
18/04/2002, 08:36 PM
|
زعيــم مميــز | | تاريخ التسجيل: 29/12/2001 المكان: جدة
مشاركات: 2,219
| |
عمل المرأة ( سلمان العودة ) نتناقش كثيراً عن دور المرأة في المجتمع ، وماذا يمكن أن تقدم للأمة فهلا أرشدتنا ؟
سؤال آخر : هل للمسلمة تولي المناصب القيادية في المجتمع ولو على الرجال أو على الأمة كلها ؟
بسم الله الرحمن الرحيم
المكرم الأخ/ حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
تسألين عن دور المرأة في المجتمع المسلم . وهذا المقام مما أساء به أعداء الإسلام، بل وأعداء المرأة من اليهود والنصارى ودعاة العلمانية والتغريب إلى المرأة نفسها، فضلاً عن الإسلام نفسه ، ولا شك أن الإسلام جاء برفع قضية المرأة عن واقعها الجاهلي، جاء في الصحيح عن ابن عمر: " إنا كنا في الجاهلية لا نعد للنساء أمراً حتى أنزل الله فيهن ما أنزل وقسم لهن ما قسم .." ولما حج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حجة الوداع وقام في عرفة أوصى بالنساء وصية خاصة - كما رواه جابر بن عبد الله عند مسلم وغيره .
فالمرأة في الإسلام تقوم بالتربية ، والدعوة ، وطلب العلم ، وتعلم سائر العلوم التي لا توجب الخلل بالخلق والعفاف ،فتدرس من العلوم ما شاءت وليس في الإسلام علوم تباح للرجال ، وتحرم على النساء ،لكن المفسدة المقارنة للعمل لها حكم آخر ، بل كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يخرج ببعض النساء من أمهات المؤمنين وغيرهن في الجهاد في سبيل الله يداوين الجرحى، ويسقين ، ويُحذَين من الغنيمة جزاء لهن .
لكن يجب أن يعلم أن المرأة فتنة ، وهذا قدر بشري فيها فتجتنب ما يثير هذه الفتنة ، ويوقع في الخلل الخلقي ، ويكسر الحياء والحشمة والعفاف ، وهذا بين -بحمد الله- .
وأما عن عمل المرأة في المناصب القيادية ، ولو على الرجال ، فالشريعة حرمت أن تتولى المرأة المناصب السلطانية ، وفي البخاري عن أبي بكرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال : " لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة " فالولاية العامة لا تكون للنساء ، وكذا رئاسة الحزب ، ومنصب القضاء ، فإنه ملحق بذلك فيما يظهر عند جماعة من الفقهاء من أصحاب أحمد وغيرهم .
وأما الإدارات الترتيبية في البلاد التي تقوم مؤسساتها على الاختلاط سواء في التعليم ، أو في غيره مما يعني أن انعزال النساء الصالحات والرجال من ذوي الصلاح عن ذلك خوفاً من الاختلاط، يعني: عزل المجتمع عن أهل الخير والدعوة، فلا بأس بالعمل في هذا المجتمع العلمي، أو غيره ، ولا بأس أن تتولى المرأة منصب رئاسة الإدارة الداخلية كإدارة مدرسة ، ورئاسة قسم علمي ،أو وظيفي وأمثال ذلك من مجال التراتيب الإدارية ، لكن الواجب على الرجال والنساء مراعاة أحكام الشريعة ، ومتى أوجب العمل مفسدة راجحة ، فإنه يجب تركه إلى غيره بخلاف المفسدة المرجوحة مع المصلحة الراجحة ، فإن كثيراً من أحكام الشريعة فيها مفسدة مرجوحة ومصلحتها راجحة ، كما ذكره الشاطبي ، وابن تيمية، وابن القيم ، وغيرهم والله أعلم .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوكم
سلمان بن فهد العودة
12/5/1422 |