤامرة قد ظهرت الآن فقط! أين الجدولة المحترفة لدوري المحترفين!! أين الملاعب والمنشآت الرياضية الضخمة التي يتفاخر بها الجيران، بينما نحن نبكي على جدران الصمت!
أما قضية التمثيل وقوته في الاتحاد الآسيوي، فتلك حكاية جديدة، فيها من الالتواء على الحقائق الشيء الكثير. نتغنى بزمن الدبل رحمة الله عليه، وقوة شخصيته، لكن هل سجل الدبل هدفاً في مرمى الصين مكان شايع النفيسة في 1984! هل نزل الدبل للميدان في قطر في 1988 وحسم ركلات الترجيح! هل جرجر الدبل الصينيين في 1996 كما فعل فيلسوف زمانه الثنيان وانتقلنا من بعدها لملاقاة الإمارات! هل تأهل الدبل لكأس العالم 1994 ولخبط أوراق البلجيكيين كما فعل ابن العويران سعيد! أقدر أبا خالد، وأعرف أن له إسهامات لا يمكن بأي حال من الأحوال إنكارها أو جحدها أو التقليل منها، حاشا وكلا، وأعترف أنه خسارة لنا، من الصعب تعويضها. لكن هذا لا يعني أن ندخل في قمقم البديل. ولو وجدنا البديل، فهل سنتأهل لكأس العالم! وهل سنقدم أنفسنا بطريقة أخرى، غير تلك المشاركات الخجولة لنا في كؤوس العالم الثالث التي تلت الأولى! ما الذي سيضيفه التمثيل القوي لنا في الاتحاد الآسيوي غير مزيد من معرفة الأمور استباقاً! استمعت واستمتعت بمقابلة محمد بن همام رئيس الاتحاد الآسيوي في القناة الأولى السعودية. كان كالعادة رزيناً، وهادئاً، وحكيماً. تعامل مع المنطق، لا مع الانفعال. لي تحفظات كثيرة على الاتحاد الآسيوي، وأخطاء كثيرة ما زالوا يكررونها، لكن الاتحاد الآسيوي والحق يقال، ما عاد كما كان في السابق. تطور كثيراً ، وحقق إنجازات كثيرة. علينا أن نعرف كيف ننتقد، بعيداً عن النواح والصراخ.
دعوني أعطيكم مثالاً واحداً فقط على مشاكلنا الداخلية التي ما زلنا نئن منها. تحدثنا غير مرة أن العقوبات التي تصدر على اللاعبين أو الأندية لا بد من إمضائها والالتزام بها حتى تؤتي أكلها، وإلا لباتت القضية (سمجة) ومضحكة، بل وفضيحة. العقوبة الإدارية هي نوع من إشعار المعاقب بخطئه حسياً، وبالتالي تلقينه دروسا عملية بنتائج الخروج عن النص.
لكن (اتحاد) كرتنا الحبيب ما زال يكرر ذات الأخطاء، بطريقة تدعو (للافتراش) ضحكاً على ناصية لوائح العقوبات. الأسبوع الماضي أصدر الاتحاد السعودي وبناء على ما أوصت به لجنة الانضباط في الاتحاد السعودي لكرة القدم قراراً يقضي بإيقاف عبده عطيف، وصالح بشير مباراتين رسميتين اعتباراً من 25/11/1429هـ عملاً بالمادة (3/2) الفقرة (أ) من لائحة المسابقات والعقوبات في الاتحاد. وبعد نزال الهلال، يستثنى عطيف، ويكتفى بنصف المدة ، يعني بدلاً من مباراتين، تقلص لمباراة واحدة!! حينما تسمع عن تقليص نصف المدة، يتبادر لذهنك مدداً زمنية طويلة، سواء ستة أشهر أو سنة! لكن أن تكون العقوبة مباراتين، ثم تقلص لواحدة، فأين الغرض من العقوبة! أعجبني رئيس الاتفاق في حديثه للزميلة الشرق الأوسط حينما أكد أنهم لم يرفعوا التماساً لرفع العقوبة عن صالح بشير، حتى تؤتي العقوبة أكلها. ليس من المنطق أن تعاقب لاعباً مباراتين ثم تقلصها لواحدة! أين التربية؟! أين الهدف من العقوبة؟! حسبي أن اللاعبين سيضحكون كثيراً على مثل هذه العقوبات، طالما أن (الالتماس) و(الاستثناء) سيكون حاضراً!
لدينا مشاكل داخلية كثيرة جداً، علينا حلها أولاً، ثم التفكير في تطوير الآخرين. لدينا روزنامة بطولات أضحت كرواية شهريار وشهرزاد! لدينا أنديتنا (محترفة بالاسم) ولا تمتلك منشآت حقيقية! لدينا لوائح تحتاج للتطوير بشكل كبير، ودوري ومنطقي. لدينا موقع إلكتروني غائب عن الظهور، وبالتالي بتنا مغيبين عن العالم الخارجي. لدينا أندية لا تجد شركات راعية، ولاعبين يجهلون حتى الآن الدور الرئيس لوكيل اللاعب. وتطول قائمة الـ (لدينا) هذه! فعليكم بالداخل أولاً!
|
الوضع المتطور
