نادي الهلال السعودي - شبكة الزعيم - الموقع الرسمي

نادي الهلال السعودي - شبكة الزعيم - الموقع الرسمي (http://vb.alhilal.com/)
-   منتدى الثقافة الإسلامية (http://vb.alhilal.com/f55/)
-   -   تفسير سورة الطور (3) (http://vb.alhilal.com/t663436.html)

سامي صعب يتكرر 03/11/2008 12:38 PM

تفسير سورة الطور (3)
 
‏{‏أَمْ لَهُمْ سُلَّمٌ يَسْتَمِعُونَ فِيهِ‏}‏
أي‏:‏ ألهم اطلاع على الغيب، واستماع له بين الملأ الأعلى، فيخبرون عن أمور لا يعلمها غيرهم‏؟‏


‏{‏فَلْيَأْتِ مُسْتَمِعُهُم‏}
‏ المدعي لذلك

‏{‏بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ‏}
‏ وأنى له ذلك‏؟‏
والله تعالى عالم الغيب والشهادة، فلا يظهر على غيبه ‏[‏أحدا‏]‏ إلا من ارتضى من رسول يخبره بما أراد من علمه‏.‏
وإذا كان محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ أفضل الرسل وأعلمهم وإمامهم، وهو المخبر بما أخبر به، من توحيد الله، ووعده، ووعيده، وغير ذلك من أخباره الصادقة، والمكذبون هم أهل الجهل والضلال والغي والعناد، فأي المخبرين أحق بقبول خبره‏؟‏ خصوصا والرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ قد أقام من الأدلة والبراهين على ما أخبر به، ما يوجب أن يكون خبره عين اليقين وأكمل الصدق، وهم لم يقيموا على ما ادعوه شبهة، فضلا عن إقامة حجة‏.‏
وقوله‏:‏

‏{‏أَمْ لَهُ الْبَنَاتُ‏}
‏ كما زعمتم

‏{‏وَلَكُمُ الْبَنُونَ‏}‏
فتجمعون بين المحذورين‏؟‏ جعلكم له الولد، واختياركم له أنقص الصنفين‏؟‏ فهل بعد هذا التنقص لرب العالمين غاية أو دونه نهاية‏؟‏

‏{‏أَمْ تَسْأَلُهُم‏}
‏ يا أيها الرسول

‏{‏أَجْرًا‏}
‏ على تبليغ الرسالة،


‏{‏فَهُمْ مِنْ مَغْرَمٍ مُثْقَلُونَ‏}‏
ليس الأمر كذلك، بل أنت الحريص على تعليمهم، تبرعا من غير شيء، بل تبذل لهم الأموال الجزيلة، على قبول رسالتك، والاستجابة ‏[‏لأمرك
و‏]‏ دعوتك، وتعطي المؤلفة قلوبهم ‏[‏ليتمكن العلم والإيمان من قلوبهم‏]‏‏.‏


‏{‏أَمْ عِنْدَهُمُ الْغَيْبُ فَهُمْ يَكْتُبُونَ‏}‏
ما كانوا يعلمونه من الغيوب، فيكونون قد اطلعوا على ما لم يطلع عليه رسول الله، فعارضوه وعاندوه بما عندهم من علم الغيب‏؟‏ وقد علم أنهم الأمة الأمية، الجهال الضالون، ورسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ هو الذي عنده من العلم أعظم من غيره، وأنبأه الله من علم الغيب على ما لم يطلع عليه أحدا من الخلق، وهذا كله إلزام لهم بالطرق العقلية والنقلية على فساد قولهم، وتصوير بطلانه بأحسن الطرق وأوضحها وأسلمها من الاعتراض‏.‏
وقوله‏:

‏ ‏{‏أَمْ يُرِيدُونَ‏}
‏ بقدحهم فيك وفيما جئتهم به

‏{‏كَيْدًا‏}‏
يبطلون به دينك، ويفسدون به أمرك‏؟‏


‏{‏فَالَّذِينَ كَفَرُوا هُمُ الْمَكِيدُونَ‏}
‏ أي‏:‏ كيدهم في نحورهم، ومضرته عائدة إليهم، وقد فعل الله ذلك ـ ولله الحمد ـ فلم يبق الكفار من مقدورهم من المكر شيئا إلا فعلوه، فنصر الله نبيه ودينه عليهم وخذلهم وانتصر منهم‏.‏


‏{‏أَمْ لَهُمْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ‏}
‏ أي‏:‏ ألهم إله يدعى ويرجى نفعه، ويخاف من ضره، غير الله تعالى‏؟‏

