نادي الهلال السعودي - شبكة الزعيم - الموقع الرسمي

نادي الهلال السعودي - شبكة الزعيم - الموقع الرسمي (http://vb.alhilal.com/)
-   منتدى الثقافة الإسلامية (http://vb.alhilal.com/f55/)
-   -   افيدونا جزاكم الله خيرا (http://vb.alhilal.com/t61107.html)

ريفيلينو10 21/04/2002 07:38 PM

افيدونا جزاكم الله خيرا
 
احبتي سمعت كثيرا هذه الأيام عن الخوارج..

والذي اعرفه ان الخوارج هم من خرجو على علي بن ابي طالب كرم الله وجهه

ولكن الخوارج في عصرنا المعاصر من هم وما هي افكارهم ؟؟؟

لم اكن اعتقد انه يوجد خوارج في عصرنا الحاضر وكنت اعتقد انهم في عصر علي بن ابي طالب فقط!!!

من يعرف الجواب فليجيب مشكورا

[gl] افبدونا جزاكم الله خيرا[/gl]

السلطانة 21/04/2002 10:08 PM

تحليل المصادر والمراجع التاريخية

أولاً: المصادر الأصيلة
أنظر أيضا:

المراجع الحديثة

أ- مصادر الخوارج والمنسوبين إليهم:
أنظر أيضا:

المصادر السنية والشيعية

كتب المقالات والفرق

شارك الخوارج غيرهم في نقل الأحداث الأولى من التاريخ الإسلامي لاسيما المتعلقة منها بأحداث الفتنة والحروب الأولى. ونلحظ ذلك عند بعض المؤلفين الذين جمعوا الروايات المختلفة في تلك الوقائع؛ إذ نجد ابن كثير ينقل عن الهيثم بن عدي قوله: "فحدثني محمد بن المنتشر الهمداني عمن شهد صفين وعن ناس من رؤوس الخوارج ممن لا يتهم على كذب…"([1]). كما نجد المبرد يقول: "ذكر أهل العلم من الصفرية…"([2])، ويقول أيضاً: "وتروي الشراة..."([3]). ويذكر الطبري أحياناً نادرة بعض رواياتهم، كنقله عن الخوارج أن عليًّا بايع أهل حروراء وأنه قال لهم: "ادخلوا فلنمكث ستة أشهر حتى يجبى المال ويسمن الكراع ثم نخرج إلى عدونا"([4]). كما يورد الأشعري عنهم بعض الروايات، وذلك مثل الخبر الذي يورده من طريقهم أن عبد الله بن وهب وأصحابه كانوا كارهين لمقتل عبد الله بن خباب([5]).

وهذا يدل على أن للخوارج روايات خاصة بهم، وعلى الرغم من أن الروايات الواردة عنهم تعد قليلة جداً في مقابل روايات غيرهم، إلا أن ورودها مؤشر لروايات أخرى غيرها. ويمكن أن تعزى ندرة ما وصلنا من الروايات إلى موقف ناقليها منهم، فإن الطبري مثلاً بعد أن نقل الرواية السابقة عنهم قال: "ولسنا نأخذ بقولهم وقد كذبوا"([6])، وتبعه على ذلك ابن الأثير([7]). ولذا يقول ابن النديم عند الحديث على مؤلفات فقهاء الشراة: "هؤلاء القوم كتبهم مستورة قلما وقعت لأن العالم تشنؤهم وتتبعهم بالمكاره"([8]). "ومن الطبيعي ألا نقف على روايات معاصرة تحمل وجهة نظر الخوراج رغم وفرة ما صنفوه من تواليف حوت عقائدهم وسيرهم وأخبارهم وطبقات مشاهيرهم، وهو ما ذكره ابن النديم في الفهرست، فقد أبيدت كتب الخوارج وأحرقت على أيدي أعدائهم"([9])، كالذي فعله محمد بن بور([10]) القائد العباسي حين استولى على عمان موطن الإباضية - وهم ممن ينسبون إلى الخوارج - وأحرق الكتب فيها، وذلك سنة 280 للهجرة([11])/ 893 للميلاد، ومثل ما فعله أبو عبد الله الشيعي([12]) عندما أحرق أغلب المؤلفات المودعة في مكتبة المعصومة في مدينة تيهرت([13]) التابعة للدولة الرستمية الإباضية، وذلك في عام 296 للهجرة/ 909 للميلاد([14]).

