المنتديات الموقع العربي الموقع الانجليزي الهلال تيوب بلوتوث صوتيات الهلال اهداف الهلال صور الهلال
العودة   نادي الهلال السعودي - شبكة الزعيم - الموقع الرسمي > المنتديات العامة > منتدى الثقافة الإسلامية
   

منتدى الثقافة الإسلامية لتناول المواضيع والقضايا الإسلامية الهامة والجوانب الدينية

إضافة رد
   
 
LinkBack أدوات الموضوع طريقة عرض الموضوع
  #1  
قديم 17/05/2002, 04:54 AM
زعيــم متواصــل
تاريخ التسجيل: 10/03/2002
المكان: السعودية
مشاركات: 62
Post عبدالكريم الحميد 2

ومن آثار المعاصي والذنوب ـــ كما يقول ابن القيم ـــ: (( سقوط الجاه والكرامة والمنزلة عند الله وعند خلقه .

(ومنها) : أنها تؤثر في نقصان العقل .

(ومنها) : أنها تجعل صاحبها من السفلة بعد أن كان مهيئاً لأن يكون من العلية.

(ومنها) : أنها تجرئ العبد على ما لم يكن يجرأ عليه .

(ومنها) : أنها تخون العبد أحوج ما يكون إلى نفسه .

(ومنها) : أنها تعمي القلب فإن لم تعمه أضعفت بصيرته ولابد .

(ومنها) : أنها تنسي العبد نفسه .

(ومنها) : أنها تزيل النعم الحاضرة وتقطع النعم الواصلة .

(ومنها) : أنها تباعد عن العبد وليَّه وأنصح الخلق له وأنفعهم له ومَن سعادته في قربه منه وهو الملك الموكل به وتدني منه عدوه وأغش الخلق وأعظمهم ضرراً له وهو الشيطان فإن العبد إذا عصى الله تباعد منه الملك بقدر تلك المعصية .

(ومنها): أنها تستجلب مواد هلاك العبد في دنياه وآخرته فإن الذنوب هي أمراض القلوب متى استحكمت قتلت ولا بد .

(ومنها) : أنها مدد من الإنسان يُمد به عدوه عليه وجيشٌ يقويه به على حربه . )) انتهى .

هذا مختصر عقوبات وآثار المعاصي فكيف نستبعد تسليط الأعداء بالحروب وغيرها والرب سبحانه يقول : { وسكنتم في مساكن الذين ظلموا أنفسهم وتبين لكم كيف فعلنا بهم وضربنا لكم الأمثال} فتأمل قول ربك عزوجل : { وتبين لكم كيف فعلنا بهم} لتعلم بأنه وعيد منه سبحانه وهو بمعنى : احذروا معصيتي لئلا تجري عليكم عادتي .

ولقد غرقت بلاد العرب والمسلمين اليوم بموجبات السخط والعذاب من تسليط الأعداء وغير ذلك من العقوبات قال تعالى : { وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد} .

إن من موجبات الغضب والعذاب : الشرك القبوري وغيره ، ومن ذلك : التحاكم إلى الطاغوت وهو ماخالف شرع الله سواء أكان ذلك من قوانين وتشريعات دولية أو خاصة ، ومن ذلك ـــ أيضاً ـــ : البدع وترك الفرائض من الصلوات الخمس وغيرها وترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على مقتضى الشرع لا التنظيم ، وترك إقامة الحدود وترك الجهاد في سبيل الله لتكون كلمته هي العليا لا لشيءٍ آخر، وكذلك : شرب الخمور والدخان والزنا واللواط والربا وتبرج النساء ونزع الحجاب والغناء والشاشات بلا استثناء والرياضة والصور بلا استثناء وحلق اللحى والتشبه بالكفار باللباس وغيره ، واستعمال الخوارق الشيطانية وطلب العلم للدنيا وللرياسة وخلطه بعلوم الكفار ولغاتهم ومُوادّة الكفار وتعظيمهم وعدم تكفيرهم . وقد تقدم بيان هذا . وإنما أعدته لبيان أهميته وعِظم خطره وكثرته وشموله ، وإنه لا يُجنى من الشوكِ العنب فمن دخل هذه المداخل المظلمة الجالبة للعقوبة العاجلة فلا يلوم إلا نفسه إن أصابه ما أصابه ، وهذه الخطايا ظاهرة مجاهر بها، والخطيئة إذا أخفيت لم تضر إلا أهلها وإذا ظهرت فلم تغير فإنها ضررها سيَعُمّ بلا شك . .

