نادي الهلال السعودي - شبكة الزعيم - الموقع الرسمي

نادي الهلال السعودي - شبكة الزعيم - الموقع الرسمي (http://vb.alhilal.com/)
-   منتدى الثقافة الإسلامية (http://vb.alhilal.com/f55/)
-   -   تفسير سورة محمد (2) (http://vb.alhilal.com/t673896.html)

سامي صعب يتكرر 28/11/2008 01:18 PM

تفسير سورة محمد (2)
 
[‏12‏]‏ ‏{‏إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَهُم‏}‏

لما ذكر تعالى أنه ولي المؤمنين، ذكر ما يفعل بهم في الآخرة، من دخول الجنات، التي تجري من تحتها الأنهار، التي تسقي تلك البساتين الزاهرة، والأشجار الناظرة المثمرة، لكل زوج بهيج، وكل فاكهة لذيذة‏.‏
ولما ذكر أن الكافرين لا مولى لهم، ذكر أنهم وُكِلُوا إلى أنفسهم، فلم يتصفوا بصفات المروءة، ولا الصفات الإنسانية، بل نزلوا عنها دركات، وصاروا كالأنعام، التي لا عقل لها ولا فضل، بل جل همهم ومقصدهم التمتع بلذات الدنيا وشهواتها، فترى حركاتهم الظاهرة والباطنة دائرة حولها، غير متعدية لها إلى ما فيه الخير والسعادة، ولهذا كانت النار مثوى لهم، أي‏:‏ منزلا معدا، لا يخرجون منها، ولا يفتر عنهم من عذابها‏.‏


‏[‏13‏]‏ ‏{‏وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ هِيَ أَشَدُّ قُوَّةً مِنْ قَرْيَتِكَ الَّتِي أَخْرَجَتْكَ أَهْلَكْنَاهُمْ فَلَا نَاصِرَ لَهُم‏}‏
أي‏:‏ وكم من قرية من قرى المكذبين، هي أشد قوة من قريتك، في الأموال والأولاد والأعوان، والأبنية والآلات‏.‏


‏{‏أهلكناهم‏}
‏ حين كذبوا رسلنا، ولم تفد فيهم المواعظ، فلا نجد لهم ناصرا، ولم تغن عنهم قوتهم من عذاب الله شيئا‏.‏
فكيف حال هؤلاء الضعفاء، أهل قريتك، إذ أخرجوك عن وطنك وكذبوك، وعادوك، وأنت أفضل المرسلين، وخير الأولين والآخرين‏؟‏‏!‏
أليسوا بأحق من غيرهم بالإهلاك والعقوبة، لولا أن الله تعالى بعث رسوله بالرحمة والتأني بكل كافر وجاحد‏؟‏


‏[‏14‏]‏ ‏{‏أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ كَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُم‏}‏
أي‏:‏ لا يستوي من هو على بصيرة من أمر دينه، علما وعملا، قد علم الحق واتبعه، ورجا ما وعده الله لأهل الحق، كمن هو أعمى القلب، قد رفض الحق وأضله، واتبع هواه بغير هدى من الله، ومع ذلك، يرى أن ما هو عليه من الحق، فما أبعد الفرق بين الفريقين‏!‏ وما أعظم التفاوت بين الطائفتين، أهل الحق وأهل الغي‏!‏


‏[‏15‏]‏ ‏{‏مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى وَلَهُمْ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ كَمَنْ هُوَ خَالِدٌ فِي النَّارِ وَسُقُوا مَاءً حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُم‏}‏
أي‏:‏ مثل الجنة التي أعدها الله لعباده، الذين اتقوا سخطه، واتبعوا رضوانه، أي‏:‏ نعتها وصفتها الجميلة‏.‏


‏{‏فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ‏}
‏ أي‏:‏ غير متغير، لا بوخم ولا بريح منتنة، ولا بمرارة، ولا بكدورة، بل هو أعذب المياه وأصفاها، وأطيبها ريحا، وألذها شربا‏.‏


‏{‏وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ‏}
‏ بحموضة ولا غيرها،


‏{‏وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ‏}
‏ أي‏:‏ يلتذ به شاربه لذة عظيمة، لا كخمر الدنيا الذي يكره مذاقه ويصدع الرأس، ويغول العقل‏.‏


‏{‏وَأَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى‏}
‏ من شمعه، وسائر أوساخه‏.‏


‏{‏وَلَهُمْ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ‏}
‏ من نخيل، وعنب، وتفاح، ورمان، وأترج، وتين، وغير ذلك مما لا نظير له في الدنيا، فهذا المحبوب المطلوب قد حصل لهم‏.‏
ثم قال‏:‏


‏{‏وَمَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِم‏}
‏ يزول بها عنهم المرهوب، فأي هؤلاء خير أم من هو خالد في النار التي اشتد حرها، وتضاعف عذابها،

‏{‏وَسُقُوا‏}
‏ فيها

‏{‏مَاءً حَمِيمًا‏}‏
أي‏:‏ حارا جدا،

‏{‏فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُم‏}‏
فسبحان من فاوت بين الدارين والجزاءين، والعاملين والعملين‏.‏


‏[‏16ـ 17‏]‏ ‏{‏وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ حَتَّى إِذَا خَرَجُوا مِنْ عِنْدِكَ قَالُوا لِلَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مَاذَا قَالَ آنِفًا أُولَئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ * وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُم‏}‏

يقول تعالى‏:‏ ومن المنافقين

‏{‏مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ‏}
‏ ما تقول استماعا، لا عن قبول وانقياد، بل معرضة قلوبهم عنه، ولهذا قال‏:‏


‏{‏حَتَّى إِذَا خَرَجُوا مِنْ عِنْدِكَ قَالُوا لِلَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ‏}
‏ مستفهمين عما قلت، وما سمعوا، مما لم يكن لهم فيه رغبة


‏{‏مَاذَا قَالَ آنِفًا‏}‏
أي‏:‏ قريبا، وهذا في غاية الذم لهم، فإنهم لو كانوا حريصين على الخير لألقوا إليه أسماعهم، ووعته قلوبهم، وانقادت له جوارحهم، ولكنهم بعكس هذه الحال، ولهذا قال‏:‏


‏{‏أُولَئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِم‏}
‏ أي‏:‏ ختم عليها، وسد أبواب الخير التي تصل إليها بسبب اتباعهم أهواءهم، التي لا يهوون فيها إلا الباطل‏.‏
ثم بين حال المهتدين، فقال‏:


‏ ‏{‏وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا‏}
‏ بالإيمان والانقياد، واتباع ما يرضي الله

‏{‏زَادَهُمْ هُدًى‏}
‏ شكرا منه تعالى لهم على ذلك،

‏{‏وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُم‏}‏
أي‏:‏ وفقهم للخير، وحفظهم من الشر، فذكر للمهتدين جزاءين‏:‏ العلم النافع، والعمل الصالح‏.‏


‏[‏18‏]‏ ‏{‏فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا فَأَنَّى لَهُمْ إِذَا جَاءَتْهُمْ ذِكْرَاهُم‏}‏
أي‏:‏ فهل ينظر هؤلاء المكذبون أو ينتظرون

‏{‏إِلَّا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً‏}
‏ أي‏:‏ فجأة، وهم لا يشعرون

‏{‏فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا‏}
‏ أي‏:‏ علاماتها الدالة على قربها‏.‏


‏{‏فَأَنَّى لَهُمْ إِذَا جَاءَتْهُمْ ذِكْرَاهُم‏}‏
أي‏:‏ من أين لهم، إذا جاءتهم الساعة وانقطعت آجالهم أن يتذكروا ويستعتبوا‏؟‏ قد فات ذلك، وذهب وقت التذكر، فقد عمروا ما يتذكر فيه من تذكر، وجاءهم النذير‏.‏
ففي هذا الحث على الاستعداد قبل مفاجأة الموت، فإن موت الإنسان قيام ساعته‏.‏

تفسير السعدي (تيسير الكريم المنان في تفسير كلام الرحمن)



استغفر الله الذي لا اله الا هو الحي القيوم وأتوب اليه ولاحول ولاقوة الا بالله العلي العظيم

المصرقع من الرياض 28/11/2008 01:35 PM

الله يجزاك خير على التفسير ولا حرمك الله الجنه

(((9الهلال15))) 28/11/2008 01:51 PM

جــزاك الله خيرا على تفسيرك..

وجعله الله في موازيين اعمالك..

s34s

شمايل وتشجيع هايل 28/11/2008 02:04 PM

الله يجزاك الف خير

ويجعلها في ميزاااااان حسناااتك

موضووع يشرح الصدر

زعيم تشلساوي 28/11/2008 09:23 PM

جـــــــــــــــــــزااااااااااااااااااااااااااكـ الله خيـــــر ونفـــع بــــكـ ورده ورده ورده ورده


الوقت المعتمد في المنتدى بتوقيت جرينتش +3.
الوقت الان » 02:39 PM.

Powered by: vBulletin Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd