28/06/2008, 06:10 PM
|
| مشرف سابق في منتدى الإتصالات | | تاريخ التسجيل: 28/10/2005 المكان: Khober / Jazan
مشاركات: 4,051
| |
*]+[* شِــفْــرَةُ الــحُــبّ *]+[* السلام عليكم
بعد تردد .. قلت ماني خسران شي أحطها واللي يبي يصير يصير
( 1 )
انجلى ضباب التعاسة فجأة من حياتي !!
معلناً بذلك قدوم السعادة ..
وقفت .. أرقب مجيأها , فإذ بصفعة قوية ..
من خلفي ..
وضعت كفيّ على وجهي ..
لأحتمي للحظات ..
حتى يلفّني الأمان ..
صال خلالها عقلي وجال في أمواج من الأفكار المتلاطمة ..
من يا ترى هذا الجريء ؟! ( 2 )
من ؟؟
هل هي التعاسة ؟! ..
كلا لقد أعلنت الرحيل فجأة وإلى الأبد ..
هل هي السعادة ؟! ..
كلا ها أنا ذا أرى طيفها أمامي يتقدم نحوي ببطئ ويشير إليّ مومئاً بالانتظار !! ..
مهلاً .. إنني أرى رفقة تصطحبهم إليّ ..
يحثونها على الإسراع .. بينما تجبرهم على التمهل ..
هاه .. من ؟؟ .. أهذا أنت !! ..
يا لك من ضيف عزيز ..
حسناً سأرى من الآخر .. آآآآآه رغم الألم الذي يخلفه ..
إلا أن السعادة دائماً ما تمتزج مع هذا الألم ..
لكنني أراك هزيلاً .. غريب !!..
اممممممم ..
ما السبب في ظنك أيها الفنان ؟؟ ( 3 )
عاودت التفكير مرة أخرى ..
من يا ترى ؟
هل تراه الـ ....... !! , نعم ربما يكون هو ..
فهو دائماً ما يرافقهم ولم أره معهم .
التفت فإذا به مختبئاً خلفي ..
صرخت : لم أبدأ بعد .. لم أسعد بقربه حتى تأتي !!
فهمس لي بصوته الأجش : لقد سبقتهم دون أن يلحظوا ..
لأستمتع بتعذيبك قليلاً .. ( 4 )
رغم تعبي وشقائي الذَين تكبدتهما من الزائر الأول ..
إلا أن التفاؤل كان مشرقاً بائناً في وجهي ..
لأنني كنت أتوق لوصول السعادة .. لتنسيني ما مضى ..
ها قد وصلت برفقة من معها ..
الحب هو من قبّل جبيني أولاً .. يالجرأته ..
ثم تلا القبلة إبتسامة بريئة من السعادة ..
هكذا هي السعادة تبتسم لك .. لكنها لا تضحك ..
ثم تلاهما .. نظرة الشوق الشاحبة ..
التي ما لبثت أن تطأطأت ..
سألته : ما بك تبدو شاحب الوجه .. هزيل النظرات .. خلاف رفقائك ؟؟
أشار إلى من سبقهم .. إلى صاحب الصفعة الواقف خلفي .. إلى البُعد ..
ثم تمتم : لن أبدو بحلتي المعهودة ..
حتى يذوب البعد في الحب ..
عندها ستتذوق طعمي السائغ ..
فهمت حينذاك سبب هزله وشحوبه . ( 5 )
بدأت القصة من هنا .. لقد وقعت في مصيدة الحب ..
ياله من شعور رائع .. وإحساس متأنق ..
السعادة لقد أنستني تعاستي .. وذكريات ألمي ..
تبدلت حياتي ..
صار شعوري راقياً حد الثريّا ..
صرت أنقى سريرة .. شفوقاً ..
كثيرة هي الأشياء التي تبدلت ..
رحت أنهل من معين الحب ..
وأقطف الثمار من حديقته الغناء ..
نعمت طويلاً في أفيائه ..
مع .. حبيبي ..
ترافقنا السعادة .. حيث سرنا .. ( 6 )
بدأ البعد يشهر سيفه .. مهدداً الحب بالضربة القاضية ..
تبّاً .. إنه قوي .. أقوى من الحب ..
تفاقمت المشكلة بينهما .. واضطررت للتدخل ..
اتفقنا في النهاية ..
على شرط يقضي بذوبان البعد في الحب ..
ويكون الشوق مشرفاً مباشراً عليهما .. ( 7 )
أضحى الحب عملة نادرة ..
تسوقه إليّ السعادة بين الفينة والأخرى ..
الشوق أصبح أقوى ..
والجميل أن البعد كان الغائب الأكبر والوحيد ..
لقد فقد قوته لصالح الشوق ..
صحيح أن طعم الحب اختلف كثيراً ..
إلا أن طعم الشوق مقبول ومرغوب أيضاً ..
ومرت الساعات تتلوها ساعات ..
واتخذ الحب له شفرة .. عجزت عن حلها ..
تجولت في أطلال الحديقة الوارفة..
لاحظت رموزاً منقوشة على أشجارها..
لقد خلفها لهيب الشوق ..
ما هذا ؟! ..
رموز غريبة .. يا ترى هل تحمل معنى ؟؟!! ( ٨ )
اقتربت من الأشجار لأرى ماهية الرموز .. الشجرة الأولى ..
في الحقيقة أنا لم أفهم شيئا
.. بدأت أتلمسها بأطراف أصابعي .. ضغطت عليها ..
يا إلهي .. لقد اختلف كل شيء ..
لا أعلم ما الذي حدث .. ولكن أعتقد أني في معرض صور !! متحف صوري !!
في الحقيقة لا أعلم ..
بدأت أتجول .. وأتحقق من الصور ..
الأولى .. رسم فنان عظيم ..
من أغمض الشخصيات التاريخية إن لم تكن الأغمض على الإطلاق ..
ابتسامة الموناليزا .. ترى ماذا يقصد دافنشي بهذه الابتسامة ؟!
وما الهدف من وجودي هنا أصلآ ؟! إنه لغز آخر ..
مضيت .. إلى الصورة الثانية .. صورة رائعة .. يبدو أنها لآلي رائعة النظم ..
في أثناء ذلك .. حصلت بجانبي أحداث مثيرة اتجهت صوبها ..
شخصان يظهر أنهما لم يلتقيا منذ دهر ..
ابتسامة .. قبلة .. عناق .. دموع .. لحظة !!
قلت ابتسامة ؟؟
تذكرت مباشرة قول شاعر الحرمان :
والثغر عقد لآل .. يا ليتني فيه أنضد
ماكان الشاعر ليقول هذا البيت .. إلا عندما رأي ابتسامته تظهر عقد اللآلي ..
ما هذا !! .. ها أنذا بجانب الشجرة مرة أخرى .. لقد حللت اللغز الأول .. الابتسامة ،
نعم صحيح إنها من شفرات الحب .. هناك مقولة تقول : ابتسامة الحبيب .. مفتاح القلوب المغلقة !!
ولكن كيف عرف أني إنسان صوري أستخدم عيني أكثر من أي حاسة أخرى ؟!
لا أعلم هل هي محض صدفة أم مقصد رام !! سأرى في البقية .. ( ٩ )
مشيت قليلآ وأنا أتذكر تلك الإبتسامة الساحرة ..
توقفت عند شجرة أخرى موسومة .. بنفس الطريقة .. وجدت نفسي في غرفة شبه مظلمة ..
فقط شمعات بالكاد تضيء .. لم أستفد منها في إضاءة المكان ..
غير أني استنتجت أن الغرفة اسطوانية .. يا لذكائي !!
وفي نفس الوقت يا لغبائي .. فما عساي أن أستفيد من التفكير كونها اسطوانية أو مكعبة !!
هنا توقفت لأركز سمعي .. أصوات بدت بعيدة ..
لابد أن اكتشافي العظيم قد أسمعني هذا الصوت الخافت ..
لأن الشكل الاسطواني يجعل الصوت يعود ويتكرر بسبب اختلاف أطوال الواجهة ..
عكس الشكل المكعب .. فالجدار ذا بعد واحد .. حسن ماذا أسمع .. همهمات حزينة ..
اقتربت أكثر فأكثر من الصوت .. توقفت حتى لا يشعر بي صاحب الهمهمة ..
تأكدت من الصوت .. مناجاة في خشوع عظيم ..
( رباه !! يا من بيده مقاليد السماوات و الأرض .. يا من أمره بعد الكاف والنون .....
