خروج الفريق البافاري من دوري أبطال أوروبا، وفشله في احراز لقب الدوري والكأس يعزز الفكرة القائلة بان احصنة الفريق بحاجة إلى التغيير.


برلين - من رينو لافارني

عاش بايرن ميونيخ الذي فقد لقبه بطلا لدوري ابطال اوروبا في كرة القدم اثر خسارته امام ريال مدريد صفر-2 في اياب الدور ربع النهائي الاربعاء، موسما كئيبا تاركا النجومية المحلية لفريقي باير ليفركوزن وبوروسيا دورتموند.

وتعتبر حصيلة بايرن ميونيخ، الذي يحتل المركز الرابع برصيد 56 نقطة بفارق 9 نقاط عن باير ليفركوزن المتصدر قبل المراحل الاربع الاخيرة من البطولة والذي خرج ايضا من مسابقة كأس المانيا، جيدة في نظر كثير من الاندية لكنها في الواقع لا تتطابق مع ثقافة الفوز التي قدها الفريق البافاري في الصخر.

ولم يتجاهل المسؤولون في نادي بايرن ميونيخ مثل هذا التراجع في الموسم الحالي الذي اعتبروه "موسما انتقاليا"، وتوقع المدرب ايتمار هيتسفيلد في نهاية الموسم الماضي الاستثنائي "تراخيا من جانب رجاله".

من جانبه، استبق مدير الفريق اولي هونيس نهاية حلقة من المجد حين اعلن عن عملية "تشبيب" لفريقه حتى صيف 2003، تحسبا لكأس العالم 2006 التي ستحتضنها المانيا.

واثبتت الحقائق على الارض هذه المخاوف رغم الفترة السعيدة التي مر بها بايرن ميونيخ، بطل المانيا 17 مرة (رقم قياسي) وبطل اوروبا 5 مرات، في الخريف حيث برهن مرة جديدة على انه ماكينة الفوز في الكرة الالمانية.

لكن للاسف، فمنذ موسم 94-95، لن يدخل هذا العام اي لقب جديد الى خزائن بايرن ميونيخ، وقد لاحظ اوليفر كان، حارسه العملاق الذي يعتبر رمزا لثقافة الفوز، ان "بايرن ميونيخ ليس تلك الماكينة العتيدة التي تكفيها كبسة زر واحدة للحصول على الالقاب".

ويرى هونيس ان الحل يمر عبر "ضم لاعبين شباب موهوبين ومندفعين لم يسبق لهم ان حققوا هذا الكم من الالقاب"، وقد اعطى لاعبا الوسط سيباستيان ديسلر (هرتا برلين) وميكايل بالاك (باير ليفركوزن) موافقتهما على الانتقال الى الفريق البافاري، وهما سيحلان محل ستيفان ايفنبرغ (33 عاما)، قائد ورمز بايرن في نهاية القرن الماضي، والذي سينتقل حسب ما يقال الى انكلترا او اسبانيا.

ولم يعرف ما اذا كان تراجع بايرن ميونيخ مفارقة او مجرد صدفة لانه يأتي في الوقت الذي يزداد فيه عدد الشركاء الماليين للنادي: مساهمة شركة اديداس للتجهيزات الرياضية (75 مليون يورو)، وعقد رعاية مع دويتش تلكوم للاتصالات (120 مليونا حتى 2008)، وشركة اودي للسيارات (5 ملايين يورو في الموسم الواحد حتى 2008)، وشركة التأمين اليانتس التي سيحمل الملعب الجديد المتوقع الانتهاء منه عام 2005 اسمها حتى عام 2021 (عشرات الملايين).

وستغطي هذه العائدات التي تأتي في وقت ادى فيه افلاس شركة كيرش العملاقة الى انخفاض عائدات الدوري (البوندسليغا) بشكل ملحوظ، فقدان الارباح التي كانت متوقعة للنادي قبل ان يخرج من دوري ابطال اوروبا حيث حصل هذا الموسم على 30 مليون يورو مقابل 50 مليونا العام الماضي عندما توج بطلا.

واحتمال المشاركة في مسابقة كأس الاتحاد الاوروبي فقط وليس في دوري ابطال اوروبا الموسم المقبل، امر ليس مستبعدا لان بايرن يحتل المركز الرابع بفارق 3 نقاط عن شالكه الثالث.

ويحمل باير ليفركوزن متصدر الدوري المحلي والذي بلغ نصف نهائي دوري ابطال اوروبا على حساب ليفربول الانكليزي، وبوروسيا دورتمود الثاني (61 نقطة بفارق 4 نقاط عن الاول) والذي وضع قدما في نهائي كأس الاتحاد وقد يثبت فيه القدم الثانية هذه الليلة حيث يتقدم على مضيفه ميلان الايطالي 4-صفر ذهابا، مشعل الكرة الالمانية بعد فشل بايرن ميونيخ الذي بات يتعين عليه الانتظار الموسم المقبل للانطلاق من جديد.