28/08/2008, 03:08 PM
|
زعيــم نشيــط | | تاريخ التسجيل: 28/03/2008
مشاركات: 809
| |
تفسير سورة نوح (2) {وَاللَّهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ نَبَاتًا}
حين خلق أباكم آدم وأنتم في صلبه.
{ثُمَّ يُعِيدُكُمْ فِيهَا}
عند الموت
{وَيُخْرِجُكُمْ إِخْرَاجًا}
للبعث والنشور، فهو الذي يملك الحياة والموت والنشور.
{وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ بِسَاطًا}
أي: مبسوطة مهيأة للانتفاع بها.
{لِتَسْلُكُوا مِنْهَا سُبُلًا فِجَاجًا}
فلولا أنه بسطها، لما أمكن ذلك، بل ولا أمكنهم حرثها وغرسها وزرعها، والبناء، والسكون على ظهرها.
{قَالَ نُوحٌ}
شاكيا لربه: إن هذا الكلام والوعظ والتذكير ما نجع فيهم ولا أفاد.
{إِنَّهُمْ عَصَوْنِي}
فيما أمرتهم به
{وَاتَّبَعُوا مَنْ لَمْ يَزِدْهُ مَالُهُ وَوَلَدُهُ إِلَّا خَسَارًا}
أي: عصوا الرسول الناصح الدال على الخير، واتبعوا الملأ والأشراف الذين لم تزدهم أموالهم ولا أولادهم إلا خسارا أي: هلاكا وتفويتا للأرباح فكيف بمن انقاد لهم وأطاعهم؟!
{وَمَكَرُوا مَكْرًا كُبَّارًا}
أي: مكرا كبيرا بليغا في معاندة الحق.
{وَقَالُوا}
لهم داعين إلى الشرك مزينين له:
{لَا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُم}
فدعوهم إلى التعصب على ما هم عليه من الشرك، وأن لا يدعوا ما عليه آباؤهم الأقدمون، ثم عينوا آلهتهم فقالوا:
{وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا}
وهذه أسماء رجال صالحين لما ماتوا زين الشيطان لقومهم أن يصوروا صورهم لينشطوا ـ بزعمهمـ على الطاعة إذا رأوها، ثم طال الأمد، وجاء غير أولئك فقال لهم الشيطان: إن أسلافكم يعبدونهم، ويتوسلون بهم، وبهم يسقون المطر، فعبدوهم، ولهذا أوصى رؤساؤهم للتابعين لهم أن لا يدعوا عبادة هذه الآلهة .
{وَقَدْ أَضَلُّوا كَثِيرًا}
أي: وقد أضل الكبار والرؤساء بدعوتهم كثيرا من الخلق،
{وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا ضَلَالًا}
أي: لو كان ضلالهم عند دعوتي إياهم بحق، لكان مصلحة، ولكن لا يزيدون بدعوة الرؤساء إلا ضلالا أي: فلم يبق محل لنجاحهم ولا لصلاحهم، ولهذا ذكر الله عذابهم وعقوبتهم الدنيوية والأخروية، فقال:
{مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا}
في اليم الذي أحاط بهم {فَأُدْخِلُوا نَارًا} فذهبت أجسادهم في الغرق وأرواحهم للنار والحرق، وهذا كله بسبب خطيئاتهم، التي أتاهم نبيهم نوح ينذرهم عنها، ويخبرهم بشؤمها ومغبتها، فرفضوا ما قال، حتى حل بهم النكال،
{فَلَمْ يَجِدُوا لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْصَارًا}
ينصرونهم حين نزل بهم الأمر الأمر، ولا أحد يقدر يعارض القضاء والقدر.
{وَقَالَ نُوحٌ رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا}
يدور على وجه الأرض، وذكر السبب في ذلك فقال:
{إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا}
أي: بقاؤهم مفسدة محضة، لهم ولغيرهم، وإنما قال نوح ـ عليه السلامـ ذلك، لأنه مع كثرة مخالطته إياهم، ومزاولته لأخلاقهم، علم بذلك نتيجة أعمالهم، لا جرم أن الله استجاب دعوته ، فأغرقهم أجمعين ونجى نوحا ومن معه من المؤمنين.
{رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا}
خص المذكورين لتأكد حقهم وتقديم برهم، ثم عمم الدعاء، فقال:
{وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَارًا}
أي: خسارا ودمارا وهلاكا.
تم تفسير سورة نوح عليه السلام [والحمد لله]
تفسير السعدي (تيسير الكريم المنان في تفسير كلام الرحمن) استغفر الله واتوب اليه |