المنتديات الموقع العربي الموقع الانجليزي الهلال تيوب بلوتوث صوتيات الهلال اهداف الهلال صور الهلال
العودة   نادي الهلال السعودي - شبكة الزعيم - الموقع الرسمي > المنتديات العامة > منتدى المجلس العام
   

منتدى المجلس العام لمناقشة المواضيع العامه التي لا تتعلق بالرياضة

 
   
 
LinkBack أدوات الموضوع طريقة عرض الموضوع
المشاركة السابقة   المشاركة التالية
  #1  
قديم 30/07/2008, 11:58 AM
مشرف سابق بمنتدى المجلس العام
تاريخ التسجيل: 02/12/2001
المكان: حيث الأمل
مشاركات: 5,603
أيا رفيق العمر .. !!

هل العمر ينتظرك لتفكر أن تحبّ؟ لا لن ينتظرك و سيهرب منك بعيداً ، عندها ستأكل أصابع الندم أصبعاً أصبعاً.

كان لدي رفيق دراسة صحبنا بعضنا البعض لمدة تفوق العشر سنوات ثم فرقتنا الدنيا كما هي عادتها التي لا تتغير ، كنت أخرج أنا و هو و نقصد قمة تلٍ صغيرٍ خارج البنيان نلوذ به لأن أحدنا ، و ليس أنا ، يظن أن الخلوة بمن يحب بعيداً عن الصخب و الضوضاء هي الملاذ الآمن للشاعر.

كان هو الشاعر و كنت أنا من أحَبّ .

كنت عكسه تماماً في كل شيء كنا على طرفي نقيض. كان هادئاً و كنت كثير الصخب ، كان شاعرياً و كنت جافاً ، كان يحب و كنت أكره ، كان يحب شرب الماء بإفراط و كنت أحب الشاي بإفراط ، كان يحب شعر بدر بن عبد المحسن و خالد الفيصل و أنا أحتاج إلى مترجم محترف لأفهم ما يقولون ناهيك عن أن أتفاعل ، و حتى في كرة القدم كان مهاجماً و كنت مدافعاً.

و مع هذا كله كنا شديدي الالتصاق يبعضنا البعض يفهمني و أفهمه ، يتجنب ما أكرهه و أبحث أنا دوماً عن ما يحبه و أتجنبه (نعم .. ما تفكر فيه صحيح منذ ذلك الوقت و أنا ثقيل دم).

رفيق الدرب هذا كان شاعراً مجيداً كما يصفه من يعرف الشعر - و ليس أنا - و استمر محرراً في الصفحة الشعبية في أحد الصحف الشهيرة ردحاً من الزمن . لازلت أذكر أنه كان يجهد نفسه في أن أعيش معه أجواء إحدى قصائده لأنه يعز عليه أن يعيش في جنةٍ حسب وصفه و رفيق عمره في صحراء قاحلة من المشاعر على حد تعبيره. لم أكن أظن أنني أقل منه شاعريةً و كنت أبوح له بما في صدري فهو رفيق الدرب و كان يتفاعل معي (بعكسي) و كأنني أراه الآن وهو يصرخ مثل أرخميدس وجدتها .. وجدتها .. لأنه ظن فقط لوهلة أن هناك تقاطعاً بيني و بينه في الذوق و التذوق و لم يدر أو أنه يدري لكنه يريد أن يتشبث بأملٍ أن تسري في عروق رفيق دربه شيئاً من الحياة ، الحياة التي يعرفها و يريدها لي.

أثناء اختبارات الثانوية العامة ، صحبته في سيارته لنأخذ جولة و نغير طعم امتحان الفترة الأولى قبل أن نبدأ الفترة الثانية و كدنا أن لا نرجع للإمتحان و لا للحياة لكن الله قد سبق في علمه أننا سنعيش ، ما حدث أننا انعطفنا مع أحد المخارج نقصد محطة وقود و كانت الأرض مغطاةً بحجارةٍ صغيرةٍ أحالتها إلى أرضٍ زلقةٍ لانعدام الإحتكاك فيها فلما حاول رفيقي أن يخفف من السرعة بالكبس على المكابح دارت بنا السيارة حول نفسها ما لست أحصي عدداً من الدورات ونحن لا نملك من الأمر شيئاً حتى توقفت ، و حفظنا الله أننا لم نسقط من عل كجلمود امرؤ القيس و لمن يكن خلفنا سيارات لتضاعف من المشكلة. فالحمدلله على نعمته مثلما حمدناه وقتها أنا و رفيقي و أكثر.