أسألك أن تحفظه لي .. وأن تجمعني به في الدنيا على رضاك .. وفي الأخرى مع الحبيب في فردوسك ... الخ )
يا له من لغز سهل .. أسهل من سابقه بكثير ..
إن لم يخب ( يقيني ) فهو الدعاء للحبيب في ظهر الغيب .. ( ١٠ )
صحيح فقد عدت مرة أخرى للشجرة .. الشمس آذنت بالغروب .. وبدأ الليل نسج خيوطه ..
عجبآ إن الأمور هنا تجري بتسلسل مقصود .. نعم .. متأكد من هذا ..
عدت من غرفة مظلمة .. ولو كان الوقت نهارا" لكانت عيناي في عداد المفقودين ..
حتى لا أضيع الوقت .. علي أن أسارع في فك الشفرة الأخرى ..
وقفت عند الشجرة الثالثة .. ياله من وسم غريب .. أعجب من هذه الزخارف الرائعة ..
بحق لقد أعجبني منظرها .. سأقف قليلا قبل التقدم لحل هذا اللغز ..
بل سأسارع لأكسب المزيد من الوقت فنار الشوق تتأجج بداخلي .. ولن أحتمل أي تأخير ..
تقدمت .. كالعادة اختلف كل شيء .. عدا المكان ..
فهذه المرة نفس المكان بيد أنه تحول من حديقة يبس .. إلى حديقة غناء .. ما أجملها !!
لا أعلم لم كل شيء هنا يجبرني على التجول !!
سأقاوم هذه الرغبة .. واصلت سيري .. تذكرت الشفرتين السابقتين ..
حقا" إنهما أهم مفتاحين لاستمرار الحب ..
فلا شيء غير الابتسامة يظهر القبول .. كما لا شيء غيرها يبرز المفاتن ..
فليس أجمل من أن ترى ذلك العقد وقد انتظم وتلألأ ..
ولا أبهى من رؤيتك لاسوداد عين تضاءلت مخفية" شيئا" من جمالها ..
بينما هي في الحقيقة تشدك أكثر للنظر إلى حسنها ..
وليس هناك أقوى من الدعاء .. ليكلأ الله المحبين بتوفيقه ..
و يرزقهم الاجتماع في الأولى والأخرى ..
يبدو أني ابتعدت قليلا" عن الشجرة .. سأعود حالا" ..
بدأت شق طريق عودتي .. وتذكرت الأيام الخوالي مع حبيبي .. آآآآه كم أفتقده ..
ما زال أمامي طريق طويل .. وسأعد نفسي بعد انتهائه أن أقدم له هدية ..
علها تعيد ما كنا عليه ..
عجباً عدت إلى المكان المجدب ..
نعم الهدية هي الشفرة .. وجدتها .. حسنآ ..
سأعترف أن هذه الألغاز لم يكن لي يد في اكتشافها .. فكأنما كانت تساق لي سوقآ ..
تغير المكان إلى قصر ضخم .. ذكرني مباشرة بتاج محل ..
فقط كان علي النظر إلى الاتجاه الذي أريد .. لتتجه به قدماي إليه ..
دخلت القصر .. لأجد المفاجأة .. الحب ذاته كان جالسآ على العرش ..
وبجواره من !! .. إنه حبيبي .. اشتعلت الغيرة بداخلي وتوقدت ..
قاومتها واستجمعت قواي .. اقتربت .. لأرى حبيبي ينظر إلي ..
أشفقت عليه .. فنظراته تقول أنه .. أنه معذب .. قد يكون مسجونآ ..
على كل .. تريحني رؤيته .. سأنظر في أمره لاحقآ ..
انتبهت للحب مقبلآ نحوي وهو ينزع التاج عنه .. أتاني لينصبني على العرش ..
أعدت التاج إليه .. وأجلسته على عرش مملكته .. وأخذت حبيبي بالأحضان ..
وانطلقنا إلى حياة [ الحب ] مرة أخرى .. ولكن هذه المرة دون تسلط .. أتمنى أن ترتقي لمستوى ذائقتكم ..
تحياتي سكب الهلال
اخر تعديل كان بواسطة » ~SaKaB في يوم » 29/06/2008 عند الساعة » 12:45 AM |