أخواني الأعزاء
الموضوع التالي سبق وأن نشرته هنا قبل عدة أشهر ولكن حدثت بعض المشاكل الفنيه في الموقع وحذف الموضوع وطارت الردود وعلى مدى هذه الأشهر وأنا أبحث عن الموضوع والآن حصلت عليه لكن مع الأسف بدون مشاركاتكم ولأن الموضوع هو موضوع الساعه ولأننانحتاج دائماً الى مايذكرنا ونحن ننعم بحياتنا فضلت إعادة هذا الموضوع ليبقى أمام أعيننا وأن ندعو لهؤلاء الأبرياء بالرحمة والمغفرة وأن ينصر الله أخواننا المسلمين في كل مكان
اليوم .. أجزم بأنني لم أعد قادراً حتى على البكاء .. لم أعد قادراً حتى على التنفس .. أشعر وكأن الدمع والتنفس قد قضي أمرهما وربما ليس عندي فقط ولكن عند كل الأجساد العربية البالية .. نعم وبكل ألم نحن لم نعد نمتلك أكثر من جسد بلا روح .. وبلا إنسانية .. وبلا قيم .. وبلا مبادىء .. نحن في كل يوم نؤكد ليس لأسرائيل او للعالم بل لأنفسنا بأننا أشباح بائسة ليس في يدها من حيلة سوى البكاء على أطلال ومجد الرجال أمثال صلاح الدين الأيوبي .. نحن الآن دماء عربية جامدة .. لاتحركها خسائرنا المتواصلة ولا دماء الأبرياء التي تواصل غسل شوارع العرب من عارنا .. دماء جامدة ( كدماء الدجاج ) لايحركها سوى الشعارات الزائفة وأغنيات الأستجداء و ......(( الحلم العربي)) ..
ياالله كم أنا بحاجة ماسة لأن أبكي ثم أبكي ثم أبكي ثم أبكي .. حتى تخور قواي وتتحرك دمائي المتكلسة والجامدة .. كم أنا بحاجة لأن أصرخ حتى تتزلزل الأرض من تحت قدماي المجهدتان من الجلوس .. كم أنا بحاجة لأن أمزق بأسناني كل الأجساد العربية المهترئة .. إني بحاجة الى قوة لكي أتحدث عن همي .... هذا الهم الذي يزداد ككرة ثلج تدحرجت من أعلى قمة في الأرض .. أنا بحاجة الى أشياء كثيرة ولكني (( عربي )) جامد لاأظن دماء طفلة أو عجوز كافية لأن تفعل بي كل مايشتهي خيالي .. أنا (( عربي )) لم تعد إهتماماتي سوى متابعة الفضائيات وكرة القدم وآخر ماأنتجته الحناجر العربية من أغنيات .. وأحدث العطور الباريسية .. وآخر صرعات الموضة .. وآخر أخبار الروك .. وأخبار النجوم .. وأحدث المسلسلات والأفلام .. وماذا قال فلان .. وماذا رد فلان ...... (( ووشو عشانا الليلة )) .. ((والعزايم )) .. ورسائل الجوال .. ونغماته .. وأشياء أخرى غدت أهم من أخبار الشهداء .. وأخبار العفن الأسرائيلي ..
أحاول التخيل دائماً أن أكون رجلاً من سلالة صلاح الدين ولكني أستكثر على نفسي أن أتخيل .. في كل مرة أشاهد شهيداً جديداً أثور .. فأجبر نفسي على التخيل .. ثم أنطلق بخيال خائف .. ولكني ماألبث حتى أعرف أنني عربي جبان أتلفت أكثر مما أفعل .. وهكذا ويوماً بعد آخر لم أعد(( ولله الحمد)) أهتم بما أشاهد .. أصبحت أستمتع في تناول الوجبات مع مشاهد السقوط العربي .. أصبحت أكثر قوة ولدي مناعة كبيرة عن الآم مشاهدة الدماء النازفة .. إكتشفت أننا نحن العرب نمتلك قدرات خرافية لايمتلكها غيرنا ولكن لكي لايفهمني الأسرائيلي والأمريكي والأوروبي بشكل خاطىء سأظل أردد من حين لآخر أغنية فنان العرب الأول .. (( شعبان أو شبعان ..!! )) .. (( أنا بكره إسرائيل ))..
***************
أيمان .. أرحلي بصمت ياصغيرتي .. غادري الدنيا بجراحك وجراح أمة بأكملها .. إرحلي فوالله لقد فارقتي قوم لايستحقون وجودك .. إرحلي ياصغيرتي ودعي لنا الألم .. والله مافجرت المدافع جسدك النحيل ولكنها فجرت قيمنا وإنسانيتا .. إذهبي الى الدرة وبقية الشهداء الأبرياء الذين لم يكن لهم ذنب في الدنيا سوى أنهم أجساد عربية .. وأرواح عربية وجدت في كون مؤلم .. وأخبريهم أن العرب (( ولله الحمد )) كما تركوهم ..!!!!
أيمان .. والله لقد كبلت دموعي فما كان أمامي من حل سوى البكاء بروحي .. أيمان .. والله لم نكن بحاجة لأشلاء جسدك الطاهر لكي نتألم ونتحرك ونحرك دماء الدجاج التي تسكن عروقنا .. نحن لانستحق كل هذا التمزيق لكي نكون يوماً رجال نعيد مجد الصحابة والفاتحين ولكننا ياأيمان عرب ليس لهم علاقة بالتاريخ ودماؤنا إختلطت بحضارة ليست لنا فتهنا في عالم غريب..
أيمان .. لقد نسينا الأيمان وتفرغنا لملء بطوننا .. وملء أرصدتنا .. وملء عقولنا الفارغة بفراغ أكبر ..
أيمان .. والله لا أملك الكثير .. ولكني كأب تخيلت أطفالي في مثل موقفك .. وتخيلت كيف سيكون حالي (( لاحظي لم أتخيل الا في هذا الأمر )) .. أيمان .. لقد تخيلت أنك كل الأطفال .. فبكيت دماً لعجزي وحينما فكرت لم أجد أفضل من الدعاء بأن يجعلك من طيور الجنة شفيعة بإذن الله لكل الذين لايملكون من (( القرار )) شيء .. وتذكرت أنني أملك أمانة القلم وخشيت من يوم السؤال الأكبر فنثرت هذا العويل العربي البائس راجياً من الجميع الدعاء ثم الدعاء لأيمان ولكل الشهداء وللأمتين العربية والإسلامية بأن يحرك الله دماء الدجاج التي في عروقنا ليعيش أطفالنا في عزة وكرامة كالتي زرعها الفاتحين ((الرجال ))
أيمان .. وداعاً