هـنـا الــريـــــاض..
حياكم
يالـلعشق المتجلي في صباح مزدحم لايخلو من تراكيب معقده..
في صميمها (فسحة.. وهدوء.. وضجيج.. وتمازج................ ومواطن عاشق)..
ويالـ شروق الشمس التي كأني بها لم تشرق من قبل بهكذا نشوه..
ويالـ جبروت السيطرة عندما تطغى على قلب المحب...
وياللرياض ...
المشهد اليومي:
انطلق من منزلي شرق الرياض فاندمج في اعظم زحامات الدنيا في طريق خريص..
تاخذ المركبات طريقها في بطء قاتل باختلاف النفسيات..
فذاك قد اخرج رأسه من النافذة وقد تأبط شرا واخذ يكيل الشتائم والسباب..
وآخر قام بفتح طرف النافذة مشعلا سيجارة في هدوء تام..
وثالث فتح جواله للتو بعد اغلاقه طول الليل واخذ يتنقل بين البريد الوارد..
ورابع طائش تركب بجانبه شقيقته التي تأخرت عن الكلية فتراه يتخطى رقاب المركبات يمنة ويسرة في ربكة لا يعلمها الا الله..
وبعد مسافة بسيطة.. يظهر البطل في سيناريو (زحمة خريص)..
فإذا هو (اكبر غلام) تارة او (محمود حلمي) تارة اخرى..
في سيارة من عهد الهكسوس.. بل هي من عام الف واربعمائة (وخشبه)..
لا تقتات بالوقود او الديزل بل (بالمراميه)..
ورجل المرور غير بعيد يتفرج بصمت مطبق..
و ياللرياض ...
وللمساء حكاية اخرى في مدينتنا الحالمه..
سيارة همر صفراء تثير ربكة في طريق التحلية..
شاب ذو شعر يقترب في شكله من كوشة العروس..
امتطى صهوة ذلك الهمر..
واخذ يطارد جمسا ذهبي اللون يمتليء بما لذ وطاب من ابداعات الخالق..
وليست سوى دقائق معدودة..
الا واكتمل الطابور بجميع الحضور..
تكتشف حينها ان لا مكان لك في هذه التظاهرة..
فتخرج من التحلية وانصحك ان لا تذهب الى موسى بن نصير (حفظا للكرامة)..
اذهب الى طريق التخصصي ولا تأبه بستة شباب تطاولت اصواتهم عند مدخل اليورومارشيه..
جائع؟؟
تذكر انك في الرياض..
المطاعم هنا (مملكة في قلب مملكة)..
ولكن احذر ان تذهب جنوبا او غربا..
حيث السويدي والشفاء والبديعة..
ستصطدم في طريقك بروائح العزيزية..
وقد تمتنع عن الطعام ثلاثة ايام..
واذا قررت ان تتجه شرقا..
فاحذر النسيم.. فكم من كائن (لطيف)..
عليك بالشمال رغم غلاء المهور..
ولكنك بالمقابل ستستمتع بالاشجار والورود والمناظر الخلابه..
مما يعطيك شهية مفتوحة لتناول العشاء..
وبعد ان تدغ هنيئا مريئا..
وتحديدا عند الثانية عشر..
ستكتشف ان الرياض برمتها قد تشرذمت الى قسمين..
قسم في الثمامة..
والآخر في طريق القصيم..
و (جمر يامعلم)..
وهكذا حتى يتبين الخيط الابيض من الخيط الاسود من الفجر..
والى صباح جديد..
دامت لنا الرياض..
ودمتم لي..
.
.
.
.
.
.
.
.
.
فهد العلي