#1  
قديم 03/07/2008, 05:34 PM
زعيــم نشيــط
تاريخ التسجيل: 28/03/2008
مشاركات: 809
Lightbulb تفسير سورة العاديات

تفسير سورة العاديات

وهي مكية
‏[‏1 ـ 11‏]‏ ‏بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

‏{‏وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا * فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا * فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا * فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا * فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا * إِنَّ الْإِنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ * وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ * وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ * أَفَلَا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ * وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ * إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ‏}‏
أقسم الله تبارك وتعالى بالخيل، لما فيها من آيات الله الباهرة، ونعمه الظاهرة، ما هو معلوم للخلق‏.‏
وأقسم ‏[‏تعالى‏]‏ بها في الحال التي لا يشاركها ‏[‏فيه‏]‏ غيرها من أنواع الحيوانات، فقال:

‏{‏وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا‏}‏

أي‏:‏ العاديات عدوًا بليغًا قويًا، يصدر عنه الضبح، وهو صوت نفسها في صدرها، عند اشتداد العدو‏.‏


‏{‏فَالْمُورِيَاتِ‏}‏

بحوافرهن ما يطأن عليه من الأحجار

‏{‏قَدْحًا‏}

‏ أي‏:‏ تقدح النار من صلابة حوافرهن ‏[‏وقوتهن‏]‏ إذا عدون،

‏{‏فَالْمُغِيرَاتِ‏}

‏ على الأعداء

‏{‏صُبْحًا‏}

‏ وهذا أمر أغلبي، أن الغارة تكون صباحًا،

‏{‏فَأَثَرْنَ بِهِ‏}‏

أي‏:‏ بعدوهن وغارتهن

‏{‏نَقْعًا‏}‏

أي‏:‏ غبارًا،

‏{‏فَوَسَطْنَ بِهِ‏}‏
أي‏:‏ براكبهن

‏{‏جَمْعًا‏}

‏ أي‏:‏ توسطن به جموع الأعداء، الذين أغار عليهم‏.‏

والمقسم عليه، قوله‏:‏

‏{‏إِنَّ الْإِنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ‏}‏

أي‏:‏ لمنوع للخير الذي عليه لربه‏.‏
فطبيعة ‏[‏الإنسان‏]‏ وجبلته، أن نفسه لا تسمح بما عليه من الحقوق، فتؤديها كاملة موفرة، بل طبيعتها الكسل والمنع لما عليه من الحقوق المالية والبدنية، إلا من هداه الله وخرج عن هذا الوصف إلى وصف السماح بأداء الحقوق،

‏{‏وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ‏}‏

أي‏:‏ إن الإنسان على ما يعرف من نفسه من المنع والكند لشاهد بذلك، لا يجحده ولا ينكره، لأن ذلك أمر بين واضح‏.‏ ويحتمل أن الضمير عائد إلى الله تعالى أي‏:‏ إن العبد لربه لكنود، والله شهيد على ذلك، ففيه الوعيد، والتهديد الشديد، لمن هو لربه كنود، بأن الله عليه شهيد‏.‏


‏{‏وَإِنَّهُ‏}‏

أي‏:‏ الإنسان

‏{‏لِحُبِّ الْخَيْرِ‏}

أي‏:‏ المال

‏{‏لَشَدِيدُ‏}‏

أي‏:‏ كثير الحب للمال‏.‏
وحبه لذلك، هو الذي أوجب له ترك الحقوق الواجبة عليه، قدم شهوة نفسه على حق ربه، وكل هذا لأنه قصر نظره على هذه الدار، وغفل عن الآخرة، ولهذا قال حاثًا له على خوف يوم الوعيد‏:‏

‏{‏أَفَلَا يَعْلَمُ‏}

‏ أي‏:‏ هلا يعلم هذا المغتر

‏{‏إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ‏}

‏ أي‏:‏ أخرج الله الأموات من قبورهم، لحشرهم ونشورهم‏.‏

‏{‏وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ‏}

‏ أي‏:‏ ظهر وبان ‏[‏ما فيها و‏]‏ ما استتر في الصدور من كمائن الخير والشر، فصار السر علانية، والباطن ظاهرًا، وبان على وجوه الخلق نتيجة أعمالهم‏.‏




‏{‏إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ‏}‏



أي مطلع على أعمالهم الظاهرة
والباطنة، الخفية والجلية، ومجازيهم عليها‏.‏ وخص خبره بذلك اليوم، مع أنه خبير بهم في كل وقت، لأن المراد بذلك، الجزاء بالأعمال الناشئ عن علم الله واطلاعه‏.‏



تفسير السعدي (تيسير الكريم المنان في تفسير كلام الرحمن)




سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
اضافة رد مع اقتباس
  #2  
قديم 03/07/2008, 05:46 PM
عضو تحرير مجلة الزعيم
تاريخ التسجيل: 31/01/2008
المكان: الرياض
مشاركات: 4,503
جزآك الله خير اخي الكريم ..

................
اضافة رد مع اقتباس
  #3  
قديم 04/07/2008, 01:57 PM
زعيــم متألــق
تاريخ التسجيل: 17/11/2007
المكان: ارض الله
مشاركات: 1,434
السلام عليكم
جزاك الله خير والله يجعله في ميزان حسناتك
والف شكر لك
اضافة رد مع اقتباس
   


إضافة رد

أدوات الموضوع
طريقة عرض الموضوع

قوانين المشاركة
غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
غير مصرّح لك بنشر ردود
غير مصرّح لك برفع مرفقات
غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك

وسوم vB : مسموح
[IMG] كود الـ مسموح
كود الـ HTML غير مسموح
Trackbacks are مسموح
Pingbacks are مسموح
Refbacks are مسموح



الوقت المعتمد في المنتدى بتوقيت جرينتش +3.
الوقت الان » 12:06 PM.

جميع الآراء و المشاركات المنشورة تمثل وجهة نظر كاتبها فقط , و لا تمثل بأي حال من الأحوال وجهة نظر النادي و مسؤوليه ولا إدارة الموقع و مسؤوليه.


Powered by: vBulletin Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd

Google Plus   Facebook  twitter  youtube