في بساتين الأدب ... رحلة مع فقيه الأدباء و أديب الفقهاء
بسم الله الرحمن الرحيم ..
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته …….. وبعد ,,
حديثي هنا سيكون عن علم من أعلام هذه الأمة و الذي قدم الغالي و النفيس من أجلها ... حديثي هنا سيكون عمّن
حمل لواء الحفاظ على اللغة العربية من التغريب يوم تخلى بعض أهلها عنها ... حديثي سيكون عمن طـوَّع الكلمة
وصب المعنى في قالب سلس محبب للنفس ... حديثي سيكون عمن جدد الأدب الإسلامي , لم يبحث عن ساقط القول ليُذكر كما يفعل الكثير الآن ..
من منا لا يذكر ذلك الشيخ الجليل الذي كان يُطل علينا من شاشة التلفاز أو الرائي كما كان يُسميه رحمه الله بعد الإفطار بحديث ماتع للكبير و الصغير ..!
حديثي سيكون عن أديب الفقهاء , و فقيه الأدباء ...
الفقيه الأديب الأريب علي الطنطاوي ... رحمه الله رحمة واسعة .
سيكون في هذا الموضوع عدد من المقالات التي كتبها بأسلوبه و مواقف من حياته رحمه الله فيها الأدب الراقي
فيها الكلمات المحزنة , و النكتة الطريفة , والحنين إلى الزمن الجميل
كلمات مشرقة مضيئة جذابة ,سهلة الفهم على الكاتب الكبير و القارئ الصغير , حكم ٌ مخلوطة بالوصف والجمال .
و لكن قبل هذا سأقدم نبذة بسيطة عن حياته و سيرته ..
مولده و نشأته :
هو علي بن مصطفى الطنطاوي، ولد في مدينة دمشق في 12 حزيران 1909، لأسرة ذات علم ودين. أصله من مدينة طنطا في مصر .
تلقى علي الطنطاوي دراسته الابتدائية الأولى في العهد العثماني، فكان طالباً في المدرسة التجارية، ثم في المدرسة السلطانية الثانية وبعدها في المدرسة الجقمقية، ثم في مدرسة حكومية أخرى إلى سنة 1923 حيث دخل مكتب عنبر الذي كان بمثابة الثانوية الوحيدة في دمشق ومنه نال البكالوريا((الثانوية)) سنة 1928. ثم ذهب إلى مصر ودخل دار العلوم العليا، ولكنه لم يتم السنة وعاد إلى دمشق في السنة التالية فدرس الحقوق في جامعتها حتى تخرج سنة 1933
من الذين جمعوا في الدراسة بين طريقي التلقي على المشايخ، والدراسة في المدارس النظامية، فقد تعلم في هذه المدارس إلى أن تخرج من الجامعة. وكان يقرأ معها على المشايخ علوم العربية والعلوم الدينية على الأسلوب القديم.
لم يُرزق بأبناء ذكور و كان له خمسة بنات أُغتيلت إحداهن " سيأتي ذكرها إن شاء الله " وكان مهتما لقضايا المرأة و ناصرا له
ا
حياته و أعماله :
عين معلماً ابتدائياً في مدارس الحكومة سنة 1931 , وكانت حياته في تلك الفترة سلسلة من المشكلات بسبب مواقفه الوطنية وجرأته في مقاومة الفرنسيين وأعوانهم في الحكومة .
عام 1936 انتقل الطنطاوي للتدريس في العراق، فعين مدرساً ببغداد و لكن جرأته بقول الحق سببت له الكثير من المشاكل فنُقل للبصرة .
ثم رجع إلى بلده فلم يلبث أن التحق بالقضاء فكان قاضيًا شرعيًا، وقد تدرج في مناصب القضاء حتى وصل أعلى درجاته.
هاجر إلى السعودية وعمل بالكثير من الكليات في مكة والرياض، ثم تفرغ للدعوة مستفيدًا من وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمطبوعة، وكان لديه برنامج إذاعي يومي إسمه (مسائل ومشكلات) وبرنامج تلفزيوني أسبوعي بعنوان (نور وهداية).
و فاته :
توفي رحمه الله في جدة سنة 1999 و صُلي عليه بالحرم المكي بعد أن أثرى المكتبة العربية بكثير من الآثار و الكتب
في الأدب و الفقه و السيرة .
الشيخ علي الطنطاوي معلوم أن رمضان شخر الخيرات وشهر العبادات , وعندما يذكر رمضان يتبادر إلى الذهن : الصيام , القيام , برنامج الشيخ ! , جاءت برامج وتنوعت القنوات والمشايخ الذين يقدمون تلك البرامج , ولكن للشيخ مكانته , ولبرنامجه رونقه , ولاأعلم لماذا كل هذا التعلق ؟! أعتقد أن لبساطة الشيخ وطيب نفسه وخفته دورٌ كبير ,, رحمه الله رحمةً واسعة وأسكنه الفردوس الأعلى مع النبيين والشهداء والصالحين ,,
000
A.K.N 505 لفتة جميلة أخي الكريم باركـ الله فيكـ وجعلها في ميزان أعمالكـ ,
علي الطنطاوي - رحمه الله - رجلٌ جمع بين العلم و الدين و الأدب و الحياة
لديه إسلوب في الإقناع يكسوه بلاغة الحديث و سلامة المنطق
أذكر أن أبي كان يحرص حرصاً شديداً على مشاهدة برنامجه الرمضاني
لم أكن حينها أستوعب لماذا لكني الآن أدركتُ سبب شغف أبي - حفظه الله - ببرامجه
نحن نعلم من الطنطاوي فكره و مؤلفاته..
لكننا نجهل كثيراً معاناته و كفاحه ضد الإحتلال
رحمه الله رحمة واسعة و اسكنه فسيح جناته
أشكرك أخي A.K.N 505 على طرح سيرة رمزاً من رموز أمتنا..
فقد أحسنت الإختيار
جزاك الله خيراً
آخ بس قلبت المواجع
الله يرحمه ويسكنه الجنة ويجـعل كل أعماله في ميزان حسناته .
والله إني أتـذكر هذيك الأيـام ، أيام يطل علينا بعد الـفطور مباشرة ؛ درر وحكـم والله ما ينـمل منها .
الله يرحمه .. الله يرحمه ..
/
جــزاك الله خيراً أخي كاتب الموضوع .