أتى معي لجامعة البترول لكن الوضع لم يعجبه فآثر العمل بالثانوية ثم أكمل تعليمه الجامعي عن طريق الإنتساب فحصل على البكالوريوس ثم على الماجستير و أحسب أنه حصل على الدكتوراة. أذكر عندما كنّا معاً في الجامعة وكان لدي ساعة تستخدم المذياع للتنبيه ، فكنت أضعها مثلاُ على إذاعة القرآن أو على ترددٍ خالٍ تسمع فقط وشوشة الأثير فتقوم فزعاً تظن أن المكيف سقط على رأسك. لا أدري حتى الآن ما حدث في تلك الليلة لكنني فقط أذكر أنني كنت أحلم بغناءٍ صاخبٍ يملأ الغرفة فأخذت أتقلب يمنةً و يسرةً متمنياً أن يزول هذا الكابوس المزعج إلى أن اكتشفت أن مصدر هذه الضوضاء هو ساعتي المنبهة لصلاة الفجر و لا أدري من غير تردد المذياع. قمت و أغلقت المنبه - أو هذه الضوضاء - حتى لا يستيقظ كل سكان الخليج العربي. في الصباح و نحن نفطر صارحت رفيق الدرب بما حدث لأنني ظننت أنه لم يسمعها فلا بأس أن يعرف تجربتي المريرة ، و إذا كان سمعها فلا بد أن أوضح له أنني لم أجن بعد ، فأخبرني أنه أفاق من نومه عندما بدأ عبادي الجوهر (!!) بالغناء لكنه لم يرد أن يضعني في موقفٍ محرجٍ فيقطع عليّ حبل الطرب الذي أعيشه ، ثم لما استمر الغناء و الصوت لازال عالٍ قال رفيقي لنفسه : لا بأس ، إذا كان صاحبي طرباً فلا أقل من أن يخفض من الصوت لا أبا لأبيه أو يخرج من الغرفة. ضحكت أنا وهو كثيراً على هذا الموقف.


كنت في جدة قبل أربع سنواتٍ و هاتفته أريد مقابلته لنتذكر الأيام الخوالي ، فاقترح علي المطعم الياباني في شارع صاري (أعتقد و على أهل جدة تصحيح كلامي و على من هو خارجها مراعاة فارق التوقيت) فأجبت دعوته و كان ذلك أول مرةٍ أدخل مطعماً يابانياً في حياتي و تعددت بعدها الزيارات . تحدثنا كثيراً عن أوضاعي و أوضاعه ، عن مخططاتي و مخططاته ، عن الماضي الجميل و عن المستقبل القاسي ، ذهبنا بعدها إلى مقهىً قريبٍ في نفس الشارع طلبت أنا شاياً بالنعناع و طلب هو قهوة تركية و أكملنا هناك أيضاً حديثنا أو هو أكملنا ، و ودت أنا لو أمسك عقارب الساعة عن الحركة لكن لا بد من التوقف في وقتٍ ما فحتى أهل جدة و هم أهل جدة ينامون.

خرجت أنا وهو الشارع يكاد يخلو من المارة فأوصلني إلى سيارتي و نحن نعد بعضنا البعض أننا سنتواصل فالجوال موجودٌ و الثابت مرصود و الماسينجر برسم الخدمة.


تذكرت رفيق الدرب هذا ، وفقه الله و أسعده أينما حلّ و ارتحل ، عندما وقعت بين يدي بالأمس صورةً لنا أيام الثانوية و الصخب و العنفوان. أخذت الصور و المواقف في الذاكرة تترى و كأنها كانت تنتظر من يستدعيها فعمدت إلى كراسةٍ فكتبت ما جال بخاطري فأذن الفجر فكان ما قرأتم.


أين صاحبي الآن ؟ لا أعلم و الله فقد كان لقاء جدة الماتع ذاك آخر لقاء جمع بيننا فقد تقطعت كل سبل الاتصال معه ، فمن بربكم يجد لي رفيقي و صاحبي !!؟






أخوكم
اضافة رد مع اقتباس
   

 


قوانين المشاركة
غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
غير مصرّح لك بنشر ردود
غير مصرّح لك برفع مرفقات
غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك

وسوم vB : مسموح
[IMG] كود الـ مسموح
كود الـ HTML مسموح
Trackbacks are مسموح
Pingbacks are مسموح
Refbacks are مسموح



الوقت المعتمد في المنتدى بتوقيت جرينتش +3.
الوقت الان » 04:30 AM.

جميع الآراء و المشاركات المنشورة تمثل وجهة نظر كاتبها فقط , و لا تمثل بأي حال من الأحوال وجهة نظر النادي و مسؤوليه ولا إدارة الموقع و مسؤوليه.


Powered by: vBulletin Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd

Google Plus   Facebook  twitter  youtube