المشاركة السابقة   المشاركة التالية
  #1  
قديم 16/08/2008, 06:07 PM
الصورة الرمزية الخاصة بـ الهلالي دائماً
مشرف منتدى الجمهور الهلالي
تاريخ التسجيل: 20/01/2002
المكان: وسط المعمعه
مشاركات: 12,893
مـأسـاة " ( قِــطـة ) " وآخــريـن ..!!




مـأسـاة ( قِــطـة ) وآخــريـن ..!!


وحيدٌ ولي صحبُ .. مباح ولي حمى ** طريدُ ولي مأوى .. غريبُ ولي أهل !

الاثنين 7 / يوليو / 2008 م

كانت أحداث ذلك اليوم سريعة كأنها دقات قلبٍ مفجوع, ومتلاحقة كأنفاس طفل في حضن أمه أنهكه البكاء .. الجميع في شغل هذا يروح وهذا يجئ والكل في عجلة من أمره فلم يبقى على السفر سوى ساعات محدودة !!
وبحكم أنني الوحيد الذي لن أسافر مع العائلة فقد كنت الأهدأ بالاً .. والأكثر مرحاً, أتنقل بين الشناط لأرى ما فيها, معلقاً على هذه وساخراً من هذا, متسائلاً كيف يطيب لكم السفر دوني .. لأجد الإجابة صاعقة وجافة بلا مجاملة
(( بان أجمل ما في هذه السفرة هو غيابي عنها !! ))

حتى أمجاد ! مدللتي الصغيرة التي كانت ترفض فراقي وتذرف دموعها شوقاً ان غبت عنها أيام معدودة, أصبحت اليوم لا تبالي بي وتقول لي بمكر وسخرية : متى نسافر ونرتاح منك !! حقاً ما أقساك يا أمجاد ؟

وفي خضم هذه المناوشات بيني وبين اخوتي اذا بالوالد يناديني للذهاب إلى مشوار ضروري وهام, ركب الوالد معي بالسيارة وانطلقنا بسرعة لشراء بعض الأغراض وفجأة طلب مني التوقف عند محل للحيوانات فوقفت متعجباً من هذا الطلب فنظر إلى وقال : أريد أن اشتري أكلاً لقطتنا يكفيها مدة سفرنا !!

حقيقة تفاجئت بطلب الوالد وبحكم كرهي لتلك القطة حاولت ثنيه عن هذا القرار, فهي قطة شوارع تدبر أمرها وعمرها كيفما اتفق ولا تحتاج إلى كل هذا الاهتمام , الذي أحتاجه أنا،
لكنه حفظه الله أصر فسلمت له الأمر متعجباً !! وقلبي يغلي قهراً من تلك القطة التي نالت ما لم أنله, فقد ترك لي الأهل الثلاجة فارغة إلا من فتات خبز عليه آثار الحمص, وعلبة زبادي منتهية الصلاحية وقنينة ماء فارغة, حتى جبنة الكيري التي اشتريتها قضى عليها أحمد بشراهة قبل سفره , بينما هذا القطة وفروا لها وجبات قيمة ولذيذة !

اشترى والدي كرتون من أكل القطط تنوء بحمله العصبة أولي القوة, ووضعته في شنطة السيارة ثم سألت والدي وعلامات التعجب تدور حول رأسي كالعصافير؟! من سيتكفل بإطعام هذه القطة فقال لي انه تفاهم مع حارس الحديقة التي بجاور منزلنا (حبيب), وعرفه على (قطتنا المصونة) كما أنه بخششه حتى يطعمها ويسقيها !! حينها تنفست الصعداء فكم كان خوفي ان توكل لي هذه المهمة الشاقة والكريهة في نفس الوقت .

وصلنا البيت وكم كان فرح العائلة بخبر توفير الطعام للقطة وتوكيل حارس الحديقة بهذه المهمة فقد تجمعوا حولها يزفون لها الخبر ! ضاربين بأحاسيسي ومشاعري عرض الحائط وكأن هذه القطة من بقايا عائلتنا وكأنني أنا القط الشرير المشاغب غير المرغوب فيه بهذا المنزل ! لكني مع كل هذا كتمت غيظي محاولاً عدم تعكير صفو فرح أهلي ورحلتهم السعيدة, متوعداً تلك القطة بالويل والثبور في الغد الباكر , وإن غداً لناظره قريبُ .