وإن فلسطين وغيرها من بلاد العرب قد امتلأت اليوم من هذه الموبقات وغيرها مما يصعب حصره والله عز وجل يقول :{ ولقد أخذناهم بالعذاب فما استكانوا لربهم وما يتضرعون } والمطلوب إذا حل العذاب من الحروب وغيرها إنما يكون بالاستكانة والتضرع ويكون ذلك بالتوبة وهي الإقلاع بمقارنة الندم ومقارنة عدم العود إلى المُسخط فأين هذا لما حل العذاب ؟ وأين إعدام المنكرات وفعل المأمورات ؟ . لقد كان الناس فيما مضى إذا أصابهم عذاب من الله إما تسليط أعداء أو غيره فإنهم يبادرون بالتوبة فيكسرون آلات اللهو ويهرقون الخمور وغير ذلك من المعاصي ويهرعون إلى المساجد يدعون ويتضرعون فيكشف الله ما بهم . وأما اليوم فقد قست القلوب وأظلمت ، ونخشى أن نكون ممن قال الله تعالى عنهم:{ ولو رحمناهم وكشفنا ما بهم من ضر للجوا في طغيانهم يعمهون}، وقد تقدم قول الفُضيل بن عياض للمجاهدين إذا أرادوا الخروج للجهاد حيث يقول : (( عليكم بالتوبة فإنها ترد عنكم ما لا ترده السيوف )) وهو يقول هذا لمن يخرجون للجهاد إبتداءً وهم صُلحاء فكيف بمن يدهمهم الأعداء وهم غارقون بالذنوب والمعاصي ، فأين التوبة والرجوع وأين الندم والنزوع ؟ {أم على قلوبٍ أقفالها} ؟!!.

ولقد جعل الجليل للتمكين في الأرض شروطاً من أعطاه إياها أعطاه موعوده { ولن يخلف الله وعده} فأين شروط التمكين . والمراد به التمكين إنما هو المحبوب لله والذي هو مقارن ملازم لإقامة شرعه سبحانه . ونحن لم نقنط من رحمة الله ولكننا ننظر في آثار المعاصي والطاعات وإلا فقد لاحت البوارق في المشارق معلنة للعالَم ظهور معجزات الرسول ــ صلى الله عليه وسلم ــ الصادق وأن الذي جاء به إنما هو من رب الخلائق فويل للمعاند والمشاقق، وتعساً وخيبـــــة لكل كفور ومنافــــــق .. يقول ملك الملـــوك سبحانه وبحمده للمؤمنيــــن : { وكان حقاً علينا نصر المؤمنين} ويقول للكافرين :{ ولن تُغني عنكم فئتكم شيئاً ولو كثرت} .

فتأمل قوله جل جلاله:{ ولو كثرت} واعلم أن هذا لا يحده حدٌ يُعجز القوي العزيز فكيف وقد أعقبها سبحانه بقوله :{ وأن الله مع المؤمنين } .

إنها كنوز القرآن تبشر أهل الإيمان وهي حسرة على أهل الطغيان .

وإن تطهير المسجد الأقصى إنما يكون على أيدي من يبغضون اليهود ، لأن اليهود هم أعداء ربنا المعبود ونبينا المحمود قَتَلَة الأنبياء الذين يقولون { الله فقير ونحن أغنياء }أَكَلَة السُحت والربا الذين يقولون {عزير ابن الله} عليهم لعائن الله . وإن تطهير الأقصى إنما يكون على يد مؤمنين متقين يعمرونه بطاعة الرحمن ومراغمة الشيطان .. يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر .

واعتبر بما ذكره ابن كثير في تاريخه عن القاضي الفاضل المؤازر للسلطان صلاح الدين الأيوبي رحمهما الله حيث قال : (( كان القاضي الفاضل بمصر يدبر الممالك بها ويجهز إلى السلطان صلاح الدين ما يحتاج إليه من الأموال وعمل الأسطول والكتب السلطانية فيها فصاحة وبلاغة ومواعظٌ وتحضيض على الجهاد فرحمه الله من إنسان ، ما أفصحه ومن وزير ما كان أنصحه ، ومن عقل ما كان أرجحه فمنها كتاب يَذكر فيه أن سبب هذا التطويل في الحصار من الإفرنج على عكا كثرة الذنوب وارتكاب المحرمات بين الناس فإن الله لا يُنال ما عنده إلا بطاعته ولا يفرج الشدائد إلا بالرجوع إليه وامتثال أمره ، فكيف لايطول الحصار والمعاصي في كل مكان فاشية ، وقد صعد إلى الله منها ما يتوقع بعده الاستعاذة منه . وفيه أنه قد بلغه أن بيت المقدس قد ظهرت فيه المنكرات والفواحش والظلم في بلاده مالا يمكن تلافيه إلا بكلفة كثيرة ، ومنها كتاب يقول فيه : إنما أُتِينا من قِبَل أنفسنا ولو صدقنا لعجل الله لنا عواقب صدقنا ، ولو أطعناه لما عاقبنا بعدونا ولو فعلنا ما نقدر عليه من أمره لفعل لنا مالا نقدر عليه إلا به ، فلا يختصم أحد إلا نفسه وعمله ولا يرجو إلا ربه ، ولا يغتر بكثرة العساكر والأعوان . ولا فلان الذي يعتمد عليه أن يقاتل ولا فلان . فكل هذه مشاغل عند الله ليس النصر بها . وإنما النصر من عند الله . ولا نأمن أن يكلنا إليها . والنصر به والُّلطف منه .ونستغفر الله تعالى من ذنوبنا فلولا أنها تسد طريق دعائنا لكان جواب دعائنا قد نزل . وفيض دموع الخاشعين قد غُسل . ولكن في الطريق عائق . خار الله لمولانا في القضاء السابق واللاحق )) انتهى من [ البداية والنهاية : 12/338] .

فتأمل أحوال العارفين بالله الصادقين مع الله المتوكلين على الله .

ولا تغتر بما آلت إليه أمور أهل الزمان من نسيان الرحمن والتعلق بأهل الكفر والطغيان فإن من تعلق شيئاً وُكِلَ إليه، وقد صار الإسلام عند الكثيرين إنما هو مجرد الانتساب والتسمي .

وإذا تبين لك ما تقدم وهو قليل من كثير فإياك أن تشك في أن الذنوب والمعاصي من أعظم ما يستدعي تسليط الأعداء، فإن وفقك الله فإنك ستبادر إلى دواء الداء لتحصل على العافية والشفاء .

قال ابن القيم ــــ رحمه الله ــــ : (( فمما ينبغي أن يعلم أن الذنوب والمعاصي تضر ولا شك أن ضررها في القلب كضرر السموم في الأبدان على اختلاف درجاتها . وهل في الدنيا والآخرة شرور وداء إلا سببها الذنوب والمعاصي )).

ثم قال : فما الذي أخرج الوالدين من الجنة ؟ .. ثم ذكر طرد إبليس ولعنه وإغراق قوم نوح وتسليط الريح على عاد وإرسال الصيحة على ثمود ، وقلب قرى اللوطية وحصبهم بالحجارة ، وسحائب العذاب كالظُّلَلِ على قوم شعيب وإغراق فرعون وقومه والخسف بقارون وداره وماله وأهله ، ثم قال : (( وما الذي بعث على بني إسرائيل قوماً أولي بأسٍ شديد فجاسوا خلال الديار وقتلوا الرجال وسبوْا الذراري والنساء ، وأحرقوا الديار ونهبوا الأموال ثم بعثهم عليهم مرة أخرى فأهلكوا ما قدروا عليه، وتبروا ما علوا تتبيراً، وما الذي سلط عليهم بأنواع العذاب والعقوبات مرة بالقتل والسبي وخراب البلاد،ومرة بجور الملوك، ومرة بمسخهم قردة وخنازير وآخر ذلك أقسم الرب تبارك وتعالى{ ليبعثنَّ عليهم إلى يوم القيامة من يسومهم سوء العذاب}. )) انتهى .

