السلام عليكم ورحمة الله,,,

النجاح سلم لاتستطيع تسلقه ويداك في جيبك....(مثل أمريكي)

أذكر فيما أذكر (وإن كان في ذلك فضح لأعمارنا) بأننا حينما كنا في مراحل دراستنا مابعد المتوسط وقبل الوظيفة, كنا نستعد للذهاب للملعب لمتابعة مباريات الزعيم منذ ظهيرة يوم المباراة والمباراة ليلاً(كانت الابواب تفتح بعيد الظهر)...

ليس في الأمر مبالغة, فوالله كنا نفترش المدرجات مع أبناء الجيران قبل المباراة بساعات طويلة, وكنا نقوم بحجز أماكن لإخواننا الكبار, وكنا نمارس ذلك بمتعة عجيبة يدفعه عشق خفي لجن الملاعب...

لم تكن الحالة المادية كما هي الأن ميسورة, بل كانت مابين مستورة ومكسورة...!
كنا نوفر من مبالغ تنزل علينا في مناسبات متباعدة, ولم يكن هناك مايسمى المصروف اليومي كما هو الآن,,,
ولم يكن هناك أباء يتفهمون أن تذهب للملاعب, فالمحظوظ منا من كان يستطيع أن يقنع والدته بتعزيز (عجزه المادي) أما أن يدفع كامل المبلغ فهذا محال...

كنا نعود وقد بحت أصواتنا, محملين بإرهاق لايطاق مع هم واجب مدرسي يجب أن يؤدى قبل النوم...!!
كنا نعاود الكرة بعد الكرة, فلعب جن الملاعب بملعب الملز(قبل تسميته بملعب فيصل بن فهد وقبل إنشاء أستاد الملك فهد..!!) كنا نراها فرصة نرتب لها قبل المبارة بأيام..

في ذلك الوقت لم يكن عشقنا مسيطراً على أغلب البطولات كما هو الأن..!! بل كان النصر في عز عنفوانه, وكان مع الأهلي يستحوذان على نصيب الأسد من كعكة البطولات, وكان الإتفاق له نصيب من المنصات..
فجن الملاعب لم يكونوا لوحدهم, وكانت المنافسة شرسة جداً, وكنا ندرك أن البطولة قد لايحققونها في ذلك العام, ولكن كنا نجد متعة عجيبة في الحضور والهتاف..

لم نكن نربط حضورنا بلاعب نجم أو خلافه, بل هذه والله ماكنا نعرفها...
كنا نحضر بعد مباراة قد خسرها منذ أيام لشد الأزر وحفز الهمم...

فما الذي تغير وتبدل بالسنوات الأخيرة؟
فالزعيم مسيطر على أغلب البطولات. ولا يوجد معه بالساحة سوى الإتحاد فقط لاغير مع مناوشات شبابية خفيفة...
وفيه من النجوم المهاريين الممتعين والمبدعين مايغري بالحضور..
والجماهيرية بإزدياد..!
والحالة المادية لاتقارن ابداً بحالنا... فهنا مصروف يومي وجوال ومصاريف سيارة...!!!

ولكن,,

أين هي ياترى هذه الجماهير؟

ومن أخفاها خلف الكيبورد؟

ومن أحالها الى جماهيرية منظرة, تكثر من التشكي والتذمر؟

نحن أصبحنا (أغلبية صامتة)...

امل أن لاتغضبوا من هذه التسمية..!!
فجمهور مدينة الرياض( معقل الزعيم..!!!) أغلبية صامتة’ تبعث على الياس والإحباط وتدني الدافعية نحو تحقيق الفوز...

هناك أسباب يطبيعة الحال خلف هذا( التقاعس الجماهيري), ولا يمكن لمقالة ذات سرد نظري بحت أن تلم بالأسباب والحلول..

فزعيمنا هو رائد العلمية, وسيد الأرقام...

فبطولاتنا وإنجازات وألقاب نجومنا وجماهيريتنا بعيدة كل البعد عن الكلام الإنشائي والسردي...
فحينما تسال طفلاً هلالياً, ماهي عدد بطولات الزعيم وماهي إنجازات سامي ويوسف والدعيع وعبدالله بن سعد وكم نسبة جماهيريتكم؟ لاأجابك بقائمة علمية ولن يقف حتى تقول له كفى..كفى..
بينما لو تسأل دكتوراً من جماهير الخصم ماهي إنجازات نجمكم الأسطوري(مثلاً), لعدد لك كلاماً إنشائياً والقاباً عاطفية يستطيع كل من يعرف القراءة والكتابة أن يأتي بمثلها..