هذا وقد ذكر ابن النديم لأبي بكر محمد بن عبد الله البرذعي الذي "كان خارجياً" وقال بأنه رآه في سنة أربعين وثلاثمائة للهجرة كتاب "الأذكار والتحكيم"([15]). كما أورد لأبي القاسم الحديثي "وكان من أكابر الشراة وفقهائهم" كتاب "التحكيم في الله جل اسمه"([16]).

ولم أجد في الفرق المنسوبة إلى الخوارج عدا الإباضية مؤلفين في موضوع الرسالة بلغنا شيء من تصانيفهم أو مما اقتبس منها إلا أبا عبيدة معمر بن المثنى اللغوي المعروف (ت 211هـ / 826م) الذي قيل عنه بأنه "كان يرى رأي الخوارج" ([17])، ونسبه الأشعري إلى الصفرية ([18])، على أن الزركلي قد عده من الإباضية أيضاً([19]).

ولأبي عبيدة معمر كتاب "خوارج البحرين واليمامة"([20]) وهو مفقود، غير أن كثيراً منه حفظه البلاذري فيما رواه عنه في "أنساب الأشراف". ويظهر أن كتاب أبي عبيدة هذا لا يتناول أخبار النهروان، وأنه خصه لما بعد ذلك من الأحداث، وهو واضح من العنوان. ولعل مصنفه الثاني "كتاب الجمل وصفين"([21]) قد تطرق إلى هذا الموضوع كما هو صنيع عدد من المؤرخين، إذ يضمون ما يتعلق بالنهروان إلى الأحداث التابعة لصفين.

ولعل أقدم مؤلف إباضي في هذا الموضوع كتاب سالم بن عطية (أو الحطيئة) الهلالي، وهو من علماء الإباضية، عده الدرجيني من الخمسين الثانية من القرن الهجري الأول([22])، وكان من وفد الإباضية على عمر بن عبد العزيز الخليفة الراشد([23]). أما كتابه فقد ذكره البرّادي([24])، وقال عنه: "كتاب سالم بن الحطيئة الهلالي في العقائد والنقض والاحتجاج"([25])، ونقل عنه أحياناً غير قليلة([26]). ومن خلال كلام البرّادي يتبين أنه ليس كتاب رواية إنما هو كتاب حِجاج، وهذا جلي من قول سالم بن ذكوان فيما نقله عنه البرّادي: "فزعمت هذه الخوارج الملعونة..."([27])، وقوله: "قال صاحب الكتاب المخالف..."([28]). ويفهم من هذا أنه يرد على الفرق الأخرى، ولكنه يسرد أحياناً بعض الروايات في سياق الاحتجاج على القضايا التي يدافع عنها ومن بينها التحكيم([29]).

ومن مصادر الإباضية الأولى كتاب يتحدث عن أحداث الفتنة كلها، ذكره البرّادي ضمن المؤلفات الإباضية باسم "صفة أحداث عثمان" قال: "رأيته ولم أعرف مؤلفه"([30]) . وهو مفقود، لكن ثمة مختصَر له شملته بعض مخطوطات السير الإباضية -وسيأتي الحديث عنها- نص عنوانه: "هذا مختصر من كتاب فيه صفة أحداث عثمان بن عفان وما نقم المسلمون عليه ومبايعة الناس علي بن أبي طالب من بعده والذي كان من حرب علي التي جرت بينه وبين عائشة أم المؤمنين وطلحة والزبير ومعاوية بن أبي سفيان ومفارقة الخوارج لعلي بن أبي طالب"([31])، والمختصِر مجهول أيضاً. ومن خلال عنوان هذا المختصر يتبين أن أصل الكتاب يشمل ما يتصل بصفين والتحكيم والنهروان، غير أن الوارد المتبقي من المختصر لا يتعدى مقتل عثمان. وقد احتفظ هذا الاختصار بطابع الكتاب الأصلي الذي يمتاز بالرواية المسندة. ويتضح من تتبع سنوات وفيات الذين روى عنهم المؤلف أنه قديم، إذ تتراوح تلك السنوات ما بين عامي (135) و(173) من الهجرة، وهذا يعني أنه قضى نحو شطر حياته في النصف الأول من المائة الهجرية الثانية.

ومن المصادر الأولية كتاب أو روايات أبي سفيان محبوب بن الرحيل القرشي المخزومي، من كبار أئمة الإباضية، توفي في أواخر القرن الثاني الهجري([32]). هكذا استظهر صاحب كتاب "إتحاف الأعيان"، والأقوى عندي أن وفاته متأخرة عن ذلك بكثير، فإنه كان حياً إلى زمان الإمام المهنا بن جيفر([33]) الذي بويع له عام ستة وعشرين ومائتين للهجرة([34]). أما كتابه فقد اعتمد عليه الدرجيني كثيراً، وذكره البرّادي([35]) وقال عنه: "يشتمل على الأخبار والفقه والكلام والعقائد"([36]) ، ونقل عنه قليلاً([37])، كما نقل عنه الشماخي أيضاً([38]). وواضح من أخذ الدرجيني والشماخي عنه فيما يتعلق بما بعد النهروان أن الكتاب لم يعتنِ بالنهروان وما قبلها من الأحداث والحروب. ومما أورده أخبار أبي بلال مرداس بن أدية التميمي([39]). ولعله أفرده لأخبار الإباضية منذ زمن أبي بلال وجابر بن زيد ومن بعدهم، والكتاب مفقود، غير أن أغلبه -كما يبدو- محفوظ في كتابي الدرجيني والشماخي، وفيما ضمه أبو يعقوب يوسف بن إبراهيم الوارجلاني(ت 570هـ([40])/ 1175م) إلى مسند الإمام الربيع بن حبيب من الأحاديث المرفوعة إلى النبي صلى الله عليه وسلم التي رواها أبو سفيان بأسانيده([41]).

ومن أقدم مؤلفات الإباضية فيما يتعلق بموضوع الرسالة التاريخي كتاب "أخبار صفين وأخبار أهل النهر وقتلهم" لمؤلف مجهول. ذكره البرّادي بهذا الاسم ضمن مؤلفات الإباضية وقال عنه: "أكثر آثاره عن عبد الله بن يزيد الفزاري، رأيته ولم أعرف مؤلفه"([42]). وأغلب الظن أن المؤلف هو الفزاري نفسه، لأنه صاحب تأليف وليس براوية، وهو من كبار علماء فرقة النكار المنشقة عن الإباضية، ذكر ابن النديم أنه من أكابر الخوارج ومتكلميهم([43])، وقال ابن حزم: "وأقرب فرق الخوارج إلى أهل السنة أصحاب عبد الله بن يزيد الإباضي الفزاري الكوفي"([44])، وذكره ابن سلام الإباضي([45]) المتوفى بعد عام 273 للهجرة بسنوات قليلة([46])، كما ذكره الدرجيني في الطبقات([47]). وأما قول البرّادي: "ولم أعرف مؤلفه" فربما لم تكن النسخة التي وقعت له معنونة باسم المؤلف، وزاد الأمر إبهاماً ما فيه من العبارات مثل "حدثنا عبد الله بن يزيد" الأمر الذي يوهم أنه أحد الرواة لا غير. ولكن هذا لا يعني بالضرورة ألا يكون هو مؤلف الكتاب، كما لا ينفي ذلك عدم ذكر ابن النديم هذا الكتاب مع مؤلفات الفزاري، بل على العكس، فإن كثرة مؤلفاته ترجح أنه مكثر من التأليف، كما أن تنوعها إلى مثل "الرد على الروافض"([48]) و"الرد على المعتزلة"([49]) يقوي أن يكون تناول القضايا الأساسية في افتراق الأمة التي منشؤها الفتنة وما تلاها من حروب. إضافة إلى ذلك فـإن ابتداء الرواية بـ"حدثنا" تعني رواية الكتاب، أي أن هذا قول راوي الكتاب الذي نقله عن مؤلفه، وهذا واضح جداً في كثير من الكتب التي رويت بأسانيدها إلى مؤلفيها. ومما تقدم فلا مانـع من أن يكون عبد الله بن يزيد الفزاري هو مؤلف كتاب النهروان، وهذا ما ذهب إليه الدكتور عمار الطالبي([50]).

