السّينـمـا السّعوديّة بين وهم الثقافة وحقيقة الإبتذال .. !!
قَرَأتُ فِيْ احْدَى الصّحُفِ اخبَارَاً مُبَشّرَةً بــِ مِيلادِ أفلامٍ سِينَمَائِيّةٍ سُعُودِيّة قَريْبَاً !!!!!!
كُلُ ذَلِكَ بـِـ سَبَبْ وُلادَةِ أوّل فِيلمٍ سِينَمَائِيّ سُعودِيْ !!
وهِيَ عَادةً مَعرُوفَة :
مَاأنْ يُصنَعُ شَيءٌ جَدِيدُ إلاّ وَيَتَدافَعُ الجَميعُ خَلفَهُ بـِـ لاْ رَويّة و .. و.. ( العادةُ جرتْ ) وبـِـ حَماقةٍ تَجريْ
فِيْ كَافّةِ المَجَالاتْ .. الأسْهُم ... المَحَلاتُ التّجَاريّة... المِسيَار ... السّفَر .... !!
وكُلّ مَجَالٍ لَهُ بَحثَهُ وَعَنَاصِرهُ
لَكِنّنِي اقفُ بـِـ تَأمّلٍ عِندَ هَذا الحَدَثْ : ( السِينَمَا فِيْ السّعُودِيّة ) !!!!
مقدّمة :
لا اتِحدّثُ عَنْ السّينَمَا كـَـ أدَاةٍ حمّالَةٍ لـِـ المُبَاحِ وَلـِـ المَحظُورْ
لـِـ نَكُنْ اكثرَ وَاقِعِيّة وَتَخصِيصًا
نحنُ نَتَحدّثُ عَنِ الإنتَاجِ السّينَمَائِيّ المُحَرّم وَهُوَ الغَالِبْ
فِيْ البِدَايَة كَانَتْ المُطَالبَة مِنْ فِئَةٍ قَليلَةٍ وَلَكنّهَا نَافِذَةٌ اعلامِيًا
تُطَالِبُ بـِـ فَتْحِ السّينَمَا كــ رَافِدٍ ثَقَافِيْ مُهِمْ
وَحَقٌ لَنَا أنْ نَعجَبْ مَا هَذَا الرّافِد الثّقافِيْ المُهمْ ..!!!
ثُمّ تَبوتَقَ الج ـميعُ بـ المُطالبّة بـِـ قَاعَاتٍ سِينمَائِيّة مُخَصّصةٌ لـِـ الأطفَالْ
ثُمّ لابَأسَ بَعدَ ذَلِكَ مِنَ النّسَاءِ
مَعَ الأطفَالْ فـَـ لاْ يُوجَدُ اختِلاطٍ وَكأنّ مُشكِلةِ السّينَمَا
مَحصُورَةٌ فِيْ الإختِلاطْ وَحَسبْ !!!
الآنَ تَمّ انْتَاجُ أوّل فِيلمٍ سُعودِيّ !!!
وَتَنَاقَلتَهُ القنواتْ والصّحفْ .. لاأدريْ لِمَ هَذِهِ (الدَوشه) ..!!
خرَجَتْ عِدّة تَسَاؤلاتٍ مِنْ رَحِمِ هَذِهِ التَجرُبة الحَدِيثَة
وَمنْهَا :
هَلْ هَذَا الفِيلمُ السّينَمَائِيّ هُوَ الرّافدُ الثّقَافِيْ الذِيْ كَانُوا يُبَشّرونَ بِهِ ؟؟..!!
وهَلْ هَذَا الفِيلمْ السّينَمَائِيّ يَنطلِقُ مِنْ مَسؤولِيّة وَمَوضُوعِيّة وَصِدقٍ وَاحتِرامٍ لـِـ القِيمِ السّعُوديّة
كَونَهُ يُمَثلُهَا بـِـ أوّل انْتَاجٍ سِينَمَائِيّ ؟؟..!!
هَلْ سـَـ يَكونُ هَذَا الفِيلمُ رَدّاً وَدَلِيلاً
عَلَىْ مَنْ يُحَاولُ أنْ يُقنِعُنا أنّ السّينَما مَصْدَرٌ ثَقَافِيّ مُهمْ ؟؟..!!
لَنْ اتَحدّثُ عَنِ القَالبِ وَالأدَاءِ الفَنّي لـِـ الفِيلمِ وَمَاسـَـ يَتبعَهُ مِنْ أفلامٍ لـِـ أنّنِي أعلمُ جيّداً أنّ الدُولَ التِيْ سَبَقتنَا
فِيْ السّينَما أَصبَحَتْ تُعلِنُ افلاسَهَا وَتَكادُ تَنعَىْ المَشهَد السّينَمَائِيّ لَدَيْهَا
فـَ هَلْ سَـ يَأتِيْ هَؤلاءِ المُهرّجُون الذينَ سـَ يَتحوّلونَ مِنَ المُسَلسَلاتِ
الرّمَضَانيّة إلىْ السّينَمَائِيّة هَلْ سـَ يَكونُونَ مُتقنينَ فَنيّاً أكثرَ مِنْ اولئكَ الخُبراءَ الذِينَ اعلَنُوا كَسَادَ
السّوقِ السّينَمَائِيّة ؟؟!!!!!
اقسِمُ لَــ مِنْ قلّةِ المُروءَةِ أنْ يَتَسلّقَ الأقزَامُ عَلَىْ سُمعَ ـةِ بَلدِهِمْ
أنّ اسْتِغلالِ ضَخَامَةِ القَولِ بـِـ ( فِيلمٍ سِينَمَائِيّ سُعودِيّ ) لـِـ تَحقِيقِ مَكَاسِبَ مَاليّة وَدَعَائيّة وَعِمليّة
يُعدّ أمْرَاً فِيْ غَايَةِ الخُطُورَة ...
وَإنّ مِنَ العَجَبِ أنْ يُفتَحُ المَجَالُ لـِـ كلّ مَنْ هَبّ وَدَبْ لـِـ الإنتَاجِ السّينَمَائِيْ
فـََـ تغَيّبتْ الثّقَافة الحَقِيقيّة
وَاُهمِلَتْ القِيمْ
وَقَبِلُوا بـِـ مِيزَانٍ قَاسِطٍ يُقيّمُ المُجتَمَع وِفْقَ مَنهَجِيّةٍ خَاطِئةٍ
وَبـِـ اسْمِ الإصْلاحِ يُفسِدُونْ
وَالضّحيَةُ هُوَ الفَردُ السّعُودِيّ حِينَ يُعَالِجونَ مُعَانَاتِهِ بـِـ مُعَانَاتٍ اخْرَىْ وَهُوَ يَدفَعُ الثّمنُ المَادِيّ فِيْ
صَالاتِ العَرضِ وَمَعنَويًا بـِـ تشويْهِ سُمعَتُهُ وَسَمعَةُ بَلدَهُ !!!
وإذا اعْتِرضَ علَيهُمْ قِيلَ انتُمْ لَسْتُم شَعبًا مَلائِكِيًا !!!!
وَكَأنّ النّقدَ لايَختصّ إلا بـِـ السّعودِيينْ !!!!!
وَمعَ مِيلادِ أوّلِ فِيلمٍ سِينَمَائِيّ خَرَجَ مَنْ يَقولْ :
لِـ مَاذَا تَعيشُ الأفلامُ السّينَمَائيّة السّعودِيّة فِيْ غُربَة ؟؟!
وَكأنّهُ يَتَحدّثُ عَنْ الفَين فِيلمْ !!!!
وَهُوَ يَقصُدُ لِـ مَاذَا عُرِضَ الفِيلمْ السَينمَائِيّ السُعودِيْ فِيْ دُولٍ مُجَاورةٍ فَقَط وَلَم يُعرضُ فِيْ البَلَد !!
يَبدوْ لِيْ أنّهُ استَعجَلَ المُطَالبَة ...
والأغرَبُ أنّ هُنَاكَ مَنْ يَستَدِلّ عَلَى رَأيِهِ بـِـ جَوازِ وَاستِسَاغَة
عَرضِ الأفلامِ السّينَمَائيّة بـِـ أنّهَا كَانَتْ مَوجُودَة
قَديمًا وَكأنّهُ يَقُول أنّ وُجُودَهَا سَابِقًا مُبِيحًا لهَا حَالِيًا !!!!
لاأدرِيْ كَيفَ يُفكِرُونَ أوْ كَيفَ يَعتَقِدُونْ درجةُ مُسْتَوىْ تَفكِيرَنَا كـَ سعوديينْ
لـِـ يَتَحَدّثوا بـِـ هَذَا الكَلاَمْ !!!!!
ليتَ .. وليتَ .. وليتَ اصحابُ الشأنِ يَعوونَ أنّ المُجتَمعَ مُتَمَسّكٍ بـِـ هَويَتِهِ التّي لايَحتَاجُ أمْثَالَهُم إلىْ تَعلِيمِه إيَاهَا
وَخِدَاعَهُ بـِـ الهَويّةِ المُستَورَدَة ؟؟!!
لَيتَهُم يعُوونَ أنّ العَبثَ الذِيْ يُمَارِسُونَهُ لَنْ يُحقّقَ لَهُمْ شَيئًا كـَـ مَنْ سَبَقَهُم فِيْ دُولٍ كَثيرَةٍ
لَيسَتْ هَذِهِ العيّنة مِنْ مُنتجِينَ وَمُمثّلين وَمُمَثِلات مَنْ يُجَسّد لَنَا الثَقافَة إنّمَا هُمْ معَاولُ هَدْمٍ
وَتَجريحٍ وَاسَاءِة
والحديث ذو شجون !!!!!
!!
الوضع العادي