وفي صباح يوم الثلاثاء سافر الأهل بمعية الله وحفظه, ترفقهم روحي وفؤداي, ورجعت بجسدي المنهك إلى البيت وحيداً قد هدني الوداع وألمه , ومزقني الفراق ووجعه, وأصبحت أنفاسي دموعاً تنساب من عيناي.

قد يعجب العذال من رجلٍ ** يبكي وان لم أبكي فالعجب !

بعد سفر الأهل أصبح البيت مظلم أمامي .. كمملكة خاوية على عروشها, تبكي فيها الجوامد وتتوجع الأركان والجدران, فكيف بي, إنني من لحم ودم !ّ
وأنا اتجول في المنزل اقبل ذا الجدار وذا الجدار , رأيت القطة أمامي تبحث بلهفة عن أي شخص من عائلتنا غيري ! وتتنقل بين الغرف وكأنها تفتقد شيئاً !!

حقيقة لم أكن بمزاج يسمح لي بمحاكمتها ! لذلك أجلت جلسة المحكمة إلى أجل غير مسمى , واكتفيت بإخراجها معي من المنزل حتى لا تكون محبوسة فيه أثناء غيابي , متذكرً مواقفها الشنيعة ودلالها المفرط, متوعداً بتصفية جميع حساباتي معها , لاسيما حساب ذلك اليوم الذي تجرأت فيها ونامت على سريري وحينما أخرجتها وطردتها من الغرفة قائلا لها (هش هش) سمعني والدي ووبخني طالباً مني الرأفة بالحيوان وعدم الهشهشة لهذه القطة مرة أخرى , وكانت هي في تلك اللحظة تحتك به بمكر وتدور بين قديمه بغرور وخبث وكأنها تقول لي تستاهل ماجاك يا : مستر هش هش !

في المساء رجعت إلى البيت متأخراً منهك الجسد ثقيل الخطا أبحث عن وسادتي وما أن وقفت بسيارتي أمام الباب حتى رأيت القطة تركض لتقف أمامي حاولت إبعادها برفق فلم تستجيب فأعطيتها شوتة بكعب قدمي -لا يجيدها في الملاعب الا الثنيان – وكانت كفيلة بإبعادها عن الباب لأدخل بسرعة وأغلقه, لكني بعد ان استلقيت على فراشي ندمت على تلك الشوتة وفكرت ان ادخلها للبيت وأراضيها, لكن النوم غلبني والنوم سلطان .

في اليوم الثاني حينما خرجت صباحاً وجدتها أمامي تحاول الدخول فمنعتها وذهبت للعمل, وحينما أتيت في المساء اذا بها تراقب البيت من بعيد, وحين رأت سيارتي ركضت نحو الباب وسبقتني إليه , وفي هذه المرة كنت مصحصحاً فوقفت اتاملها فإذا بها تنظر من تحت الباب وكأنها تبحث عن شيء , أدخلتها إلى الحوش فذهبت معي إلى الباب الداخلي للمنزل وحين وضعت المفتاح بدأت تحاول ان تفتح الباب وتقفز على مقبض الباب بشكل غريب, ثم تعود وتنظر من تحت الباب, بصراحة هزني هذا الموقف فقررت أن اغفر له ماسبق, وأصدرت عفواً عاماً عنها, لا يتجرأ على إصداره حكام العالم , وجعلتها تدخل المنزل وقضينا تلك الليلة سوياً نمرح ونلهو,

وفي الصباح خرجت معي إلى الشارع حيث اذهب إلى العمل وتذهب هي إلى الحديقة لتناول وجباتها الغذائية , ومر على هذه الحال أسبوع , وفي يوم من الأيام رأيت الدموع في عينيها وقد هزل جسمها فقررت ان اذهب لأطمئن على جدولها الغذائي فأخذتها وذهبت معها الى الحديقة ولقيت الحارس فقال لي انه مواظب على إطعامها وأنها لا تاكل الا القليل وتترك الكثير من طعامها لقطط الحارة ! فأخذت منه أربعة من علب طعامها ورجعت معها الى البيت وهي تسير إلى جانبي طوال الوقت, وقدمت أحد العلب لها في طبق فأكلت منه القليل ثم خلدت إلى النوم .

وهي نائمة كنت انظر إليها بعطف وامسح على ظهرها متعجباً من لطفها ووداعتها وعرفت سر محبة جميع أفراد عائلتنا لها حتى أنهم بعد السفر يتصلون علي ويسألون عنها وعن حالها بعدهم وكأنها منا !! ولسان حالهم يقول !!
لا تلمني في هواها والجوى ** فأنا من لومكم في صمم

وقد كنت استغل هذه الأسئلة وهذا الحب لصالحي باللعب بأعصابهم وسرد بعض الحكايات المشوقة لهم حتى يشعروا أني في سعادة مع القطة وأنهم محرومين منها !!