هذا، وقد عاش عبد الله بن يزيد الفزاري الكوفي في القرن الثاني الهجري، وبالتحديد في أواخره كما يظهر من قوله: "إنما غلبنا أصحاب الربيع باتباع الآثار"([51])، وقد توفي الربيع بين عامي 175و180للهجرة([52])/791-796م، وعليه فيكون الفزاري قد عاصر تلامذة الربيع، فتكون وفاته في أواخر القرن الثاني أو أوائل الثالث الهجري، ولذا جعله الدكتور النامي من علماء القرن الثاني والثالث الهجريين([53]).

أما الكتاب فيبدو أنه حافل بأخبار الجمل وصفين والنهروان، يقول الشماخي: "وحديث الجمل والدار([54]) كثير، ومن أراد بسطه فعليه بحديث المسلمين يوم الدار والجمل من الكتاب المسمى بالنهروان وغيره من الكتب المبسوطة"([55])، وقال عند ذكره بعض أهل النهروان من الصحابة والتابعين: "ومن أراد معرفة أسمائهم فعليه بالنهروان وغيره من الكتب"([56]). ويترجح أن ما يورده البرّادي في "الجواهر المنتقاه" من أخبار صفين والنهروان بأسانيد كثير منها عن عبد الله بن يزيد الفزاري غير معزوة إلى كتاب معين إنما هو من هذا الكتاب، لاسيما ما يتفق على نقله مع الشماخي في "السير" الذي يصرح بأنه أخذه من كتاب النهروان([57]). وهذا يقضي بأن الكتاب كان موجوداً إلى زمن الشماخي وهو القرن العاشر الهجري، غير أنه الآن مفقود ولا أثر له إلا النقولات الموجودة في كتابي البرّادي والشماخي التي تمثل لو أفردت كتاباً مستقلاً قد يكون هو عين كتاب النهروان.

ولعل أقدم ما وصلنا من وثائق الإباضية هو الرسائل التي وجهها عدد من علمائهم إلى أصحابهم يشرحون فيها عدداً من قضايا المذهب الإباضي، والتي تذكر أحياناً كثيرة أحداث الفتن الأولى وإبداء الرأي فيها، وهي –كما يقول د. فاروق عمر- أشبه ما تكون بالمذكرات السياسية والعقائدية([58])، ويطلق عليها اسم "السير". وقد جمعها أبو الحسن علي بن محمد البِسْيَوي([59]) (من علماء القرن الرابع الهجري)([60]). ولعلها أضيف إليها فيما بعد سير أخرى، فإن البسيوي نفسه له عدد من السير مضمومة إلى ما جمعه. ولهذه السير عدد من المخطوطات أجمعها المخطوط المحفوظ بمكتبة الشيخ ناصر بن راشد بن سليمان الخروصي بولاية العوابي من سلطنة عمان، وقد طبع جزء من هذه السير من قبل وزارة التراث القومي والثقافة بالوطن المذكور.

ومما حوت تلك السير سيرة سالم بن ذكوان، من علماء الإباضية في أواخر القرن الهجري الأول وبداية الثاني إذ يذكر الشماخي أنه كان ممن يكاتبه جابر بن زيد([61]) (ت93هـ / 711م)([62])، وإليه وجه الإمام جابر الرسالة رقم (11) ضمن رسائله الموجودة([63])، قال الشماخي: "وحقه أن يذكر في طبقة أبي عبيدة"([64])، وهو أبو عبيدة مسلم بن أبي كريمة التميمي أخص تلاميذ جابر بن زيد، ولد حوالي عام 45هـ/ 664م([65]).

أما سيرة سالم بن ذكوان فطابعها وعظي، مع الاستشهاد بالأحداث التاريخية، وفيها شيء قليل من أمور الفتنة وما تلاها من حروب وذكر بعض أحكام أهل الملل، غير أن معلوماتها ثرة فيما يخص آراء الخوارج الأزارقة والنجدات. وبناءً على هذا فمن الممكن عد هذه السيرة أقدم وأصدق وثيقة وصلتنا عن آراء الخوارج، وذلك لقرب عهد صاحبها منهم.

ومنها رسالتا أبي سفيان محبوب بن الرحيل القرشي صاحب الروايات السالف ذكرها، الموجهتان إلى كل من عمان وحضرموت في شأن هارون بن اليمان. وفي كلتا الرسالتين مقتطفات متعلقة ببحث قضايا الخوارج كبيان ما أحدثه نافع بن الأزرق من الحكم على مخالفيه بالشرك وتبعه عليه نجدة بن عامر وغيره وتوضيح موقف الإباضية من ذلك.

ومنها سيرة المُنير بن النَّيِّرالجَعْلاني التي وجهها إلى الإمام غسان بن عبد الله اليحمدي (تـ207هـ/822م)([66]). والمنير أحد تلامذة الإمام الربيع بن حبيب([67]) المتوفى كما تقدم بين عامي 175و180 من الهجرة. وسيرته عبارة عن نصيحة منه إلى ذلك الإمام وفيها شذرات عن بعض قضايا صفين، ويتفرد بأمر واحد، وهو أن عمار بن ياسر قتل بعد رفع المصاحف وإنكاره التحكيم، وأنه قال لعلي: "اِلحق بالله قبل أن يحكم الحكمان"، وهو الأمر الذي لا يتفق مع عامة روايات غير الإباضية، إلا أن ابن كثير يورده من طريق الهيثم بن عدي([68])، كما يعتمده صاحب كتاب "الإمامة والسياسة"([69]) ، ويرجحه الشماخي([70]). ويورد المنير أيضاً بعض أخبار أبي بلال مرداس بن أدية التميمي.

أما سيرة هاشم بن غيلان السيجاني (من علماء أواخر القرن الثاني وأوائل الثالث الهجري)([71]) التي وجهها إلى الإمام عبد الملك بن حميد (ت 226 هـ/840م)([72]) فإنها أفضل ما ورد في موضوع النهروان، إذ خصها مؤلفها لبيان أحداث النهروان استجابة لطلب هذا الإمام، وقد ذكر ذلك بنفسه قائلاً: "سألت عما اختلف الناس فيه من بُدُوّ إمرتهم في زمان علي بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان بعد أن قتل من الفريقين سبعون ألفاً وكيف كان أمر الحكمين، وإني مخبر أنّا من يعرف وجه الحق إن شاء الله فتدبر كتابنا هذا"([73]).

فصّل هاشم كيفية انحيازهم ومفارقتهم لعلي، وامتازت سيرته بمعلومات قيمة ضن بها عدد من المصادر الأخرى، كنص رسالة أهل النهروان - قبيل خروجهم من الكوفة - المبعوثة إلى إخوانهم من أهل البصرة والتي لم يشاركه في إيرادها كاملة غير أحمد بن داود الدينوري([74]) والبرّادي([75])، وأورد صاحب "الإمامة والسياسة” جزءاً منها([76])، وأنهم دفعوها إلى معبد بن عبد الله العبسي ووجهوه إلى البصرة، وهو يؤيد ما يرويه البلاذري من أنهم بعثوها مع رجل من بني عبس([77])، أما البرّادي فيسميه عبد الله بن سعيد العبسي([78]) ولا يخفى أن في الاسمين تحريفاً وعكساً، ويؤيد الثاني ما في "الأخبار الطوال" من أن اسمه عبد الله بن سعد العبسي([79]). كما أورد هاشم جواب أهل البصرة إليهم، وقد أورد صاحب "الإمامة والسياسة" أكثره([80]). غير أن هاشماً يذكر أن نزولهم بالنهروان كان بعد اجتماع الحكمين، وهو أمر يخالف ما في أغلب المصادر كما يذكر أن عبد الله بن عباس ناظرهم بالنهروان وليس في حروراء. ومع احتمال أن يكون ثمة حوار آخر جرى في النهروان إلا أن نص المناظرة الذي أورده هو ذاته الذي جرى في حروراء. ويؤكد هاشم بن غيلان أن الخلاف بين علي وابن عباس كان بسبب رأي ابن عباس في أهل النهروان المصوب لهم حسبما تفيده سيرة هاشم.