ماعنيته بمثالي السابق, ليس التقليل من زيد أو عبيد بقدر ماهو أننا رواد الثقافة العلمية, فلا يليق بنا أن نستعرض مشكلة التقاعس الجماهيري بكلام أدبي, بل أرى أن يكون التطرق لمكامن الخلل بالإقتراح التالي:

أن تقوم إدارتنا الموقرة بالتعاقد مع أحد بيوتات الخبرة في دراسة وتحليل بعض الظواهر وذلك بعمل إستبانة من متخصصين بعلم الإحصاء والبحوث وعلم الإجتماع, ويكون عنوان الدراسة الرئيسي " الغياب الجماهيري بمدينة الرياض, الاسباب والحلول", وتكون لها متغيرات ومحددات تؤطر علميتها يعرفها ارباب الإختصاص(كمثال: دخل المشجع/اسعار التذاكر/التشبع البطولاتي/غياب الحوافز/ الاتكال على الكثرة/المغريات الخارجية/إجراءات وأنظمة الملاعب....الخ), وهناك عوامل عديدة ستكون حاضرة عند إعداد الإستبانة, والحلول بطبيعة الحال ستبرز نفسها بعد المعرفة العلمية لاسباب التقاعس الجماهيري,
وحتى لاأعارض هذا الطرح سأتوقف هنا دون البدء في السرد المغري لقائمة الأسباب, فحتى لو تم سردها فوزن كل سبب لدى الجماهير هو بأهمية معرفة هذا السبب...

النادي المدلل
منذ عرفنا الزعيم, وكارهيه لا يحلوا لهم لفظ الا نعته بالفريق المدلل(نادي الحكومة المدلل ونادي الرعاية المدلل ونادي الصحافة المدلل), يقولونها تصريحاً وتلميحاً, يكتبونها غمزاً ولمزاً..

حينما حل الإستثمار في ديار الرياضة لدينا, كان للفريق المدلل الحظوة الأكبر في تهافت أصحاب الأموال, والمعروف أن صاحب الدرهم والدينار لايمكن أن يجامل ولا يمكن أن تسرقه العواطف , فالمحك هنا ربح وخسارة, فهو حينما يدفع دولار يريد مقابله دولارين...
فلم يكن هناك من إستثمار رياضي إلا وكان الزعيم العملة الصعبة فيه, وكان هو مؤشر المعيارية, وكان هو العنصر الأكثر جذباً بل و((خناقاً عليه))...
والغريب انهم غفلوا أن ينعتوا زعيم الكل بـــ (( نادي الإستثمار المدلل..!!))


سيطرة ام نقاء؟
في برنامج " الخيمة الرمضانية" ومقدمه الاستاذ/أحمد الشمراني برمضان الفائت لهذا العام(1429هـ), كان هناك إعترافاً من الأستاذ/عبدالعزيز الدغيثر بكلام صريح وعلى الهواء مباشرة بأنه يعترف بأن الحكام قد احتسبوا للنصر بلنتيات غير صحيحة ويبرر أن هذا طبيعي على مدار نصف قرن ويعني تاريخ النصر...

المفارقة هنا ليست في تصريح الرجل, ولكن في تلقف الإعلام لهذا التصريح المباشر والاعتراف الواضح مقارنة مع تصريح قد قاله رئيسنا الظاهرة السابق في مكان منزوي بممرات غرف ملابس اللاعبين وبتسجيل من صحفي واحد لاغير بإعترافه بمساعدة الحكام..
ففي تصريح الظاهرة, لم تتركه لا صحيفة ولا قناة, ولاكاتب عامود, ووزع بلوتوثات, ووصل الى يوتيوب وثبت في منتدياتهم لاشهر عديدة..
وفي تصريح الدغيثر وعلى الهواء مباشرة..
مر مرور الكرام, ولا من شاف ولا من درى..ولم اعرف حتى هذه اللحظة أن صحفياً هلالياً قد كتب أو حتى نوه عنه...

والتصريحان متشابهان جدا بل أن عاطفتي تقول أن تصريح الدغيثر أشمل وأعم لكونه غطى نصف قرن من الزمان, وتصريح الظاهرة محدد بفترة رئاسته لاغير...
فمن المسؤول عن التباين الشديد بالتعاطي مع الموقفين..؟

هل هو ياترى النقاء الهلالي كثقافة يمارسها محبوه بمختلف مراكزهم ومواقعهم..؟

أم انه ياترى دلالة واضحة على السيطرة الشرسة والمكثفة للإعلام المضاد على ماذا يكتب ويطرح في إعلامنا من قضايا وأحداث؟
عموماً على حيرة من تحديد أحدهما اعتقد أنهما غير متعارضين, مما يعني أنه يسهل الجمع بينهما...!!


بشويش:
@ الحضور الجماهيري الكثيف..أراه برأيي الشخصي أحد محفزات تحسين المستوى, ليس بسبب التشجيع المباشر مع أهميته, ولكن أعتقد أن من أسباب استئساد الفرق أمامنا فيما مضى هو بطولاتنا وجماهيريتنا, فالفريق المقابل يغريه الحضور الجماهيري وهو مايدفعه للقتالية والإبداع, ومن ثم يلزمك تبعاً لذلك أن تكسر شوكة تفوقه بتفوق أعظم وأعمق, وكانت هذه أحد خصائص الزعيم الخفية, ولكن من المؤسف حقاً هو أن هذه الخاصية قد تتحول لجارنا التاريخي, فحضور جماهيرهم مغري للفريق المقابل للتفوق, وهو ماسيجعلهم يقاومون ذلك بتحسين المستوى, وهو مايحدث لهم في السنتين الأخيرتين..!!

@ أحد أهم عوامل توسيع القاعدة الجماهيرية هو بلا جدال (تحقيق البطولات), ولكن ربما أن هناك سببا قد يغيب عن أذهان البعض, وهو أن كثافة الحضور الجماهيري, أحد المغريات لتوسيع القاعدة الجماهيرية سواء من صغار السن أو من المحايدين, وهي التي تنازلنا عنها طواعية وبكل رحابة صدر..! وربما يكتمل هذا القلق متى ماعرفت أن الأخر لم يكتف بكثافة الحضور الجماهيري بل هناك سيطرة إعلامية شرسة مصاحبة لصخبهم..

@ في صحافة وإعلام الغرب وفي نهاية كل عام يقومون بعمل تقارير متفاوتة ليس عن رجل العام السياسي والإقتصادي والرياضي فحسب, بل يقومون بالمقابل بعمل تقارير عن افشل رجل وأسوأ أزياء وفيلم..الخ, يعني لو أن هذا عندنا وقالو ماهو أكير وأجرأ إستغفال لهذا العام لحاز ذلك ماصرح به نائب الجار بعد شغب مباراتهم مع الإتفاق مباشرة (( بان الكرة الحديدية إن هي الا بلاستيك ولعب أطفال..)), يعني هالحين ملايين المشاهدين شاهدوا تدحرجها بالمضمار ومسك عضو مجلس إدارة الإتفاق بها, وهذا الرجل يستغفل العالم بأنها كرة بلاستيكية ليس الا...!!

@ على طاري ذلك الشغب...الرئيس المثالي الاتفاقي (كمايقولون)..وفي عز الضوضاء والهرج والمرج يخرج بتصريح مباشر بعد المباراة, بقوله أن أحد أسباب الشغب هو عدم العدل في التغطيات الاعلامية لبعض الفرق مقارنة بأخرى, والغريب من هذا المثالي هو إقحامه للهلال مستشهداً به في خضم الفوضى وتوتر الأعصاب الطاغي حينها(كان يضرب مثال بان الإعلام يعطي الهلال مساحة أكبر..!!)...يعني حتى المثالي لم يجد غيرنا ببث شكواه وجرأته..!!

@ بعودة الصحفي/سعود العبدالعزيز للكتابة بجريدة الجزيرة, تكون هذه الصحيفة الهلالية تستكتب سبعة كتاب صفر وهم: عيسى حكمي/فيصل الدعجاني/عبدالكريم الزامل/عبدالله الكثيري/ابراهيم العمر/سعود العبدالعزيز/ وأخيراً الأمير جلوي بن سعود..نقول ذلك لمعرفة أين هو الاعلام الأزرق المزعوم؟ فسبعة صفر يكتبون مايريدون دون موانع وقلم أحمر في جريدة بسمونها بمنتداهم الحقيرة والمتعصبة..!! للعلم لم يبق لنا من صوت سوى هذه الصحيفة وبالرغم من ذلك لم تسلم من زحف بني الأصفر, ولم نسلم من وقف نحيبهم وبكائهم على هلالية الاعلام لدينا...!!

@ إذا أخذت سيارة الوالد أو اخوك بمشوار دون إذن فانت تمون, لا أدري لماذا تذكرت ذلك حينما رأيت تشابه شعار النصر مع شعار هيئة المحترفين..!!

@ من يعتقد من الهلاليين بان هذا الفريق وأدائه الحالي سيحقق أمنيتنا وحلمنا الأسيوي فهو إما أنه واهم أو متفائل حبتين دون أن يشاهد الفرق اليابانية وتطورها المذهل والمرعب...!!

@ أحد مشاكل تفكير جيل المشجعين الهلالي الجديد هو ضرورة أن يكون اللاعب الهلالي مهاري من الطراز الأول, وهذه الرؤية لها فوائد مقبولة ولكن من سلبياتها الكبيرة هي دفع لاعبي الفريق للإستعراض المبالغ فيه مع تفويت الزج بلاعب ليس بمهاري ولكنه لايعرف سوى هز الشباك حتى لو بعلباته( بعضكم لن يعرف وشي العلباة), فلاعب مثل حسين العلي لو كان بعزه حالياً فلن يجد قبولاً أبداً لدى هذا الجيل...!!

@ من سمح لكوزمين بربط إيقاع الفريق بلاعب واحد (التايب), فهذا اللاعب لاجدال حول جماليته بكل شيء, ولكن مع كل التقدير والإحترام فهلالنا أكبر من أن يرتهن بلاعب واحد, الخطأ ليس خطأ التايب, ولكن كوزمين ومن حوله يتحملون ذلك, فكل لاعب معرض للإصابة قبل الإيقاف, فأين البدائل؟ وما الذي كان يعمله كوزمين طوال المدة الماضية إذا (بنشر) الفريق بغياب لاعب؟

دمتم زعماء.....