وليعلم أن المراد ليس ذكر بني إسرائيل وما جرى لهم وإنما المراد هو معنى قوله تعالى : { لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب } فالاعتبار مراد في القرآن لما سبق من الخير والشر للاتعاظ والحذر ، والمراد أيضاً معنى ما أخبر به النبي ــ صلى الله عليه وسلم ــ من اتباع أمته سُنن أهل الكتاب لئلا نستنكر إذا جاءتنا عقوبات ذنوبنا كما عوقبوا، فإن سنن الله لا تتبدل ، وليست لنا الحلوة ولهم المرة ـــ كما يقول بعض الصحابة ـــ ، فالدعوة الآن إنما هي إلى التوبة من الدواعي التي سلطت علينا الأعداء وجلبت إلينا البلاء . وإن سالك غير هذا المسلك إنما طريقه مسدود ، وهو عن طريق نجاته مصدود ، وتسليط عدوه عليه قد يتكرر ويعود ، لأنه مصرٌ على مساخط مولاه ، معرضٌ عن آخرته مقبل على دنياه ، يرضى وربه غضبان ويغضب وربه راضٍ . وإنه لا يُجنى من الشوك العنب فالذنوب والمعاصي مغناطيس العقوبات من تسليط الأعداء والبليات، وإن أعظم ما يعاقب به العبد إنما هو بإصراره على إسخاط ربه وموت قلبه .

ولنختم هذه النصيحة(1) بذكر وصية عمر بن الخطاب ــ رضي الله عنه ــ لجيشه لصلتها الوثيقة بهذا الموضوع والشاهد فيها قوله رضي الله عنه : (( ... فإن ذنوب الجيش أخوف عليهم من عدوهم )) وقوله (( .. ورُب قوم سُلِّط عليهم من هو شرٌّ منهم كما سُلِّط على بني إسرائيل لما عملوا بمساخط الله كفارُ المجوس )).

فتأمل ذنوب الجيش التـــــي هي عند الفاروق أخوف على المسلميـــــــن من عدوهم وتأمل التسليط علـــى بني إسرائيــــل ما سببه ؟.

وتلك الوصية التي كتبها عمر بن الخطاب ــ رضي الله عنه ــ إلى سعد بن أبي وقاص ــ رضي الله عنه ــ ومن معه من الأجناد هي ما يلي : (( .. أما بعد ، فإني آمرك ومن معك من الأجناد بتقوى الله على كل حال فإن تقوى الله أفضل العدة على العدو وأقوى المكيدة في الحرب ، آمرك ومن معك أن تكونوا أشد احتراساً من المعاصي منكم من عدوكم فإن ذنوب الجيش أخوف عليهم من عدوهم، وإنما ينصر المسلمون بمعصية عدوهم لله ولولا ذلك لم تكن لنا بهم قوة لأن عددنا ليس كعددهم ولا عدتنا كعدتهم ، فإن استوينا في المعصية كان لهم الفضل علينا في القوة وإلا نُنصر عليهم بفضلنا لم نغلبهم بقوتنا ، فاعلموا أن عليكم في مسيركم حَفَظَةٌ من الله يعلمون ما تفعلون ، فاستحيوا منه ولا تعملوا بمعاصي الله ، وأنتم في سبيل الله ، ولا تقولوا إن عدونا شرٌ منا فلن يسلط علينا . فرُبَّ قوم سُلط عليهم شرٌ منهم كما سُلط على بني إسرائيل لما عملوا بمساخاط الله كفار المجوس، واسألوا الله العون على أنفسكم كما تسألونه النصر على عدوكم ، أسأل الله تعالى ذلك لنا ولكم )) انتهى .

والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

كتبها / عبد الكريم بن صالح الحميد

صفــــــر ــــ 1423هـ .
اضافة رد مع اقتباس
   


إضافة رد


قوانين المشاركة
غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
غير مصرّح لك بنشر ردود
غير مصرّح لك برفع مرفقات
غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك

وسوم vB : مسموح
[IMG] كود الـ مسموح
كود الـ HTML غير مسموح
Trackbacks are مسموح
Pingbacks are مسموح
Refbacks are مسموح



الوقت المعتمد في المنتدى بتوقيت جرينتش +3.
الوقت الان » 05:20 AM.

جميع الآراء و المشاركات المنشورة تمثل وجهة نظر كاتبها فقط , و لا تمثل بأي حال من الأحوال وجهة نظر النادي و مسؤوليه ولا إدارة الموقع و مسؤوليه.


Powered by: vBulletin Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd

Google Plus   Facebook  twitter  youtube