الميول الرياضية للإعلامي !
في إعلامنا المقروء منه والمرئي , يتحفظ الكثير من الاعلاميين على ميولهم الرياضية ,
والتي وإن كانت معروفة من قبل المتابعين ,
إلا أن الاعلامي يحاول بكل طريقة أن ينفي ميوله أو عشقه لنادي معين .
تحفظ الاعلامي على ميوله الرياضية أراهـ من وجهة نظر خاصة
يزيد مساحة الشكوك حول حيادية الاعلامي ,
فهو عندما يخفي ميوله أو يحاول أن يوهم بانتمائه لنادي غير النادي الذي يعشقه فعـلاً يجعل البعض يطرح تساؤلاً وهو :
لماذا يخفي ميوله ما دام أنه يثق بما يطرحه ويكتبه ؟
المتابع الرياضي للاعلام لا يتقبل رأي الاعلامي الذي يختلف معه في الميول ,
ويبدأ في تفسير ما يرى ويكتب بشكل مختلف .
لذا يكون المتلقي مستعداً للإختلاف مع الطرح الاعلامي ,
قبل أن يقيمه تقييماً منطقياً ما دامت الميول مختلفة .
الاعلام الرياضي سابقاً , يرفض حتى مجرد النقاش حول ميول القناة الرياضية أو الملحق الرياضي ,
لأنهم كما يرونها غير موجودة بالأصل ,
شيئاً فشيئاً بدأنا نسمع الكثير من الاعلاميين يتفقون أن الجريدة الفلانية والعلانية تميل للنادي الفلاني أو العلاني .
الآن أصبح الدور على الاعلامي كشخـص , ومتى يفصح عن ميوله الرياضية ؟
من وجهة نظري أن مكابرة الاعلاميين وإصرارهم أنهم يكتبون ويعملون من دون وجود ميول محددة لهم ,
يزيد من أزمة الثقة بين المتلقي والاعلام .
كنت وما زلت أرى أن الاعلامي الناجح ,
هو من يعترف بميوله ويترك للمتلقي والمتابع تقييم عمله الاعلامي ,
مع عدم الإكتراث لمن يربط بين تقييم عمل الاعلامي وميوله .
كم من الاعلاميين تختلف معهم في الميول ,
وربما في الأراء وتظل تشيد بمهنيتهم العالية وسمو أخلاقهم .
وكم أيضاً من الاعلاميين الذين تتفق معهم بالميول والرأي,
وتختلف معهم بكثير من الممارسات الاعلامية التي تتمنى ألا تراها في اعلامنا المحلي !
في القناة الرياضية السعودية رأيت كيف بدأت القناة بإستقطاب أسماء رياضية لامعة لتحليل المباريات ,
تلك الأسماء هي في السابق نجوم أندية ,
وأصبحـت نجوم اعــلام ,
على سبيل المثال لا الحصر نشاهد يوسف الثنيان وفيصل أبو ثنين وعبدالرحمن الرومي ويوسف خميـس .
استمتع كثيراً وأتابع تحليل الثنيان والرومي قبل مباراة الهلال والشباب ,
والثنيان يررد ( فريقنا ) لديه نقاط قوة ( فريقنا ) لديه نقاط ضعف ,
والحال ينطبق على الرومي , وهو يقول ان شاء الله الشوط الثاني شبابي ,
هذهـ العفوية والتحليل الفني لنجوم يعبرون عن ميولهم بلا شك ,
تعطي جواً مختلفاً رائعاً للمتابع .
الأمر نفسه أتمنى أن يكون داخل الصحافة الرياضية ,
أتمنى أن يقدم الصحفي نفسه للاعلام بميوله من دون قناع .
ويمارس الاعلام بحيادية ومنطقية ,
تجبر المتابع على الاحترام والاقتناع بغض النظر عن الميول .
الأربعاء 14 مايو 2008 عدد 70