لا يخفى على من يعرفني أنني مانشستراوي.. ولكنني حضرت مؤتمر "قيادات كرة القدم" الذي استضافه نادي تشلسي فتعلمت في يومين ما يعادل سنوات من الدراسة والإطلاع. هناك في مدينتي المفضلة "لندن" أستمتعت إلى محاضرات ألقاها أهم القيادات الرياضية في الاتحاد الإنجليزي والدوري الممتاز والدوري الأوروبي والدوري الأمريكي وكان الختام المسك مع رئيس الاتحاد الآسيوي، وقد أستفدت من خلفيتي الإعلامية فكنت أكثر الحضور سؤالاً ومداخلة، وكان عذري أنني حضرت لأتعلم وأنقل هذا العلم لوطني الحبيب.
تعلمت أن الاتحاد الإنجليزي هو المظلة التي تحمي وتنظم كرة القدم الإنجليزية ولكنه يعطي الحرية الكاملة لهيئة الدوري الممتاز بالعمل على تنمية الموارد من خلال عوائد النقل التلفزيوني والرعايات المختلفة، وقلت لنفسي نحن في السعودية نسير على الطريق الصحيح، لأن الأمير سلطان هو من أكثر القيادات الرياضية إنفتاحاً وتشجيعاً للتغير نحو الأفضل رغم محاولات البعض منع رياح التغيير التي هبت بفضل قرارات شجاعة من القيادة الرياضية.
وتعلمت أن هيئة الدوري الممتاز حين وقعت مع راعي للدوري أعطت له حق وضع شعاره على أكتاف اللاعبين مع 20% من لوحات الملعب، حتى لو تعارض شعار راعي الدوري مع شعار راعي النادي، فإيقنت بأننا نسير في الطريق الصحيح بإذن الله، حيث كان تواجد شركة "صلة" الرياضية في المؤتمر مهماً جداً للتعرف على حقوق الرعاة وتوزيعها، خصوصا والشركة هي المشغل للعقد التسويقي مع الشركة البريطانية المسوقة للدوري وهي المشغل لعقود عدد من الأندية، فكان واضحاً أن لراعي الدوري حقوقاً في الملعب والقميص وخلفيات المؤتمرات الإعلامية، رغم محاولات البعض تعكير الأجواء وإفتعال مشاكل لا وجود لها.
وتعلمت من المعرض المصاحب للمؤتمر أن الطريق أمامنا طويل للوصول بالدوري السعودي لمستوى وتنظيم الدوري الإنجليزي، رغم أن في إعلامنا من كذّب على لساني وقال بأنني قلت بأن الدوري السعودي سيكون قريباً أفضل دوري في العالم، وهناك من تلقف هذا الهراء وكتب عنه مقالات دون أن يكلف نفسه سؤالي عن المنسوب عني، مع أن المنطق يقول: حدث العاقل بما لا يليق فإن صدق فلا عقل له، وأجزم بأنني عاقل أتحدث مع عقلاء.
وتعلمت من التغطية الإعلامية للمؤتمر قدرة الإعلام على تضخيم وقلب الحقائق، فقد صور الإعلام الإنجليزي أن هناك خلافات نشبت في المؤتمر، بينما الواقع الذي عايشناه لا يعدو اختلافاً في وجهات النظر تم نقاشها بهدوء وإحترام متبادل، أتمنى أن ننقله لحوارنا الرياضي الذي يخرج عن حدود الآداب العامة في كثير من الأحيان، بشكل لا يخدم الصالح العام.
وتعلمت من حديثي مع الوفد الإماراتي الكبير الذي حضر المؤتمر مصحوباً بإعلام الإمارات، أنهم أستقدموا مديراً تنفيذياً إيطالياً سلموه زمام الأمور كلها، وابتسمت وأنا أتخيل ردود الفعل في إعلامنا لو أقدمنا على خطوة مماثلة، وحمدت الله أن من شباب الوطن من يستطيع القيام بتلك المهمة الجسيمة وإن كنت أشفق على العزيز "النويصر" لأنني أعايش معاناته اليومية.
لقد تعلمت في نادي "تشلسي" ما يكفي لمقالات قادمة في الرياضة والاستثمار وعلى دروب الاستثمار نلتقي،،،