نادي الهلال السعودي - شبكة الزعيم - الموقع الرسمي

نادي الهلال السعودي - شبكة الزعيم - الموقع الرسمي (http://vb.alhilal.com/)
-   منتدى الثقافة الإسلامية (http://vb.alhilal.com/f55/)
-   -   تفسير سورة نوح (1) (http://vb.alhilal.com/t628125.html)

سامي صعب يتكرر 27/08/2008 10:31 PM

تفسير سورة نوح (1)
 
تفسير سورة نوح

عليه السلام وهي مكية
‏[‏1]‏ ‏بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

‏{إِنَّا أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ أَنْ أَنْذِرْ قَوْمَكَ‏}‏
إلى آخر السورة لم يذكر الله في هذه السورة سوى قصة نوح وحدها لطول لبثه في قومه، وتكرار دعوته إلى التوحيد، ونهيه عن الشرك، فأخبر تعالى أنه أرسله إلى قومه، رحمة بهم، وإنذارا لهم من عذاب الله الأليم، خوفا من استمرارهم على كفرهم، فيهلكهم الله هلاكا أبديا، ويعذبهم عذابا سرمديا، فامتثل نوح عليه السلام لذلك، وابتدر لأمر الله، فقال‏:‏

‏{‏يَا قَوْمِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ‏}‏
أي‏:‏ واضح النذارة بينها، وذلك لتوضيحه ما أنذر به وما أنذر عنه، وبأي‏:‏ شيء تحصل النجاة، بين جميع ذلك بيانا شافيا، فأخبرهم وأمرهم بزبدة ما يأمرهم به فقال‏:

‏ ‏{‏أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ‏}
‏ وذلك بإفراده تعالى بالتوحيد والعبادة، والبعد عن الشرك وطرقه ووسائله، فإنهم إذا اتقوا الله غفر ذنوبهم، وإذا غفر ذنوبهم حصل لهم النجاة من العذاب، والفوز بالثواب،

‏{‏وَيُؤَخِّرَكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى‏}
‏ أي‏:‏ يمتعكم في هذه الدار، ويدفع عنكم الهلاك إلى أجل مسمى أي‏:‏ مقدر ‏[‏البقاء في الدنيا‏]‏ بقضاء الله وقدره ‏[‏إلى وقت محدود‏]‏، وليس المتاع أبدا، فإن الموت لا بد منه، ولهذا قال‏:

‏ ‏{‏إِنَّ أَجَلَ اللَّهِ إِذَا جَاءَ لَا يُؤَخَّرُ لَوْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ‏}
‏ لما كفرتم بالله، وعاندتم الحق، فلم يجيبوا لدعوته، ولا انقادوا لأمره، فقال شاكيا لربه‏:

‏{‏رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلًا وَنَهَارًا فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَائِي إِلَّا فِرَارًا‏}‏
أي‏:‏ نفورا عن الحق وإعراضا، فلم يبق لذلك فائدة، لأن فائدة الدعوة أن يحصل جميع المقصود أو بعضه‏.‏

‏{‏وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُم‏}
‏ أي‏:‏ لأجل أن يستجيبوا فإذا استجابوا غفرت لهم فكان هذا محض مصلحتهم، ولكنهم أبوا إلا تماديا على باطلهم، ونفورا عن الحق،

‏{‏جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِم‏}
‏ حذر سماع ما يقول لهم نبيهم نوح عليه السلام،

‏{‏وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُم‏}
‏ أي تغطوا بها غطاء يغشاهم بعدا عن الحق وبغضا له،

‏{‏وَأَصَرُّوا‏}‏
على كفرهم وشرهم ‏{‏وَاسْتَكْبَرُوا‏}‏ على الحق ‏{‏اسْتِكْبَارًا‏}‏ فشرهم ازداد، وخيرهم بعد‏.‏

‏{‏ثُمَّ إِنِّي دَعَوْتُهُمْ جِهَارًا‏}‏
أي‏:‏ بمسمع منهم كلهم‏.‏

‏{‏ثُمَّ إِنِّي أَعْلَنْتُ لَهُمْ وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْرَارًا‏}‏
كل هذا حرص ونصح، وإتيانهم بكل باب يظن أن يحصل منه المقصود ،

‏{‏فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُم‏}‏
أي‏:‏ اتركوا ما أنتم عليه من الذنوب، واستغفروا الله منها‏.‏

‏{‏إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا‏}
‏ كثير المغفرة لمن تاب واستغفر، فرغبهم بمغفرة الذنوب، وما يترتب عليها من حصول الثواب، واندفاع العقاب‏.‏
ورغبهم أيضا، بخير الدنيا العاجل، فقال‏:‏

‏{‏يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا‏}
‏ أي‏:‏ مطرا متتابعا، يروي الشعاب والوهاد، ويحيي البلاد والعباد‏.‏

‏{‏وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ‏}‏
أي‏:‏ يكثر أموالكم التي تدركون بها ما تطلبون من الدنيا وأولادكم،

‏{‏وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا‏}
‏ وهذا من أبلغ ما يكون من لذات الدنيا ومطالبها‏.‏

‏{‏مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا‏}
‏ أي‏:‏ لا تخافون لله عظمة، وليس لله عندكم قدر‏.‏


‏{‏وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا‏}‏


أي‏:‏ خلقا ‏[‏من‏]‏ بعد خلق، في بطن الأم، ثم في الرضاع، ثم في سن الطفولية، ثم التمييز، ثم الشباب، إلى آخر ما وصل إليه الخلق فالذي انفرد بالخلق والتدبير البديع، متعين أن يفرد بالعبادة والتوحيد، وفي ذكر ابتداء خلقهم تنبيه لهم على الإقرار بالمعاد، وأن الذي أنشأهم من العدم قادر على أن يعيدهم بعد موتهم‏.‏

واستدل أيضا عليهم بخلق السماوات التي هي أكبر من خلق الناس، فقال‏:

‏ ‏{‏أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا‏}‏
أي‏:‏ كل سماء فوق الأخرى‏.‏


‏{‏وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا‏}‏ لأهل الأرض ‏{‏وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا‏}‏ ‏.‏
ففيه تنبيه على عظم خلق هذه الأشياء، وكثرة المنافع في الشمس والقمر الدالة على رحمته وسعة إحسانه، فالعظيم الرحيم، يستحق أن يعظم ويحب ويعبد ويخاف ويرجى‏.‏






تفسير السعدي (تيسير الكريم المنان في تفسير كلام الرحمن)



استغفر الله وأتوب اليه

(((9الهلال15))) 27/08/2008 10:41 PM

جــزاك الله خيرا ياسامي صعب يتكرر,,

وننتظر القدام,,

ورده

تويجري هلالي 27/08/2008 11:08 PM

جزاك الله خير ..

وجعله في ميزان حسناتك ..

ابوخالد الرياض 28/08/2008 08:26 PM

جزاك الله خير
جعله الله في ميزان حسناتك
وحرم وجهك عن النار


الوقت المعتمد في المنتدى بتوقيت جرينتش +3.
الوقت الان » 12:53 PM.

Powered by: vBulletin Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd