المشاركة السابقة   المشاركة التالية
  #1  
قديم 24/05/2008, 06:52 PM
زعيــم نشيــط
تاريخ التسجيل: 16/07/2007
المكان: بين تقلبات الحياة..!!
مشاركات: 602
أبــــــلغ من وجــع..!!!





مدخل

قال تعالى : (( وتحسبهم أيقاظاً وهم رقودٌ ))

تعج الأنحاء وتتلاعب الأنوار وتتزاحم المقاعد وتصفق الأيادي وتعلوا الأصوات بعد أن نهض وزير الصحة
مرتدياً مشلحه ومتباهياً بزيه بعد أن غمغم بكلماته وطفح بأفكاره مخلفاً ورائه تصاريح مبهمه وأفعال واهمة
ومزيفة وأخطاءً طبية مبثوثة وشهادات مزوره ومستشفيات شكلية ولا زال وزير الصحة يراوح مكانه
دون أي فائدة ترجى في مجال إسترجاع حقوق الضعفاء المسلوبة من المرضى التي هضمتها الأخطاء الطبية
وطوت السنوات أوراقها على يد وزير الصحة المتغطرس بعد أن تجلت لنا ما سبق ذكره..
وفي الوقت الذي تؤكد فيه وزارة الصحة ( ممثله بمنسوبيها ) على حرصها وتكريسها لوقتها لهؤلاء المرضى
وهي توهم نفسها أو بالأصح توهمنا بأنها تسعى جاهدة لبناء هذه الوزارة التي تقوم على تعاون الأطباء وترتكز
على علاج المرضى وتنمية هذا الصرح الهائل ولكنها كشفت لها حقيقة
غير واقعة ، فأستحدث عن معضلة خطيرة تهم جميع طبقات المجتمع فهي قضية أو بالأصح هي أزمة يعاني منها الكثير يوما بعد يوم دون أن يلقوا لها بالاً..
كثيرة هي الوقائع وعديدة هي الملمات التي حاقت بالصحة وخاصة بعد أن مرت علي تلك الحوادث التي كانت في طياتها الكثير مما يدل على أن ما يحصل ليس إلا نكبة خطيرة وقضية مهمة حاملة معها دروساً وعبر ، فقد آن الأوان لفهمها وإستخلاص العبر منها...







فإني سأستشهد بقصتين أخذت حيزاً من التغطية الإعلامية ومن إهتمام الرأي العام مؤخراً ولازالت مستمرة عدا واحدة..
فقد عرفنا أن المستشفيات لن تعمل على إنقاذ حياة المريض ما دام والده خارد البلام مالم تصلها مستحقاتها عبر شيكات مصدقه ، حتى لو كان المريض مخترعاً مثل ( مهند أبوديه )
فالبعض حين سمع عن حالته إعتقد أنها ليست إلا مسرحية خيالية من فرط مأساويتها وعمق حزنها ، فتى عشريني هو الولد الوحيد في أسرته تنبع من دواخله طاقة وإقبال على الحياة ، فهو ذو هم عال وطموح مدهش ، فلم يزل طالباً جامعياً ذو نشاطات فكرية وعلمية متعددة دفعته ليطلق عليه لقب المخترع وقد شرفه ذلك للمثول أمام خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله..
بعد الإحتفال بزفافه بعده أيام تعرض ( مهند ) لحادث مروع نجم عنه إعاقة دائمة حطمت أحلام هذا الفتى النجيب وعرضه ذلك لبتر أحد أطرافه وتدهورت حالته الصحية نتيجة تأخر إستقبال حالته بأحد المستشفيات على وجود تعميم صادر لجميع المستشفيات بإستقبال المصابين من جراء الحوادث المرورية وتسجيل المستحق على وزارة الصحة ومع ما حصل وسيحصل لن نجد عقاباً لهؤلاء ، لذا أصبح المخطئ يتمادى في خطئه لأنه يعلم أنه " ما حولك أحد " ..!!
فالمبرر الحيثي كونه شخصية مميزة وإبن شخصية إعلامية ومشهورة فمن المتوقع أن يحظى بتغطية إعلامية أكبر ، فقد جعلت تركيزها على التفاصيل المأساوية بشكل دقيق..
لقراءة المزيد عن مأساة المخترع مهند وكما يرويها والده الإعلامي المذيع جبريل أوديه إضغط هنا






أما الشخصية الأخرى فهي بنت الأديب الرائع محمد الحضيف رحمها الله فمعاناه هديل لم تكن الأولى ولن تكون الأخيرة مع " مهازل " المستشفيات الحكومية فآلاف الحالات لا يتم قبولها في المستشفيات الحكومية بحجة عدم وجود أسرة - والحقيقة هي عدم إستقبال كل من هب ودب - فتاة لم تبلغ الخامسة والعشرين من عمرها ، كنت أسمع هديلها من خلال كتاباتها ، أوت إلى فراشها ذات ليلة قبل أسابيع قليلة ، ثم صعبت عليها اليقظة في الصباح فقد أصيبت بغيبوبة إبتلعتها وأخذت معها بهجة أهلها وأصدقائها ، من ثم فاضت روحها إلى بارئها رحمها الله رحمه واسعة وأسكنها فسيح جناته..







فمن وجهه نظري المتواضعة أن ما حصل لمهند وهديل إلا دلالة على ما يحصل بشكل شبه يومي فعنابر العناية المركزة مليئة بحالات مشابهه لما ذكر أعلاه وأجزم أن الكثير قد مر عليه سواء سمع أو شاهد مثل هذه التفاصيل المأساوية ولكنها لم تحظى بتسليط الضوء مما جعلته حدثاً إعتيادياً..
فحالتهم المأساوية التي عايشوها وعايشها المئات جاءت لتسدي خدمة وتدفع بقضية أصحاب الحقوق المهضومة للمقدمة علها أن تصل لمن لايسمع أو بالأصح من يوهم الآخرين بأنه لا يسمع..
وقد تدفع المسؤولين والقائمين على برامد الرعاية الصحية المعدمة في هذه البلاد كي تضعنا وجهاً لوجه بشكل أكثر كثافة وصفاقة مع مأساوية خدماتنا الصحية تماماً كما حدث بعد قضيه ( حمى الوادي المتصدع ) والتي كان نتاجها الإهتمام الجلي بمنطقة جازان..






ولكن ماذا يفعل من ليس والده بإعلامي أو أديب أو من لا يجد أن يكتب عنه؟؟!!

فهناك الضعيف المحتاج تعرض لذات الإبتلاءات والتي تنتظر فرجها ، فمن المفترض بنا أن نتمتع جميعاً بذات الحقوق وأن نكون متساوين في العدالة والنظام لذا يجب أن تغربل وزارة الصحة رأساً على عقب وأن يوقف من كان سبباً في عرقلة هذه الوزارة وأن يقف من قبل المسؤولين الكبار لمعرفة هذا الفشل الذريع ولإعادة هيكلة وزارة الصحة من جديد لكف الألم الذي زرع في نفوس المرضى وهضم حقوق الكادحين المقهورين المغلوبين على أمرهم..؟!!

فمهند ليس المخترع الوحيد الذي تحطم جسده على قارعة الطريق وهديل ليست الوحيد التي لم يستطع أي مستشفى حكومي أن يستقبلها ليوفروا لها سرير أبيض يضم تلك الفتاة الرائعة ذات الروح الإيجابية فمن لم يكن مثلهم ماذا سيفعل ؟؟!!
هل سيعدم هذا التفاعل العظيم والتنازل الجسيم والتساؤل القويم؟؟
صحيح أنهما مجرد حالتان ضمن جمع هائل لكنهما فتحتا أعين الكثيرين على باقي المشاهد فطريق الطب أصبح لابد وأن يترقب المرء بوجل إلى أي المسارب سيأخذهم..







تابعت كما تابع غيري من الملايين برنامج "99" على القناة الرياضية ، وكان الحديث يصب تجاه الأخطاء الطبية ومحاولة من المقدم لإيجاد حلول جذرية مع الأستاذ سعد الدوسري الكاتب في صحيفة الرياض..
تطرق البرنامج للكثير من قضايا الإهمال في مستشفيات المملكة والتي تسببت في إعاقة أو إزهاق أرواح وأنفس زكية..
كان من ضمن ضيوف البرنامج أحد ضحايا مستشفياتنا والذي فقد بصره منذ 14 عاماً بسبب خطأ طبي وعند سؤال الضيف حيال تقديمه لشكوى ضد المتسبب ، ذكر أنه قام برفع قضيه بأحد أروقه المحاكم..
فما كان من القاضي إلا أن إتهمه بالكذب بدون قراءة للتقارير وهدده بالسجن إذا لم يحضر أدلته ضد المستشفى.
كما ذكر بأنه بحال القضية فلن يتحصل على أكثر من 10آلاف ريال كتعويض !!
ولمشاهدة جزء من الحلقة إضغط هنا.