‏{‏سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ‏}
‏ فليس له شريك في الملك، ولا شريك في الوحدانية والعبادة، وهذا هو المقصود من الكلام الذي سيق لأجله، وهو بطلان عبادة ما سوى الله وبيان فسادها بتلك الأدلة القاطعة، وأن ما عليه المشركون هو الباطل، وأن الذي ينبغي أن يعبد ويصلى له ويسجد ويخلص له دعاء العبادة ودعاء المسألة، هو الله المألوه المعبود، كامل الأسماء والصفات، كثير النعوت الحسنة، والأفعال الجميلة، ذو الجلال والإكرام، والعز الذي لا يرام، الواحد الأحد، الفرد الصمد، الكبير الحميد المجيد‏.‏
‏[‏44ـ 46‏]

‏ ‏{‏وَإِنْ يَرَوْا كِسْفًا مِنَ السَّمَاءِ سَاقِطًا يَقُولُوا سَحَابٌ مَرْكُومٌ * فَذَرْهُمْ حَتَّى يُلَاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي فِيهِ يُصْعَقُونَ * يَوْمَ لَا يُغْنِي عَنْهُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ‏}‏

يقول تعالى في ‏[‏ذكر‏]‏ بيان أن المشركين المكذبين بالحق الواضح، قد عتوا ‏[‏عن الحق‏]‏ وعسوا على الباطل، وأنه لو قام على الحق كل دليل لما اتبعوه، ولخالفوه وعاندوه،

‏{‏وَإِنْ يَرَوْا كِسْفًا مِنَ السَّمَاءِ سَاقِطًا‏}
‏ أي‏:‏ لو سقط عليهم من السماء من الآيات الباهرة كسف أي‏:‏ قطع كبار من العذاب

‏{‏يَقُولُوا سَحَابٌ مَرْكُومٌ‏}
‏ أي‏:‏ هذا سحاب متراكم على العادة أي‏:‏ فلا يبالون بما رأوا من الآيات ولا يعتبرون بها، وهؤلاء لا دواء لهم إلا العذاب والنكال، ولهذا قال‏:‏

‏{‏فَذَرْهُمْ حَتَّى يُلَاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي فِيهِ يُصْعَقُونَ‏}‏
وهو يوم القيامة الذي يصيبهم ‏[‏فيه‏]‏ من العذاب والنكال، ما لا يقادر قدره، ولا يوصف أمره‏.‏

‏{‏يَوْمَ لَا يُغْنِي عَنْهُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا‏}‏
أي‏:‏ لا قليلا ولا كثيرا، وإن كان في الدنيا قد يوجد منهم كيد يعيشون به زمنا قليلا، فيوم القيامة يضمحل كيدهم، وتبطل مساعيهم، ولا ينتصرون من عذاب الله ‏{‏وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ‏}‏

‏[‏47ـ 49‏]‏ ‏{‏وَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا عَذَابًا دُونَ ذَلِكَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ * وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ * وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَإِدْبَارَ النُّجُومِ‏}‏
لما ذكر ‏[‏الله‏]‏ عذاب الظالمين في القيامة، أخبر أن لهم عذابا دون عذاب يوم القيامة وذلك شامل لعذاب الدنيا، بالقتل والسبي والإخراج من الديار، ولعذاب البرزخ والقبر،

‏{‏وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ‏}
‏ أي‏:‏ فلذلك أقاموا على ما يوجب العذاب، وشدة العقاب‏.‏
ولما بين تعالى الحجج والبراهين على بطلان أقوال المكذبين، أمر رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن لا يعبأ بهم شيئا، وأن يصبر لحكم ربه القدري والشرعي بلزومه والاستقامة عليه، ووعده الله بالكفاية بقوله‏:‏

‏{‏فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا‏}‏
أي‏:‏ بمرأى منا وحفظ، واعتناء بأمرك، وأمره أن يستعين على الصبر بالذكر والعبادة، فقال‏:‏

‏{‏وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ‏}
‏ أي‏:‏ من الليل‏.‏
ففيه الأمر بقيام الليل، أو حين تقوم إلى الصلوات الخمس، بدليل قوله‏:

‏ ‏{‏وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَإِدْبَارَ النُّجُومِ‏}
‏ أي‏:‏ آخر الليل، ويدخل فيه صلاة الفجر، والله أعلم‏.‏

تم تفسير سورة الطور والحمد لله‏.‏

تفسير السعدي (تيسير الكريم المنان في تفسير كلام الرحمن)


استغفر الله واتوب اليه

زعيم تشلساوي 03/11/2008 08:59 PM

جـــز111111كـ الله خيـــر ونفـــع بـــكـ ورده ورده ورده


الوقت المعتمد في المنتدى بتوقيت جرينتش +3.
الوقت الان » 11:20 AM.

Powered by: vBulletin Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd