
22/05/2008, 02:39 PM
|
زعيــم جديــد | | تاريخ التسجيل: 17/11/2005
مشاركات: 21
| |
لماذا يحاكموننا في إبداء مشاعرنا ؟ آهٍ يا للكبت !
تجدهم يتضجرون ويتململون بشكل مثير جدا حين تبدي مشاعرك تجاه حدث ما ، وليكن مثلا موت حبيب أو صديق أو حتى صديقة ما في عالم النت. يحاكمون مشاعرك ، يشككون بها ، يلهبون الأجواء ، ويكون الصخب ديدنهم ، فتراهم يلوون عنق الإجابات لتأتي كما يريدون ويحلو لهم. ماهذا ؟ حتى ونحن نظهر حزننا لانخلو من عتاب وحملة شك رهيبة لو واجهها " مفستوفيلس " * لسقط وتعثر. برغم أنه كان يفعل الأفاعيل ليوصل " فاوست "** إلى كل حلم يبحث عنه. لماذا يظهرون لنا بهذه الصورة ؟ هل انتهت كل المشاكل والأحزان ومصائب الكون لتكون هذه المشاعر - مشاعرنا هي المسألة الأولى والأهم على قائمة ألسنتهم التي لن أقول عنها أنها سليطة إنما مؤذية بشكل أكثر من كافٍ ؟.
اتركونا وشأننا لنفرحْ ، لنغتمْ ، لنموتْ أيضا كما نريد. فحياتنا واحدة إذ ليس لنا غيرها فدعونا نعيشها " بالطول والعرض " بدون تفسير سيء للنوايا أو محاكمات بالية ليس من ورائها طائل. هل تسمعون صوتي ؟ هل هو من الوضوح بمكان ؟
ولا نريد في نهاية الأمر أن نخسر بعضنا وبالتالي يكون حالنا كما قال شاعرنا السامق أبو الطيب :
بم التعلل ؟ لا أهل ولا وطن
ولا نديم ولا كأس ولا سكن
أو بشكل أكثر قسوة
كفى بكَ داءً أن ترى الموت شافيًا
و حسبُ المنايا أنْ يكنّ أمانيا
ودمتم بسعادة تطــولـ
----
* الشيطان في مسرحية فاوست لـ جيته
** بطل المسرحية
اخر تعديل كان بواسطة » ارتشاف في يوم » 22/05/2008 عند الساعة » 03:48 PM |