ومنها سيرة أبي المؤثر الصلت بن خميس الخروصي (ت 278هـ / 891م)([81]) ، وتتحدث عن مواضيع عدة، ومما يتعلق بهذه الرسالة احتجاجه على عدم جواز التحكيم الذي جرى بين علي ومعاوية، كما ذكر أسماء بعض أهل النهروان.

ومن بين السير سيرة أبي قحطان خالد بن قحطان الهجاري الخروصي (من علماء النصف الأول من القرن الرابع الهجري)([82])، وفيها بيان بعض أحداث صفين، وبعض آراء الخوارج. ويؤيد أبو قحطان أن قتل عمار كان بعد رفع المصاحف.

وتشمل السير أيضاً سيرة أبي الحسن علي بن محمد البسيوي (أو البسياني) جامع السير، وقد تقدم أنه من علماء القرن الرابع الهجري، وتسمى سيرته "أصل ما اختلفت فيه الأمة بعد نبيها محمد صلى الله عليه وسلم". ومن المناسب تصنيفها مع كتب المقالات والفرق، إذ يذكر المؤلف نبذاً من آراء الفرق ومن بينها فرق الخوارج الأزارقة والنجدات.

- ومن بين محتويات مخطوطات السير مناظرة بين ابن عباس وأهل حروراء طويلة جداً، وقد ضمت في بعض المخطوطات إلى سيرة شبيب بن عطية العماني، من علماء الإباضية في القرن الثاني الهجري([83]). والواضح أنه لا علاقة لهذه المناظرة بسيرة شبيب، فإن موضوع سيرة شبيب يعالج قضية المارقين من الدين وبيان من ينطبق عليهم وصف المروق. نعم عرض شبيب لأهل النهروان، لكن من غير بيان الحدث التاريخي، بل كان همه التحقق من انطباق وصف المروق عليهم أ‏م لا. على أن السياق الذي ابتدأت به أحداث المناظرة -حسبما ذكرت- منقطع الصلة بما قبله من الكلام، فأولها: "فعند ذلك أرسل علي بن أبي طالب إليهم عبد الله بن عباس" بعد جملة "والحمد لله رب العالمين" التي يبدو أنها خاتمة سيرة شبيب. ولعل المناظرة جزء من سيرة أخرى ذهب أولها فالتبست بسيرة شبيب بعد ذلك، غير أن الفصل بينهما واضح.

ويبدو على هذه المناظرة صفة التأليف، كما يلفت الانتباه ما فيها من عبارة "وقال بعض المفسرين" الأمر الذي يقود إلى أن هذا الحوار بهذه التفاصيل شرح للمناظرة الأصلية، فإن مضمونها في هذا الحوار لا يختلف عنه في البلاذري والطبري وغيرهما كما سيتبين ذلك([84]).

كما احتوت مخطوطات السير المذكورة على عدد من الرسائل، كرسالة علي إلى أهل النهروان وجوابهم إليه، وكالمراسلات بينه وبين ابن عباس في شأن أهل النهروان.

وأوردت كذلك رسالة عبد الله بن إباض إلى عبد الملك بن مروان في أمر الخوارج كله وبيان رأيه فيهم وفي نافع بن الأزرق ومن تبعه.

