نادي الهلال السعودي - شبكة الزعيم - الموقع الرسمي

نادي الهلال السعودي - شبكة الزعيم - الموقع الرسمي (http://vb.alhilal.com/)
-   منتدى المجلس العام (http://vb.alhilal.com/f1/)
-   -   من قتل من (http://vb.alhilal.com/t596343.html)

شعاع مسقط 17/06/2008 01:19 PM

من قتل من
 
التقته وهي في الثلاثين من عمرها

http://www.t2002.com/ab/uploads/047d61484d.jpg


في وقت ظنت أنها فقدت القدرة على الحب والحلم والأمل
وأشياء أخرى تحتاج إليها المرأة في منتصف العمر
وبعد أن ذاقت من الأشياء أمرًها
وبعد أن مرت بظروف حمَلتها من الألم فوق طاقتها
وبعد أن أتسعت الفجوة بينها وبين الفرح
وأصبحت السعادة من مستحيلات حياتها

عندها
جاء هو

http://www.t2002.com/ab/uploads/5627ab0840.jpg

بقلبه الكبير
وببحور حنانه الباحثة عن أنثى تكون نصف قلبه ألآخر
أقترب منها كالأحلام الهادئة
عشقها بصدق فرسان الحكايات القديمة
وطرق بابها في أشد مراحل عمرها ظلمة ليمنحها باقة من النور
لم يكن آخر أطواق النجاة بالنسبة إليها
بل كان الشاطئ والقبطان والسفينة

غيرها تمامآ
نسفها داخليآ وخارجيآ
لون كل المساحات السوداء في داخلها
فتعلقت به تعلق الأم بطفلها
وتعلق الأنثى بفارسها
وتعلق الإنسان بوطنه
وشعرت معه بأمان لم تشعر به طيلة سنواتها

اقترب من اعماقها أكثر
ملأ إحساسها كالدم
وملأ حياتها كالهواء
كانت تنام على وعوده
وتستيقظ على صوته
تمادت معه بأحلامها
منحت نفسها حق الحلم كسواها
حلمت بأطفال بعدد نجوم السماء
وبقدره إلهيه تهديه إياها
وبليله من العمر تجمعهما في جنة فوق الأرض تعيش فيها معه

كان رجلآ رومنسيآ شفافآ
بادلها أحلامها بنقاء
لم تكن بالنسبة إليه حكاية يسعى إلى إنهاء دوره فيها
ولم يكتبها رقمآ في أجندته
ولم يسجلها موعدآ قابلآ للأنتهاء
كانت شيئا آخر
آحساسآ مختلفآ
وأمرآة لايمكن تصور حياته من دونها

اعتادت وجوده في حياتها
تماما كما أعتاد هو وجودها في عالمه
كان أحساسهما طاهرآ نقيآ
لم تدنسه مواعيد الغرام
ولم تلوثه اللقاءات المحرمة
كان يصونها كعرضه
وكانت تحفظه كعينيها

http://www.t2002.com/ab/uploads/9b24f01416.gif


سألها يومآ: ماذا لو خنت ؟
قالت :سأقتلك
قال :وماذا لو مت ؟
قالت :ستقتلني
عندها أدرك أنها أمرأة ترفض الحياة بغير وجوده فتمسك بحياته أكثر
وتمنى أن يعيش إلى الأبد كي يجنَِبها ألم فقدانه وفجيعة رحيله

منذ أن عرفته وهي تعشق المساء جدآ
ففي المساء يأتي صوته حاملآ لها فرح العالم كله
ويعيدها رنين هاتفه إلى الحياة التي تفارقها حين يفارقها
وماأن ترفع سماعة الهاتف حتى يبادرها متسائلآ:
(من تحبين أكثر؟أنا؟أم أنا؟)
فتجيبه بطفولة أمرأة عاشقة:
(أحبَك أنت أكثر ... من أنت)
ثم يتجولان معآ في عالم من الأحلام الجميلة

وهذا المساء, انتظرت صوته كالعادة
ومرت الدقائق ..
وتلتها الساعات...
شئ ما في قلبها بدأ يشتعل
شئ ماتتجاهل صوته لكنه يُلح
شئ مايصرخ فيها إنه لن يعود
وشئ مايوقظ في داخلها كل شكوك وظنون الأنثى في لحظة الأنتظار
تُرى هل نسي؟
هل.... خان؟
هل ...رحل؟
ومع أول إشعاع للصباح
حادثها أحدهم ليخبرها بضرورة وجودها في المستشفى
لأن أحدهم يُصر على رؤيتها قبل دخوله غرفة العمليات