مضت الأيام هادئة على هذا النحو حتى سافرت لمدة 3 أيام في رحلة عمل عدت بعدها إلى البيت فلم أجد القطة أمامي ! وفي اليوم الثاني لم أجدها أيضا وبعد يومين لقيت حارس الحديقة (حبيب) يناديني وعليه علامات الخوف والحزن !! وقال لي بلغة مكسرة : ماجد بسه ما في !! 3 يوم أنا ما في شوف !! ما في معلوم وين روح , بابا في إجي بعدين زعلان !!

كان الخبر له وقع الصاعقة علي !! كيف أين متى ؟؟ وتوالت الأسئلة ؟؟ بحثت عنها حول منزلنا وفي الحديقة بلا فائدة , سألت الجيران لكنهم لم يروها !!

لقد مضى على غياب قطتنا أسبوعان وانا الآن افكر فيها بحزن وشوق , واذكرها كلما رأيت قطة وما أكثر القطط في حارتنا ولكن أنى لنا بقطة مثل تلك القطة .. والمشكلة أني لا ادري كيف سأوجه أهلي بقضية اختفائها وكيف أحاول ان امتص الصدمة قدر الإمكان , وماهو شعور الوالد حفظه الله حيال ذلك !!

أسئلة كثيرة بقي أسبوع واحد على الإجابة عليها وذلك حين عودة الأهل سالمين ان شاء الله .
و الأمل مازال كبير بإذن الله أن تعود القطة الى البيت في القريب العاجل ,,


إعلان



هذه صورة حقيقة لقطتنا يرجى ممن يجدها مراسلتنا عاجلاً قبل رجوع الوالد,
وجلدي انا وحارس الحديقة حبيب مع العلم ان هناك مكافاة قيمة للمنقذ ؟


إهداء إلى قطتنا ,,,

أين أنتي أين أنتي
ولماذا اليوم غبتي

إنني أبحث عنك
ليتك يا هِرُ تأتي

سوف أُهديك دجاجاً
وحليباً وباونتي

وسأعطيكي سريري
لتنامي وقت شئتي

وسأكسوكِ حريراً
ترتديه مثل بشتي

أيه القطة عودي
لا تَهُدي رأس بيتي

إن قسوتُ ذات يومٍ
ربما من سوء بختي

وسأمحو كل جرمي
إن إلي اليوم عدتي

آه .. يا قِطُ فداكي
كل ضربات البلنتي

ليتكِ تأتين حتى
تمنعين اليوم شوتي

يا قُـطيطتـنا سلامٌ
لك مني حيث كنتي ..!!



الخلاصة ,

1- أنا بنجلد بنجلد لا محالة .. وحبيب حارس الحديقة بيتصفق لا جدال !
2- انطباعاتي الأولى عن القطة كانت خاطئة لان سببها الغيرة والحسد ! وسوء البارادايم وهذه الأمور أسباب الكثير من المشاكل والاختلافات !
3- مازلت املك في قلبي بعض من الرحمة والعطف ولله الحمد
4- صح الأهل يحبون القطوة لكنهم يحبوني أكثر والدليل علبة الزبادي!
5- المشرف إنسان يخطي ويصيب , يحب ويكره فلا أحد يستقعد له




شكرا لكم أحبتي ورده

واعتذر على الإطالة

ودمتم بخير وعافية ’’’

اخر تعديل كان بواسطة » الهلالي دائماً في يوم » 16/08/2008 عند الساعة » 06:55 PM
اضافة رد مع اقتباس
   

 

أدوات الموضوع
طريقة عرض الموضوع

قوانين المشاركة
غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
غير مصرّح لك بنشر ردود
غير مصرّح لك برفع مرفقات
غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك

وسوم vB : مسموح
[IMG] كود الـ مسموح
كود الـ HTML مسموح
Trackbacks are مسموح
Pingbacks are مسموح
Refbacks are مسموح



الوقت المعتمد في المنتدى بتوقيت جرينتش +3.
الوقت الان » 02:56 PM.

جميع الآراء و المشاركات المنشورة تمثل وجهة نظر كاتبها فقط , و لا تمثل بأي حال من الأحوال وجهة نظر النادي و مسؤوليه ولا إدارة الموقع و مسؤوليه.


Powered by: vBulletin Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd

Google Plus   Facebook  twitter  youtube