هذا، ويأتي بعد ذلك كتاب "الكشف والبيان" لمحمد بن سعيد الأزدي القلهاتي. وقد اختلف في العصر الذي عاش فيه، فبينما يجعله د. عوض خليفات في القرن الحادي عشر الهجري([85]) -دون أن يذكر سنده في ذلك- تذهب د. سيدة إسماعيل كاشف إلى أنه كان في القرن الرابع الهجري([86])، معتمدة في ذلك على نص في هذا الكتاب: "وكان الإمام سعيد بن عبد الله يناظرني في هذا القول وقد كنت أختاره، وكان القول على سبيل التعجب منه ولم أقف على اعتقاده في ذلك([87])"، وهذا الإمام هو سعيد بن عبد الله القرشي المخزومي (ت 328هـ/ 940م) ([88]). غير أن هذه العبارة ليست للقلهاتي، بل هي من كلام نقله عن أبي محمد عبد الله بن محمد بن بركة، من مشاهير علماء القرن الرابع الهجري وأحد تلامذة الإمام المذكور([89]). وهو الذي لبس على محققة الكتاب، فإن النص واضح: "قال أبو محمد..."([90])، والفاصل الكبير بين بداية الكلام وبين النص السابق أوحى بانتهاء الاقتباس، لكن الواقع أن ذلك كله منقول بنصه من كتاب "التقييد" لابن بركة([91])، وعليه فإن الشيوخ الذين توهمت محققة الكتاب أنهم للقلهاتي إنما هم شيوخ لابن بركة.

ويرجح صاحب كتاب "إتحاف الأعيان" أن القلهاتي عاش في النصف الثاني من القرن السادس الهجري اعتماداً على أخذه من علماء عاشوا في تلك الفترة كالشيخ سعيد بن أحمد بن محمد القري المتوفى عام 578 للهجرة([92]). يقول صاحب "الإتحاف": "ومن هذا التاريخ وغيره نعرف يقيناً أن الشيخ القلهاتي من علماء القرن السادس"([93]) أي الهجري.

أما الكتاب فقد شمل قضايا في علم الكلام والتوحيد والصفات والأديان والمذاهب والفرق. ويبدو واضحاً أن أغلب مادته فيما يتعلق بموضوع الرسالة مستقاة من السير المذكورة.

ويليه كتاب "طبقات المشائخ" لأبي العباس أحمد بن سعيد الدرجيني (ت 670هـ/1271م) من علماء الإباضية بتونس، وليس في كتابه كثير مما يتعلق بموضوع الرسالة سوى ذكره بعض أهل النهروان كعبد الله بن وهب وحرقوص بن زهير وأبي بلال مرداس بن أدية وأخيه عروة، وقد اعتمد في ذلك على روايات أبي سفيان وكامل المبرد.

أما كتاب "الجواهر المنتقاة في إتمام ما أخل به كتاب الطبقات" لأبي القاسم بن إبراهيم البرّادي -ويبدو أن أبا القاسم اسمه أما كنيته فأبو الفضل- (ت 810هـ/1407م)([94]) فإنه يعد أغنى مصدر إباضي في الجانب التاريخي من هذه الرسالة. والكتاب مجرد للفترة الأولى من تاريخ الإسلام التي تشمل حياة النبي صلى الله عليه وسلم وفترة الخلفاء الأربعة والأحداث التي جرت فيها خاصة أحداث الفتنة وهو الجزء الذي أغفله الدرجيني كما هو واضح من عنوان كتاب البرّادي. غير أنه لم يذكر موارده التي اعتمـد عليهـا، ولعل كتاب سالم بن عطية الهلالي الذي سبق الحديث عنه هو الوحيد -من بين موارده- الذي نقل منه وذكره([95]). ولكن من خلال الروايات التي أوردها البرّادي من السهل التعرف على مصادره الأخرى، لا سيما أنه ذكر في خاتمة كتابه عدداً من تآليف الإباضية التي اطلع عليها. وجلي أنه اعتمد -إضافة إلى كتاب سالم الهلالي- على كتابي "صفة أحداث عثمان" و"النهروان" الذين صرح بالاطلاع عليهما في رسالته عن تآليف الإباضية، وهي رسالة مفردة غير ما ذكره في خاتمة "الجواهر"، وقد تقدم الحديث عن هذين الكتابين([96]). أما أخذه عن الكتاب الأول فدليله أن الروايات والأسانيد التي أوردها في كتابه فيما يتعلق بالأحداث في زمن الخليفة عثمان هي ذاتها الموجودة في "مختصر صفة أحداث عثمان".

