حياكم
من منكم يتذكر هدف نواف (الاخضر) في كأس آسيا بلبنان ؟؟
ومن يتذكر افئدة تزاحمت تلك الليلة عند حدود القمر وهي تتراقص طربا على ايقاع نواف؟؟
ومن يتذكر احتفالية هذا الصقر بذاك الهدف ؟؟
كم هي رائعة تلك النظرات الممتلئة بعزة النفس والمدفوعة بحماس نبضات تدافعت كقذائف الحمم البركانية التي لا يطفئها الا قذيفة نواف نفسها..
آنذاك.. وبعد تسديدة لا تتكرر الا كل عشرين عام.. انطلق الصقر بعد ان طبع قبلة على سبابته ومن ثم اشار بها الى كل من رأى فيه مستقبل الكرة الخضراء..
انطلق نواف وهو في نشوة اهتزت لها جبال لبنان وغارت منها صبايا بيروت..
من منكم يتذكر هدف نواف (الازرق) في نهائي الكأس امام الاهلي ؟؟
ومن يتذكر تلك التسديدة اللولبية التي لا يتقنها الا نجم من طراز (زيدان) ؟؟
ومن يتذكر ذهول كل من شاهد ذلك الهدف ؟؟
اجزم ان كل هلالي رزقه الله بمولود تلك الليلة قد اسماه نواف..
من منكم يتذكر انفرادة نواف بالمرمى الشبابي حتى أعاقه الحارس وكانت ضربة الجزاء التي قلصت الفارق وكانت مفتاح الفوز الازرق لكأس دوري خادم الحرمين الشريفين في مباراة مجنونة ؟؟
من منكم يتذكر... و يتذكر... و يتذكر...
أيا نواف... أضاعوك وأي فتى أضاعوا
أيا نواف... نهشت عظامك انياب لا تملك من الوفاء مثقال حبة من خردل !!
أيا نواف... أما آن لك ان تبحث عن المدينة الفاضلة..هناك حيث لا قهر ولا خذلان ؟؟
أبا بندر...
اعلم تماما بماذا كنت تفكر وانت في المستشفى غداة الاصابة اللعينة التي ابتلاك الله بها بانبراشة جائرة من الخلوق اللطيف الامّور (قائد النمور)..
واعلم تماما كيف كنت تتخيل وترتقب احتفالية غير مسبوقة بعد خروجك سالما معافى..
واعلم تماما كيف احترقت تلك العبرة في عينك وانت ترى التجاهل غير مصدقا..
واعلم تماما كيف كانت حسرتك على تاريخ تم تجاهله من أناس استكثروا عليك حفنة من النقود اثناء فترة علاجك..
واعلم تماما كيف كنت تضغط على نفسك امام صيحات متهورة من مشجع لايدرك فتك الظروف على اعصاب ابن آدم..
واعلم تماما كيف كنت تعاني في دكة البدلاء وانت ترى من هم اقل منك سنا وتاريخا ونجومية ومهارة ينتزعون الآهات على ارض الميدان..
ابا بندر...
ليس الزمان هو الزمان ... ولا المكان هو المكان
وليس هذا هو وقت :
(ابكي على البمبره وابكي على التينه ... وادعي على من ذبح قلبي بسكينه)
بل هو وقت انتصار الارادة ولا شيء غيرها...
وقبل كل شيء هو وقت الاستخارة.. فما خاب من استخار
وأيا كانت النتيجة...
سامحنا ابا بندر.. لأننا نحبك
تقبلوا محبتي
فهد العلي