أعزائي من يعبأ بهؤلاء المرضى ومن يلتفت إلى معاناتهم؟؟

لذا يجب علينا أن نتحرك بحماس وحزم أكبر وأن نتخذ موقفاً حازم صارم لا مرونه فيه كي لا تكون الحصيلة فيه ضياعاً وفراغاً بلا جدوى ، وأن نصحح الأخطاء التي كشوفها لنا عبر مآسيهم الخاصة التي تدمي الضمير الإنساني وتجرح ذاكرة المتشدقين بحقوق الإنسان.
أعلم بأني لست الأولى ولن أكون الأخيرة ممن ينتقد فقد سمعت وقرأت إنتقادات كثيرة عن الأخطاء الطبية المشتته التي أضاعت المرضى وأربكتهم وباتت تهدد أرواح البعض..
فالأطباء بتخبطون من مكان لآخر دون أن يتم التأكد بأنهم قد غرسوا الكفايات وقد تمكنوا منها فبنهاية دراسته قد نجد منهم من لا يجيد فحص المفاصل ولا يجيد التعامل مع نتائج التحاليل المتخصصة في أمراض متعددة لذا لابد لنا من وجود آليه للتحقق من صحة هذا الأمر ، وإتخاذ الحل اللازم من خلال الضعف الشديد في الشخصية في بعض من هؤلاء الأطباء وضعف قدراتهم في إتخاذ القرارات الطبية السليمة وضعف القدرة على إتخاذ قرار معين بإسلوب رصين..
وأضيف إلى ذلك ضعف المهارات السريرية أيضاً..
يجب علينا أن ننمي المهارات الطبية بإجراء دورات للتعليم والتدريب لنربي شخصية طبية علمية رصينة واثقة بما تقول وتعمل حتى لا يأتي من يخمن ( شختك بختك ) كما هو حاصل خبط عشواء..!!
إلى متى يظل الوضع على هذا الحال؟ أخطاء ( بالهبل ) بالجملة؟ محسوبيات ؟ ظلم ؟ غياب العقاب؟!!






في الختــــــــــــــــام ....
تبقى الأحاديث والكتابات للتنفيس بما يخالج النفس ، بما فيها من القول الصريح أو المقنن وبما تحمله الآراء الخاصة أو تلك المنبثقة رهن التنظير..
فالكلام مباح وقد يكون مشنفاً للآذان ومبصراً لجل العيون ولكنه يبقى في خانه المكوث في الوعاء وإن لم يشرب لا يتغلغل أو يدخل لمن يلزم عليهم فعل ذلك وإنما يبقى كما هو!!
من يدرك أن في هذا العصر لابد لنا من إستبدال الوزير بحسب أفعاله الواهمة وتصاريحه المنتقاة بصاحب الهمة الواعية اليقظة المتقدة كي نخرج مشروع فاعل بعيداً عن مدارات التنظير وأن يسهب في عمق الحاجة لنشئ أطباء واعين يحملون أساليب تربوية تحفظ مرضانا داخل حدود الحياة..
لم أسطر هذه الكلمات بإيقاع قلمي وإنما بنزف دمي لذا أخشى أن تكون هذه الكلمات صفحة من صفحات هذا المنتدى ثم تدفن في غياهب النسيان لتنبت عليها زهور اليأس ويبقى الكلام مجرد هراء يذهب في الهواء..






مخرج


" اللهم لا تسلط علينا من لا يخافك ولا يرحمنا "



همســـه :


( (شــــــذى ))


إلى الأخت الغالية شذى أوجه رساله تحمل بين جوانحها المحبة والمعزة ، رسالة شكر وتقدير وإمتنان أبثها إليك عبر أنداء هذا المكان علها أن تصل إليك معطرة برائحة الورد الطائفي على روعة تنسيقك وبذل جهودك في موضوعي هذا ، إن ما يحمله لك الوجدان أرجوا أن يشفع فيما عجز عنه البيان ولا حرمك الله الأجر المنان..


شكراً لك من القلب..



(( مواصل من عام 1413هـ ))


أخي القدير عبدالله لا يسعني إلا أن أقف حائرة أمام هذه الجهود المبذوله من تعقيب رائع ودقة أروع وتصحيح أفضل فما أصعب أن أبحث عن كلمات الشكر فلا أجدها وما أشد أن يقف الإنسان مكتوف الأيدي أمام هذا الجهد وليس له سوى وسيلة المدح والثناء..


بارك الله سعيك وسدد على دروب الخير والحق خطاك..


شكراً لك من القلب..


اضافة رد مع اقتباس
   

 


قوانين المشاركة
غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
غير مصرّح لك بنشر ردود
غير مصرّح لك برفع مرفقات
غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك

وسوم vB : مسموح
[IMG] كود الـ مسموح
كود الـ HTML مسموح
Trackbacks are مسموح
Pingbacks are مسموح
Refbacks are مسموح



الوقت المعتمد في المنتدى بتوقيت جرينتش +3.
الوقت الان » 12:46 AM.

جميع الآراء و المشاركات المنشورة تمثل وجهة نظر كاتبها فقط , و لا تمثل بأي حال من الأحوال وجهة نظر النادي و مسؤوليه ولا إدارة الموقع و مسؤوليه.


Powered by: vBulletin Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd

Google Plus   Facebook  twitter  youtube