أسعد الله صباحكم .. مساؤكم بكل خير
أزعم وغيري الكثير من الإخوة أن من أسباب ما نعانيه في
رياضتنا المحلية من أمور أقل ما يقال عنها أنها لا علاقة لها بالرياضة .. فالرياضة كما
عاهدناها تحمل الكثير من المعاني السامية ولاشك أنها من الوسائل الجميلة لتغذية
العقول كما عُرف أن العقل السليم في الجسم السليم .. ناهيك عن أن الرياضة هي إحدى
وسائل التقرب للآخرين وتنمية العلاقات الإنسانية هذا ما عُرف عن الرياضة السليمة في أجوائها البعيدة عن ما نراه وللأسف في ساحتنا المحلية ..
تحدثت وغيري الكثير عن أساليب صحافتنا المحلية وكيفية تعاطيها
مع الأحداث المحلية ودورها في نشر الوعي الرياضي في مجتمعنا الذي أصبح وللأسف أجوائه
ملبدة بالسحب السوداء التي لا تلبث أن تصب جام غضبها عند أي صدام مع الآخر
ولكي نكن واضحين لابد أن نعترف بأن كلاً منا له أخطاءه وكل من
يحمل أمانة القلم يجب أن يمارس دوره الصحي في تثقيف المتلقي ومحاولة تقويم سلوك
الآخرين لا أن يشعل الفتنة ويضرم النار في الهشيم ..
للأسف نرى أن هناك البعض من الصحفيين والإعلاميين الذين هم
سبب رئيسي في نشر التعصب وما نراه من احتقان جماهيري تغذيه تلك الصحف الصفراء
البعيدة كل البعد عن ما تدعيه من أمانة صحفية ورسالة سامية ..
إن أردنا البحث عن أسباب هذا الاحتقان الجماهيري وهذه الفوضى بل (الإرهاب) الذي اجتاح ملاعبنا الرياضية لدرجة أننا
سنمتنع عن حضور المباريات ومنع أبناءنا عن الذهاب للملاعب لما رأيناه مؤخرا من جماهير
مغيبة تماما حتى وصل الأمر للقتل والحرق والعياذ بالله
ووصل الأمر لـ كرة الحديد
تقتحم الملاعب لتصبح رسالة الخطاب مع الآخر على المدرجات .. ولولا لطف الله لكان الأمر
جلل وذهب ضحية ذلك أحد أبناءنا الحضور أو اللاعبين ..
لاشك أن هذه الأمور والحوادث لها إرهاصات يجب البحث عنها لا عن
القشور .. عندما نرى صحفي أو إداري وللأسف يبرر تلك الأفعال والجرائم وأن أسبابها
التحكيم وما إلى ذلك فمعناه أننا لا نستبعد أن نرى القادم من المباريات الجرائم
فذلك الصحفي الذي ذهب برمي التحكيم بأنه هو المتسبب فيما يحدث
من أمور في المدرجات فمعناه أنه يبرر تلك الجرائم .. ولو حدث ما لا يحمد عقباه أعتقد أن
أول من يحاسب هو ذلك الصحفي ..
هنا لن أستثني رؤساء ومسئولي الأندية عن تلك الأحداث فعليهم دور
مهم في توجيه الجماهير عن طريق القنوات الإعلامية و إقامة الندوات والمحاضرات والأنشطة
داخل الأندية ولاشك أن هذا واجب عليهم فالإصلاح يجب أن يبدأ من النادي قبل الوسائل
الإعلامية والتصدي لهذه الظواهر لابد أن يبدأ من أنديتنا أولاً ..
في عام 1424 للهجرة تم تغيير مسمى وزارة المعارف إلى وزارة
التربية والتعليم فلا تعليم بدون أخلاق وتربية سلمية .. فإذا أردنا رياضة سليمة لابد أن نهيئ
النشا بتربية سليمة تبدأ من النادي الموجه الأول للرياضي
من الأولى أن يسبق تعريف أيا من الأندية بنادي ثقافي رياضي
اجتماعي .. كلمة ((تربوي)) التي أعتقد أنها هي الأهم
في تلك المنشئات
أنديتنا يجب أن تمارس دورها الصحي تجاه المجتمع بإقامة الأنشطة
المختلفة على الأقل لأبناء الحي ومن خلال ذلك توجيههم للأهداف الحقيقية للرياضة
بعد اقتحام الشيشة والليزر لملاعبنا الرياضية هاهي الكرة الحديدية
وسيلة للتخاطب مع الآخرين ولا نعلم ما القادم
تبرير المسئولين عن هذه الأفعال ورميه على التحكيم مصيبة بل أم
المصائب فمهما حدث من أخطاء تحكيمية التي هي من ركائز كرة القدم لا يجب أن تكون تبرير
لهذه أفعال آسف بل ((الجرائم))
أعتقد لن نلوم ولي الأمر عن منع ابنه وفلذة كبده عن الذهاب للأندية
والمدرجات في ظل ما نراه .. فأرواح من نحب لن نرخص بها من أجل رياضة
الشغب الجماهيري وتحطيم الحافلات والمركبات استمرار لما نراه من
شغب في صحافتنا الرياضية وللأسف
كل ما أتمناه أن لا نعتاد على هذه الأحداث والجرائم الرياضية يا ((لجنة الانضباط))
الازدواجية في تطبيق القرارات لدى لجنة الانضباط ونقل المباريات أثبتت أنها ليست كافية لضبط الأوضاع يا لجنة الانضباط
لعب الأندية دون جماهيرها ليس هو الحل فلا ذنب للنادي المنضبط أن يحرم من جماهيره
لفت نظر المسئولين حول تصريحاتهم تجاه الحكام ليس بالكافي لما نراه
العقوبات الهشة يا لجنة الانضباط سنجني منها القادم من الكوارث الرياضية
على فكرة يا لجنة الانضباط ما الفرق بين القانون والعقوبة .. !!
وهل هناك قانون منضبط وقانون غير منضبط .. !!
وما فائدة قانون بعقوبات ليست رادعة .. !!
أخيراً
إلى من أُتمن على أنديتنا الرياضية اتقوا الله وأعلموا أنكم تحملون
رسالة وأن خطابكم وأفعالكم سوف تحاسبون عنه .. واعلموا أن أبناءنا وفلذات أكبادنا أمانة
لديكم فاتقوا الله فيما أمنتم عليه وأعلموا أنكم المثل الأعلى لهؤلاء النشء فإن أحسنتم أحسنوا
وإن أسئتم أساءوا ..
فكل قرين بالمقارن يقتدي .. والأمانة سوف نحاسب عنها يوم لا ينفع مالاً ولا بنون ..
إلى تلك الصحيفة هناك فرق بين السبق الصحفي وأمانة القلم وكما لا
نرضى بالمساس بإعراض من حولنا لن نرضى كذلك على إخوتنا في الخليج والمسلمين عامة
خاتمة
إلى كل من حمل القلم كن كالشمعة تحترق لتضيء للآخرين لا أن تحرق الآخرين
وإلى رياضة نقية
دمتم في حفظ الرحمن
الركن الهادئ
الوضع العادي