وهناك التقته
باسمآ في وجهها كعادته برغم الألم
قال لها :
(سامحيني
أعلم أن رحيلي سيسرق منك كل شئ
وأعلم كيف ستكون لياليكِ بعدي
وأعلم مساحة الرعب التي سيخلفها رحيلي في داخلك
وأعلم أنه لاشئ سيملأ الفراغ خلفي
وأعلم كم ستقتلك البقايا
وأعلم كم ستكسرك الذكرى
وأعلم تحت إي مقاصل العذاب ستنامين
وفي إي مشانق الأنتظار ستتعلقين
وأعلم كم ستبكين وكيف ستبكين
وأعلم أني خذلتك وأعلم أنكِ ستغفرين)

ومضى إلى مصير تجهله
كانت رائحة الوداع تملأ حديثه
لكنها تعلقت بآخر قشَة للأمل
وانتظرت...
انتظرت...
انتظرت...
وكانت تردد بينها وبين نفسها
ماذا لوأنه رحل؟...
ماذا سيكون لون حياتها؟
بل ماذا سيتبقى من حياتها؟
لم تحتمل ثقل سؤالها ,فجلست فوق الأرض
ماعادت قدماها تقويان على حملها
استندت إلى الجدار في إنتظار حكم الحياة عليها

ومن بعيد لمحته يأتي
يتقدم نحوها
إنه الطبيب الذي أجرى له العملية
تمنت أن يقف مكانه... أن لايتقدم أكثر
أن لايفتح فمه بنبأ رحيله
دقات قلبها تزداد ... أنفاسها تتصاعد
تُرى .... هل رحل؟
أغمضت عينيها
ووضعت يديها على أُذنيها
لاتريد أ ن تسمع.... لاتملك القدرة على أن تسمع نبأ كهذا النبأ

لاأحد يعلم كم من الوقت مر قبل أ ن يصلها الطبيب
ربما لحظات .... ربما سنوات
لكنه أخيرآ وصل
وقف أمامه باسمآ...قائلآ:
كُتب له عمر جديد يا سيدتي
نجحت العملية.... وسيعيش
وانتظر أن ينطلق منها صوت الفرح
لكنها صمتت
لم تنطق أبدآ...
لقد رحلت..قتلها الأنتظار والخوف والترقب

عفوآآآ
إنها امرأة
وصلت بتعلقها به إلى درجة رفض الحياة في غيابه
هل توجد مثل هذه المرأة الآن؟
هل يوجد مثل هذا الرجل الآن؟



http://www.x66x.com/download/120448578f934ca5b.jpg

ترى
من قتل من؟<!-- / message -->

راكان _20_ 17/06/2008 02:07 PM

سألها يومآ: ماذا لو خنت ؟
قالت :سأقتلك

قال :وماذا لو مت ؟
قالت :ستقتلني
عندها أدرك أنها أمرأة ترفض الحياة بغير وجوده فتمسك بحياته أكثر
وتمنى أن يعيش إلى الأبد كي يجنَِبها ألم فقدانه وفجيعة رحيله

ما أجمل الحب الصادق و ما أروع كلامته و مشاعره الصادقه

لك تحياتي على الروائع ....

dont bather me 17/06/2008 02:22 PM

من القلب شكرًا ( شعاع ) شكرًا ، وشكرًا للنسمات التي حملتك إلى ((هنا )) ، أنا بـ انتظار "بوحك " كل


صباحٍ وكل مساءٍ ، فدعينا نتنفس ترانيمك الخاصة والتي دون شك ستكون عذبة ..!



(( ... تحية حمراء أخطها بـ ماءالزهر لك ))


http://www.almasee.com/vb/upload/168_1138869409gif

شعاع مسقط 17/06/2008 02:25 PM

http://www.x66x.com/download/26248579f1e75932.gif


الوقت المعتمد في المنتدى بتوقيت جرينتش +3.
الوقت الان » 01:58 AM.

Powered by: vBulletin Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd