خطبة عن أثر الانتفاضة على الامة؟
بمسجد السيدة رقية بجدة يوم الجمعة الموافق 6/2/1423هـ مع بعض التعديل والاضافة
(أليس درساً مشرفاً لنا جميعاً –معاشر المسملين-
ان يدخل الشعب الفلسطيني البطل كلمة جديدة الى لغات العالم كلها
بلغتنا العربية الفصيحة هي كلمة
«الانـتـفـاضـــــة»
التي فرضت وجودها واكدت حضورها في شتى بقاع العالم،
وصارت تتردد على ألسنة المذيعين والخطباء والسياسيين في شتى بقاع الأرض، وكيفما أدرت مفتاح التلفاز او المذياع سمعت هذه الكلمة
من اقصى الارض الى أقصاها
مما يؤكد أن القوة لا يقابلها إلا القوة ولا يفل الحديد إلا الحديد.)
من مقال للاستاذ يوسف العظم
لقد أعجبتن كلمة سمعتها نقلا عن الشيخ سعد البريك انه قال :
لسنا نحن الذين سنحرر الاقصى بل الاقصى هو الذي سيحررنا
فاحببت ان تكون هذه الخطبة عن :

آثار الانتفاضة على الامة الاسلامية

رأينا ايها الاخوة مافعله اليهود الغاصبون
من اجتياح شامل لمدن ومخيمات إخواننا في فلسطين ،
وارتكبوا أفظع الجرائم
فقتلوا الأبرياء
وروعوا الآمنين ،
وهدموا البيوت ،
وقطعوا الخدمات
وشددوا الحصار ،
وهاجموا سيارات الإسعاف
والأطباء والممرضين
في هجمة همجية شرسة تكشف
حقيقتهم الإجرامية ،
وعنصريتهم الصهيونية ،
وتبين انسلاخهم من المعاني الإنسانية .
وقد واجه المسلمون في فلسطين ذلك الهجوم الباغي:
بالثبات
والصمود
والمقاومة ،
وضربوا أمثلة رائعة في :
التضحية
والفداء
والشموخ
والاستعلاء ،
وجددوا معاني العزة الإيمانية ،
وأظهروا صور الشجاعة الإسلامية ،
ورفضوا الذل والخنوع والاستسلام
رغم كل الظروف العصيبة والأحوال الرهيبة
واستطاعوا – بعون الله – أن يُثبتوا أن مقاومة العدو ومواجهته
رغم قلة العدد والعدة هي السبيل الأبلغ أثراً والأظهر نفعاً ،
فقد أوقعوا في صفوف اليهود قتلى وجرحي
وغرسوا في قلوبهم رعباً وخوفاً ،
وأحلوا باقتصادهم انحساراً وضعفاً ،
وأوجدوا في مجتمعهم اختلافاً وشقاقاً .
وإن في هذه الأحداث المؤلمة فوائد وعبر ومنح في أعطاف المحن ومن ذلك:

1-هذه الأحداث تؤكد بكل وضوح حقائق القرآن الثابتة عن
طبيعة اليهود الخبيثة من جهة،
وطبيعة الصراع وأصوله العقدية من جهة أخرى .

2-إذكاء روح التعاطف
والتناصر
والولاء بين المسلمين
وإظهار معاني الوحدة الإسلامية
حيث تحركت جماهير المسلمين في بلاد شتى
لتعبر عن التضامن والتأييد والنصرة لإخواننا في فلسطين .
كما قال رسولنا المصطفى :
مثل المؤمنين في توادهم تراحهم كمثل الجسد الاحد اذا اشتكى منه عض تداعى له سائر الجسد بالسهر الحمى
أخي المسلم في آسيا
أخي المسلم في أفريقيا
أخي المسلم يا من أنت لم تسعدني بالرؤيا
بين عروقنا تجري دماء اخوة علياء
تحفزني لدفع الشر إن ناديتني حيا
فاطوي الأرض غضبانا
أقاتل دونك البغي
3-تجديد معاني الجهاد في سبيل الله ،
والتحرر من الركون إلى الدنيا ،
والاستعلاء بالإيمان والاعتزاز بالإسلام .

4-التقارب والتنسيق بين سائر المقاومين من الحركات المختلفة
كحماس والجهاد وفتح وغيرها
واعتبار الجميع أنفسهم في خندق واحد
في مواجهة اليهود كهدف مشترك أسمى .

5-كشف زيف دعاوى السلام ومؤامرات الاستسلام
ومخططات إذلال الأمة
وتركيع شعوبها لصالح قوى الاستكبار الصليبي والبغي اليهودي .

6-تعرية حقيقة بعض القيادات
وركونها إلى الدنيا
وظهورها بمظهر العجز الفاضح
والشلل التام
حيث لم تقدم شيئاً يذكر في هذه الأحداث الجسيمة.
وجزى الله خيرا ولاة الأمر في هذه البلاد
الذين فتحوا بفضل الله باب الجهاد
واعلنوا ذلك في وسائل الاعلام
اعني الجهاد بالمال في حملة التبرعات
ولعل الله يشرح صدورهم ويقوي عزائهم
لفتح باب الجهاد بالنفس
للمشتاقين لتحرير مسرى نبيهم الأمين
ولعشاق الحور العين

7-التحول الظاهر نحو الالتزام الإسلامي
في الشعب الفلسطيني خاصة
وظهور الإسلام كمحرك أساسي للمشاعر والمواقف والأعمال .

8-إظهار حقيقة الولاء والتناصر
بين الدول الصليبية ودولة العدو اليهودية
والدعم الصليبي لليهود
سياسياً
وعسكرياً
وبشريا
وماليا
وكل ذلك دليل على
أن الكفر ملة واحدة
والعداء للإسلام مشترك بينهم ،
وكما قال الله تعالى:
(ياأيها الذين آمنوا لاتتخذوا اليهود والنصارى اولياء بعضهم اولياء بعض ومن يتولهم منكم فانه منهم ان الله لايهدي القوم الظالمين) (المائدة:51)
{(فالإنجليز)
منذ مطلع القرن الذي مضى وهم
يهيئون الأمور، على الصعيد الدولي،
لقيامالكيان الصهيوني فوق أرض فلسطين
ووعد بلفور يجسد مسؤولية الإنجليز عن
هذه الجريمة التاريخية المسماة إسرائيل.

وعندما قام الكيان الصهيوني فوق أرض فلسطين كان
(لفرنسا)
الدور الكبير فيبناء الترسانة النووية الصهيونية
في صحراء النقب في فلسطين
وبناء مفاعل ديمونا
(أما دور الاتحاد السوفيتي)
فقد تركز في تزويد الكيان الصهيوني بأمواج ضخمة
منالمهاجرين اليهود إلى فلسطين،
لقد شجع الاتحاد السوفيتي بكل الوسائل
هجرة اليهود منأراضيه وأراضي الدول التي تدور في فلكه
وبالذات أوروبا الشرقية إلى فلسطين
وكانلهذا الدعم البشري للكيان الصهيوني
قيمته الكبيرة في ترسيخ الكيان فوقأرض فلسطين.

وعندما بدأت تتشكل العصابات الصهيونية التي تمارس الذبح ضد أهل فلسطين بغية اقتلاعهم من أرضهم،مثل: الهاغانا وبالماخ : والأرغون،وليهي، وشتيرن،وغيرها هدف هذه العصابات: إرهاب عرب فلسطين وتقتيلهم لكي يهاجروا إلى خارج فلسطين كل هذه العصابات كان لها مكاتب في
(نيويورك )
لغرضين:
جمع التبرعات وشراء السلاح لتصديره إلى فلسطين
وذلك حتى قبل قيام الكيان الصهيوني
وكان كل هذا النشاط في
(الولايات المتحدة المحلية) ومن أشهر الذين نشطوا في تلك الفترة في نيويورك
في هذا المجال
تيدي كوليك الذي رأس فيما بعد
بلدية القدس
وكذلك من الناشطين في هذا المجال في الأربعينات
شيمون بيرز وزير خارجية الكيان الصهيوني.
كان العنف هو جوهر النشاط الصهيوني في فلسطين
حتى قبل قيام الكيان ولأنهم يعرفون أن العنف أوصلهم إلى مبتغاهم
فإنهم يتخوفون-فعلا لا قولا-
من أية جماعة تعتقد بضرورة استخدام العنف كرد تاريخي ضدهم،
كل الذين كتبوا مذكراتهم من زعماء هذه العصابات
اسحاق شامير "زعيم عصابة ليهي"
ومناحيم بيجن "زعيم عصابة الأرغون"
وغيرهما ذكروا
(الأمريكان )
بخير لأنهم آزروا الصهيونية في أيامها الصعبة.

كما يؤكد كل من أندرو كوكبرن ولزلي كوكبرن الامريكيان في كتابهما
المشترك والثمين بعنوان: (الارتباط الخطير
بأن حركة التبشير المسيحي البروتستانتي الأمريكي
التي وفدت إلى العالمالعربي
وتركزت بالذات في فلسطين 1860
إنما كانت تمهد لقيام الكيان الصهيوني
وأن بعضالشخصيات القيادية في هذه الحركة
لا يهمها انتشار المسيحية في صفوف العرب
بقدراهتمامها بالتمهيد لقيام الكيان الصهيوني فوق أرض فلسطين،

بل أن الصهاينة أنفسهمبدأوا يكتبون عن هذا الموضوع
( ارتباط حركة التبشير المسيحي في العالم العربيبالحركة الصهيونية)
ومن أهم الكتب التي أصدرها الصهاينة في هذا الموضوع
ما نشرهالإسرائيليان يوسي ملمان ودان رافيف
حيث يؤكدان بأن
جوشوا أدامز
من مؤسسي الحركة التبشيرية المسيحيةالبروتستانية في فلسطين
ما هو إلا عميل للحركة الصهيونية
ولا يهمه الدين المسيحي لامن قريب ولا من بعيد
وأنه محتال كبير ومدمن كحول حسب ما يقول كل من ملمانورافيف)من مقالات للاستاذ عبدالله النفسي بعنوان التحالف (الصهيو امريكي)

9-كان الصهاينة يدركون منذ البداية
أن إقامة كيانهم يحتاج إلى توفير ثلاث عناصر:
(السلام
والمال
والبشر)
وكانوا يركبون كل المراكب للوصول إلى هذه العناصر الثلاثة،
لقد وفر له هذا التحالف
الصهيو-مسيحي
كل هذه العناصر
فجاءت الانتفاضة
لتزرع
الرعب في قلوب اليهود بدلا من السلام
ولتدمر
الاقتصاد اليهودي
ولتحصد اليهود حصدا
بصورة لم يتعودها اليهود من قبل:

(فقد ارتفعت نسبة الهجرة من المستوطنات إلى 20%،
ويبدي31% من شباب المستوطنات رغبتهم في مغادرتها،
في حين غادر إسرائيل حوالي
(مليون إسرائيلي)
إلى مسقط رأسهم في أوروبا وأميركا

كما تراجع إقبال اليهود في الخارج على الرحلات المجانية إلى إسرائيل.

وقطاع السياحة هو الأكثر تضررا حيث انخفض معدل الأشغال
في الفنادق بنسبة 44%،
في حين انخفض عدد النزلاء في فنادق القدس المحتلة بنسبة 70% قياسا مع العام المنصرم،
كما تم إغلاق 25 فندقا وشرد العاملون فيها.
وكانت نسبة الانخفاض
في الدخل السياحي 58%
قدرت بحوالي 2.2 مليار دولار خلال الأشهر الأولى للانتفاضة.
أما القطاع الصناعي فقد قدرت خسائره
بحوالي 150 مليون دولار حتى نهاية العام الماضي،

أما قطاع تكنولوجيا المعلومات
الذي تبلغ صادراته من سبعة إلى تسعة مليارات دولار
فقد تضرر بشكل كبير بسبب التعبئة العسكرية
التي أدت إلى انهيار أسهم عدد من الشركات.

وبشكل عام على الصعيد الاقتصادي
وحسب مصادر إسرائيلية
فإن صندوق النقد الدولي خفض من توقعاته بالنمو في إسرائيل
لهذا العام إلى 2%،
كما أشار إلى ازدياد البطالة
وانخفاض التصدير
وهبوط الاستثمارات الخارجية إلى النصف،
في حين انخفضت الصادرات الزراعية
بنسبة 32%،
وتقلص إجمالي الناتج الوطني بنسبة 12%.)هذه الارقام والاحصائيات من موقع عجيب (جهينة الاخباري) في الانترنت johaina.ajeeb.com

قال تعالى : (ان الذين كفرو ينفقون اموالهم ليصدوا عن سبيل الله فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون والذين كفروا الى جهنم يحشرون (لأنفال:36)

ومع هذه المنح الربانية ايها الاخوة
الا إن المسلم ليشعر بأشد مشاعر الحزن والألم
لما يجري لإخوانه في فلسطين
ولذا ندعو أنفسنا وجميع إخواننا والمجتمع من حولنا إلى
أن نكون إيجابيين في مواجهة عدونا ونصرة إخواننا ،
وإن أول الواجبات الملحة ،
إهتمام كل مسلم بنفسه وأهله وأولاده ومن حوله بإذكاء
روح الجهاد
والبذل
والإنفاق في سبيل الله
ومتابعة قضايا المسلمين على وجه العموم
وقضية فلسطين على وجه الخصوص،
وأن يكون ذلك بصفة مستمرة
وحث الجميع بمن فيهم الأطفال على
الإدخار والتبرع لإخوانهم
وحثهم على صلاة الليل
والدعاء
والتضرع الى الله بنصرة إخوانهم.
وعلى كل مسلم مراجعة برنامج حياته
والحرص على التقشف
والابتعاد عن مظاهر البذخ والسرف،
واستشعار حياة إخوانه المسلمين المضطهدين،
حتى تصفو نفسه وتقوى شفافية روحه
ويبقى على استعداد دائم للصبر والتحمل ،
وعلينا جميعا التوعية بقضية فلسطين والمسجد الأقصى
وبث روح الحماسة الإيمانية والحمية الإسلامية
والجهاد بالمال لنصرة إخواننا المجاهدين
وتثبيتهم في أرض الرباط

ماشاء الله عليك أختى الغالية

وجزاكي الله كل خير انشاء الله.

ماشاء الله عليك وجزاكي ربي كل خير أنشاء الله .....