أما الكتاب الثاني فإن الروايات التي يذكرها البرّادي عن موقعة النهروان مسندة غير معزوة إلى شيء من التصانيف أحال الشماخي في السير عليها في كتاب النهروان([97]). علاوة على ذلك فإن كثيراً من أسانيد هذه الروايات مبدوءة بعبد الله بن يزيد الفزاري، وقد مر قول البرّادي نفسه عن كتاب النهروان: "أكثر آثاره عن عبد الله بن يزيد الفزاري".

- وأخيراً يأتي كتاب "السير" لأحمد بن سعيد الشماخي (ت 928هـ/ 1522م)([98]) في المرتبة الثانية من الأهمية في مؤلفات الإباضية التاريخية المتعلقة بموضوع الرسالة إذ يلي "الجواهر المنتقاة" للبرادي، ويمتاز عن البرّادي بتناوله أيام معاوية وما كان للمحكمة فيها من مواقف، كما أنه كثيراً ما يذكر المصدر الذي نقل منه. وقد اعتمد على كل من كتاب النهروان([99]) وروايات أبي سفيان محبوب بن الرحيل([100]) ، كما نقل عن يوسف ابن عبد الله بن عبد البر(ت 463هـ/1071م) ولم يذكر اسم كتابه([101])، ومن خلال المقارنة يتضح أنه كتاب "الاستيعاب في معرفة الأصحاب"([102])، ونقل عن كتاب "الإعلام"([103]) ولم يذكر المؤلف، وبالمقارنة فهو كتاب "الإعلام بالحروب الواقعة في صدر الإسلام"([104]) ليوسف بن محمد البياسي (ت 653هـ/1255م).

هذا، وقد عد بعض العلماء الهيثم بن عدي صاحب كتاب "الخوارج" ضمن رجالات الخوارج ولكن في كونه خارجياً نظر من ناحيتين:

الأولى: أن عبارته في كتابه عند روايته عن الخوارج لا تفيد أنه منهم، كقوله السابق: "فحدثني محمد بن المنتشر الهمداني عمن شهد صفين وعن ناس من رؤوس الخوارج ممن لا يتهم على كذب..."، وكمثل الذي نقله عنه ابن حجر من "أن الخوارج تزعم أن حرقوصاً قتل يوم النهروان، قال الهيثم: فسألت عن ذلك فلم أجد أحداً يعرفه"([105]).

الثانية: أن تآليفه الأخرى من مثل: "أخبار الحسن عليه السلام" و"أخبار زياد بن أمية" و"مقتل خالد القسري"([106]) ونحوها لا توحي بأنه ينتمي إلى فئة الخوارج. وسيأتي ذكره في المصادر السنية والشيعية([107]).

الوليد 21/04/2002 11:11 PM

أختى السلطانة جزاكي الله كل خير انشاء الله.

ريفيلينو10 22/04/2002 12:24 AM

الأخت السلطانه جزاكي الله خيرا ورحم الله والديك واسكنك الفردوس الأعلى..

وماصحةمايقال ان جماعة الأخوان المسلمين في كل من مصر والشام وبعض الأقطار انهم من الخوارج

وان حسن البناو سيد قطب همامن اسس هذه الجماعه وان كتاب سيد قطب الشهير((في ضلال القرآن))يعتبر مرجع رئيسى لهذه الجماعه

وان هذا الكتاب به اخطاء فادحه في التوحيد والعقيده...

وشكرا مره اخرى وجزاكم الله خيرا

thamir15 23/04/2002 09:06 AM

جزاك الله خير أختي السلطانه ,,,


الوقت المعتمد في المنتدى بتوقيت جرينتش +3.
الوقت الان » 09:32 PM.

Powered by: vBulletin Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd